جناية الهواتف النقالة وتطبيقاتها على المصلي!
مدة
قراءة المادة :
5 دقائق
.
جناية الهواتف النقَّالة وتطبيقاتها على المصلِّي!لا يشكُّ عاقلٌ أنَّ الهواتفَ النقَّالة وتطبيقاتها من الوسائل المفيدة في هذا الزمن؛ حيث قرَّبت البعيد، ووصلت المقطوع، واختصرت الأوقات، ولكنْ - كما يُقال في المثَل المشهور-: "ما زاد عن حدِّه انقلَبَ إلى ضدِّه"! وموضوعنا يخصُّ تأثير هذه الهواتف وتطبيقاتها على عقلية المسلم المصلي، سواء أصلَّى فردًا أم جماعةً في المسجد.
من بعض ما نلاحظه:
وهذه بعض المشاهدات المؤلمة مع المصلين وجوَّالاتهم:
1- رنين الهاتف المتواصل أثناء الصلاة مُعْلنًا - بكل براءة - ميول المصلي الفني!
2- صوت اهتزازات الهواتف المتواصلة التي تُحرِّك الأبدان، وتشغل الأذهان!
3- إجابة الهاتف أثناء الصلاة - من بعض المصلين - وذلك بإرسال ردوده على مواقع التواصُل، وهذه إحدى غرائب الارتباط بالأدنى عن الأعلى.
4- بعض المصلين - كذلك - أوَّل ما يُسلِّم، ويَخرُج مِنَ الصلاة يُخرج هاتفه ويبدأ - أو يُواصِل - في التواصل مِنْ حيثُ انتهى قبل دخوله في الصلاة؛ مما يدلُّ على أن ذهنَه لم يكنْ حاضرًا في صلاته؛ بل كان مشغولًا بأمرٍ آخر!
5- والبعض يردُّ على الاتصالات - وهو في المسجد - بصوتٍ مرتفع يُزعِج المصلِّين، غير مبالٍ بوجودهم في مكانٍ لا يصلُح فيه إلَّا الصلاة وقراءة القرآن!
6- والبعضُ يُؤخِّر دخوله في الصلاة، وذلك بمواصلة التكلُّم أو التواصُل من لحظة عبوره بابَ المسجد والنَّاس خاضعة لربها راكعة ساجدة!
7- والكثير ينشغل بالجوَّال وتطبيقاته بين الأذان والإقامة، مع أنَّ هذا الوقت يُعَدُّ من الأوقات المباركة.
تأثير حمل الهاتف:
ومما ذُكِر سابقًا - ولعله يوجد المزيد من المظاهر السلبية مع الهواتف النقَّالة وتطبيقاتها - أذكر بعض التأثيرات السلبية:
1- اضطراب خشوع المصلي؛ بل قد يصل عند البعض - وفي بعض الحالات - إلى درجة الذهول الكلي؛ فلا يزيد على أن يتابع - بلا وعي - حركات الإمام بمتابعة المصلين!
2- عدم الطمأنينة في الصلاة، وهذا لاضطراب الخشوع، فلا تكاد ترى عند البعض ركوعًا أو سجودًا، بل شبه انحناءات سريعة جدًّا جدًّا! مما قد يُؤدي بهم إلى بُطلان صلاتهم.
3- كثرة السهو في الصلاة، فلا يدري أصلَّى أربعًا أم خمسًا أم ستًّا، أوْ أتى بالركوع أو السجود، مما يُظهِر على المصلِّي حالةً من التوتُّر وهو قائم يُصلِّي!
4- التشويش على المصلين ومن يقرأ القرآن، ومن يدعو، برنين الهواتف، وأصوات الاهتزازات، وكثرة الانشغال بها!
5- ارتباك قراءة الإمام في الصلاة الجهرية، وربما أدَّى ذلك إلى سهوه في الصلاة.
6- فوات فضل وقت انتظار الصلاة بين الأذان الإقامة للمنشغل بالهاتف وتطبيقاته.
توجيهات للمحافظة على تعظيم الصلاة:
ومن أهم التوجيهات لردِّ هذه الآلة الجميلة إلى مكانها الأصلي واستعمالها الاستعمال العقلاني المتَّزِن:
1- عدم حمل الهاتف أثناء الذَّهاب إلى المسجد، أو إغلاقه بالكلية وهو الأكمل؛ فلا ينبغي وضعه على حال الاهتزاز ولا الصامت، حتى لا تبقى وصلة - وإن صَغُرت - تُلهينا عن الصلاة؛ فالصلاة فيها شغلٌ عظيم.
2- الانقطاع عن هموم الدنيا والإقبال على الصلاة؛ فهذا الفعل مِنَ التعظيم الواجب لشأن الصلاة.
3- اتخاذ الهاتف وسيلةً لبلوغ الأهداف في مسارات حياتنا، ليس هدفًا بحدِّ ذاته بحيث يُلهينا عن الأولويَّات، ومعالي الأمور.
4- استغلال الأوقات الفاضلة - خاصة بين الأذان والإقامة - في قراءة القرآن والدعاء والتضرُّع لله تعالى.
5- عدم وضع صوت رنين بما يُشبه حفلًا موسيقيًّا، ولا بما هو مرتبط بديننا الحنيف الشريف العظيم؛ فهناك العديد من الأصوات التقليدية الخفيفة التي تؤدِّي المطلوب!
6- في حال نسيان إغلاق الهاتف، قُمْ بإغلاقه مباشرة، وإن كنتَ داخل الصلاة، فهذه من الأعمال المطلوبة؛ صيانةً لما هو أوجب.
فاللهم ألْهِمنا رشدنا، وسدِّدْ خُطانا، واجعل الصلاة قرَّة أعيننا، والحمد لله أولًا وآخرًا!