أرشيف المقالات

بشائر من الرسول علية الصلاة والسلام - فهد بن عبد العزيز الشويرخ

مدة قراءة المادة : 21 دقائق .
 
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد: فهذا بحث مختصر بعنوان " بشائر من الرسول علية الصلاة والسلام ", أسأل الله الكريم أن ينفع به الجميع.
ظهور أثر البشارة على الإنسان:
البشارة قد تكون بما يسوء الإنسان أو بما يسره, وسواء بشر بهذه أو بتلك, فإن أثر ذلك يظهر عليه, قال الله  واصفاً حال المشركين إذا بشروا بولادة أنثى لهم: ( {وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به} ) [النحل:58_59] وأما من يُبشر بالخير, فإنه يُسرُّ, ومن المواقف في ذلك
* «جاء الحجاج بن علاط رضي الله عنه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم  حين فتح خبير, فقال له: يا رسول الله, إن لي بمكة مالاً وأهلاً, وإني أريد أن آتيهم, فأنا في حل إن أنا نلت منك, أو قلتُ شيئاً, فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول ما شاء, فقدم مكة, وأشاع أن الرسول صلى الله عليه وسلم هزم وأنهم استبيحوا وأصيبت أموالهم, ففشا ذلك في مكة, وانقمع المسلمون, وأظهر المشركون فرحاً وسروراً, وبلغ الخبر العباس رضي الله عنه, فعقر, وجعل لا يستطيع أن يقوم, ثم أنه أرسل غلاماً له إلى الحجاج يقول له: ويلك ما جئت به, وماذا تقول, فما وعد الله خير مما جئت به, فقال الحاج لغلام العباس: اقرأ عليه أبي الفضل السلام, وقل له: فليخل لي في بعض بيوته لآتيه فإن الخبر على ما يسره, فجاء الغلام إلى العباس فلما بلغ باب الدار قال: أبشر يا أبا افضل, فوثب العباس فرحاً حتى قبل بين عينيه فأخبره ما قال الحجاج فأعتقه» .[أخرجه أحمد وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح]
* كعب بن مالك عندما بُشر بتوبة الله عز وجل عليه وعلى صاحبيه, رضي الله عنهم: خرَّ لله ساجداً, وأعطى ثوبه لمن بشره.
* عن أنس بن مالك  رضي الله عنه قال: « أن النبي صلى الله عليه وسلم بُشر بحاجة فخَّر ساجداً» .[أخرجه ابن ماجه, وحسنه الألباني برقم (1141) في صحيح ابن ماجه]
بشائر من رسول الله صلى الله عليه وسلم, لبعض صحابته رضي الله عنهم:
البشارة لبلال رضي الله عنه, بقضاء دينه:
قال علية الصلاة والسلام لبلال رضي الله عنه ( « أبشر فقد جاءك الله تعالى بقضائك» ) [أخرجه أبو داود, وصححه الألباني برقم:2628 في صحيح أبي داود)
البشارة لهلال بن أمية رضي الله عنه, بنزول آية ترفع عنه حد القذف:
«فعنه رضي الله عنه , أنه ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني جئت أهلي عشاء فوجدت عندها رجلاً, فرأيت بعيني, وسمعت بأذني, فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء به واشتد عليه, واجتمعت الأنصار, فقالوا: الآن يضرب رسول الله صلى عليه وسلم هلال بن أمية, ويبطل شهادته في المسلمين, فقال هلال: والله إني لأرجو أن يجعل الله لي منها مخرجاً, والله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يُريدُ أن يأمر بضربه, إذا أنزل الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي...فنزلت: ( والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم...الآيات) [النور:6-9] فسري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال: أبشر يا هلال, فقد جعل الله لك فرجاً ومخرجاً» [أخرجه أبو داود وأحمد, وقالوا محققو المسند: حديث حسن]
البشارة لعمار رضي الله عنه, بأن الفئة الباغية تقتله:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( «أبشر عمار تقتلك الفئةُ الباغية» ) [أخرجه الترمذي  وصححه الألباني في صحيح الجامع]
البشارة لكعب بن مالك رضي الله عنه, بتوبة الله عز وجل عليه وصاحبيه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكعب بن مالك رضي الله عنه: ( « أبشر بخير يوم مرَّ عليك مُنذُ ولدتك أمك» ) فقال كعب: فقلتُ أمن عندك ؟ يا رسول الله أم من عند الله ؟ فقال: ( لا, بل من عند الله) [متفق عليه]
