هذا الحبيب يا محب 102


الحلقة مفرغة

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد:

فقد انتهى بنا الدرس إلى ثاني أحداث السنة التاسعة.

قال: [وثاني أحداثها:

غزوة تبوك] وتبوك اسم عين ماء شمال المدينة.

[غزوة تبوك تعتبر من أعظم مغازي الحبيب صلى الله عليه وسلم، وذلك لصعوبة الظرف الذي وقعت فيه، إذ هو ظرف جديد ومجاعة وشدّة حر، وبعد مكان وشقة، وكثرة عدو وقوة، ولم يكن هناك نفير عام في غزوة غير هذه، ولم يكن الرسول -القائد الأعظم صلى الله عليه وسلم- ليحدد اتجاهه في غزوة من الغزوات إلا في هذه.

كل هذا -وغيره- جعل غزوة تبوك من أعظم الغزوات، ويدل على ذلك ويشهد له الآيات العديدة من سورة التوبة كقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ [التوبة:38] في آيات عديدة، وآخر تلك الآيات قوله تعالى: مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ [التوبة:120] وسمي جيشها بجيش العسرة إذ بلغت العسرة يومها أشدّها].

أسباب هذه الغزوة

قال: [أسباب هذه الغزوة:

إن السبب الرئيسي في هذه الغزوة الصعبة: أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغه أن هرقل ملك الروم ومن معه من العرب المتنصرة من قبائل لخم وجذام، قد أجمعوا المسير إلى الحجاز لحرب محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمين؛ مبادرة منهم له حتى لا يكون هو الذي يغزوهم بعد أن ذاقوا مرارة غزوة مؤتة التي جلبوا لها مائتي ألف مقاتل، ولم يتمكنوا من إبادة ثلاثة آلاف مقاتل لا غير، بل ولا حتى هزيمتهم، والحمد لله].

قال: [أسباب هذه الغزوة:

إن السبب الرئيسي في هذه الغزوة الصعبة: أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغه أن هرقل ملك الروم ومن معه من العرب المتنصرة من قبائل لخم وجذام، قد أجمعوا المسير إلى الحجاز لحرب محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمين؛ مبادرة منهم له حتى لا يكون هو الذي يغزوهم بعد أن ذاقوا مرارة غزوة مؤتة التي جلبوا لها مائتي ألف مقاتل، ولم يتمكنوا من إبادة ثلاثة آلاف مقاتل لا غير، بل ولا حتى هزيمتهم، والحمد لله].

قال: [التعبئة العامة:

وأعلن الحبيب صلى الله عليه وسلم لأول مرة عن قصده، فلم يورِّ ولم يعمِّ -كما كان قبل يوري ويعمي على العدو- بل أمر الناس بالجهاز، وأعلمهم أنه يريد غزو الروم وأعلن التعبئة العامة، وتجهز أقوام وتباطأ آخرون، فأنزل الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [التوبة:38-39] إلى قوله تعالى: انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [التوبة:41]].

جمع المال لخوض المعركة

قال: [جمع المال لخوض المعركة:

ولما كان المال ضرورياً للتجهيز الكامل من رجال وسلاح وكراع، أمر الحبيب القائد الأعظم صلى الله عليه وسلم بجمع الأموال، وتسابق الصالحون في هذا الميدان فأنفق أبو بكر الصديق كل ما يملك، وأنفق عمر بن الخطاب نصف ما يملك، وأنفق عثمان نفقة قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اللهم ارض عن عثمان ؛ فإني عنه راض ) إنه جهز جيش العسرة وحده -أو كاد- إذ أنفق ألف دينار وألف بعير، وحمل رجال من أهل اليسار والغنى واحتسبوا أجرهم على الله تعالى].

قال: [جمع المال لخوض المعركة:

ولما كان المال ضرورياً للتجهيز الكامل من رجال وسلاح وكراع، أمر الحبيب القائد الأعظم صلى الله عليه وسلم بجمع الأموال، وتسابق الصالحون في هذا الميدان فأنفق أبو بكر الصديق كل ما يملك، وأنفق عمر بن الخطاب نصف ما يملك، وأنفق عثمان نفقة قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اللهم ارض عن عثمان ؛ فإني عنه راض ) إنه جهز جيش العسرة وحده -أو كاد- إذ أنفق ألف دينار وألف بعير، وحمل رجال من أهل اليسار والغنى واحتسبوا أجرهم على الله تعالى].

قال: [اعتذار مردود:

وجاء نفر من غفار -وهم أعراب في البادية حول المدينة- يعتذرون عن التخلف، فلم يعذرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يأذن لهم في التخلف. وقعد كبار المنافقين عن الاعتذار وعن الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وفي هؤلاء وأولئك نزل قوله تعالى: وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [التوبة:90]].

قال: [تخلف من غير شك:

وقد تخلف أناس عن الخروج إلى تبوك -لا رغبة بأنفسهم عن نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم- ولكن غلبتهم نفوسهم؛ لصعوبة الظروف، لا سيما وقد آن أوان الرطب وظلال الأشجار في آخر الصيف، فاعتذروا بعد عودة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقبل عذرهم وتاب الله عليهم. وأرجأ توبة ثلاثة منهم امتحاناً لهم؛ لأنهم من كبار الصحابة وخيرتهم، وهم: كعب بن مالك ، ومرارة بن الربيع ، وهلال بن أمية ، حتى ذاقوا مرارة المقاطعة التي أعلنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمحصوا حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وضاقت عليهم أنفسهم، وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه، ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم].




استمع المزيد من الشيخ ابو بكر الجزائري - عنوان الحلقة اسٌتمع
هذا الحبيب يا محب 115 4088 استماع
هذا الحبيب يا محب 111 4083 استماع
هذا الحبيب يا محب 7 3827 استماع
هذا الحبيب يا محب 47 3822 استماع
هذا الحبيب يا محب 126 3698 استماع
هذا الحبيب يا محب 9 3652 استماع
هذا الحبيب يا محب 32 3578 استماع
هذا الحبيب يا محب 99 3494 استماع
هذا الحبيب يا محب 48 3477 استماع
هذا الحبيب يا محب 35 3374 استماع