أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الزواج بمريض بالهربس

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

جزاكم الله خيراً.
كنت سابقاً قد بعثت استشارة حول الزواج من شابٍ تقدم لي وهو مريضٌ بالهربس، وفي الحقيقة صارحته بالموضوع بعد إلحاح شديد منه عن سبب رفضي الزواج به، وعندما علم بأن سبب الرفض هو المرض اتصل بي وتعجب، وأكد لي بأن الأطباء قد صرحوا له بأن المرض لا ينتقل إلا إذا تمت العلاقة الجنسية، والمرض Active، وأن المرض قد ظهر به مرةً واحدة منذ سنوات ولم يتكرر، وأكد لي بأن الأطباء أخبروه بأنه يستطيع الزواج والإنجاب، وطلبت منه تقريراً طبياً، فأخبرني بأنه لا يوجد تقرير طبي كون المرض قد تم منذ سنوات، ووقتها أخذ مضادات حيوية ولم بظهر ثانيةً، وبصراحة بدأت أتعلق به لأنه شابٌ خلوق جداً ومؤدب ويخاف الله، بالإضافة إلى تأكيده بأن المرض ليس خطيراً بالصورة التي أعتقدها أنا، وأنه لا يُعتبر سبباً لرفضه؛ كون المرض يمكن التعامل معه بأخذ المضادات الحيوية فور ظهوره، والابتعاد عن العلاقة الشخصية، علماً بأنني قد صليت صلاة الاستخارة كثيراً، وبدأت أحس بأنني أرغب بالزواج به وأرتاح كثيراً عندما أفكر به، وأنني سأكون سعيدة والله أعلم، فأرجو إفادتي بأقرب وقتٍ ممكن؛ لأنني لا أعرف ماذا أفعل ؟!!
(استشارتي السابقة تحمل رقم 239449).

مدة قراءة الإجابة : 12 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Somaia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إليك بعض النقاط التي تذكر بما قلناه سابقاً، علماً بأنه ليس من حقنا أن نقول لك: اقبلي به زوجاً أو لا تقبلي، فالقرار قرارك، ولكن نحن نبين حقائق ونظريات وفرضيات علمية والباقي عليكما.
ثم إن تبدل السؤال من صيغة أن الهربس يأتيه كل سنتين إلى أن الهربس قد أصابه مرة واحدة فقط ومن سنوات عولج ولم يعد له يدل على أن هناك صيغتين مختلفتين، وعبارة قد تبدلت، فهل العواطف تبدل الحقائق أم أنه سوء تفاهم؟
سأورد فيما يلي العبارات التي بودي التركيز عليها اليوم، ثم أتبعها بلصق السؤالين والإجابتين السابقتين علّ إحداها لم تصلك.
الهربس مرض معدي.
الهربس التناسلي ينتقل بالتلامس، وعن طريق الجماع، والواقي المطاطي يمنع العدوى والحمل بآن واحد، وبدون واقي الأمر مختلف فيه، فهناك أبحاث أكدت انتقال العدوى حتى بدون أعراض عند المريض المصاب، وهناك أبحاث قالت بأن المرض لا ينتقل إلا إذا كان نشطاً مرئياً سريرياً، ولكن الرأي بالانتقال هو الأحدث.
الهربس لا يُعالج بالمضادات الحيوية كما ذكرتم، ولكن بمضادات الفيروسات، وهو يتحسن سريرياً من ذاته خلال أيام حتى بدون علاج.
إن الإصابة بالهربس تعني أن الفيروس قد دخل الجسم وسيبقى فيه كامناً سواءً تكرر ظهور المرض أم لم يتكرر.
أؤكد على ضرورة قراءة ما جاء في المرجع المشار إليه لمعرفةٍ عامة بالفيروس، ولو أن فقرة العقبول التناسلي صغيرة ومركز فيها على الأطفال.
