خطب ومحاضرات
فتاوى نور على الدرب [587]
الحلقة مفرغة
السؤال: نحن فتاتان ولكن ما نعانيه بأن الوالد لا يسمح لنا بالذهاب إلى بعض الدروس التي تقام بالمسجد، حيث يتم فيه تعليم المرأة، فما توجيهكم في ذلك فضيلة الشيخ؟
الجواب: نرى أن الوالد وفقه الله ينبغي له أن ينظر المصلحة في ذهابكما إلى الدروس في المساجد وعدم الذهاب، فإن كان يرى أن المصلحة بقاؤكما في البيت فليمنعكما من هذا، وإن رأى أن المصلحة في حضوركما الدرس، وأنه لا مفسدة في ذلك تقاوم المصلحة، فإن الذي أشير به عليه ألا يمنعكما؛ لأن نساء الصحابة كن يحضرن المسجد في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ويحصل لهن من سماع المواعظ ما يحصل، لكن نحن في زمن كثر فيه الشر والفساد والسفه، فلعلَّ الوالد منعكما من الذهاب إلى المساجد لاستماع الدروس خوفاً من الشر والفساد، ثم إن الله سبحانه وتعالى فتح علينا في هذا العصر فتحاً مبيناً، وذلك بتسجيل ما يلقى من الدروس، وبإمكانكما أن تحصلا على هذه المسجلات فتنتفعا بها، ويغنيكما هذا عن الذهاب إلى المسجد مباشرة.
مداخلة: تقصدون الوسائل الموصلة للعلم الشرعي من أشرطة وإذاعة القرآن؟
الشيخ: نعم، قصدي من الأشرطة أشرطة الدروس التي تلقى عندهم في اليمن لا في الإذاعة، أما الإذاعة فأمرها متيسر والحمد لله لكل أحد.
السؤال: هل يجوز صبغ الشعر بالسواد، لمن شعرها أسود، ولكنها تريد أن تجعله أسود قاتماً، وما حكم ما يسمى بالميش؟
الجواب: أما تغيير الشيب بالسواد فقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وحذر منه وتوعد عليه، وأما صبغ الشيب بغير السواد من الألوان فلا بأس به ولا حرج فيه، وأما صبغ الشعر الأسود ليزداد سواداً فأخشى أن يكون من جنس الصبغ الأبيض ليكون أسود، وربما يختلف عنه فلا ينال حكمه، ولكن الاحتياط ألا تفعل المرأة، أي: ألا تصبغ بالسواد الذي يجعل شعرها أسود مما كان عليه، رضاً بقضاء الله وقدره، وهذا من السنن التي جاءت في خلق الله عز وجل، فإن من النساء من يكون شعرها أسود قاتماً، ومنهن من يكون دون ذلك، ومنهن من يكون شعرها أصفر أو أشهب حسب طبيعته التي خلقها الله عليه.
السؤال: توجد بقالة لبيع المواد الغذائية والحلويات، وأنا أعلم علم اليقين بأن هذه البقالة من مصدر حرام، فهل يجوز أن أشتري من هذه البقالة؟ وهل يصح أن أنصح عامة الناس بعدم الشراء من ذلك الدكان؟ وما الحكم إذا كان لابد من الشراء من تلك البقالة؟
الجواب: لا حرج عليك أن تشتري من هذه البقالة، وإن كان صاحبها قد أنشأها من مصدر حرام؛ وذلك لأن المعاملة التي تجري بينك وبينه معاملة مباحة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اشترى من يهودي طعاماً لأهله ورهنه درعه ومات صلى الله عليه وعلى آله وسلم ودرعه مرهونة عند هذا اليهودي، كما أنه صلى الله عليه وسلم قبل هدية اليهود وقبل دعوتهم حين دعاه يهودي إلى خبز من شعير وإهالة سنخة، لكن إن وجد بقالة أخرى ليس في مصدرها شبهة فهي أولى.
