فتاوى نور على الدرب [549]


الحلقة مفرغة

السؤال: هل يجوز للمرأة المسلمة أن تعالج عند امرأة نصرانية؟

الجواب: نعم يجوز أن تعالج المرأة المسلمة عند امرأة نصرانية، بشرط أن تكون هذه النصرانية موثوقاً بها، نأمن من غشها وخداعها، وإذا تيسر أن تكون طبيبة مسلمة فهو أفضل وأحسن، لقوله تعالى: وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ [البقرة:221].

السؤال: حججت ولم أنحر ولم أقصر فما الحكم؟

الجواب: النحر لا يجب إلا على المتمتع والقارن، وأما المفرد فإنه لا يجب عليه الهدي.

أما التقصير فإن عليك أن تذبح بدله فدية في مكة توزعها على الفقراء؛ لأن أهل العلم يقولون: من ترك واجب من واجبات الحج فعليه دم يذبح في مكة ويوزع على الفقراء.

وإنني بهذه المناسبة أنصح إخواني المسلمين إذا أرادوا الحج أن يتعلموا أحكام الحج قبل أن يحجوا؛ لأنهم إذا حجوا على غير علم فربما يفعلون أشياء تخل بنسكهم وهم لا يشعرون وربما لا يتذكرون ذلك إلا بعد مدة طويلة، فعلى المرء إذا أراد أن يحج أن يتعلم أحكام الحج إما عن طريق العلماء مشافهة وإما عن طريق قراءة المناسك المكتوبة، وهي كثيرة ولله الحمد.

السؤال: ما الفرق بين التمتع والإفراد والقران؟

الجواب: الفرق بينها كما يلي:

أولاً التمتع: أن يهل بالعمرة في أشهر الحج ويتمها، فيطوف ويسعى ويقصر ويحل حلاً كاملاً ثم يحرم بالحج في عامه فتكون عمرة منفصلة عن الحج.

وأما القران: فهو أن يحرم بالعمرة والحج جميعاً، فيقول عند ابتداء إحرامه: لبيك عمرة وحجاً، وفي هذه الحال تكون الأفعال للحج وتدخل العمرة في أفعال الحج.

وأما الإفراد: فهو أن يحرم بالحج مفرداً ولا يأتي معه بعمره، فيقول: لبيك اللهم حجاً عند الإحرام من الميقات.

هذا فرق من حيث الأفعال، أما من حيث وجوب الدم فإن الدم يجب على المتمتع وعلى القارن دون المفرد، وهذا الدم ليس دم جبران ولكنه دم شكران، ولهذا يأكل الإنسان منه ويهدي ويتصدق.

أما من حيث الأفضلية فالأفضل التمتع، إلا من ساق الهدي فالأفضل له القران، ثم يلي التمتع القران ثم الإفراد.

السؤال: هل إذا رد الإنسان على شيء قبيح من قول أو فعل صادر من شخص آخر، هل يكون آثماً؟ وماذا يجب على الإنسان في هذا الموقف؟

الجواب: إذا رد الإنسان على من ظلمه بمثل مظلمته فإنه لا يكون آثماً بل هو عادل، قال الله تبارك وتعالى: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا [الشورى:40]، وقال تعالى: وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ [النحل:126]، وقال تعالى: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ [البقرة:194]، ولكن الأفضل العفو والصفح إذا كان صاحبه أهلاً لذلك، لقول الله تبارك وتعالى: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ [الشورى:40]، أما إذا لم يكن صاحبه أهلاً لذلك بأن كان شريراً معتدياً على الخلق لو أنه عفا عنه لذهب يظلم آخر، فإن الأفضل ألا يعفو عنه بل له أن يأخذ بحقه بل أخذه بحقه أفضل؛ لأن الله تعالى شرط في العفو أن يكون إصلاحاً فقال: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ [الشورى:40]، وحينئذ لا يكون العفو مطلقاً أفضل من المؤاخذة بل هو مشروط بهذا الشرط الذي ذكره الله عز وجل وهو الإصلاح.

وبهذه المناسبة أود أن أبين أن كثيراً من الناس إذا حصل من شخص حادث على قريب له ذهب يتعجل ويعفو عن هذا الذي وقع منه الحادث وهذا فيه نظر، فللأفضل أن يتأنى وينظر هل هذا الذي وقع منه الحادث رجل متهور لا يبالي بالناس ولا يهتم بهم وكأن البشر عنده قطيع غنم فإن هذا ليس أهلاً بأن يعفى عنه، بل يؤاخذ بما يقتضيه جرمه، أو أن هذا الرجل الذي حصل منه الحادث رجل هادئ خير طيب لكن حصل منه الحادث مجرد قضاء وقدر ليس له به أي شيء من العدوان المتعمد فحينئذ يكون العفو عن هذا أفضل، ولكل مقام مقال المهم ألا يتسرع الإنسان في العفو والصفح حتى يتبين الأمر.

