فتاوى نور على الدرب [304]


الحلقة مفرغة

السؤال: لقد تناقشت أنا وأحد الأئمة في مسجدٍ قريبٍ منا حول قضاء الصلوات، وهو ما يعرف بقضاء الفوائت، ولقد أكد لي هذا الشيخ أنه لا وجه للدلالة على وجود ما سبق ذكره: قضاء الفوائت، وأكد لي ذلك بطلبه مني دليلاً على ما تناقشنا حوله من الكتاب والسنة، فلم أجبه لذلك، فما هو رأي الشرع في نظركم، مرفقاً بالدليل؟

الجواب: هذا السائل لم يفصح بما حصل بينه وبين صاحبه من النقاش، ولكن يبدو لي أن النقاش الذي دار بينهما حول وجوب قضاء ما فات من الصلوات، فإن كان الأمر هكذا، فإن وجوب قضاء ما فات الإنسان من الصلوات قد دل عليه صحيح السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: ( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك ) ، وتلا قوله تعالى: وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي [طه:14] ، وتلاوة النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية استشهاداً بها واستدلالاً على حكم المسألة، يدل على أن ذلك - أعني: قضاء الفوائت - ثابت بالكتاب والسنة .

وكما أنه ثابت بالكتاب والسنة فهو مقتضى النظر الصحيح، لأنك إذا لم تصل بقيت الصلاة ديناً في ذمتك، والدين يجب قضاؤه، كما في صيام رمضان إذا تركه الإنسان لعذرٍ من مرضٍ أو سفر، فإنه يلزمه قضاؤه عدة من أيام أخر.

وليعلم أن هذا الحكم - أعني: قضاء ما فات من الصلوات - فيمن لم يصلها لعذر من نسيانٍ أو نومٍ أو نحوهما، وأما من تعمد ترك الصلاة حتى خرج وقتها، فإن القول الصحيح أنه لا يلزمه القضاء لا تسهيلاً عليه، ولكن لأنه لم يأت بها على الشرط الذي شرطه الله عز وجل في قوله: إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا [النساء:103] ، فقد أخرها عن وقتها متعمداً بلا عذر، فإذا صلاها بعده كان قد صلاها على غير أمر الله ورسوله، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) ، ولكن على من أخر الصلاة عن وقتها متعمداً أن يتوب إلى الله عز وجل ويصلح عمله، فإذا تاب إلى الله وأصلح العمل فإن الله تعالى يحب التوابين ويحب المتطهرين ويتوب على من تاب.

السؤال: أحاط المسلمون بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ببعض الخوارق والمعجزات، أنا أسأل وأقول: ما مدى صحة هذه المعجزات، وهل وردت في أحاديث كثيرة، ثم ألا ترون أن هذه المعجزات تنزهه عن آدميته؟

الجواب: المعجزة عند أهل العلم: هي أمر خارق للعادة يظهره الله سبحانه وتعالى على يد الرسول تأييداً له، وقد سماها أكثر أهل العلم: بالمعجزات، والأولى أن تسمى: بالآيات، التي هي العلامات على صدق الرسول وصحة ما جاء به، كما سماها الله عز وجل بذلك، وهي أبين وأظهر من المعجزات، أي: من هذا اللفظ، فالأولى أن نسمي معجزات الأنبياء: بآيات الأنبياء.

والآيات التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم آيات كثيرة حسية ومعنوية.. أرضية وأفقية.. أخلاقية وعملية، فهي متنوعة، وأعظمها وأبينها: كتاب الله عز وجل، كما قال الله تعالى: وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [العنكبوت:50-51].

ومن آيات الرسول عليه الصلاة والسلام الأفقية: ( أن رجلاً دخل يوم جمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال: يا رسول الله! هلكت الأموال وانقطعت السبل، فادع الله يغيثنا، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه، وقال: اللهم أغثنا.. اللهم أغثنا.. اللهم أغثنا ) قال أنس وهو راوي الحديث: وما والله في السماء من سحاب ولا قزعة - أي: قطعة غيم - وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار - وسلع: جبل معروف في المدينة تخرج من نحوه السحب -.

قال أنس : فخرجت من ورائه سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت ورعدت وبرقت ثم أمطرت، فما نزل النبي صلى الله عليه وسلم من منبره إلا والمطر يتحادر من لحيته، وبقي المطر ينزل أسبوعاً كاملاً، وفي الجمعة الثانية دخل رجل أو الرجل الأول، فقال: ( يا رسول الله! غرق المال وتهدم البناء، فادع الله أن يمسكها عنا، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر )، وجعل يشير صلى الله عليه وسلم إلى النواحي، فما أشار إلى ناحيةٍ إلا انفرجت، فخرج الناس يمشون في الشمس.

