هذا الحبيب يا محب 107


الحلقة مفرغة

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد:

فها نحن مع أحداث السنة التاسعة من هجرة الحبيب صلى الله عليه وسلم.

قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم: [ورابع أحداثها] أحداث السنة التاسعة من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم [قدوم عروة بن مسعود الثقفي على رسول الله صلى الله عليه وسلم] قدم عروة بن مسعود من الطائف إلى المدينة للنبي صلى الله عليه وسلم.

[عروة بن مسعود من عظماء رجالات ثقيف] هل يوجد اليوم عظيم مثل عروة بن مسعود؟ والله لا يوجد [وهو الذي عناه وقصده المشركون في مكة بقولهم: لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ [الزخرف:31]] يعنون عروة بن مسعود في الطائف وأبا جهل في مكة، أي: لِم ينزل على يتيم أبي طالب ؟ وهذه نظرية هابطة [الذي حكاه القرآن عنهم في سورة الزخرف.

والرجل الثاني هلك ببدر، وهو أبو جهل الذي يكنونه بـأبي الحكم ويسمونه عمرو بن هشام ] ولعنة الله عليه وهو في جهنم. والشاهد من هذا أن عروة بن مسعود رجل من رجالات ثقيف العظماء.

قال: [وَفد عروة بن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه السنة سنة تسع، وفد مسلماً] أسلم في الطائف وجاء ليزور رسول الله صلى الله عليه وسلم [وذلك بعد أن رأى قريشاً قد دخلت في الإسلام بعد فتح مكة وهزيمة هوازن وثقيف] سبب إسلامه وهو من رجالات العرب العظام أنه نظر أن مكة قد سقطت في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن الإسلام أنارها وأهلها دخلوا في الإسلام، فما بقي هناك حاجة إلى التزمت والتعصب في الطائف، فلهذا أسلم وجاء.

[وكان رجلاً عاقلاً -حقاً- فهداه الله إلى الإسلام، فلما أتى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم، قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أرجع إلى قومي وأدعوهم إلى الإسلام] أبى أن يبقى في المدينة مهاجراً، وقال: أرجع إلى قومي وأدعوهم إلى الدخول في الإسلام [فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (إنهم قاتلوك)] ولم يقل يقتلونك، ولكن قال: قاتلوك، يعني: أمر مفروغ منه [فقال عروة : إني أحب إليهم من أبكارهم] يعني كيف يقتلونني؟ والأبكار هن البنات [ورجا أن يوافقوه لمنزلته فيهم، فلما رجع إلى الطائف ديار قومه، صعد إلى علية له] أي: بناية، فوق الطابق الأول [وأشرف منها عليهم، وأظهر الإسلام ودعاهم إليه، فرموه بالنبل] أي: السهام [فأصابه سهم فقتله] وهذه آية من آيات النبوة المحمدية.

ذهب ليدعو إلى الله وفعل، فعلا على بنية مرتفعة وأعلن عن إسلامه ودعا رجالات ثقيف إلى الإسلام، فما كان منهم إلا أن سددوا إليه السهام، فقتل رضي الله عنه وأرضاه.

[وقبل وفاته قيل له: ما ترى في دمك؟] لأن الصحابة لما قال له الرسول: إنهم قاتلوك، عرفوا. فقالوا له: ما ترى في دمك الذي يهراق؟ [قال: كرامة أكرمني الله بها، وشهادة ساقها إلي، ليس فيّ إلا ما في الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فادفنوني معهم، فلما مات متأثراً بجراحاته دفنوه معهم رضي الله عنه] مع شهداء المؤمنين الذين قتلوا في الطائف.

[ولما بلغ الخبر النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه] لما بلغه خبر وفاة عروة [(إن مثله في قومه كمثل صاحب (يس) في قومه، إذ دعاهم إلى خير فقتلوه)] قال تعالى: يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ [يس:26-27]، وهذه يقول فيها الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما نصح رجل قومه كما فعل صاحب يس )، فقد قتلوه من أجل أنه دعاهم إلى الله ليكملوا ويسعدوا، ولما ضرب وهو يموت تمنى على الله لو أنهم يعرفون حاله في الجنة حتى يؤمنوا، فقال: يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ [يس:26-27] هذا هو صاحب يس، وعروة بن مسعود كصاحب يس الذي كان في بني إسرائيل.