السؤال: فتاة تبلغ من العمر العشرين عاماً، ومنذ أن وجب الصيام علي وأنا في سن البلوغ لم أصم لعدم إدراكي وتوعيتي من قبل الأسرة بضرورة الصيام، وقد التزمت بالصيام وأنا في سن الثالثة عشر، ولكن ما يحيرني هو هل أقضي الصيام أم لا؟
الجواب: إن قضيت الصيام الذي تركتيه بعد البلوغ فهو أحسن، وإن لم تقضيه فينظر، إن كنت في مكان شاسع بعيد عن العلماء وطلبة العلم، ولم يخطر ببالك أن الصيام واجب عليك قبل إتمام خمس عشرة سنة فليس عليك قضاء، وإن كنت في بلد فيه العلماء وفيه طلبة العلم، ولكن فرطت في ترك السؤال فعليك القضاء.
السؤال: توضأت ولا أدري هل غسلت أحد الأعضاء ثلاثة أم لا، فماذا أفعل؟ وهل أعيد الوضوء؟
الجواب: غسل الأعضاء ثلاثاً ليس بواجب، والواجب غسلة واحدة تعم جميع العضو الذي يجب تطهيره، وعلى هذا فلا شيء عليك ما دمت قد تيقنت أنك قد غسلته غسلة واحدة تعم جميع المكان الذي يجب تطهيره، ثم اعلمي أن الشك بعد الفراغ لا عبرة به، يعني: لو فرغ الإنسان من الوضوء وبعد فراغه شك هل تمضمض واستنشق أم لا؟ فلا شيء عليه، فمثلاً: لو شك هل غسل ذراعه أو لا؟ فلا شيء عليه، فمثلاً: لو إلا إذا تيقن أنه لم يغسله، فحينئذ يجب العمل بمقتضى هذا اليقين، فيجب إعادة الوضوء كله إذا كان قد طال الزمن، أو إعادة العضو الذي ترك، وما بعده إن كان الزمن قصيراً.
السؤال: ما حكم أكل اللحوم المثلجة التي لا نعرف من أين جاءت، ولا ندري كيف ذبحت؟
الجواب: لا يحل أكل اللحم المذبوح إلا إذا علمنا أنه صدر ممن تحل ذبيحته، والذين تحل ذبائحهم ثلاثة أصناف: المسلمون واليهود والنصارى؛ لقول الله تعالى: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ [المائدة:5]، فسره ابن عباس رضي الله عنه بأنه: ما ذبحوه فهو حلال، ويدل لهذا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قبل هدية الشاة من المرأة اليهودية وأكل منها، وإذا صدر الذبح من أهله، أي: من مسلم أو يهودي أو نصراني، فإنه لا يلزمنا أن نعلم أنه قد ذبحه على طريقة إسلامية أو لا، أو هل سمى أو لا؟ لأن الأصل في فعل الصادر من أهله أنه على وجه الصواب، ولهذا لما: (سئل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن قوم يأتون باللحم لا يدرى أذكر أسم الله عليه أم لا؟ فقال للسائل: سموا أنتم وكلوا )، أما إذا كنتم لا تعلمون من أين جاء هذا اللحم، ويحتمل أنه جاء من بلاد لا يحل ذبائح أهلها، أو من بلاد يحل ذبائح أهله فلا تأكلوه.
السؤال: هل الوتر هي صلاة الليل أم ركعة واحدة هي التي تسمى الوتر؟
الجواب: الوتر ركعة واحدة من آخر الليل؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن صلاة الليل قال: ( مثنى مثنى؛ فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة فأوترت له ما صلى )، لكن الوتر على وجوه، تارة يوتر الإنسان بركعة واحدة، وتارة يوتر بثلاث ركعات، وهذا الوجه لك أن تصلي فيه ركعتين وتسلم ثم تأتي بالثالثة، ولك أن تسرده ثلاثاً بتشهد واحد وتسليم واحد، ويكون الوتر بخمس، وتكون سرداً بتشهد واحد وتسليم واحد، ويوتر بسبع وتكون سرداً كذلك كالخمس، ويوتر بتسع وتكون سرداً بسلام واحد إلا أنه يجلس بعد الثامنة ويتشهد ولا يسلم ثم يصلي التاسعة، ويكون الوتر بإحدى عشرة يسلم من كل ركعتين ويختم بواحدة.
