فتاوى نور على الدرب [695]


الحلقة مفرغة

السؤال: هل يلزم قضاء ما فات من رمضان متفرقاً أم يلزم فيه التتابع؟

الجواب: لا يلزم قضاء رمضان متفرقاً ولا يلزمه متتابعاً، فالإنسان بالخيار، إلا إذا بقي من شعبان المقبل بقدر ما عليه من رمضان فيجب التتابع؛ لأنه لا يجوز أن يؤخر قضاء رمضان إلى رمضانٍ آخر.

السؤال: ما حكم صيام رجب والخامس عشر من شهر شعبان وقيام ليلها؟

الجواب: كل هذا لا أصل له، بالنسبة لصيام رجب هو كغيره من الأيام لا يختص بصوم، ولا تختص لياليه بقيام، أما شعبان فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر الصوم فيه، لكنه لا يخص يوم الخامس عشر منه، قالت عائشة رضي الله عنها: ( كان أكثر ما يصوم -يعني: في النفل- في شعبان )، وأما ما اشتهر عند العامة من أن ليلة النصف من شعبان لها تهجد خاص، ويومها له صيامٌ خاص، وأن الأعمال تكتب في تلك الليلة لجميع السنة، فكل هذا ليس له أصلٌ صحيح يعول عليه.

السؤال: بالنسبة لسن الذهب لشخصٍ متوف، هل ينزع منه هذا السن ويضم إلى التركة أم يتصدق بثمنه أم يدفن في مكانٍ آخر؛ لأنه يعتبر من الأموال التي لا ترافق الميت في قبره؟

الجواب: نعم؛ إذا مات الإنسان وفيه سن ذهب فإنه يخلع، إلا إذا لزم من خلعه سقوط الأسنان فلا يخلع، ويبقى مع الميت حتى يظن أنه قد بلي، وأكلته الأرض، ثم يستخرج بعد ذلك ما لم يعفو الورثة عن بقائه معه إلى الأبد، فإن عفوا فلا حاجة إلى أن ينبش فيما بعد.

السؤال: ما هو الرد على من قال: هل كان سلام الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج على الأنبياء وردهم عليه بالروح أم بالجسد أم بهما معاً؟

الجواب: السؤال لا ينبغي أن يصاغ على هذه الصفة؛ بل يقال: هل العروج بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والإسراء به إلى بيت المقدس، هل هو بروحه أو بروحه وجسده؟

والجواب: أنه بروحه وجسده أسري به عليه الصلاة والسلام يقظة لا مناماً، بروحه وجسده، لأن الله تعالى قال: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا [الإسراء:1]، ولم يقل: بروح عبده، وقال الله سبحانه وتعالى في سورة النجم: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:1-4].. إلى آخر الآيات، كلها تدل على أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عرج به ببدنه يقظان وليس بنائم، ويدل لذلك من الواقع أن قريشاً لما أخبرهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بما رأى في تلك الليلة صاحوا عليه وكذبوه، وأنكروا ذلك غاية الإنكار، ولو كانت بروحه أو رؤيا رآها ما أنكروا هذا عليه، لأن العرب لا ينكرون المرائي، والإنسان يرى في منامه أنه سافر إلى أبعد شيء، وأنه فعل وفعل وفعل، مع أنه لو كان يقظاناً ما حصل له ذلك، فالحاصل أن القول الراجح بل المتعين أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أسري به بروحه وجسده يقظان وليس بنائم.

السؤال: هل يكون التكبير في عيد الفطر وعيد الأضحى بعد الصلاة جماعةً أو منفرداً؟ وما هي الصيغة الشرعية التي وردت في التكبير؟

الجواب: التكبير ليلة عيد الفطر إلى مجيء الإمام، وصفته أن يقول: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد؛ أو يقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد؛ أو يقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد؛ الأمر في هذا واسع، وابتداؤه في عيد الفطر من غروب الشمس ليلة العيد إلى مجيء الإمام، أما في عيد الأضحى فالتكبير من دخول شهر ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق، لكنه لا يسن يوم العيد والإمام يخطب، لأن الإنسان مأمور أن يستمع للخطبة، أما التكبير الجماعي بصوت واحد، فهذا ليس من السنة، بل كل واحدٍ يكبر وحده لنفسه، هذا التكبير يسن للرجال أن يجهروا به، وأما النساء فلا تجهر به، لا في البيت ولا في السوق، ولكن إذا كانت في بيتها، وصار أنشط لها أن تجهر فلا بأس.

السؤال: بالنسبة للشخص الذي يصلي صلاة التراويح أو القيام في بيته، ولا يصليها في المسجد مع الجماعة، بحكم أنها من النوافل، هل صلاتها في الجماعة تفضل بسبعٍ وعشرين؟

الجواب: أما تفضيل صلاة الفريضة في الجماعة على صلاة الفذ بسبع وعشرين، فهذا لا إشكال فيه، ثبت فيه الحديث، وأما النوافل التي تسن فيها جماعة، فيحتمل أن يقال: إنها تضاعف أيضاً لعموم الحديث، ويحتمل أنها أفضل، ولكن لا نجزم بالفضل المعين الذي هو سبع وعشرون درجة، لكن لا شك أنها أفضل من الصلاة منفرداً.