قال: [نتائج وعبر:

إن لهذه المقطوعة من السيرة العطرة نتائج وعبراً نذكرها كالآتي:

أولاً: بيان عَلَم من أعلام النبوة المحمدية في إخباره عروة بأن قومه قاتلوه، فكان كما أخبر.

ثانياً: بيان فضل الدعوة إلى الله تعالى وما تتطلبه من أذى، وما يلزم صاحبها من الصبر والتحمل.

ثالثاً: بيان فضل عروة بن مسعود رضي الله عنه، إذ ألحقه الرسول صلى الله عليه وسلم بصاحب يس وهو حبيب النجار عليه السلام].

قال: [وخامس أحداثها] أحداث السنة التاسعة [قدوم وفد ثقيف

وبعد قدوم الحبيب صلى الله عليه وسلم وفي رمضان، قدم وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سبق أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان محاصراً لهم] في الطائف [قيل له: ادع الله عليهم يا رسول الله، فقال: ( اللهم اهد ثقيفاً وأت بهم )] لما حاصر الرسول صلى الله عليه وسلم أهل الطائف قرابة شهر وما استطاع أن يقتحم البلاد وقل الزاد وطالت المدة قال: نرجع، واستشار رجاله -كما تقدم- فرأوا من الحكمة أنهم يعودون إلى المدينة، فقال رجل: ( يا رسول الله! ادع الله عليهم، فقال: اللهم اهدهم وأت بهم ) واستجاب الله عز وجل، وقد جاءوا إلى المدينة.

[هذا سبب لقدومهم، وآخر: هو أنهم رأوا أن من يحيط بهم من العرب قد نصبوا لهم القتال وشنوا عليهم الغارات، وكان أشدهم في ذلك مالك بن عوف النصري ، فلا يخرج منهم مال إلا نهب ولا إنسان إلا أخذ] كانوا محاصرين من قبل العرب الذين أسلموا.

[فلما رأوا عجزهم اجتمعوا وأرسلوا عبد ياليل بن عمرو بن عمير والحكم بن عمرو بن وهب وشرحبيل بن غيلان -وهؤلاء من الأحلاف- وأرسلوا من بني مالك عثمان بن أبي العاص وأوس بن عوف ونمير بن خرشة ، فخرجوا من الطائف حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزلهم في قبة في المسجد] قبة من صوف وشعر، ليست من ساج ولا عاج، هذا هو منزل الضيوف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبة في المسجد.

[فكان خالد بن سعيد بن العاص -أخو عمرو بن العاص - يمشي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم] كواسطة وسفير؛ لأنهم ما زالوا مشركين كافرين، ولو كانوا اليوم معنا لقتلوهم، فالكفار الآن يقتلونهم، وهؤلاء جاءوا مشركين كافرين، وأستاذ الحكمة صلى الله عليه وسلم أنزلهم في قبة وكان يرسل إليهم الطعام: الغداء والعشاء، وقد بلغنا اليوم أن مجاهدي الجزائر قتلوا قساً مع سائقه، وهو راهب من الرهبان، فهل يأمر الإسلام بقتل الرهبان؟ أسألكم بالله أما حرّم الإسلام هذا ..؟ ولكن حتى يشوهوا الإسلام وتشمئز النفوس منه!!

[وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسل إليهم ما يأكلون مع خالد ، وكانوا لا يأكلون طعاماً حتى يأكل خالد منه] خافوا أن يسمّهم، فعندما يأتيهم بالطعام يقولون له: كل أنت أولاً، فإن أكل أكلوا [حتى أسلموا] وهنيئاً لهم، فقد أصبحوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال: [شروط مرفوضة:

واشترط رجال وفد ثقيف لإسلامهم شروطاً وهي كالتالي] هذا الوفد قالوا: نسلم يا رسول الله على شروط، إن وافقتنا أسلمنا وإلا نعود إلى ديارنا.

أولاً: ألا يهدم النبي صلى الله عليه وسلم طاغيتهم إلا بعد ثلاث سنوات

[أولاً: ألا يهدم النبي صلى الله عليه وسلم طاغيتهم -وهي اللات- إلا بعد ثلاث سنوات] يعني: ندخل في الإسلام على شرط ألا تهدم اللات إلا بعد ثلاث سنوات حتى تهدأ النفوس وتسكن القلوب، أما من أول يوم فستثور البلاد كلها عليهم؛ لأنهم إذا أسلموا وجاءوا فأول ما يفعلونه هو هدم الطاغوت، وإذا فعلوا ذلك قامت البلاد كلها الرجال والنساء ضدهم، فهذا من باب السياسة، ولكن السياسة لا تحل ما حرّم الله ولا تحرم ما أحل الله.