أؤكد كذلك على ضرورة استشارة أخرى لجهة أخرى حيادية، فأنا لست مع ولا ضد، ولكن أفضّل الابتعاد عن المخاطرة إلا لضرورة، علماً بأنني استشرت دكتور ودكتورة من زملائنا في القسم كل على حدة، وكلاهما آثر عدم الموافقة.
أؤكد كذلك على قراءة الإجابتين السابقتين بتمعن، مع رأي طبيب ثالث، ثم الاستخارة من جديد، والاستشارة للمقربين المطلعين على تفاصيل الموضوع.
من المهم: أن يتم إجراء تحليل دم هيربس فايروس سيرولوجي تايب (I &ii) فلو كان سلبياً لكان تشخيص الإصابة خطأ، ولكن إيجابيتها ترجح التعرض المسبق للفيروس، ولا تدل على شدة فاعليتها.
لقد أولينا سؤالك الأول والثاني أهميةً كبيرة، وأجبنا بما نعرف، ثم أرشدناك إلى واحد من المراجع باللغة العربية عن مرض الهربس، ولربما لم يصلك الجواب الثاني، لذلك سأرفق نسخة من كل من الإجابتين أدناه لتأكيد الكلام من جهة، ولضمان وصوله كاملاً:
أولاً: في تاريخ 2005-07-14 أرسلت استشارة رقم 239449 وكان السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في الحقيقة أريد السؤال عن مرض الهيربس، هل هو معدي؟ وممكن إذا انتقل المرض من الأب إلى الأم أن تنقله الأم إلى الأولاد؟ فأنا تقدم لخطبتي شاب مصاب به، والشاب متدين وخلوق، ولكن المشكلة بهذا المرض، فأنا لا أعرف شيئاً عن هذا المرض، وهل ممكن أن أرفض الشاب بسبب هذا المرض؟
وكان الجواب:
الهربس مرض انتقالي معدٍ سببه فيروس، ومع أن مرض الهربس هو مرض معدٍ إلا أنه تختلف شدة العدوى واحتمالات انتقالها حسب توضعه، فهو ينتقل بالتلامس الحميم وليس باللمس العابر، كما ويجب أن يكون الجلد الملامس له فيه خدش أو سحجة حتى ولو لم تكن مرئية، فلو كانت الإصابة في الظهر أو العضد لكانت احتمالات التماس أقل مما لو كان الهربس على الشفتين، كما وأن ظهوره على الأعضاء التناسلية غالباً ما يسبب العدوى بسبب التماس الصميمي مع الطرف الآخر، ولكن يمكن للواقي المطاطي أن يمنع العدوى ... لكن إلى متى؟ كما ويجب الانتباه إلى أن الهربس له فترات هجوم يكون فيها ظاهراً سريرياً واحتمال العدوى كبير، وفترات هجوع يختفي فيها سريرياً ولكن احتمالات العدوى تقل ولكن لا تنعدم، ويجب اعتبار عدد المرات التي يظهر فيها المرض في السنة، فكلما زاد التواتر كلما زادت احتمالات النشر، وكلما قل التواتر كلما قلت نسبة العدوى والانتشار.
وأقول مع أنه مرض معدٍ إلا أنه ليس بالمرض الخطير جداً والحمد لله.
هذا الفيروس الكامن كان يُعتقد أنه ينتقل للشريك فقط أثناء ظهوره على الجلد، ولكن بعض الأبحاث نشرت أنه حتى في حال الهجوع أو الكمون يمكن أن يطرح آثار أو جزيئات منه قد تؤدي لعدوى الشريك، لذلك اقترحوا العلاج المثبط المديد (Suppressive therapy) وهو أخذ حبة يومياً من فالتريكس ولمدة سنة، وأحياناً لمدة أطول، ويُترك ذلك لتقدير الطبيب المعالج، علماً بأن العلاج ليس رخيصاً.
