أرشيف المقالات

أم معبد في طريق الهجرة النبوية

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
لكِ الخيرُ والإسعاد يا أم مَعْبِـدِ *** سعدت بإيـواء النبي محمدِ
وفي شاتك العجفاء للناس آية *** تظل حديثًا شيقًا كل موعدِ
خلا بيتك القاصي فما فيه ميرةٌ *** ولا لبن يرجى لظمآن مُجهَدِ
وفوق الفيافي البيد كم من مسافر *** يبيت على شوق إلى من يزود

فهل في خيام البيد زاد لجائع *** وهل في بيوت البدو إيواء سيد؟
أتاك رسول الخير والبر سائلًا *** قليلًا من الألبانِ يا أم معبدِ
يبلُّ بها حر الطوى في مفازة *** بموت القطا من جوها المتوقدِ
أجَبْتِ: أرانا مسنتين فلا حيًا *** يجود بهطّال بصحراء فدْفدِ
هاتيك داري والشياه سقيمةً *** وقد عجزت والموت منها بمرصد
فقال لها: هل تأذنين بحلبها؟ *** فدرت وفاضت وارتوى كل من صدِى
وبعد قـليل جاءها الزوج متعبًا *** من الرعي في قفـر من العشب أجرد
فما راعه إلا شياهٌ حوافل *** وزاد من الألبان في كل مزود
قالت له: قد مر بالبيت سائل *** أمين أبي طاهر أيمن اليد
بهيٌ، وسيمٌ، أدعج العين ربعةٌ *** مهيبٌ كريمُ القول غير مُفَنّد
رسول قلاه قومه عن ضغينةٍ *** وحقدٍ ومن يحرم رضا الله يحقد
مهاجر ليلًا والأعادي ببابه *** وأيديهم فوق الزناد المسدد
فلما بدت أنوار طلعته عموا *** ومن يتكلف رؤية الشمس يرمد
وسار وفي يمناه أسمى رسالة *** عليها حياة الناس في اليوم والغد
في طيبة حيث استقرت ركابه *** لدى نُجُب أرباب مجد وسؤدد
سيبقى على الدنيا ينابيع حكمة *** ويحيا ـ لمن يبغي الهوى ـ خير مرشد

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