ومن أراد المزيد من ذلك فليرجع إلى ما كتبه الحافظ ابن كثير رحمه الله في كتاب: البداية والنهاية، وإلى ما ذكره من قبله شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب: الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، وكتب غيرهما كثير من أهل العلم في هذه الناحية.

وآيات الأنبياء فيها ثلاث فوائد:

الأولى: الدلالة على ما تقتضيه من صفات الله عز وجل من القدرة والحكمة والرحمة وغير ذلك.

الثانية: تأييد الرسل عليهم الصلاة والسلام، وبيان أنهم صادقون فيما جاءوا به.

والثالثة: رحمة الخلق، فإن الخلق لو لم يشاهدوا هذه الآيات من الأنبياء لأنكروا وكذبوا، فتأتي هذه الآيات ليزدادوا طمأنينة ويقبلوا ما جاءت به الرسل ويذعنوا وينقادوا له، والله عليم حكيم.

وأما قول السائل: أفلا تكون هذه الآيات مجردة له عن الأحوال البشرية، فإننا نقول له: لا، هذه الآيات لا تخرجه عن كونه بشراً، ولهذا لما سها النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته، قال لهم: ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون )، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أنه بشر، وأنه يلحقه ما يلحق البشر من النسيان وغير النسيان أيضاً، إلا أنه صلى الله عليه وسلم تميز عن البشر بالوحي الذي أوحاه الله إليه، وبما جبله عليه الله تعالى من مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، من الصبر والكرم والجود والشجاعة وغير ذلك مما كان به أهلاً للرسالة، والله أعلم حيث يجعل رسالته.

وليعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب، ولا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، ولا يملك ذلك لغيره أيضاً، فقد قال الله له: قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ [الأنعام:50] ، وقال الله له: قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا * قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا * إِلَّا بَلاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ [الجن:21-23] .

وبهذا يتبين أن من دعا الرسول صلى الله عليه وسلم واستنجد به بعد وفاته واستغاث به، فإنه على ضلالٍ مبين، قد صرف الأمر إلى غير أهله، فإن الأهل لذلك - أي: للدعاء والاستغاثة - هو رب العالمين عز وجل، قال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر:60] ، وقال تعالى: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ [الأحقاف:5] ، وقال تعالى: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117] .

فيا أخي المسلم! لا تدع غير الله، فما بك من نعمة فمن الله عز وجل، وإذا مسك الضر فلا تجأر إلا إلى الله عز وجل: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ [النمل:62] لا والله.. لا إله إلا الله الذي يكشف السوء ويجيب المضطر إذا دعاه، ويجعل من شاء من عباده خلفاء الأرض، فاتق الله في نفسك، وضع الحق في نصابه، ولا تغل في دينك غير الحق فتكون مشابهاً لأهل الكتاب من اليهود والنصارى.

السؤال: ما معنى قوله تعالى: ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ [الأنعام:143]؟

الجواب: هذه الآية وما بعدها يبين الله تعالى فيها أصناف الأنعام التي أحلها الله لنا، يبين سبحانه وتعالى أنها ثمانية أصناف ذكر وأنثى من الضان، وذكر وأنثى من المعز، وذكر وأنثى من الإبل، وذكر وأنثى من البقر، ثم يقول عز وجل: قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ [الأنعام:143] يرد بذلك على المشركين الذين حرموا من هذه الأصناف ما شاءوا وأباحوا ما شاءوا، فقالوا: وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ [الأنعام:139] .

وتشير الآية الكريمة إلى أنه لا يحل لأحد أن يحلل أو يحرم شيئاً إلا بإذن الله عز وجل، فإن التحليل والتحريم، والإيجاب والاستحباب كله إلى الله عز وجل، ليس لأحد أن يتقدم فيه بين يدي الله ورسوله: وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ [النحل:116] .

وبهذه المناسبة أود أن أذكر المستمع إلى قاعدتين هامتين دل عليهما كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأجمع المسلمون عليهما:

القاعدة الأولى: أن الأصل في العبادات الحظر والمنع، حتى يقوم دليل على المشروعية.

القاعدة الثانية: أن الأصل فيما سوى ذلك الحل والإباحة، حتى يقوم دليل على المنع.

ودليل القاعدة الأولى قوله تعالى: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ [الشورى:21] ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ، وفي لفظ: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) .

ودليل الثانية قوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا [البقرة:29] ، وقوله تعالى: وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ [الجاثية:13] ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم فلا تبحثوا عنها ) ، وقال صلى الله عليه وسلم: ( ما سكت عنه فهو عفو ) .

