فقه الزلازل وما يستحب عندها
مدة
قراءة المادة :
31 دقائق
.
فقه الزلازل وما يستحب عندهاقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "السنة في أسباب الخير والشر: أن يفعل العبد عند أسباب الخير الظاهرة والأعمال الصالحة ما يجلب الله به الخير، وعند أسباب الشر الظاهرة من العبادات ما يدفع الله به عنه الشر..
كما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - عند الخسوف بالصلاة والصدقة والدعاء والاستغفار والعتق"؛ ا.هـ.
ولما كانت الزلازل من الآيات التي يخوف الله بها عباده شأنها في ذلك شأن الكسوف والخسوف استحب عندها من الوعظ والصلاة والتقرب إلى الله تعالى بوجوه البر، فمن ذلك:
1- الصلاة عند الزلازل:
قال ابن قدامة: قال أصحابنا: يصلى للزلزلة كصلاة الكسوف[1] نص عليه.
وهو مذهب إسحاق وأبي ثور.
• قال القاضي: ولا يصلى للرجفة، والريح الشديدة، والظلمة، ونحوها.
• وقال الآمدي: يصلى لذلك، ولرمي الكواكب والصواعق وكثرة المطر.
وحكاه عن ابن أبي موسى.
• وقال أصحاب الرأي: الصلاة لسائر الآيات حسنة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - علل الكسوف بأنه آية من آيات الله تعالى يخوف بها عباده.
• وصلى ابن عباس للزلزلة بالبصرة.
رواه سعيد[2].
• وقال مالك والشافعي: لا يصلى لشيء من الآيات سوى الكسوف؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يصل لغيره، وقد كان في عصره بعض هذه الآيات وكذلك خلفاؤه[3].
• ووجه الصلاة للزلزلة فعل ابن عباس.
وغيرها لا يصلى له لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يصل لها ولا أحد من أصحابه والله أعلم ا.هـ[4].
والذي يترجح: أنه يصلى للزلزلة فرادى لا جماعة لأن الاجتماع لها يحتاج إلى الدليل[5].
2- التوبة والندم:
ويستحب عند الزلازل المسارعة إلى التوبة إلى الله تعالى من الذنوب والمعاصي والإقلاع عنها.
قال الإمام النووي: "قال العلماء: التوبة واجبة من كل ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمي فلها ثلاثة شروط:
أحدها: أن يقلع عن المعصية.
والثاني: أن يندم على فعلها.
والثالث: أن يعزم أن لا يعود إليها أبدًا.
فإن فُقد أحد الثلاثة لم تصح توبته.
وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فشروطها أربعة: هذه الثلاثة وأن يبرأ من حق صاحبها، فإن كانت مالًا أو نحوه رده، وإن كانت حد قذف ونحوه مكنه منه أو طلب عفوه، وإن كانت غيبة استحله منها"[6].
قال تعالى: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31].
ولا شك أن الله تعالى أراد من وراء هذه الآيات التي يخوف بها عباده أن يرجعوا إليه ويتضرعوا وينيبوا ويندموا ويقلعوا عن الذنوب.
كما قال بعض السلف وقد زلزلت الأرض: "إن ربكم يستعتبكم فاعتبوه"؛ أي: يطلبكم للرجوع عن الإساءة واسترضائه[7].
فالمفلح: من استجاب وتاب وندم ورجع وأناب.
والخاسر: من أعرض وارتاب فحق عليه الغضب والعذاب.
قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى ﴾ [طه: 81].
3- الذكر والدعاء والاستغفار:
قال القسطلاني: "ويستحب لكل أحد أن يتضرع بالدعاء عند الزلازل ونحوها كالصواعق والريح الشديدة والخسف"؛ ا.
هـ[8].
ومما يؤكد ذلك: ما أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - عند الكسوف والخسوف:
• ففي حديث أبي موسى رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لما كسفت الشمس: "هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته ولكن يخوف الله بها عباده فإذا رأيتم شيئًا من ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره"[9].