وقولهم: (ألا يهدم النبي صلى الله عليه وسلم طاغيتهم) ليس معناه أنه هو الذي سيمشي إليها ليهدمها، ولكنه سيأمر بهدمها.

قال: [فأبى عليهم ذلك صلى الله عليه وسلم] رفض هذا الشرط ولم يقبله [وكان قصدهم من هذا الشرط حتى يسلموا إذا هي تركت من سخط سفهائهم ونسائهم] علة الاشتراط هذا: حتى يسلموا إذا هي تركت من سخط سفهائهم ونسائهم.

[وتنازلوا إلى شهر واحد] أي: قالوا: أبقها شهراً واحداً فقط لا ثلاث سنوات [فلم يقبل منهم ولو ساعة من نهار] وأنا أذكر لما أخذ السلطان عبد العزيز -تغمده الله برحمته- في هدم القباب هل استجاب لأهل البلاد لما قالوا له: هذه القبة لا تهدمها؟

إذاً: هذا منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما كان يعبد من دون الله يجب ألا يوجد في الكون ولا ساعة من نهار.

ثانياً: أن يعفيهم من الصلاة

[ثانياً: أن يعفيهم من الصلاة ككل] قالوا: نسلم على شرط ألا نصلي، فتعفينا من الصلاة [فأبى وقال: ( لا خير في دين لا صلاة فيه )، فقالوا: نصلي ولكن لا نجبي] أي: نصلي ولكن لا نركع. يعني: عيب هذا ومعرة أمام نسائنا ونحن مُجبّين [بل نخر من القيام إلى السجود] وهذه عنترية! قالوا: كيف نركع أمام النساء ويشاهدوننا؟ ولكن نخر من القيام إلى السجود [فقال صلى الله عليه وسلم: ( لا خير في صلاة لا ركوع فيها ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم. ولما أسلموا أمَّر عليهم عثمان بن أبي العاص وكان أصغرهم سناً لما رأى من حرصه على الإسلام والتفقه في الدين، ثم رجعوا إلى بلادهم، وأرسل صلى الله عليه وسلم معهم المغيرة بن شعبة وأبا سفيان بن حرب ] وهما من أعظم رجالات العرب [لهدم الطاغية] أي: اللات.

قال: [فتقدم المغيرة فهدمها، وقام قومه من بني متعب دونه؛ خوفاً أن يرمى بسهم كما رمي عروة بن مسعود من قبل، ولما أخذ في هدمها خرج نساء ثقيف حسراً] مكشوفات الرؤوس [يبكين، وأخذ حُليها] ما إن شاهد النساء هذه الكعبة في الطائف هدمت حتى خرجن كاشفات الرءوس يصرخن ويبكين، وهذا يدل على ضعف عقول النساء، وأكثر الخرافات في النساء من الرجال إلى الآن.

وقوله: (وأخذ حُليها) يعني أنه كان عليها حُلي، والآن في غير ديارنا هذه الطاهرة تجد على القبر تابوتاً عليه الأزر من حرير وعليه كذا وكذا.. والذهب أيضاً، على عادة الجاهلية.

[أولاً: ألا يهدم النبي صلى الله عليه وسلم طاغيتهم -وهي اللات- إلا بعد ثلاث سنوات] يعني: ندخل في الإسلام على شرط ألا تهدم اللات إلا بعد ثلاث سنوات حتى تهدأ النفوس وتسكن القلوب، أما من أول يوم فستثور البلاد كلها عليهم؛ لأنهم إذا أسلموا وجاءوا فأول ما يفعلونه هو هدم الطاغوت، وإذا فعلوا ذلك قامت البلاد كلها الرجال والنساء ضدهم، فهذا من باب السياسة، ولكن السياسة لا تحل ما حرّم الله ولا تحرم ما أحل الله.

وقولهم: (ألا يهدم النبي صلى الله عليه وسلم طاغيتهم) ليس معناه أنه هو الذي سيمشي إليها ليهدمها، ولكنه سيأمر بهدمها.

