فتاوى نور على الدرب [342]


الحلقة مفرغة

السؤال: ما حكم اللعاب الذي يخرج من الشخص أثناء النوم, هل هذا السائل يخرج من الفم أم من المعدة, فإذا حكمنا بأنه نجس فكيف يمكن الحذر منه؟

الجواب: هذا اللعاب الذي يخرج من النائم أثناء نومه طاهر وليس بنجس, والأصل فيما يخرج من بني آدم الطهارة إلا ما دل الدليل على نجاسته؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن المؤمن لا ينجس )، فاللعاب والعرق ودمع العين وما يخرج من الأنف وماء الجروح كل هذه طاهرة؛ لأن هذا هو الأصل, والبول والغائط وكل ما يخرج من السبيلين نجس, وهذا اللعاب الذي يخرج من الإنسان حال نومه داخل في الأشياء الطاهرة كالبلغم والنخامة وما أشبه ذلك, وعلى هذا فلا يجب على الإنسان غسله ولا غسل ما أصابه من الثياب والفرش.

السؤال: ما الاسم الكامل لرأس المنافقين الذي قال: لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ [المنافقون:8]؟ وما اسم الابن الذي منعه من دخول المدينة؟

الجواب: الذي قال: لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ [المنافقون:8] هو عبد الله بن أبي رأس المنافقين, وأما الذي منعه من دخول المدينة حتى يقول: إنه الأذل ورسول الله صلى الله عليه وسلم الأعز هو ابنه عبد الله رضي الله عنه, وهذا يدل على حكمة الله عز وجل في خلقه, حيث يخرج من الخبيث الطيب كما يخرج من الطيب الخبيث, فها هو نوح عليه الصلاة والسلام كان أحد أبنائه كافراً, وهذا المنافق عبد الله بن أبي كان ابنه مؤمناً، فالله عز وجل يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي, ويخرج المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن, والعالم من الجاهل والجاهل من العالم, كل هذا يدلنا دلالة واضحة على أن المدبر لهذا الكون هو الله عز وجل بحكمته وليس مجرد طبيعة تتفاعل وتنظم نفسها, بل لها خالق مدبر ذو سلطان عظيم بيده ملكوت السماوات والأرض.

السؤال: ما حكم الاشتراك في اليانصيب؟ وهو أن يشتري الشخص تذكرة ثم إذا حالفه الحظ حصل على مبلغ كبير, علماً بأنه يريد أن يقيم بهذا المبلغ مشاريع إسلامية, ويساعد بذلك المجاهدين حتى يستفيدوا من ذلك؟

الجواب: هذه الصورة التي ذكرها السائل أن يشتري تذكرة ثم قد يحالفه الحظ كما يقول فيربح ربحاً كبيراً هذه داخلة في الميسر الذي قال الله تعالى فيه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ [المائدة:90-92] , فهذا الميسر وهو كل معاملة دائرة بين الغنم والغرم لا يدري فيها العامل هل يكون غانماً أو يكون غارماً؟ كله محرم بل هو من كبائر الذنوب, ولا يخفى على الإنسان قبحه إذا رأى الله تعالى قرنه بعبادة الأصنام وبالخمر والأزلام, وما يتوقع فيه من منافع فإنه مغمور بجانب المضار؛ قال الله تعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا [البقرة:219]، وتأمل هذه الآية حيث ذكر المنافع بصيغة الجمع وذكر الإثم بصيغة المفرد, فلم يقل: فيهما آثام كبيرة ومنافع للناس, بل قال: إِثْمٌ كَبِيرٌ [البقرة:219] إشارة إلى أن المنافع مهما كثرت ومهما تعددت فإنها منغمرة في جانب هذا الإثم الكبير, والإثم الكبير راجح بها, فإثمهما أكبر من نفعهما مهما كان فيهما من النفع الحاصل بهذه المنافع.