وقوله - صلى الله عليه وسلم - "هذه الآيات" يدل على دخول الزلازل وغيرها من الآيات مع الكسوف والخسوف في الأمر بالفزع إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره.
قال الحافظ ابن حجر: واستدل بذلك على أن الأمر بالمبادرة إلى الذكر والدعاء والاستغفار وغير ذلك لا يختص بالكسوفين لأن الآيات أعم من ذلك..
وقال أيضًا: "وفيه الندب إلى الاستغفار عند الكسوف وغيره لأنه مما يدفع به البلاء"[10].
• وفي رواية: "فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا[*]"[11].
• وفي رواية: "فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله"[12].
قال ابن مالك: "إنما أمر بالدعاء لأن النفوس عند مشاهدة ما هو خارق تكون معرضة عن الدنيا ومتوجهة إلى الحضرة العليا فيكون أقرب إلى الإجابة" ا.
هـ[13].
قال السيوطي: "مما يستحب عند الزلزلة..
الدعاء والتضرع كما نص عليه في شرح المهذب وتقدم عن عمر بن عبدالعزيز[14].
ومما يتأكد من الأذكار: التسبيح فإنه يدفع العذاب كما أشرنا إليه في كتاب الطاعون، والتكبير قياسًا على استحبابه عند رؤية الحريق، وقد ورد به الأمر هناك[15]، وورد به الأمر أيضًا في الكسوف.
والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -[16] فإنها تدفع كل بلية، وتزيل كل سوء، ولها مدخل في جميع الأصول الدنيوية والأخروية"؛ ا.هـ[17].
• وكذلك ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقوله من الأدعية[18] إذا هاجت الريح وعصفت - وهي آية من الآيات - يدل على أنه من باب أولى الزلازل أيضًا.
• ولما كانت الزلازل موطنًا من مواطن الكرب والشدة والهم والفزع استحب للمسلم أن يدعو في هذه المواطن بما ورد في ذلك من أدعية ثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقد رأينا من تمام الفائدة أن نذكر طرفًا منها فمن ذلك:
1- عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض رب العرش الكريم"[19].
2- وعن أنس رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إذا أكربه أمر قال: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث"[20].
3- وعن أبى بكرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت"[21].
4- وعن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أعلمك كلمات تقوليهن عند الكرب - أو في الكرب -: الله الله ربي لا أشرك به شيئًا"[22].
5- وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "دعوة ذي النون إذ دعا ربه وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له"[23].
وغير ذلك كثير مما هو مدون في كتب السنة والأذكار والأدعية.
ويضاف إلى ذلك الأدعية القرآنية[24].
4- القنوت عند الزلازل؟
القنوت: اسم للدعاء في الصلاة في محل مخصوص من القيام[25] قال الشوكاني: "القنوت مختص بالنوازل وأنه ينبغي عند نزول النازلة أن لا تخص به صلاة دون صلاة" ا.ه[26].
وقال ابن القيم: "وكان من هديه - صلى الله عليه وسلم - القنوت في النوازل خاصة وتركه عند عدمها" ا.هـ[27].
وقال الحافظ ابن حجر: "ويؤخذ من الأخبار أنه - صلى الله عليه وسلم - كان لا يقنت إلا في النوازل" ا.هـ[28].
• ومعنى النازلة كما يقول ابن علان: "نازلة عامة أو خاصة في معنى العامة لعود ضررها على المسلمين على الأوجه كوباء وطاعون وقحط وجراد وكذا مطر يضر بالعمران أو زرع وخوف عدو وكأسر عالم أو شجاع.." ا.هـ[29].
قلت: ويدخل في ذلك الزلازل وما تسببه من دمار قال الجوهري: "النازلة الشدة من شدائد الدهر تنزل بالناس" ا.هـ[30].
• والسنة في قنوت النوازل: أن يقتصر الداعي فيه على ما يناسب النازلة فقط.
كذلك ما يفعله بعض الأئمة من التزام الإطالة في الدعاء إطالة يربو زمنها على الزمن الذي قضيت فيه الصلاة جميعها أو حتى على زمن القيام فيها أو التشهد فهو مخالف لسنته - صلى الله عليه وسلم -[31].
