أرشيف المقالات

أرجوزة الجنة في نظم أصول السنة للإمام الحميدي

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
أرجوزة الجُنَّة في نظم أصول السُّنَّة
للإمام الحميدي (ت 219هـ)
 






الحمد لله العلي الواحدِ
أحق محمود أجلِّ ماجدِ


ثم الصلاة معْ سلامٍ سرمدي
على النبي المصطفى محمدِ


وآله وصحبه الفحولِ
ما انتظمت جواهر الأصولِ


وبعد إنَّ هذه أرجوزة
لطيفة في بابها وجيزة


سميتها تفاؤلاً بالجُنةِ
ضمَّنتها نظم أصول السنةِ


للعالم المبجل الحميدي
والصيد للعلم أجل الصيدِ


والجُنة الحصن وخير الحصنِ
توحيدنا لربنا ذي المنِّ


وكوننا على سبيل السنةِ
مبتعدين عن طريق البدعةِ


وربنا المسؤول في الإتمامِ
فإنه ذو الجود والإنعامِ


فصل


والسنة الإيمان بالأقدارِ
وكل ما نراه أمر الباري


إما بأمرهِ الجليل الشرعي
أو أمره الكوني يا صاح فعِ


ولا يصيب المرء إلا ما كتب
عليه وهو واقع بلا رِيَبْ


وما عداه لم يكن بصائبِ
له مدى الدهر الفسيح الدائبِ


إيماننا قولٌ كذاك قل عملْ
يزيد بالطاعة يمحوه الزللْ


لا تنفع الأقوال دونما عملْ
ولا هما إلا بنية نقلْ


ولا الجميع دونما اتباعِ
سنة خير الناس بالإجماعِ


ومن سبيل السنة الترحمُ
على جميع الصحب طُراً يُعلمُ


أتى لنا الندب بالاستغفارِ
لهم بلا نقص أو استحقارِ


من سبهم فأمره في محْقِ
ليس له في فيئنا من حقِّ


ولا نقول في القُران إلا
بأنه قول الإله جلّا


كلامه ووحيه إلينا
أنزله مفصلاً علينا


ومن يقل بخلقهِ قد ابتدعْ
يا ليته عن ذاك كفَّ وارتدعْ


والسنة السنة في الإقرارِ
برؤية الرحمن للأبرارِ


يرونه بغير شك أو مِرا
كالشمس صحواً جل بارئ الورى


وما أتى في الشرع من صفاتِ
نثبته من غير ما افتئاتِ


ولا نزيد فيه أو نفسرهْ
بعقلنا القاصر أو نغيرهْ


نقف عنده بلا تقوُّلِ
زوراً كجهمي أو المعطلِ


ولا نقول قولة الخوارجِ
الفاسدي المذهب والمناهجِ


يكفّرون فاعل الكبيرةِ
والمسلم الواقع في الجريرةِ


والمسلمون قط لا يُكفَّروا
بغير جحدٍ الا خمساً تُذكرُ


ثلاثة منها بلا تناظرِ
فهي تعجل بلا تأخُّرِ


وهي الشهادتان والصلاةُ
ثالثها الصوم روى الأثباتُ


وتمت الجنة في أم القرى
والعلم للأرواح زاد وقِرى


في درس شيخنا وصي الله[1]
العالم المبجل الأواهِ


اختم لنا اللهم بالتوحيدِ
والمنهج المسدد الرشيدِ


وأختم الجُنة بالصلاةِ
على شفيع الخلق والعصاةِ


والآل والصحب دعاة الجَنةِ
وصالحي الأُناس ثم الجِنةِ










[1] أعني شيخنا العلامة وصي الله عباس المدرس بالمسجد الحرام.

شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير