فتاوى نور على الدرب [631]


الحلقة مفرغة

السؤال: عملت في مال أبي.. كنا مشتركين في الربح واحتكرنا الطعام إلى أن ارتفع السعر، ومعنى ذلك: دفعت رأس المال إلى والدي وقسمنا الربح فيما بيننا، ولقد أشكل علي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في الاحتكار: ( لا يحتكر إلا خاطئ ) وظننت أن المال الذي وقع لي في قسمتي هو حرام، وسألت بعض الإخوة فقالوا: بأن الاحتكار المحرم هو ما أضر بالناس، وأما ما ليس به ضرر بالناس فهو ليس بحرام، نرجو من فضيلة الشيخ أن يوضح لنا هذه المسألة جزاه الله خيراً.

الجواب: الاحتكار فيما يحتاج الناس إليه محرم؛ لأن ذلك مضر بهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( لا يحتكر إلا خاطئ )، والخاطئ هو مرتكب الذنب عمداً. ولكن الاحتكار إنما يكون فيما لا يوجد عند غير هذا المحتكر، وأما ما كان يوجد عنده وعند غيره وأراد أن يبقي السلعة عنده حتى يأتي موسمها؛ فإن هذا لا بأس به ولا يعد هذا احتكاراً.

فلو أن شخصاً اشترى رزاً مثلاً وقال: أدخره إلى وقت موسمه والناس عندهم الرز يبيعون كما يشاءون فإن هذا لا يعتبر محتكراً، أما إذا كان لا يوجد إلا عنده وحبسه حتى يأتي وقت الغلاء فإنه يكون محتكراً. قال أهل العلم: ويلزم ولي الأمر أن يجبر المحتكر على أن يبيع ما احتكره كما يبيع الناس في الوقت الذي يحتاجون إليه؛ لأن هذا من المصالح العامة.

السؤال: تلبس البعض من النساء ملابس مشقوقة من الأسفل أو مفتوحة من على الصدر أو تبين شيئاً من الذراعين، فما حكم ذلك؟ وما حكم لباس الملابس المشقوقة من الأسفل إلى الركبة بالنسبة للنساء ومع كون الثوب شفافاً؟ أفيدونا بذلك.

الجواب: أولاً: يجب أن نعلم أن المرأة مطلوب في حقها الستر والحياء، وهي منهية عن التبرج وهو إظهار المحاسن من اللباس أو غير اللباس، قال الله تبارك وتعالى: وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى [الأحزاب:33]، وهذا يدل على ذم التبرج حيث أضافه الله تبارك وتعالى إلى تبرج الجاهلية، وكل ما أضيف إلى الجاهلية فهو جهل مذموم. فينظر في هذه الألبسة: إذا كانت تعد تبرجاً يحصل بها الفتنة فإنه منهي عنها ولبسها محرم، وأما إذا كان لا يحصل بها التبرج نظرنا إليها من جهة أخرى: هل هذه الألبسة تشبه ما يلبسه الرجال من الأكوات وشبهها فتكون محرمة من هذه الناحية؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( لعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء ).

ثم إني أسدي نصيحة إلى نسائنا وإلى أولياء أمورهن: أن لا يتلقفن كل جديد، كلما جاءت موضة أسرعن إليها من حلي أو لباس ظاهر أو لباس باطن؛ لأن في ذلك إثراءً لمصانع قد تكون مصانع غير مسلمين، وفي ذلك أيضاً إنهاك لمالية الزوج إن كانت ذات زوج، أو لماليتها إن لم تكن ذات زوج، أو لمالية أبيها أو من تلزمه نفقتها.

ومن المعلوم أن التجار إذا رأوا النساء تنهمك في كل موضة جديدة أنهم سيغيرون الموضات بين كل وقت وآخر قريب منه حتى يكسبوا الربح، وهذه مسألة اقتصادية عامة ينبغي النظر إليها بجد، لا من جهة المسؤولين عن البلد عموماً ولا من جهة المسؤولين عن النساء خصوصاً كراعي البيت فإنه مسئول عن رعيته.

ثم إن في تلقف هذه الموضات كثرة خروج النساء للأسواق لتنظر ماذا حدث من جديد في هذه الموضات، فيحصل كثرة دوران النساء في الأسواق، وربما يعرضن أنفسهن للفتنة أو يعرضن غيرهن للفتنة.

ثم هناك مفسدة تضاف إلى ما سبق وهي: أن هذه الموضات قد يكون تحصيلها سهلاً على من أغناهن الله لكنه يكون صعباً على من ضيق الله عليهم الرزق، فيحصل انكسار القلب إذا رأت المرأة زميلتها تلبس هذا اللباس وهي باقية على اللباس الأول.