5- الصدقة وبذل المال:
ومما يستحب عند الزلزلة التصدق وبذل المال فعن جعفر بن برقان قال: كتب إلينا عمر بن عبدالعزيز في زلزلة كانت بالشام: أن أخرجوا يوم الاثنين من شهر كذا وكذا، ومن استطاع منكم أن يخرج صدقة فليفعل، فإن الله تعالى قال: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ﴾ [الأعلى: 14، 15].
وفي رواية من وجه آخر عن جعفر بن برقان قال: كتب إلينا عمر بن عبدالعزيز: إن هذا الرجف شيء يعاقب الله به العباد، وقد كتبت إلى أهل الأمصار: أن يُخرجوا يوم كذا وكذا في شهر كذا وكذا في ساعة كذا وكذا فأخرجوا، ومن أراد منكم أن يتصدق فليفعل فإن الله قال: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ﴾ [الأعلى: 14، 15].
وقولوا كما قال أبوكم عليه السلام: ﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23].
وقولوا كما قال نوح عليه السلام: ﴿ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [هود: 47].
وقولوا كما قال موسى عليه السلام: ﴿ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ﴾ [القصص: 16].
وقولوا كما قال ذو النون: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87][32].
وقال السيوطي في كشف الصلصلة: "مما يستحب عند الزلزلة التصدق قياسًا على الأمر به في الكسوف" ا.هـ[33].
قلت: يشير السيوطي رحمه الله إلى حديث عائشة في كسوف الشمس بلفظ: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا"[34].
قال ابن علان: "وتصدقوا: أي بأنواع الإحسان إلى الفقراء والمساكين ففيه إشارة إلى أن الأغنياء والمتنعمين هم المقصودون بالتخويف من بين العالمين لكونهم غالبًا للمعاصي مرتبكين"[35].
وبوب البخاري في صحيحه على الحديث (باب الصدقة في الكسوف).
وكذلك مما يؤكد المسارعة إلى بذل المال والتصدق في مثل هذه الأحوال وغيرها - لا سيما صدقة السر - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب"[36].
قال المناوي: "يمكن حمل إطفاء الغضب على المنع من إنزال المكروه في الدنيا ووخامة العاقبة في العقبى".
وقال: "وأراد بميتة السوء ما لا تحمد عاقبته ولا تؤمن غائلته من الحالات التي يكون عليها الإنسان عند الموت كالفقر المدقع والوصب الموجع وموت الفجاءة والغرق والحرق ونحوها - ذكره التوربشتي - " ا.هـ[37].
قلت: ويدخل في ذلك ما تسببه الزلازل من موت بسبب الهدم وغيره.
6- العتق عند الزلازل: كذلك مما يستحب عند الزلزلة العتق قياسًا على الكسوف.
فعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: لقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالعتاقة [*] في كسوف الشمس"[38].
وبوب البخاري على الحديث (باب من أحب العتاقة في كسوف الشمس).
وفي رواية: "كنا نؤمر عند الخسوف بالعتاقة"[39].
وبوب البخاري على هذه الرواية بقوله: (باب ما يستحب من العتاقة في الكسوف أو الآيات)[40].
7- تذكير الناس ووعظهم:
وقد دل على ذلك صنيع النبي - صلى الله عليه وسلم - لما وقعت حادثة كسوف الشمس وهي آية من آيات الله.
ففي رواية أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:"...فـ[خطب الناس، فحمدالله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال:[إن الشمس والقمر] هما آيتان من آيات الله [يريهما عباده]، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة.
وفي راوية: فادعوا الله وكبروا وصلوا [حتى يفرج عنكم] وتصدقوا، لقد رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدته، حتى لقد رأيت أن آخذ قطفًا من الجنة حين رأيتموني جعلت أتقدم، ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضًا حين رأيتموني تأخرت، ورأيت فيها عمرو بن لحي [يجر قصبه][*]، وهو الذي (وفي رواية: وهو أول من) سيب السوائب] ثم قال: يا أمة محمد! والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده، أو تزني أمته، يا أمة محمد! والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا)، [ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر]"[41].
