أرشيف المقالات

معجزات الرسول ودلائل نبوته .. إخبار الشاة له بتسممها ودعاؤه المستجاب

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
معجزات الرسول ودلائل نبوته
إخبار الشاة له بتسممها ودعاؤه المستجاب


الشاة المشوية التي أخبرته أنها مسمومة:
ومن أمور النبي - صلى الله عليه وسلم - المعجزة أن شاةً مشويةً نطقَت لتُخبِره أنها مَسمومة؛ حتى لا يأكُل منها؛ فعن أبي هريرة  - رضي الله عنه - أن يهوديَّة بخَيبر أهدتْ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاةً مَصليَّةً سمَّتها، فأكل وأكل القومُ، فقال: ((ارفعوا أيديكم؛ فإنها أخبرتني أنها مسمومة))، فماتَ بِشر بن البراء بن معرور الأنصاري، فأرسل إلى اليهودية: ((ما حملكِ على الذي صنعتِ؟))، قالت: إن كنتَ نبيًّا لم يضرَّك الذي صنعتُ، وإن كنتَ مَلِكًا أرحتُ الناسَ منك، فأمر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقُتلَت؛ لأنها قتلت البراء[1].


دعاؤه المستجاب:
في أحداث كثيرة كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو فيستجاب له فورًا على نحو يُثبِت مدى صدق ما يتكلم به، ومن ذلك:
ما رُوي عن عبدالله بن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رأى قريشًا استعصوا عليه، فقال: ((اللهم أعني عليهم بسبعٍ كسبع يوسف))؛ (أي: بمثل السنين العجاف التي ابتُلي بها قوم يوسف - عليه السلام -) فأخذتهم السَّنَة (أي: الجفاف والقحط) حتى حصت كل شيء، حتى أكلوا العظام والجلود والميتة، فأتاه أبو سفيان فقال: أي محمد، إن قومك قد هلكوا؛ فادع الله أن يَكشِف عنهم، فدعا؛ فانكشف عنهم العذاب[2].

وعن أنس بن مالك:
أصابت الناسَ سَنةٌ - أي: جفاف وقحط - على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فبَينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب في يوم جمعة، قام أعرابي فقال: يا رسول الله، هلك المال، وجاع العيال؛ فادعُ الله لنا، فرفع يدَيه وما نرى في السماء قَزَعَة - أي سحابًا - فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادَرُ على لحيته - صلى الله عليه وسلم - فمُطِرنا يومنا ذلك ومن الغد وبعد الغد والذي يَليه حتى الجمعة الأخرى، وقام ذلك الأعرابي فقال: يا رسول الله، تهدَّم البناء، وغرق المال؛ فادع الله لنا، فرفع يديه فقال: ((اللهم حوالَينا ولا علينا))، فما يُشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرجَت، وصارت المدينة مثل الجَوْبة - أي: مثل فُرجة في وسط السحاب - وسال الوادي قناة شهرًا، ولم يجئ أحد من ناحية إلا حدَّث بالجَوْد - أي: المطر الغزير"[3].

[1] البخاري (2933)، وأبو داود (3912).

[2] البخاري (4450)، ومسلم (5006).

[3] البخاري (881)، ومسلم (1490).

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