البشارة لأم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها, ببيت في الجنة :
عن عبدالله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( «بشروا خديجة ببيتٍ من الجنة من قصبٍ, لا صخب فيه ولا نصب» ) [أخرجه البخاري ]
البشارة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها, بنزل آيات تبرئها مما قيل فيها:
وعن عائشة رضي الله عنها, قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أبشري يا عائشة ! أمّا اللهُ فقد برّأك» [متفق عليه]
بشائر من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته:
البشارة بالجنة للموحد الذي مات لا يشرك بالله شيئاً:
عن أبي ذر رضي الله عنه, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل, فبشرني أنه من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة, فقلتُ: وإن زنى وإن سرق ؟ فقال: وإن زنى وإن سرق» [متفق عليه]
البشارة للأمة بالنصر والتمكين في الأرض:
عن أُبي رضي الله عنه, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( «بشِّر هذه الأمة بالسناء والدِّين والرفعة والنصر والتمكين في الأرض, فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب» )[أخرجه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع
البشارة بأن الله يباهي بالمصلين الذين قضوا صلاتهم وهم ينتظرون أخرى:
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما, قال: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب, فرجع من رجع, وعقَّب من عقَّب, فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرعاً قد حفزه النفس , وقد حسر عن ركبتيه, فقال: ( «أبشروا, هذا ربكم قد فتح باباً من أبواب السماء, يباهي بكم الملائكة , يقول: انظروا إلى عبادي, قد قضوا فريضة, وهم ينتظرون أخرى» ) [أخرجه ابن ماجه, وصححه الألباني صحيح الجامع]
البشارة  لمن يؤخرون أداء صلاة العشاء:
عن أبي موسى رضي الله عنه, قال: «كنت أنا وأصحابي الذين قدموا معي في السفينة نزولاً في بقيع بطحان, والنبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة, فكان يتناوب النبي صلى الله عليه وسلم عند صلاة العشاء كل ليلة نفر منهم, فوافقنا النبي صلى الله عليه وسلم أنا وأصحابي وله بعض الشغل في بعض أمره, فأعتم بالصلاة حتى ابهار الليل, ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بهم, فلما قضى صلاته قال لمن حضره:   ( على رسلكم! أبشروا, إن من نعمة الله عليكم أنه ليس أحد من الناس يصليِّ هذه الساعة غيركم)  أو قال: ( ما صلى هذه الساعة أحد غيركم) لا يدري أي الكلمتين, قال أبو موسى: فرجعنا, ففرحنا بما سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم» .
[أخرجه البخاري] قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: في هذا الحديث دليل على فوائد, منها: أن الأفضل تأخير صلاة العشاء.
البشارة بالنور التام يوم القيامة للمشائين في الظلم إلى المساجد:
عن بريدة رضي الله عنه, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  « بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة »  [أخرجه أبو داود والترمذي, وصححه الألباني برقم ( 2823) في صحيح الجامع]
قال الإمام العيني رحمه الله: البشارة: الإخبار بما يظهر سرور المخبر به، المشائين: جمع مشاء، مبالغة ماشي...والمراد...من هذه الصيغة، تكثير الفعل، وهو الذي يكثر مشيه إلى المساجد في الظلم، والظُلَم، بضم الظاء وفتح اللام، جمع ظلمة، وفيه حثّ وتحضيض في كثرة السعي إلى المساجد في ظلمات الليالي، وبشارة أن جزاءه يوم القيامة: نور تام حين يموت الناس في الظلمات؟
وقال الإمام المباركفوري رحمه الله: المشائين: جمع المشاء وهو كثير المشي، ( النور التام) الذي يحيط بهم من جميع جهاتهم أي على الصراط.