فنصيحتي لأخواتي ولرعاتهن من الرجال أن يلاحظوا هذه المسألة، والله الموفق.

السؤال: قرأت في كتاب بأن أهل السنة والجماعة قالوا بأن من قال: إن القرآن محدث فهو كافر، وأن القرآن ليس مخلوق، فما معنى أن القرآن ليس محدث وليس مخلوق؟

الجواب: أما من قال: إن القرآن مخلوق فهو مبتدع ضال؛ لأن القرآن كلام الله عز وجل، وكلام الله من صفاته، وصفات الخالق غير مخلوقة، وقد أنكر أئمة أهل السنة على من قال ذلك -أي على من قال إن القرآن مخلوق- إنكاراً شديداً وحصلت بذلك الفتنة المشهورة التي جرت في زمن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله، حتى إن بعضهم -أي: بعض الأئمة- أطلق الكفر على من قال: إن القرآن مخلوق، ولا شك أن من قال إن القرآن مخلوق فقد أبطل الأمر والنهي؛ لأنه إذا كان مخلوقاً فمعناه أنه شيء خلق على هذه الصورة المعينة، فهو كالنقوش في الجدران والورق وشبهها لا يفيد شيئاً إذ ليس أمراً ولا نهياً ولا خبراً ولا استخباراً.

وأما من قال: إن القرآن محدث فليس بمبتدع وليس بضال، بل قد قال الله تعالى: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ [الأنبياء:2] نعم لو كان المخاطب لا يفهم من كلمة محدث إلا أنه مخلوق فهنا لا نخاطبه بذلك ولا نقول: إنه محدث؛ خشية أن يتوهم ما ليس بجائز.

مداخلة: لماذا اعتبرت الفرق الضالة بأن القرآن مخلوق وأنه محدث؟ وما هو الغرض من ذلك؟

الجواب: كلمة محدث لا بأس بها ما لم نكن نخاطب من يفهم منها الخلق وأن محدث في إزاء مخلوق، وأما مخلوق فإنهم إنما ذهبوا هذا المذهب لشبهات كانت عليهم، مثل قوله تعالى: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ [الرعد:16]، ومثل قوله تعالى: وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا [الفرقان:2] وما أشبه ذلك فظنوا أن هذا هو الحق، لكنهم بُيِّنَ لهم هذا، وبُيِّنَ لهم الغلط، إلا أنهم أصروا وعاندوا وصاروا يدعون إلى بدعتهم هذه، وهي بدعة ضلالة.

السؤال: اعتادت النساء عندنا على لبس العباءة السوداء أثناء العزاء بمن فيهن أهل البيت، فهل هذا يعتبر من لبس السواد؟ يعني: هل يعتبر من النياحة؟ علماً بأن هذا عرف دارج عندنا.

الجواب: كل مظهر يكون به إظهار الحزن والسخط من قضاء الله وقدره فإنه محرم؛ لأن الواجب على الإنسان أن يرضى بقضاء الله وقدره ويصبر على المصائب حتى يكون من الصابرين الذين قال الله فيهم: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة:155-157]، فإذا كان لباس السواد ينبئ عن السخط وعدم الصبر كان ذلك حراماً، وإذا كان لا ينبئ عن هذا ولكنه علامة فقط فهو أهون.

السؤال: هل يحتج بالقاعدة التي تقول: المعروف عرفاً كالمشروط شرطاً؟

الجواب: نعم، المطرد عرفاً كالمشروط، وبعضهم يعبر عن هذه القاعدة بقوله: الشرط العرفي كالشرط اللفظي. وهذه القاعدة قد أحال الله تعالى عليها في الكتاب العزيز فقال جل وعلا: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19]، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النساء: ( لهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف )، فما كان العرف فيه مطرداً لا يتبادر إلى الأذهان إلا ما كان عليه الناس فهو كالمشروط لفظاً يجب الوفاء به إذا كان شرطاً، إذا كان يثبت حقا على أحد فإنه يجب على من هو عليه الحق أن يوفي به.

السؤال: هل يجوز استعمال الطبل والدف في الأعراس؟

الجواب: أما الدف فقد جاءت به السنة؛ لأن فيه إظهار النكاح والتمييز بين النكاح والسفاح؛ لأن السفاح غالباً يكون خفاءً من غير أن يعلم به أحد، فالدف يكون فيه الإعلان والوضوح والشهرة، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعلان النكاح؛ لأن إعلانه فيه مصالح كثيرة:

منها: التمييز بين النكاح والسفاح.

ومنها: إظهار هذه الشعيرة التي أمر بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ( يا معشر الشباب! مَنِ استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومَنْ لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ).