إذاً: لا يجوز للإنسان أن يتعامل باليانصيب وإن كان غرضه أن ما يحصله سوف يضعه في منافع عامة كإصلاح الطرق وبناء المساجد وإعانة المجاهدين وما أشبه ذلك, بل إنه إذا صرف هذه الأموال المحرمة التي اكتسبها بطريق محرم إذا صرفها في هذه الأشياء يريد التقرب بها إلى الله فإن الله لا يقبلها منه ويبقى عليه الإثم ويحرم من الأجر؛ لأن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً, وإن صرفها في هذه المصالح والمنافع كبناء المساجد تخلصاً منها فهذا من السفه, إذ كيف يكتسب الإنسان الخطيئة ثم يحاول التخلص منها، والعقل كل العقل الذي يؤيده الشرع أن يدع الخطيئة أصلاً دون أن يتلطخ بها ثم يحاول أن يتخلص منها, وعلى هذا فإنه لا يجوز للإنسان أن يكتسب هذا المال الحرام لأجل أن يقيم عليه أشياء يتقرب بها إلى الله, ولا أن يكتسبه وهو ينوي إذا حصله تخلص منه بصرفه فيما ينفع العباد, بل الواجب على المؤمن أن يدع المحرم رأساً ولا يتلبس به.

السؤال: هل الأفضل لمن فاتته صلاة الفجر في الجماعة وصلى منفرداً أن يقدم ركعتي الفجر على الفريضة أم يصلي الفريضة أولاً ثم يأتي بالسنة الراتبة؟

الجواب: الأفضل لمن فاتته الصلاة مع الجماعة ولم يصل النافلة راتبة الفجر أن يبدأ بالراتبة أولاً ثم يأتي بالفريضة, حتى لو فرض أن الرجل غلبه النوم ولم يستيقظ إلا بعد طلوع الشمس فإنه يقدم النافلة -أي: الراتبة- قبل الفريضة؛ كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة نومهم عن صلاة الصبح في السفر, فإن النبي صلى الله عليه وسلم صلى نافلة الفجر ثم أقام الصلاة -أي: صلاة الفريضة- وصلى بأصحابه كما يصلي كل يوم, وإنما تصلى راتبة الفجر بعد الفريضة لمن فاتته ودخل المسجد والإمام قد شرع في صلاة الفريضة فإنه يدخل معه في صلاة الفريضة ثم يصلي الراتبة بعدها.

قال بعض أهل العلم: والأفضل أن يؤخر الراتبة إلى الضحى إلا إذا كان يخشى أن ينساها فليصلها بعد صلاة الفجر, وقال بعض العلماء: بل له أن يصليها بعد صلاة الفجر بكل حال سواء خشي أن ينساها أم لم يخش؛ لأن توقع النسيان أمر كثير بين الناس.

السؤال: يحصل لي كثيراً في الصلاة خلف الإمام وخاصة الجهرية شك في كوني هل قرأت الفاتحة بعد انتهاء الإمام منها أم لا؟ وأضطر في إعادتها والإمام يقرأ, وهذا يحصل لي كثيراً وللأسف, فهل علي شيء في ذلك, وما حكم الصلوات الماضية التي صليتها بهذه الصفة؟ هل يخل بها هذا الشيء أم لا؟

الجواب: هذا السائل يقول: إن هذا الشك يحصل معه كثيراً, والشكوك الكثيرة يجب تركها وعدم الالتفات لها؛ لأنها تلحق الإنسان بالموسوس, ولا يقتصر الشيطان على تشكيكه في ذلك, بل يشككه في أمور أخرى حتى إنها قد تبلغ به الحال إلى أن يشككه في طلاق زوجته وبقائها معه, وهذا خطير على عقل الإنسان وعلى دينه؛ ولهذا قال العلماء: إن الشكوك لا يلتفت إليها في ثلاث حالات:

الأولى: أن تكون مجرد وهم لا حقيقة لها, فهذه مطرحة ولا يلتفت إليها إطلاقاً.

والثانية: أن تكثر الشكوك ويكون الإنسان كلما توضأ شك وكلما صلى شك وكلما فعل فعلاً شك, فهذا أيضاً يجب طرحه وعدم اعتباره.

والحالة الثالثة: إذا كان الشك بعد انتهاء العبادة فإنه لا يلتفت إليه ما لم يتيقن الأمر, مثال ذلك: لو شك بعد أن سلم من صلاته هل صلى ثلاثاً أم أربعاً في الرباعية؟ فإنه لا يلتفت إلى هذا الشك؛ لأن العبادة قد فرغت إلا إذا تيقن أنه لم يصل إلا ثلاثاً, فليأت بالرابعة ما دام الوقت قصيراً, وليسجد للسهو بعد السلام.