السؤال: هل المرأة الصالحة في الدنيا تكون من الحور العين في الآخرة؟

الجواب: المرأة الصالحة في الدنيا -يعني الزوجة- تكون خيراً من الحور العين في الآخرة، وأطيب وأرغب لزوجها. فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر: ( أن أول زمرة تدخل الجنة على مثل صورة القمر ليلة البدر ).

السؤال: هل الأوصاف التي ذكرت للحور العين تشمل نساء الدنيا في القرآن؟

الجواب: الذي يظهر لي أن نساء الدنيا يكن خيراً من الحور العين حتى في الصفات الظاهرة والله أعلم، ونحن نقول لأخينا السائل: هذه أسئلة لا وجه لها، أنت إذا كنت من أهل الجنة ودخلت الجنة ستجد فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، ستجد فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وهذه التساؤلات في أمور الغيب هي من التنطع في دين الله، وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( هلك المتنطعون.. هلك المتنطعون.. هلك المتنطعون )، اصبر يا أخي حتى تدخل الجنة، فإذا دخلتها فستجد ما لا يخطر لك على بال.

السؤال: هل يجوز صيام يوم الجمعة منفرداً قضاء؟

الجواب: صيام يوم الجمعة منفرداً نهى عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ودخلت عليه امرأة من نسائه أو دخل هو عليها فوجدها صائمة فقال لها: ( أصمت أمس؟ قالت: لا! قال: أتصومين غداً؟ قالت: لا! قال: فأفطري )، لكن إذا صادف يوم الجمعة يوم عرفه مثلاً وصامه وحده فلا بأس؛ لأن هذا الرجل صامه لأنه يوم عرفه لا لأنه يوم الجمعة، وكذلك لو كان عليه قضاء من رمضان ولا يتسنى له الفراغ إلا يوم الجمعة فإنه لا حرج عليه أن يفرده، لأنه لم يفرده لأنه يوم الجمعة ولكن أفرده لأنه يوم فراغه، وكذلك لو صادف يوم الجمعة يوم عاشوراء فصامه فإنه لا حرج عليه أن يفرده، لأنه صامه لأنه يوم عاشوراء لا لأنه يوم الجمعة، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( لا تخصوا يوم الجمعة بصيام ولا ليلتها بقيام )، فنص على الخصوصية، أي على أن يفعل الإنسان هذا لخصوصية يوم الجمعة وليلة الجمعة.

السؤال: هل تنقيش اليدين بالحناء والقيام بتشكيلها والزخرفة يجوز؟

الجواب: نعم، يجوز ذلك فيما جرت به العادة؛ لأن المرأة يستحب لها أن تتجمل لزوجها بقدر ما تستطيع، فإن تجملها لزوجها يستلزم عادة أن يميل إليها وأن يحبها، وكذلك هي الأخرى إذا تجملت لزوجها وأحست بأن زوجها يحب ذلك فإن ذلك يزيد به حبها لزوجها، وكل شيء يوثق عرى الصلة والمحبة بين الزوجين فإنه مطلوب.

السؤال: ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم حديث ما معناه: ( أن من صلى صلاة الصبح في جماعة وجلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين فإن ذلك يعدل حجة وعمرة تامة تامة ) هل هذا صحيح؟

الجواب: مختلف في صحته لكن الإنسان إذا فعل ذلك راجياً ثواب الله فأرجو ألا يكون عليه في ذلك بأس.

السؤال: هل يعتبر علاج الرجل لامرأته من النفقة أم انه ليس بواجب عليه العلاج، وإنما النفقة تلزم المسكن والمأكل والمشرب؟

الجواب: يرجع في هذا إلى العرف؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19]، فما جرت العادة به من الدواء أن يكون على الزوج فهو على الزوج، وما لم تجر العادة به فليس على الزوج.




استمع المزيد من الشيخ محمد بن صالح العثيمين - عنوان الحلقة اسٌتمع
فتاوى نور على الدرب [707] 3919 استماع
فتاوى نور على الدرب [182] 3699 استماع
فتاوى نور على الدرب [460] 3651 استماع
فتاوى نور على الدرب [380] 3505 استماع
فتاوى نور على الدرب [221] 3501 استماع
فتاوى نور على الدرب [411] 3481 استماع
فتاوى نور على الدرب [21] 3451 استماع
فتاوى نور على الدرب [82] 3444 استماع
فتاوى نور على الدرب [348] 3426 استماع
فتاوى نور على الدرب [708] 3346 استماع