السؤال: امرأة أوصت عند وفاتها بجميع ذهبها للمسجد وللماء البارد، مع العلم بأن الماء البارد متوفر في هذا المسجد، حيث يوجد هناك برادات، هل يجوز بيع هذا الذهب وشراء مكيفات للمسجد، مع العلم بأن الورثة لا يمانعون من تنفيذ هذه الوصية بكاملها، وليس بالثلث حسب الشرع؟

الجواب: نعم؛ إذا وافق الورثة على تنفيذ هذه الوصية، فتنفذ كما قالت المرأة، فإذا قدر أن المسجد مستغنٍ عن تبريد الماء بما فيه من البرادات، فتصرف إلى مسجدٍ آخر يشترى له بذلك برادات، لأن شرب الماء أفضل من المكيف، ولكن ليحرص على أن يكون البديل مثل المسجد الأول، بكثرة الناس وانتفاعهم بالماء.

السؤال: ما حكم لبس البدلة بالنسبة للفتيات الصغار اللاتي في السنة الأولى من العمر إلى سن العاشرة؟ وكذلك لبس الملابس الضيقة للفتيات الصغار والكبار؟

الجواب: أما النساء الكبار فلباس البنطلون والألبسة الضيقة تدخل في قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( صنفان من أهل النار لم أرهما؛ قومٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساءٌ كاسيات عاريات مميلات مائلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ) والعياذ بالله، وأما البنطلون فيزيد أيضاً أن فيه تشبهاً بالرجال، ويزيد أيضاً أننا لا نأمن أن الذين يريدون لهذا البلد المحافظ على دينه أن ينسلخ من أخلاقه كما انسلخت بعض البلاد الأخرى، لا نأمن هؤلاء أن يوردوا علينا بناطيل للنساء من جنس جلد المرأة ورقته، ويكون هذا البنطلون ضيقاً، حتى إذا لبسته المرأة صارت كأنها عارية تماماً، لأننا نعلم أن أهل الشر يريدون إفساد أهل الخير بكل ما يستطيعون، نسأل الله أن يكفينا شرهم، ويجعل كيدهم في نحورهم.

فالبنطلون محرم فيما نرى من وجهين؛ الوجه الأول: أنه تشبه بالرجال، والوجه الثاني: ضيقه، والوجه الثالث: أنه ذريعة لمفسدةٍ عظيمة لا يعلم مداها إلا الله عز وجل، أما إلباس الصغيرات مثل هذه الألبسة فهو أهون، لكن فيه مفسدة، وهذه المفسدة هي أن المرأة إذا تعودت هذا اللباس وهي صغيرة، نزع منها الحياء، وصارت لا تبالي أن تتبين عورتها بالرؤية أو بالحجم، فتعتاد هذا اللباس، وفي النهاية تبقى عليه ولو بلغت.

السؤال: أشعر بعض الأحيان بالضيق والاكتئاب، فما سبب ذلك؟ وما العلاج مأجورين؟

الجواب: السبب لا أستطيع أن أعرفه، لأن أسباب الاكتئاب والضيق متنوعة، ولكن هناك شيء واحد ينتفع به المرء، وهو أن يقول ما جاءت به السنة: ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )، هذه واحدة، الثاني: أن يقرأ حديث ابن مسعود رضي الله عنه: ( اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدلٌ في قضاؤك، أسألك اللهم بكل اسمٍ هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي )، فإن هذا من الأدوية الناجعة المفيدة، وكلما أكثر الإنسان من ذكر الله ارتفعت عنه الهموم والغموم؛ لقول الله تعالى: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28]، وينبغي للإنسان أن يكثر من الأوراد الثابتة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الصباح والمساء، وأكثر ما يضر الناس في هذه الأمور الغفلة عن ذكر الله، وعن الأوراد الشرعية.

السؤال: دائماً أفقد الخشوع في صلاتي، ولكنني أحاول كثيراً لكي أخشع، وأتفكر فيما أقول، فما العلاج الشافي الذي يؤدي إلى الخشوع والتفكر في الصلاة؟ وهل تقبل الصلاة في مثل هذه الحالة؟

الجواب: ما دام الإنسان يعالج نفسه في طرد الوسواس والشكوك فإنه على خير، وإلا فإن الشيطان يريد من العبد أن يتذبذب ويتردد ويقلق في عباداته، بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل يسهو في صلاته: إن كان صلى إتماماً، كانتا -أي: السجدتان، يعني سجدتي السهو- ترغيماً للشيطان.




استمع المزيد من الشيخ محمد بن صالح العثيمين - عنوان الحلقة اسٌتمع
فتاوى نور على الدرب [707] 3902 استماع
فتاوى نور على الدرب [182] 3690 استماع
فتاوى نور على الدرب [460] 3640 استماع
فتاوى نور على الدرب [380] 3496 استماع
فتاوى نور على الدرب [221] 3493 استماع
فتاوى نور على الدرب [411] 3474 استماع
فتاوى نور على الدرب [21] 3432 استماع
فتاوى نور على الدرب [82] 3431 استماع
فتاوى نور على الدرب [348] 3415 استماع
فتاوى نور على الدرب [708] 3337 استماع