المهم أن هذه ثلاث حالات لا يلتفت إلى الشك فيها:

الأولى: أن يكون الشك وهماً لا حقيقة له.

الثانية: أن تكثر الشكوك مع الإنسان.

الثالثة: أن يكون ذلك بعد الفراغ من العبادة.

وعلى هذا فنقول لهذا السائل: لا تلتفت إلى هذا الشك, وإذا شككت هل قرأت الفاتحة بعد قراءة الإمام لها أم لم تقرأ؟ فلا تلتفت إلى هذا, والأصل أنك قرأت, ولا تعدها مرة أخرى؛ لأن الشيطان قد يلقي في قلبك أنك لم تقرأها من أجل أن يلهيك عن استماع قراءة الإمام.

مداخلة: فقرة من هذه الرسالة الطويلة: الصلوات الماضية يا فضيلة الشيخ! التي صلاها بهذا الشك؟

الشيخ: الصلوات الماضية التي صلاها بهذا الشك وإعادة الفاتحة ليس عليه فيها شيء, ولكن أرجو أن لا يعود إلى مثل ذلك على ما بيناه من قبل.

السؤال: أرشدونا بارك الله فيكم إلى ما تحصل به المتابعة وعدم شرود الذهن في الصلاة؟

الجواب: أما ما تحصل به المتابعة للإمام وعدم شرود الذهن في الصلاة فإن ذلك يكون باستحضار الإنسان عظمة الله عز وجل الذي هو الآن واقف بين يديه يناجيه, فإن الإنسان في صلاته يناجي ربه؛ كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( قال الله: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين, فإذا قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2], قال الله تعالى: حمدني عبدي, وإذا قال: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة:3], قال الله: أثنى علي عبدي, وإذا قال: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة:4], قال الله تعالى: مجدني عبدي, وإذا قال: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5], قال الله تعالى: هذا بيني وبين عبدي نصفين, وإذا قال: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6], قال الله تعالى: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ).

فتجد الآن أن العبد كلما قال كلمة أجابه الله تعالى, وهذه هي مناجاة, وحينئذ يحضر قلب المرء إذا شعر هذا الشعور.

كذلك من أسباب عدم شرود الذهن أن يتتبع الإنسان ما يقوله أو يفعله ويتدبر المعاني العظيمة التي من أجلها شرع هذا القول أو هذا الفعل, ففي حال الركوع مثلاً شرع الركوع لتعظيم الإنسان ربه بفعله وقوله, ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( أما الركوع فعظموا فيه الرب ) والانحناء أمام الله عز وجل تعظيم له بالفعل, وقول: سبحان ربي العظيم تعظيم له بالقول, بقي أن يعظمه الإنسان بالقلب, وهذا لا يحصل إلا بحضور القلب, ففي الركوع تعظيم قولي وفعلي وقلبي, لكن الذي يغيب كثيراً عن الإنسان هو التعظيم القلبي.

وكذلك أيضاً في السجود إذا سجد فإنه قد وضع أعلى ما فيه -وهو الجبهة- في أسفل شيء هو عليه, حتى إن أعلاه حاذى أسفله, فالقدمان والجبهة كلاهما في موضع واحد, فبهذا النزول والسفول يستحضر علو الله عز وجل, وأنه تبارك وتعالى فوق كل شيء, على عرشه استوى، ولهذا يقول في هذا السجود: سبحان ربي الأعلى؛ لأنه يشعر أو يستشعر حينئذ أن الله تعالى فوق كل شيء, بينما هو في هذه الحال قد وضع أعلى شيء في بدنه بحذاء أسفل شيء في بدنه وهو القدمان.

فإذا استحضر الإنسان هذه المعاني العظيمة فيما يقوله وفيما يفعله في صلاته أوجب ذلك له حضور القلب, فإن أبى عليه الشيطان إلا أن يوسوس له فإن النبي عليه الصلاة والسلام أرشد إلى أن يتفل الإنسان عن يساره ثلاث مرات, يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم, فليفعل الإنسان هذا فإذا فعله بإيمان واحتساب أذهب الله عنه هذا الشيء.