قال: [فأبى عليهم ذلك صلى الله عليه وسلم] رفض هذا الشرط ولم يقبله [وكان قصدهم من هذا الشرط حتى يسلموا إذا هي تركت من سخط سفهائهم ونسائهم] علة الاشتراط هذا: حتى يسلموا إذا هي تركت من سخط سفهائهم ونسائهم.

[وتنازلوا إلى شهر واحد] أي: قالوا: أبقها شهراً واحداً فقط لا ثلاث سنوات [فلم يقبل منهم ولو ساعة من نهار] وأنا أذكر لما أخذ السلطان عبد العزيز -تغمده الله برحمته- في هدم القباب هل استجاب لأهل البلاد لما قالوا له: هذه القبة لا تهدمها؟

إذاً: هذا منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما كان يعبد من دون الله يجب ألا يوجد في الكون ولا ساعة من نهار.

[ثانياً: أن يعفيهم من الصلاة ككل] قالوا: نسلم على شرط ألا نصلي، فتعفينا من الصلاة [فأبى وقال: ( لا خير في دين لا صلاة فيه )، فقالوا: نصلي ولكن لا نجبي] أي: نصلي ولكن لا نركع. يعني: عيب هذا ومعرة أمام نسائنا ونحن مُجبّين [بل نخر من القيام إلى السجود] وهذه عنترية! قالوا: كيف نركع أمام النساء ويشاهدوننا؟ ولكن نخر من القيام إلى السجود [فقال صلى الله عليه وسلم: ( لا خير في صلاة لا ركوع فيها ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم. ولما أسلموا أمَّر عليهم عثمان بن أبي العاص وكان أصغرهم سناً لما رأى من حرصه على الإسلام والتفقه في الدين، ثم رجعوا إلى بلادهم، وأرسل صلى الله عليه وسلم معهم المغيرة بن شعبة وأبا سفيان بن حرب ] وهما من أعظم رجالات العرب [لهدم الطاغية] أي: اللات.

قال: [فتقدم المغيرة فهدمها، وقام قومه من بني متعب دونه؛ خوفاً أن يرمى بسهم كما رمي عروة بن مسعود من قبل، ولما أخذ في هدمها خرج نساء ثقيف حسراً] مكشوفات الرؤوس [يبكين، وأخذ حُليها] ما إن شاهد النساء هذه الكعبة في الطائف هدمت حتى خرجن كاشفات الرءوس يصرخن ويبكين، وهذا يدل على ضعف عقول النساء، وأكثر الخرافات في النساء من الرجال إلى الآن.

وقوله: (وأخذ حُليها) يعني أنه كان عليها حُلي، والآن في غير ديارنا هذه الطاهرة تجد على القبر تابوتاً عليه الأزر من حرير وعليه كذا وكذا.. والذهب أيضاً، على عادة الجاهلية.

قال: [قضاء ديون من مال الطاغية] هذا المال الذي كان ذهباً على الطاغية اللات قُضيت به بعض الديون.

[كان للطاغية مال كثير مودع فيها، فلما هدمها المغيرة وأبو سفيان بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذا مالها، اتصل برسول الله صلى الله عليه وسلم أبو مليح بن عروة بن مسعود ] ابن عروة بن مسعود [وطلب منه أن يقضي ديناً كان على والده عروة من مال الطاغية] والده عروة كان عليه دين، فلما حصل المال اتصل بالرسول صلى الله عليه وسلم وطلب منه أن يسدد دين والده من مال الطاغية [فأجابه الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك] وسدد دين والده.

[وعندها قال قارب بن الأسود: وعن الأسود يا رسول الله فاقضه] دين أيضاً، أي: والدي عليه دين [وعروة والأسود أخوان شقيقان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الأسود مات مشركاً )] يعني: عروة لا بأس، سددنا الدين الذي عليه لأنه كان مؤمناً، فالمؤمن إذا مات وعليه دين يؤاخذ به، ويحبس عن الجنة ولو كان شهيداً، لكن أخوه مات مشركاً.

[فقال قارب: يا رسول الله! لكن تصل مسلماً ذا قرابة -يعني نفسه-] أي: إن أنت سمحت بهذا الفعل وصلت مسلماً ذا قرابة؛ لأن هذا الدين لا ينتفع به الميت المشرك، لكن ولده الحي هو الذي يتحمل السداد، فأنت تصل مسلماً لا كافراً [إنما الدين علي وأنا مطالب به، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان أن يقضي دين عروة والأسود معاً من مال الطاغية ففعل].