وعلى هذا: فكل من تعبد لله تعالى بشيءٍ من الأقوال أو الأفعال أو العقائد، ولم يكن له دليل من كتاب أو سنة، فإن تعبده هذا مردود عليه بل هو آثم به، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار ) وكل من حرم شيئاً سوى العبادات فإننا نقول له: هات الدليل على ما قلت، وإلا فقد قلت ما ليس لك به علم.

السؤال: حدث بيني وبين زوجتي خلاف تركت على أثره البيت مع طفلتي، وأخذت معها جميع أمتعتها، وفي اليوم التالي كتبت رسالة إلى أخيها ذكرت لها فيها أن أمرها بيدها، وكنت أعني الطلاق، لأني قرأت في كتاب الفقه: أنها تجوز التكنية في هذه الأمور، ومرت أيام ومزقت بعدها الخطاب ولم يصل إلى أحد، وبعد مرور أكثر من عام راجعت زوجتي، والتي كانت تتمنى الرجوع، وأيضاً أهلها راجعوا بذلك أنفسهم، ولكني أصبحت في شكٍ من أمري هل يعتبر ذلك طلاقاً نافذاً، لأنه حسب علمي أنه إذا مرت أكثر من ثلاثة شهور تراجع الزوجة بعقدٍ جديد، أرجو من فضيلتكم إبداء الرأي، وهل أنا مذنب شرعاً فيما فعلته، وإن كنت كذلك فماذا أعمل لكي أصحح الخطأ؟

الجواب: قبل أن أجيب على هذا السؤال أود أن أنبه الأخ السائل وغيره من المستمعين، إلى أن أمر الطلاق ليس بالأمر الهين الذي يحصل بالكلمة أو بأدنى انفعال، وأن المشروع في حق الزوج أن يكون قادراً على نفسه.. كاظماً لغيظه.. مالكاً لغضبه، وألا يتسرع في الطلاق، فكم من إنسان تسرع في الطلاق ثم ندم هو وزوجته، وليعلم أن الزوجة ناقصة عقل ودين لأنها امرأة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ) ، وأنها - أي: الزوجة - سريعة الانفعال، لكنها سريعة الندم لأن تصرفها ناتج عن نقصانٍ في عقلها ودينها، هذا هو طبيعة المرأة من حيث العموم.

فلا ينقاد الرجل إلى ما تمليه عليه زوجته في مثل هذه المسائل، لأنه رجل وهو القوام على المرأة، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن النساء عوان عند أزواجهن، أي: بمنزلة الأسيرات، فهو المالك لها، كما قال تعالى في وصف الزوج: وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ [يوسف:25] ، وإذا كان كذلك فإن عليه ألا يخضع لثورة غضبها وسوء تصرفها، بل يتصرف تصرفاً حكيماً ويعالج المشاكل بالتي هي أحسن، والرجل العاقل المؤمن يعرف كيف يتصرف.

وإذا أراد الإنسان أن يطلق فلينظر: هل المرأة في حال تسمح لوقوع الطلاق عليها أم لا؟ والحال التي يمكن إيقاع الطلاق على الزوجة فيها: هي أن تكون حاملاً، أو تكون طاهراً طهراً لم يجامعها فيه، فإن كانت حائضاً فلا يطلقها، وإن كانت طاهراً طهراً قد جامعها فيه فلا يطلقها، أما إذا كانت حاملاً وأراد طلاقها فليطلقها ويقع طلاق الحامل، خلافاً لما يفهمه كثير من العامة الذين يظنون أن الحامل لا يقع طلاقها.

ويجوز للإنسان أن يطلق الزوجة بنفسه وأن يوكل من يطلقها، سواء وكلها هي أو وكل غيرها، ومن صنيع التوكيل أن يقول لها: أمرك بيدك، فإذا قال لها: أمرك بيدك وقبلت ذلك وطلقت نفسها طلقت، أما إذا قال ذلك ولم يبلغها هذا القول ثم عدل عنه، فإنه لا طلاق لأنها وكالة لم تبلغ الموكل، ثم إنه فسخها قبل أن تبلغ الموكل، وعلى هذا فاطمئن على أهلك ولا يكن في قلبك حرج، فالزوجة زوجتك ولم يقع عليها طلاق.

السؤال: أرجو من فضيلة الشيخ أن يورد قصة سيدنا سليمان عليه السلام مع ملكة سبأ والجن والهدهد، لأنني دائماً أقرأ هذا في القرآن وينقصني بعض الشيء عن هذه القصة؟

الجواب: هذه القصة ذكرها الله تعالى مطولة مبسوطة في سورة النمل، وكثير من قراء القرآن الكريم يعرفها بمجرد أن يقرأها، ومن أشكل عليه شيء منها فعليه أن يرجع إلى التفاسير كتفسير ابن كثير رحمه الله أو غيره من كتب التفسير الموثوق بها، وأنا أحيل السائل على تفسير ابن كثير فليرجع إليه.