السؤال: في حج العام الماضي (1407هـ) وبالخصوص في ليلة المبيت بمزدلفة حصل أن انصرفت إحدى قريباتي مع ابنها بعد منتصف الليل لحكم أنها تعتبر من الضعفة, حيث لا تقوى على رمي الجمرات بعد طلوع الشمس للزحام الشديد, إلا أنها بعد انصرافها وكلت ابنها لكي يرمي عنها, واحتجت بأنها لا تقدر على ذلك, فهل يلزمها شيء حينما لم ترم بنفسها أول الجمرات؟

الجواب: رمي الجمرات من مناسك الحج؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به وفعله بنفسه, وقال صلى الله عليه وسلم: ( إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله ) فهو عبادة يتقرب بها الإنسان إلى ربه, وهو عبادة لأن الإنسان يقوم برمي هذه الحصيات بهذا المكان تعبداً لله عز وجل وإقامة لذكره, فهي مبنية على مجرد التعبد لله سبحانه وتعالى.

لهذا ينبغي للإنسان أن يكون حين رميه للجمرات خاشعاً خاضعاً لله مهما حصل أو مهما كان ذلك, وإذا دار الأمر بين أن يبادر برمي هذه الجمرات في أول الوقت أو يؤخره في آخر الوقت, لكنه إذا أخره رمى بطمأنينة وخشوع وحضور قلب كان تأخيره أفضل؛ لأن هذه المزية مزية تتعلق بنفس العبادة, وما تعلق بنفس العبادة فإنه مقدم على ما يتعلق بزمن العبادة أو مكانها؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا صلاة بحضرة طعام, ولا وهو يدافعه الأخبثان ) فيؤخر الإنسان الصلاة عن أول وقتها من أجل قضاء حاجة أو دفع الشهوة الشديدة التي حضر مقتضيها وهو الطعام.

إذاً: إذا دار الأمر بين أن يرمي الجمرات في أول الوقت لكن بمشقة وزحام شديد وانشغال بإبقاء الحياة, وبين أن يؤخرها في آخر الوقت ولو في الليل لكن بطمأنينة وحضور قلب, ولهذا رخص النبي صلى الله عليه وسلم للضعفة من أهله أن يدفعوا من مزدلفة في آخر الليل حتى لا يتأذوا بالزحام الذي يحصل إذا حضر الناس جميعاً بعد طلوع الفجر, إذا تبين ذلك فإنه لا يجوز للإنسان أن يوكل أحداً في رمي الجمار عنه؛ لقوله تعالى: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ [البقرة:196]، ولا فرق في ذلك بين الرجال والنساء.

فإذا تبين ذلك أيضاً, وأن رمي الجمرات من العبادات, وأنه لا يجوز للقادر من رجل وامرأة أن ينيب عنه فيها, فإنه يجب أن يرمي بنفسه, إلا رجلاً أو امرأة مريضة أو حاملاً تخشى على حملها أو ما أشبه ذلك فلها أن توكل, وأما المسألة التي وقعت لهذه المرأة التي ذكر أنها لم ترم مع قدرتها, فالذي أرى أن من الأحوط لها أن تذبح فدية في مكة توزعها على الفقراء عن ترك هذا الواجب.

السؤال: يوجد في منطقتنا جامع واحد وإمام الجامع هذا يكتب البخارات والمحايات ويسقي المرضى, هل تجوز الصلاة خلفه؟

الجواب: الصلاة خلف المسلم وإن فعل بعض المعاصي جائزة وصحيحة على القول الراجح, ولكن الصلاة خلف من كان مستقيماً أفضل بلا شك, أما إذا كان الإنسان يستعمل أشياء مكفرة تخرجه عن الملة الإسلامية فإنه لا تجوز الصلاة خلفه؛ لأن صلاته غير صحيحة, فإن من لم يكن مسلماً فصلاته غير صحيحة, وإذا كانت صلاة الإمام غير صحيحة فإنه لا يمكن الاقتداء به؛ لأنك تقتدي بغير إمام وتنوي الإمامة بغير إمام.

فلينظر في حال هذا الشخص الذي سأل عنه السائل, إن كان استعماله هذا لا يتم إلا بالشرك بالله عز وجل فإنها لا تصح الصلاة خلفه, ويجب أن يعزل عن المسجد, ويؤتى برجل مسلم, وأما إذا كانت هذه الأعمال التي يقوم بها لا تكفره فإنه لا تنبغي الصلاة خلفه إذا كانت تؤدي إلى الفسق, ولو صلى خلفه فصلاته صحيحة.