البشارة بأن من تمسك بالقرآن فلن يهلك, ولن يضلّ:
عن جبير رضي الله عنه, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( « أبشروا, فإن هذا القرآن طرفهُ بيد الله, وطرفهُ بأيديكم, فتمسكوا به, فإنكم لن تهلكوا, ولن تضلوا بعده أبداً» )[أخرجه الطبراني, وصححه الألباني برقم (34) في صحيح الجامع] قال الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر: أخبر سبحانه وتعالى أن سبب ضلال من ضل, وهلاك من هلك, وضياع من ضاع, البعد عن القرآن وعن تدبره, وبين الله سبحانه وتعالى أن هؤلاء وأمثالهم لو تدبروا القرآن لوجدوا فيه شفاء الصدور, وصلاح القلوب , وسعادة الدنيا والآخرة.
البشارة للعبد الصالح عند موته بالروح والريحان, والبشارة للرجل السوء بالعذاب
عن أبي هريرة رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( «إن الميت تحضره الملائكة, فإذا كان الرجل الصالح قالوا: اخرجي أيتها النفس الطيبة, كانت في الجسد الطيب, اخرجي حميدة, وأبشري بروح وريحان, ورب غير غضبان,...وإذا كان الرجل السوء قالوا: اخرجي أيتها النفس الخبيثة, كانت في الجسد الخبيث, اخرجي ذميمة, وأبشري بحميم وغساق وآخر من شكله أزواج» ) [أخرجه الإمام أحمد, وقال محققو المسند: إسناده صحيح على شرط الشيخين]
البشارة للعبد المؤمن في قبره بالذي يسره, والبشارة للكافر في قبره بالذي يسوءه
ففي حديث البراء بن عازب رضي الله عنه, المشهور قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العبد المؤمن أنه يأتيه في قبره: ( رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح, فيقول: أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد.
فيقول له: من أنت ؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير, فيقول: أنا عملك الصالح.
فيقول: ربِّ أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي)
وقال عن العبد الكافر أنه يأتيه في قبره( رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول: أبشر بالذي يسوءك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول: من أنت فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر, فيقول: أنا عملك الخبيث, فيقول: ربِّ لا تقم الساعة) [أخرجه أحمد, وقالوا محققوه: إسناده صحيح]   
البشارة بعدم دخول الدجال المدينة النبوية:
عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها.
قالت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( « أبشروا يا معشر المسلمين, هذه طيبة لا يدخلها, يعني الدجال» ) [أخرجه الإمام أحمد, وقالوا محققو المسند: حديث صحيح]  
البشارة بأن المرض يُذهبُ الخطايا:
عن أم العلاء رضي الله عنها, قالت: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريضة, فقال: ( « أبشري يا أم العلاء, فإن مرض المسلم يُذهبُ الله به خطاياه, كما تذهب النار خبث الذهب والفضة» ) [أخرجه أبو داود, وصححه الألباني برقم (37) في صحيح الجامع]وعن أبي هريرة رضي الله عنه, عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, أنه عاد مريضاً, ومعه أبو هريرة, من وعك كان به, فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أبشر, فإن الله يقول هي ناري أُسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا, ليكون حظه من النار في الآخرة) [أخرجه أحمد, وصححه الألباني في صحيح الجامع]
بشائر من الصحابة لإخوانهم رضي الله عنهم:
*دخل ابن عباس على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهم أجمعين في مرض موتها, وعندها ابن أخيها عبدالله بن عبدالرحمن, فقال لها بعد أن سلم, وجلس: أبشري يا أم المؤمنين, فوالله ما بينك وبين أن يذهب عنك كل أذى ونصب, وتلقي الأحبة محمداً وحزبه, (أو قال: أصحابه) إلا أن تفارق روحك جسدك, فقالت: وأيضاً ! فقال ابن عباس: كنت أحبّ أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه, ولم يكن يحب إلا طيباً, وأنزل الله عز وجل براءتك من فوق سبع سموات فليس في الأرض مسجد إلا وهو يتلي فيه أناء الليل وأناء النهار, وسقطت قلادتك بالأبواء, فاحتبس النبي صلى الله عليه وسلم في المنزل, والناس معه في ابتغائها, حتى أصبح القوم على غير ماء, فأنزل الله عز وجل: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا } ) [ النساء :43] فكان في ذلك رخصة للناس عامة في سببك, فوالله إنك لمباركة, فقالت: دعني يا ابن عباس من هذا, فوالله لوددت أني كنت نسياً منسياً.[ أخرجه الإمام أحمد]  
* عن أبي الأشعث الصنعاني أنه لقي شداد بن أوس والصنابجي معه, فقال لهما: أين تريدان يرحمكما الله ؟ قال: نريد هاهنا إلى أخ ٍ لنا مريض نعوده, فانطلقت معهما حتى دخلا على ذلك الرجل فقالا له: كيف أصبحت ؟ قال: أصبحت بنعمة, فقال له شداد: أبشر بكفارات السيئات وحط الخطايا.[ أخرجه الإمام أحمد]
* عن حيان بن النضر قال: دخلتُ مع وائلة بن الأسقع على أبي الأسود الجرشي في مرضه الذي مات فيه, فسلم عليه وجلس,...فقال له وائلة: واحدة أسالك عنها ؟ قال: وما هي ؟ فقال له وائلة: كيف ظنك بربك ؟ فقال أبو الأسود: وأشار برأسه أي حسن.