الآثار السلبية على الزوجة هي احتمال إصابتها بالعدوى إن تم الاتصال أثناء فترة نشاط الفيروس، فتشكو من الأعراض، وقد تأتي الهجمة أثناء الولادة، وقد يُصاب الجنين أثناء الولادة فتستطب الولادة القيصرية في هذه الحالة.
ليست هناك خطورة على صحة المريض ولا من حوله، ولكن يجب تحسين الحالة العامة والصحة بشكل عام، حتى نتمكن من التغلب على الفيروس وإبقائه كامناً، كما ويجب تجنب العوامل المضعفة للمناعة من سهر ومرض وقلق وغيره.
هناك نوعان للفيروس (I & ii ) الأول يصيب الفم والشفة والجلد، وهو سليم لا يتحول إلى الخبيث، والثاني (II) وهو الذي يصيب الأعضاء التناسلية، وهو الذي سُجّلت حالات أمراض خبيثة تالية له، ولكن لو كان كامناً ومثبطا بالعلاج، ولم يُترك له فرصة النشاط والتكاثر، فغالباً لا يتبدل ولا تحدث هذه المضاعفات، وإلى الآن لا يوجد علاج يقتل الفيروس ويتخلص منه إلى الأبد، ولكن يوجد علاج يسيطر عليه ويقلل من تكاثره ومن شدة هجماته وتواترها.
من العلاجات الفعالة الحديثة نسبياً مضادات الفيروسات عن طريق الفم، مثل الـ آسايكلوفير الذي يوجد منه حبوب تُعطى خمس مرات في اليوم لمدة خمسة أيام، ويجب البدء به بأسرع ما يمكن، وذلك عند أول شعور لظهور الاندفاعات.
ظهر بعد ذلك الفامفير والفالاسيكلوفير، ثم توالت الدراسات والمحاولات لإعطاء أقل جرعة للسيطرة على المرض، خاصةً الناكس أكثر من ستة مرات سنوياً، وما أختاره هو إما أخذ حبة واحدة يومياً لمدة سنة، وهو العلاج المثبط المديد، فهذا يكفي لتثبيط المرض، وتقليل احتمال العدوى، وتقليل احتمال التحولات غير المرغوب بها، أو أخذ حبة من فالتريكس 500 مغ مرتان يومياً لمدة ثلاثة أو خمسة أيام قبيل ظهور الأعراض والمرض (يفضل اليومي إن كان النكس أكثر من 6 مرات سنوياً، ويفضل الجرعة الكاملة 5 أيام إن كان النكس أقل من 6 مرات سنوياً، ومع أنك تشكو من هجمة كل 4 أشهر، فلك الخيار حسب المعاناة التي ذكرتها).
طبعاً لابد من تحسين الحالة العامة للجسم، وتحسين المقاومة والمناعة؛ وذلك بالغذاء الجيد المتوازن، والرياضة، وإصلاح الحالة النفسية باتخاذ أسبابها.
في حال عدم أخذ العلاج الفعال أو المثبط المديد، وعدم وجود أعراض، فيفضل استعمال الواقي المطاطي عند الجماع إن لم يكن هناك نية في الحمل، وبذلك تقل احتمالات العدوى أو حتى تنعدم.
ختاماً: يجب معرفة أي نوع من المرض وتوضعه، وتوتر حدوثه، ومن ثم يتم اتخاذ القرار.
للمزيد من التفاصيل يمكن مراجعة الموقع التالي:
Http://www.dermatologyinfo.net/arabic/chapters/chapter11.htm
وفي تاريخ 2005-07-25 أرسلت سؤالاً رقم 239955
ونص السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت قد سألت في سؤال سابق عن المرض، وقد أجبتم مشكورين سريعاً على السؤال، ولكن أريد أن أوضح بأن المرض لدى الشاب المتقدم لي يظهر في الأعضاء التناسلية مرة كل سنتين، وهو من النوع الثاني للمرض حيث أنه يظهر في هذه الأماكن، لذا أنا في حيرة من أمري، هل أقبل به من باب دينه وخلقه وأتغاضى عن المرض حتى لو انتقل لي؟؟ أرجو الإفادة.