ومنها: إبعاد التهمة فيما لو حملت المرأة وأتت بولد، فإنه إذا كان النكاح خفية قد يتهمها من يتهمها من الناس، لكن إذا أعلن زالت التهمة.

ومنها: أنه ربما يكون بين الرجل والمرأة محرمية تحرم النكاح كرضاع ونحوه، فإذا اشتهر وأعلن صار من عنده شهادة بذلك يدلي بها وتنتفي المفسدة.

ومنها: أن في إعلانه تسابقاً إليه، فإن الناس يجر بعضهم بعضاً، فإذا أعلن الشاب أنه تزوج أدى ذلك إلى تسابق الشباب الآخرين إلى النكاح.

والحاصل: أن في إعلانه مصالح كثيرة، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعلان النكاح.

السؤال: هل حق الضيافة واجبة على المسلم أو مستحبة؟

الجواب: حق الضيافة واجب على المسلم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره )، ويكون ذلك بحسب الضيف، فمن الضيف مَنْ يكون إكرامه كبيراً، ومِنَ الضيف من يكون إكرامه متوسطاً، ومن الضيف من يكون إكرامه دون ذلك، ومن الضيف من إذا أعطيته دراهماً ليذهب إلى الفندق أو نحو ذلك عد ذلك إكراماً، فهو يختلف باختلاف الأشخاص وباختلاف الأحوال أيضاً، قد يكون صاحب البيت الذي نزل به الضيف ليس عنده متسع يدخله في بيته ويكرمه في البيت فيحيله إلى الفندق ويحاسب عنه، وقد تكون العادة جارية بأن الضيافة تكون في الفندق ويحاسب عنه من نزل ضيفاً عليه، وما أشبه ذلك.

المهم أن هذا يرجع إلى العادة، والضيافة واجبة.

السؤال: ما هي عقيدة أهل السنة والجماعة في الحياة البرزخية؟

الجواب: عقيدتهم في الحياة البرزخية ما جاء في الكتاب والسنة من الأدلة على أن الإنسان يعذب في قبره وينعم بحسب حاله، قال الله تبارك وتعالى في آل فرعون: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:46]، وقال تعالى: وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ [الأنعام:93]، وقال الله تبارك تعالى: فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلا إِنْ كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ [الواقعة:83-96].

وهذه الحياة التي يكون فيها النعيم أو العذاب حياة برزخية ليست كحياة الدنيا، فلا يحتاج فيها الحي إلى ماء ولا طعام ولا هواء ولا وقاية من برد ولا وقاية من حر، حياة لا نعلم كيفيتها، بل هي من أمور الغيب التي لا يعلمها إلا الله عز وجل أو من وصل إليها وحصل له بها حق اليقين، ونحن نقرأ في صلواتنا: ( أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال ).

السؤال: يستفسر هذا السائل عن الآية الكريمة: وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ [الشعراء:84]؟

الجواب: هذا من دعاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام، سأل الله تعالى أن يجعل له لسان صدق في الآخرين، أي: أن يجعل له من يثني عليه في الآخرين ثناء صدق، وقد استجاب الله تعالى دعاءه، فكان إبراهيم عليه الصلاة والسلام محل الثناء في كتب الله عز وجل وفي ألسنة رسله، حتى إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أن اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [النحل:123]، وقال تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا [الحج:78].

فالثناء على إبراهيم حصل في الآخرين، حتى إن اليهود قالوا: إن إبراهيم كان يهودياً، والنصارى قالوا: إن إبراهيم كان نصرانياً، فأنكر الله ذلك وقال: مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [آل عمران:67].

والمقصود أن هذه الأمم كلها تفتخر أن يكون إبراهيم عليه الصلاة والسلام منها، لكنها كاذبة ما عدا المسلمين، واليهود والنصارى ليسوا على هذا الوصف، بل هم كفار، وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ [التوبة:30]، وقد كذبهم الله تعالى في ذلك في قوله: ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ [التوبة:30]، وفي سورة الإخلاص قال الله تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:1-4].

السؤال: هل آثم إذا سمعت ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ولم أصلِ عليه؟

الجواب: هذه المسألة اختلف فيها أهل العلم، فمن العلماء من يقول: إنه يجب على من سمع ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يصلي عليه للحديث المشهور: ( أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك قل آمين فقال: آمين )، فهذا يدل على أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واجبة على من ذكر اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنده، ولا شك أن الذي يذكر عنده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولم يصل عليه لا شك أنه فوت نفسه خيراً كثيراً وعرض نفسه لهذه العقوبة.