وفي الأثر: أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لما زلزلت الأرض على عهده خطب الناس فقال: "أحدثتم، لقد عجلتم، لئن عادت لأخرجن من بين ظهرانيكم"[42].
وفي هذا الدليل واضح على مدى حرص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أمته وتوجيه النصح الوعظ والإرشاد إليهم عند الحوادث والآيات[43].
وكذلك أصحابه الكرام الذين ساروا على دربه ونهجه في التبليغ والإنذار عند التغيير والتبديل.
بل استحب السيوطي للإمام الأعظم أن يخطب عند الزلزلة فقال: "ولو قيل باستحبابها (أي الخطبة) للإمام الأعظم خاصة لم يبعد"[44].
[1] وصفة صلاة الكسوف كما قال ابن القيم في زاد المعاد (1/450): فتقدم - صلى الله عليه وسلم - فصلى ركعتين: قرأ في الأولى بفاتحة الكتاب وسورة طويلة، جهر بالقراءة، ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع رأسه من الركوع، فأطال القيام - وهو دون القيام الأول - وقال لما رفع رأسه: " سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد "، ثم أخذ في القراءة، ثم ركع فأطال الركوع - وهو دون الركوع الأول -، ثم رفع رأسه من الركوع، ثم سجد سجدة طويلة فأطال السجود.
ثم فعل الركعة الأخرى مثل ما فعل في الأولى.
فكان في كل ركعة ركوعان وسجودان فاستكمل في الركعتين أربع ركعات وأربع سجدات" ا.
ه.
وقد روي عنه أنه صلاها على صفات أخر.
راجع زاد المعاد (1/452 - 456) حيث رجح هناك هذه الصفة، قال البخاري: أصح الروايات عندي في صلاة الكسوف أربع ركعات في أربع سجدات.
[2] إسناده صحيح: رواه البيهقي في سننه (3/343) بإسناد صحيح وسعيد هو سعيد بن منصور والرواية في سننه وقد ساقها السيوطي في كشف الصلصلة (48).
قال البيهقي: هو ثابت عن ابن عباس رضي الله عنهما وفيه أن صلاته كانت ست ركعات في أربع سجدات.
وأخرج ابن أبي شيبة (2/470) عن عائشة قالت: "صلاة الآيات ست ركعات في أربع سجدات: وإسناده صحيح كما قال السيوطي في كشف الصلصلة ص (49).
[3] معرفة السنن والآثار للبيهقي (5/156- 157) وقال أيضًا الشافعي: "وأنا أحب للناس أن يصلي كل رجل منهم منفردًا عند الظلمة والزلزلة وشدة الريح والخسف وانتثار النجوم وغير ذلك من الآيات".
[4] المغني (3/332، 333).
[5] وراجع: المجموع (5/58) وبدائع الصنائع (1/282) وإرشاد الساري (2/257).
[6] رياض الصالحين ص (41، 42).
[7] قال السيوطي في كشف الصلصلة (44): أي يطلب منكم العتبى أي الرجوع إلى ما يرضيه، وراجع تفسير الطبري (15/ 75) وتفسير ابن كثير (3/48).
[8] إرشاد الساري (2/257).
[9] البخاري (1059) ومسلم (912) (24) فافزعوا: أي التجئوا من عذاب الله إلى ذكره.
الفتوحات الربانية (4/252).
[10] فتح الباري (2/635).
[*] قوله "وكبروا": أي عظموا الرب وقولوا الله أكبر فإنه يطفئ غضب الرب.
الفتوحات الربانية (4/251).
[11] البخاري (1044) ومسلم (901) (1) من حديث عائشة رضي الله عنها.
[12] البخاري (1052) ومسلم (907) (17) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
[13] نقله ابن علان في الفتوحات الربانية (4/251).
[14] سيأتي الأثر عن عمر بن عبدالعزيز في حثه على الصدقة وبعض الأدعية القرآنية ص (73).