ونص الجواب:
إن الإجابة على هذا السؤال صعبة ومحرجة، ولكن علينا مناقشتها من جوانب عدة:
1- إن مرض الهربس التناسلي هو مرضٌ معدٍ، ينتقل بالتلامس حتى ولو كان الجلد سليماً ظاهرياً (أبحاث جديدة).
2- لا يوجد إلى الآن علاج شافٍ يقتل الفيروس، بل كل الموجود من العلاجات يثبطه ويبطئ نموه، ولكن الفيروس يبقى كامناً وموجوداً ينتهز الفرصة ليظهر من جديد.
3- إن تواتر المرض وعدد الهجمات يعتمد على مناعة المريض، فكلما انخفضت المناعة كلما تنشط الهربس وظهر، وقد تكون مناعة المريض الآن جيدة وتضعف فيما بعد، فيُصاب عدد من المرات أكثر، وقد تكون مناعتك أو مقاومتك ضعيفة فيظهر عندك عدد من المرات أكثر من الذي صدّر العدوى.
4- للمرض أعراض وإزعاجات فهو ليس صامتاً.
5- الاستخارة الشرعية تُعتبر هنا ضرورة ولكن بعد استيفاء جمع المعلومات والاستشارات.
6- علينا أن نكون صريحين من البداية، وعدم الخجل؛ لأن الخجل الآن قد يؤدي بنا إلى معاناة لا يعلم مداها إلا الله، ولكن قد تتفاوت حسب ظروف وشروط معقدة، ومن الممكن أن تقولي بأنني استشرت عدة أطباء وأشاروا علي بكذا أو استشرت فأجابوني وقرأت فعرفت.
7- المراجع المذكورة في جوابنا السابق فيها شيء من التفصيل عن العقبول التناسلي يرجى مراجعتها بدقة وتبين مواضع الخطر والسلامة.
8- إن استعمال الواقي المطاطي يمنع العدوى ويمنع الحمل وعدم استعماله لا يمنعهما.
9- لو تم الحمل وتنشط الفيروس قبيل الولادة لوجبت القيصرية.
10- العلاج المثبط مكلف مع الزمن، ومع ذلك فهو مريح من الأعراض ولا يمنع العدوى، وهذا أمرٌ مختلف به ولكن نأخذ بالأحوط.
11- إن كنتم إلى الآن لم تتفقوا على شيء، فلِم الدخول في مشكلة يصعب الخروج منها فيما بعد؟ ولم المعاناة والخوف والترقب؟! ويا ترى أهو آخر زوج يتقدم إليك!! وإن لم يتم الاتفاق هل لن يتقدم غيره؟؟
أخيراً: القرار لك، وعليك أن تكوني جريئة باتخاذه مع استشارة أهلك وطبيب آخر .
هذه هي نصوص الإجابتين التي وافيناك بها في السابق، وأرى مما تقدم أن الجواب النهائي يحتاج بعض التأني والصراحة والمناقشة، والقراءة، والسؤال، والاطلاع، وكذلك الاستخارة، والاستشارة لأكثر من جهة، وأرى أيضاً أن المهم هو اتخاذ القرار الصواب وليس القرار السريع، وأن يكون الجواب مبنياً على بينة ودليل لا على عاطفة وسرعة وعدم وضوح.
وفقك الله وأعانك لما فيه الخير.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
استخدام الدواء وتناوله للوقاية من الحزام الناري 2486 الثلاثاء 14-05-2019 07:23 صـ
ما الذي يجب علي فعله في الوقاية من الحزام الناري؟ 2311 الثلاثاء 14-05-2019 07:19 صـ
هل يمكن انتقال الهربس بمجرد الأكل من صحن المصاب؟ 4095 الأحد 10-02-2019 06:29 صـ