أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : كيف يمكن التخلص من الخوف بأنواعه؟
السلام عليكم
أريد منكم أن تفتحوا صدركم لي، فأنا شاب بعمر 16 سنة، أعاني من الخوف بأنواعه، فمثلا أخاف أن أتحدث مع شخص أو عدة أشخاص، أو أخاف من الأشخاص الأقوياء عندما يعتدون علي، وأنا لا أستطيع أن أواجههم، لأني ضعيف، ولا أقدر أن أحمي نفسي أو الخوف من الاستهزاء من الآخرين، وأشعر أحيانا أني أقل من الناس، وأشعر عندما أمشي في الشارع أن الناس ينظرون إلي، وأبقى أنظر يمينا وشمالا من شدة الخجل، وأنا لا أثق في نفسي جيدا.
أحيانا أبقى جالسا مع نفسي، وأتخيل أن هناك أشخاصا يتحدثون معي، وأجيبهم على أسئلتهم، وأتكلم مع نفسي كثيرا، وهناك الكثير من الأفكار التي تهيمن علي، وأتخيل المستقبل وأدبر له من الأمور.
أرجوكم أفيدوني، ما الحل؟ وهل هناك علاج يمكن أن آخذه أو تمارين؟
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عباس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالمخاوف لها عدة تشخيصات، ولها عدة أنواع، وكثيرًا ما تجتمع عدة مخاوف عند الشخص في نفس الوقت، وفي بعض الأحيان يكون للإنسان مخاوف معينة، ثم بعد ذلك تختفي لتظهر وتتبدل بمخاوف أخرى (وهكذا)، والخوف دائمًا مقترن بدرجة من الوسوسة، وكذلك القلق والتوتر.
ما ذكرته حول حديث النفس وما يسببه لك من مضايقة: هذا نشاهده كثيرًا جدًّا مع الوساوس والقلق في مثل عمرك، وغالبًا هو نوع من أحلام اليقظة.
هذه الأفكار وحديث النفس تتعامل معها بحسم شديد، حين تكون وحدك خاطب الفكرة مباشرة، وقل بصوت عالٍ: (أقف، أقف، أقف) أو يمكنك أن تقوم بالتصفيق بيديك أو تقوم بالضرب بيدك بجسم صلب كالطاولة (مثلاً) حتى تشعر بالألم، والهدف هو أن تربط ما بين هذه التفاعلات المختلفة وفكرة الانخراط في التفكير المسترسل الذي يتخلله حديث النفس، هذه التمارين جيدة وممتازة جدًّا.
بالنسبة لمخاوفك: أولاً المخاوف في عمرك كثيرًا ما تكون عابرة، وما ذكرته حول مشاعرك السلبية حول ذاتك واعتقادك أن الناس تستهزئ بك، هذا ليس صحيحًا، وهذا ربما يكون ناتجًا من درجة بسيطة من الخوف الاجتماعي، حيث إنه يُتخيل لك أن الناس ترصد تصرفاتك وأنك أقل منهم كثيرًا.
هذه المفاهيم كلها خاطئة، مفاهيم يجب أن تصححها، الناس سواء (سواسية) والفروق بين الناس دائمًا تأتي من خلال التمتع بحسن الخلق والتقوى، والشخصية التي تنفع نفسها والآخرين أيضًا قطعًا هي الأفضل والأفيد.
أيها الفاضل الكريم: اصرف هذه المخاوف عنك بأن تحقرها، بأن لا تعطيها اعتبارًا، وبأن تتجاهلها، وعليك أيضًا بأن تكثر من التواصل الاجتماعي، أهم تواصل اجتماعي يزيل الخوف هو الحرص على صلاة الجماعة في المسجد وفي الصف الأول، هنا يحدث نوع من التفاعل الاجتماعي الجمعي الممتاز جدًّا.
ثانيًا: مارس أي رياضة مع أصدقائك ككرة القدم (مثلاً).
ثالثًا: حاول أن تنخرط في أي جمعية ثقافية أو خيرية أو نشاط مدرسي، هذا يساعدك كثيرًا.
رابعًا: كن شخصًا لك وجود ومؤثر في أسرتك، واحرص كثيرًا على بر والديك، هذا فيه خير كثير لك.
خامسًا: ضع برامج مستقبلية وآمالا وخططا تحاول من خلالها أن تنظر إلى المستقبل بصورة إيجابية، ولا بد أن تركز على دراستك بشكل جيد، لأن هذا يصرف انتباهك عن هذه المخاوف والقلق والتوترات.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وفي مثل عمرك هذا ليس هنالك ما يدعو لاستعمال أي أدوية نفسية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
عادت نوبات الهلع بعد ست سنوات من الشفاء منها. | 1577 | الأحد 05-07-2020 09:38 صـ |
زوجتي تعاني من الشك والخوف من الناس وعدم الاهتمام بنظافتها | 1225 | الثلاثاء 23-06-2020 05:11 صـ |
الشرود الذهني وضعف الذاكرة والضيق يلازمونني طوال اليوم! | 1547 | الاثنين 22-06-2020 05:33 صـ |
أزمة عاطفية سببت لي أعراضا نفسية، فهل من مساعدة؟ | 1109 | الأحد 21-06-2020 08:50 مـ |
ما هو علاج القلق المرتبط بالخوف والهلع؟ | 6582 | الاثنين 18-05-2020 06:24 صـ |