[15] يشير إلى حديث: "إذا رأيتم الحريق فكبروا.." وهو حديث ضعيف رواه ابن السني وغيره وفي إسناده ضعف ولذا ضعفه الألباني في تخريج الكلم الطيب (221).
[16] راجع: جلاء الأفهام لابن القيم ص (312): الموطن الحادي والعشرون من مواطن الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - عند الهم والشدائد.
[17] كشف الصلصلة (54).
[18] راجع الأذكار للإمام النووي ص(297: 300) باب ما يقوله إذا هاجت الريح.
[19] رواه البخاري (6345) ومسلم (2730) (83).
[20] حديث حسن: رواه الترمذي (3522) وابن السني (332) بإسناد ضعيف إلا أن له شاهدًا عند الحاكم (1/509) ولذا حسنه الألباني في تخريج الكلم الطيب ص (72).
[21] إسناده حسن: رواه أبو داود (5090) والنسائي في عمل اليوم والليلة (651) بإسناد حسن.
[22] حديث حسن: رواه أبو داود (1525) وابن ماجة (3882) وأحمد (6/369) وحسنه الألباني في تخريج الكلم الطيب ص (73).
[23] حديث صحيح: رواه الترمذي (3500) وأحمد (1/170) والحاكم (2/383) وصححه ووافقه الذهبي قال الألباني في تخريج الكلم الطيب ص (74):"وهو كما قالا ".
[24] راجع: الأذكار للإمام النووي (214: 217) والدعاء للطبراني ص (1269) والوابل الصيب لابن القيم (235) ونزل الأبرار (146) لصديق حسن خان في الأدعية القرآنية المطلقة.
[25] الفتوحات الربانية (2/286).
[26] نيل الأوطار (2/346).
[27] زاد المعاد (1/141، 142).
[28] الدارية ص (117).
[29] الفتوحات الربانية (2/288، 289).
[30] الفتوحات الربانية (2/288، 289).
[31] من كلام للشيخ عبدالله بن قعود.
راجع من مخالفات الطهارة والصلاة (ج2/ 129) لعبدالعزيز بن محمد السدحان.
[32] إسناده حسن: رواه ابن أبي شيبة في المصنف (2/472) بإسناد حسن.
جعفر بن برقان صدوق يهم في حديث الزهري كما في التقريب.
والرواية الأخرى عند أبي نعيم في الحلية (5/304، 305) والأثر أورده السيوطي في كشف الصلصلة ص (50، 51).
[33] كشف الصلصلة (54).
[34] البخاري (1044).
[35] الفتوحات الربانية (4/251، 252).
[36] حديث حسن: رواه الطبراني في الكبير (8014) وحسن إسناده الهيثمي في المجمع (3/115) والمنذري في الترغيب وفي إسناده ضعف إلا أن شواهد كثيرة تقويه ولذا حسنه الألباني في صحيح الترغيب (1/445).
[37] فيض القدير (4/193).
[38] البخاري (1054)
[*]العتاقة: فك الرقاب من العبودية وهو مشتق من قولهم عتق الفرس إذا سبق وعتق الفرخ إذا طار، لأن الرقيق يتخلص بالعتق ويذهب حيث شاء.
فتح الباري (5/174).
[39] البخاري (2520).
[40] قول البخاري:(أو الآيات) فيه إشارة لاستحباب ذلك عند الآيات الأخرى مثل الزلازل وغيرها.
[*] قصبه: أمعاءه.
[41] رواية أم المؤمنين عائشة أخرجها البخاري في أربعة عشر موضعًا من صحيحه:(1044، 1046، 1047، 1050، 1056، 1058، 1064، 1065، 1066، 1212، 3203، 4624، 5221، 6631) وقد جمع الألباني زياداتها في موضع واحد في مختصره للبخاري (1/252، 253) ومنه نقلت.
وراجع أيضًا رواية ابن عباس وأبي بكرة والمغيرة بن شعبة وأبي موسى وأسماء في صحيح البخاري كتاب الكسوف.
وكذا زاد المعاد (1/450_ 452) في الأشياء التي وعظهم بها النبي - صلى الله عليه وسلم - في حادثة الكسوف.
[42] أثر صحيح: تقدم تخريجه ص (59).
[43] ومن أسخف ما قرأت في هذا الشأن ما كتبه أحدهم بمجلة أكتوبر بتاريخ 25/10/1992م يقول: " أنا أرفض حتى الوعظ باسم الزلزال واستغلاله في هداية الناس للدين، كالقول بأنه غضب من الله، بل أعتقد أن حادثة كسوف الشمس عند وفاة إبراهيم بن محمد صلوات الله عليه وربط الناس بين الكسوف وموت فلذة كبد رسول الله ومسارعة النبي لإعلان أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تكسفان لموت بشر أعتقد _ أن من بين المعاني التي أريد تلقينها للمسلمين من تلك الواقعة: أنه لا علاقة بين البشر سلوكهم والظواهر الكونية فهذا تفكير جاهلي تخطته وأبطلته عقلانية الإسلام التي تجلت عند وفاة إبراهيم، ولكن التخلف والاستسهال هو الذي يغري الوعاظ باعتلاء المنابر والربط بين الزلازل وشرب الخمر والزنا وأكل حقوق اليتامى والظلم والفساد..
" إلخ ا.هـ!!!
وحكاية مثل هذا القول تغني عن رده، بل إن في الحديث نفسه ردًا عليه فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد خطب الناس ووعظهم وذكرهم وحثهم على العتاقة والصلاة والصدقة، بل قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد، ولكن الله تعالى يخوف بهما عباده.
وفي رواية: "فإذا رأيتم شيئًا من ذلك فافزعوا إلى ذكر ودعائه واستغفاره".
ومن ذلك ما قاله أحدهم بجريدة الأخبار القاهرية بالحرف الواحد _ تعقيبًا على عرض المهندس أكثم إسماعيل الذي نجا من الزلزال في برنامج تلفزيوني وأنه سيفرغ نفسه للعبادة والمسجد _ قال: "تصورت خلال مشاهدتي..
أن مبنى التليفزيون قد وقع في يد تنظيم الجهاد، وأن البيان رقم واحد سيعقب هذا البرنامج المريب، يحمل نبأ تأليف الوزارة الجديدة برئاسة مولانا الإمام حجة الإسلام كحكوح بن سمعان!..
فهذا أمر يجعلنا لا نطمئن كثيرًا على المستقبل، خصوصًا بالنسبة للمعركة بين أنصار التقدم ودعاة العودة إلى عصور ما قبل التاريخ..
ولا أدري كيف فات على معد البرنامج العبقري الاستعانة بفرقة أبو الغيط؟ وكيف لم يقدم للمشدهين مع البرنامج واعظًا من إياهم مثل الشيخ حسن مآته!! لكي يحدثنا عن عذاب القبر، ويصف لنا خواص الماء المغلي الذي سيشربه الكافرون في الدرك الأول من النار!!!..
نسأل الله أن يجعلنا من بركاتكم، وأن يجعل آخرتنا في زاوية من زوايا التلفزيون، أو في برنامج على الهواء ننقطع فيه للعبادة والصلاة " ا.هـ.
• سبحان الله العظيم! ما هذا الاستخفاف الذي يصل إلى حد الإسفاف؟ وما هذا الجرأة على دين الله؟ وما هذا التهكم والاستهزاء بشرع الله وأمره؟!
ونحن لا ننكر أن الإسلام نهى عن التبتل، ولكن ماذا عليهم لو آمن الناس بالله واليوم الآخر، وبادروا إلى الطاعات وتركوا المعاصي، وما الذي يضيرهم في ذلك؟.
والنصوص من القرآن والسنة كثيرة جدًا تفيد القطع واليقين بثبوت عذاب القبر ولا يتسع المقام لذكر أمثلة منها الآن، وانظر كتابي "عذاب القبر ونعيمه".
فإلى الله المشتكى من هذه الأقلام المسمومة والحناجر المريضة..
والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل.
[44] كشف الصلصلة (54).