السؤال: لدينا صندوق خيري ونحن أبناء منطقة واحدة، ونجمع كل شهر مبلغاً معيناً من المال، ويوضع عند أمين الصندوق، هل يحق لأمين الصندوق أن يأخذ من هذا المبلغ شيئاً إذا احتاج إليه ليسدده فيما بعد؟
الجواب: لا يحل لأمين الصندوق أن يأخذ منه شيئاً ليسدده فيما بعد، وهكذا كل أمين على شيء كولي اليتيم والوكيل وغيرهما، لا يحل لهم أن يأخذوا شيئاً لأنفسهم ولو كان بنية الترجيع فيما بعد؛ لأن الأمين مؤتمن فلا يحل له أن يتجاوز ما اؤتمن عليه.
السؤال: أنا أقوم بدراسة الفقه، فما هي الكتب التي تنصحونني بدراستها والقراءة فيها؟
الجواب: أحسن ما رأيت من الكتب في فقه الحنابلة الروض المربع شرح زاد المستقنع، ففيه خير كثير، وفيه علم كثير، ولكني أنصح السائلة وغيرها ممن يطلب العلم بأن يكون طلبهم العلم على يد شيخ؛ لأن ذلك أسلم من الخطر، وأقرب لحصول العلم، فإن الشيخ يقرب المعلومات إلى الطالب بشرح المشكل وبيان المجمل، والجمع بين الأدلة، فيقل الخطأ، وأما من اعتمد على نفسه في طلب العلم وعلى الكتب التي يقرأها، فإنه يخطئ كثيراً، ولا ينال العلم الصحيح إلا بجهدٍ جهيد وعمل شاق، ولهذا يقال: من كان دليله كتابه غلب خطؤه صوابه. وهذه الجملة وإن لم تكن صحيحة على وجه الإطلاق، لكنها في الغالب صحيحة.
السؤال: تركت قراءة القرآن علماً بأنني أقرؤه بشكل مستمر في شهر رمضان وذلك لانشغالي، فما حكم ذلك؟
الجواب: لا شيء عليك إذا كان هذا الانشغال لا تتمكني فيه من قراءة القرآن، ومن المعلوم أن المؤمن لا يمكن أن يدع قراءة القرآن؛ لأنه سوف يقرأ القرآن في الصلاة، يقرأ الفاتحة وما تيسر، ويقرأ الأوراد من الآيات الكريمة، كأية الكرسي، وقل هو الله أحد والمعوذتين، وآيتين من آخر سورة البقرة وما أشبه ذلك، لكن مع هذا ينبغي أن تحافظ ولو على نصف جزء في اليوم، وهذا أمر لا يشق، فقراءة نصف الجزء في عشر دقائق لا تشغل الإنسان شغلاً كثيراً، فلتستعن بالله عز وجل، ولتحافظ على ورد معين تقرأه كل يوم ولو عند النوم.
استمع المزيد من الشيخ محمد بن صالح العثيمين - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
فتاوى نور على الدرب [707] | 3913 استماع |
فتاوى نور على الدرب [182] | 3693 استماع |
فتاوى نور على الدرب [460] | 3647 استماع |
فتاوى نور على الدرب [380] | 3501 استماع |
فتاوى نور على الدرب [221] | 3496 استماع |
فتاوى نور على الدرب [411] | 3478 استماع |
فتاوى نور على الدرب [21] | 3440 استماع |
فتاوى نور على الدرب [82] | 3438 استماع |
فتاوى نور على الدرب [348] | 3419 استماع |
فتاوى نور على الدرب [708] | 3341 استماع |