أرشيف المقالات

في أساس البلاغة

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
للأستاذ السهمي جاء في (أساس البلاغة) للإمام الزمخشري في الطبعتين وفي مخطوطة: (.

وتقول: بات فلان في الشفق، والفلق من الشفق إلى القلق أي في الخوف والمقطرة، وهي خشبة تفلق لأرجل اللصوص والدّعار يقطّرون فيها، ومن المجاز قول النابغة: فإن تبلج فلق المجد عن غره ...
مواهبه فأنت قسيم ما أفدت) لم تعلق الطبعة الأولى على القول، وروايته فيها هي: (فإن تبلج فلق المجد عن غره=مواهبه فأنت له قسيم) وقالت الطبعة الثانية: (هكذا ورد بكل النسخ فليحرر). فيبدو قول النابغة بهذا الرسم كأنه بيت شعر، وهو ليس كذلك، إلا أن يعد كل ما يكتب من الأقوال كما يكتب الشعر شعراً).
كلام الذبياني هو قسم من خبر هداني الله إلى مظنته، ولولا (أبو القاسم) ما اهتدينا.
قال الزمخشري في إحدى مقاماته: (ثم خوَّلك من جزالة الفضل ما حلّق على هام أمانيك ولم تطمح إليه ظنون عشيرتك وأدانيك). وقال الإمام في الشرح: (حلق على هام أمانيك نوع من المجاز لا تراه إلا في كلام من هو من البلاغة بالمنظر الأعلى كما حكى عن النابغة أنه استأذن على النعمان، فقال له الحاجب: إن الملك على شرابه.
فقال النابغة: فهو وقت الملق تقبله الأفئدة وهي جذلى للرحيق والسماع، فإن تبلج فلق المجد عن غرة مواهبه فأنت قسيم ما أفدت). في هذا الخبر قول النابغة الذي بلبل ناسخي (الأساس) وطابعيه.
ولما أطلعت الأستاذ (أحمد زكي العدوي) والأستاذ (عبد الرحيم محمود) - وهما من البقية المحققة - على الهدية الزمخشرية طربنا كلنا طرباً يعجز القلم عن وصفه.
وأبو الطيب المتنبي يقول في مثل هذه الحال: (رب مالا يعبر اللفظ عنه). وجاء في (الأساس) في الطبعتين وفي المخطوطة، والخطب هنا هين، لا بلبلة فيه.
(ومن المجاز درع درمة: ملساء قد ذهبت خشونتها وقضض جدتها وانسحقت قال: يا خير من أوقد للأضياف ناراً زهمه ...
يا فارس الخيل ومجتاب الدلاص الدرمه زهمة كثيرة ودك ما يطبخ بها، ومكان أدرم مستو أملس) القول شعر حقاً، ولكنه بيتان لا بيت واحد، وقد سطرا في الكتاب كما ترى، وهما في مقطوعة رواها أبو علي في أماليه، وهذا تصوير المقطوعة بكمالها: يا مُرَّ، يا خير أخ ...
نازعت در الحَلَمهْ يا خير من أوقد لل ...
أضياف ناراً جحمه يا جالب الخيل إلى ال ...
خيل تَعادى أضِمَه يا قائد الخيل ومج ...
تاب الدلاص الدرمه سيفك لا يشقى به ...
إلا العسير السنمه جاد على قبرك غ ...
يث من سماء رزمه يُنبت نَوراً أرِجا ...
جَرجارُه واليَنَمه قال أبو علي: الحلمة: طرف الثدي.
والدرمة: اللينة التي لا حجم لها.
وأضمة غضابي يقال: أضم عليه أضما أي غضب عليه ورزمة: مصوتة). في طبعتي (الأساس) ومخطوطته مشكلات ستُحل بحول الله ومعونته. السمهي

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١