قال وائلة: أبشر, إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله عز وجل: " « أنا عند ظن عبدي بي, فليظن بي ما شاء » " [أخرجه الإمام أحمد]
* في حديث توبة كعب الله قال: فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله عز وجل منا, قد ضاقت علي نفسي, وضاقت على الأرض بما رحبت, سمعت صوت صارخ أوفى على سلع يقول بأعلى صوته: يا كعب بن مالك أبشر...فذهب الناس يبشروننا
* قال أبو مسلم الخولاني لمعاذ بن جبل رضي الله عنهما: " والله إني لأحبك " فقال له معاذ: فِيمَ تُحبني ؟ قال: في الله تبارك وتعالى, فقال معاذ: أبشر إن كنت صادقاً, سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( « المتحابون في جلالي لهم منابر من نور, يغبطهم النبيون والشهداء» ) [ أخرجه الإمام أحمد في المسند]
* كتب زيد بن أرقم إلى أنس بن مالك زمن الحرة يعزيه في من قتل من ولده وقومه, وقال: أبشرك بشرى من الله عز وجل, سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( « اللهم اغفر للأنصار, ولأبناء الأنصار, ولأبناء أبناء الأنصار, واغفر لنساء الأنصار, ولنساء أبناء الأنصار’ ولنساء أبناء أبناء الأنصار» ) [أخرجه الإمام أحمد]
* عن يزيد بن أبي مريم , قال: لحقني عبابة بن رافع, وأنا رائح إلى المسجد إلى الجمعة , ماشياً, وهو راكب, قال: أبشر, فإني سمعت أبا عبس, يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( «من اغبرت قدماه في سبيل الله عز وجل, حرمهما الله عز وجل على النار» ) [أخرجه الإمام أحمد]
* قال ابن عباس لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما حين طعن: أبشر بالجنة, صاحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطلت صُحبتهُ, ووليت أمر المسلمين فقويت وأديت الأمانة...[أخرجه الإمام أحمد, وقال الشيخ الساعاتي رحمهما الله: إسناده صحيح]
اللهم اجعلنا ممن يُبشر عند موته بروح وريحان, وجنات ورضوان.
وختاماً فليحرص المسلم على أن يبشر إخوانه بما يسرهم ويفرحهم, اقتداءً بفعل الرسول علية الصلاة والسلام, فعن عمرو بن عوف رضي الله عنه, قال: «قدم أبو عبيدة بمال من البحرين, فسمعت بذلك الأنصار بقدوم أبي عبيدة, فوافوا صلاة الفجر مع النبي صلى الله عليه وسلم, فلما انصرف تعرضوا له, فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم, ثم قال: (أظنُكُم سمعتم أن أبا عبيدة قدِم بشيءٍ ؟ ) قالوا: أجل يا رسول الله, قال: ( فأبشروا وأملوا ما يسركم, فوالله ما الفقر أخشي عليكم, ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم, فتنافسوها كما تنافسوها, وتهلككم كما أهلكتهم»[أخرجه البخاري]  
وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: جاء نفر من بني تميم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا بني تميم أبشروا» [أخرجه البخاري]
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كنتُ عند النبي صلى الله عليه وسلم ومعه بلال, فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ أعرابي فقال: «ألا تنجز لي يا محمد ما وعدتني؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم( أبشر )» [متفق عليه]
اللهم اجعلنا ممن يبشر بالخيرات, واجعلنا ممن يشكرك عليها.
                                كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١