خطب ومحاضرات
هذا الحبيب يا محب 68
الحلقة مفرغة
الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.
أما بعد:
لنقضي ساعة مع حبيبنا صلى الله عليه وسلم، وبين يدي الدرس ما يلي:
أولاً: أحد المستمعين الأفاضل فهم أنني قلت مقرراً أن اليهود قتلوا عيسى عليه السلام، فنبهني إلى أنه لعل بعض السامعين فهم هذا، والله يقول: وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ [النساء:157].
وأقول: نحن قررنا في مجالسنا المباركة -مئات المرات- أن اليهود يعتبرون -شرعاً- قتلوا عيسى عليه السلام؛ لأنهم عزموا ونفذوا، إلا أن الله رفعه إليه، ثم صلبوا من ألقى الله الشبه عليه وقتلوه، فالجريمة ثابتة لهم.
ومن هنا إذا نزل عيسى عليه السلام يتضح لهم كذبهم، وأنه لم يقتل، وأنه ليس بساحر ولا دجال، ولا ابن زنا ولا عاهر، بل هو عبد الله ورسوله، كما يتضح للنصارى الصليبيين بأن عيسى ليس ابن الله، ولا ثاني اثنين مع الله، بل هو عبد الله ورسوله.
فمن تبادر إلى ذهنه أن اليهود قتلوا عيسى، فليعلم أنهم ما قتلوه؛ لأن الله -وليه- حفظه؛ وأنهم عندما جاءوا لقتله وحاصروه في منزله، دخل رئيس الشرطة فألقى الله الشبه عليه، ورفع عيسى من روزنة البيت، فلما تباطأ وما خرج تدفقوا عليه، فوجدوه شبه عيسى، فألقوا القبض عليه بالسلاسل، وأخرجوه، ثم صلبوه في اليوم الثاني.
ثاني مسألة: اذكروا عند جلوسكم هذا أن الملائكة تصلي عليكم، ولو قدمتم ما في الأرض جميعاً على أن يصلي عليكم ملك واحد -والله- ما استطعتم، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن من صلى فريضة وجلس في المسجد ينتظر الصلاة الأخرى فإن الملائكة تصلي عليه تقول: ( اللهم اغفر له، اللهم ارحمه ما لم يحدث ) فأنتم تحصلون على هذا الفضل وقد حرمه الملايين من إخوانكم.
وأخرى -وإن قال بعضهم الحديث مرسل، وأقول: ومرحباً بالمرسل في فضائل الأعمال!-: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( من أتى هذا المسجد -يشير إلى مسجده صلى الله عليه وسلم- لا يأتيه إلا لخير يعلمه أو يتعلمه كان كالمجاهد في سبيل الله )، ولا عجب، فالذي يتوضأ في بيته ويأتي المسجد ليصلي فيه وينتظر الصلاة بعد الصلاة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيه: ( ذلكم الرباط ذلكم الرباط )، والرباط من الجهاد، بل أعظم من الجهاد.
ومعنى هذا: لتسكن نفوسكم وتطمئن قلوبكم أنكم رابحون فائزون، أما ما تغتنموه من المعرفة والعلم فهذا أمر آخر، ومن علم شيئاً فليحمد الله عز وجل.
قال: [نتائج وعبر] من غزوة ذات الرقاع.
[أولاً: بيان مصداق قوله صلى الله عليه وسلم: ( نصرت بالرعب مسيرة شهر )] لم لا نحفظ هذه الكلمة المحمدية؟!. فبعد أن تجمع المشركون بمكان نخل، وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم، ما إن علموا بخروجه حتى تفرقوا وتمزقوا في رءوس الجبال، فوصل ولم يلق كيداً ولا قبالاً، وكانت تلك غزوة ذات الرقاع.
[ثانياً: مشروعية اتخاذ الحرس عند الخوف] هل يجوز لمن يخاف أن يتخذ حارساً له أو لا يجوز؟ لعلك تقول: هذا ليس عنده توكل، أو ليس عنده ثقة بالله؛ وهذا لأنك متعنتر، ولكنه يجوز، والدليل: وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في ذلك الشعب بين الواديين حارسين يحرسون جيشه في الليل، وهما: عباد بن بشر ، وعمار بن ياسر رضي الله عنهما. وعمار هذا كان يحمل لبنتين لبنتين والمسلمون يحملون لبنة لبنة وهم يبنون المسجد النبوي، فنظر إليه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: (
[ثالثاً: بيان كمال عباد بن بشر الأنصاري في خشوعه في صلاته وتدبره كلام الله تعالى] فقد ضرب بثلاثة سهام ثم ينزعها ويواصل صلاته، قارئاً سورة الكهف.
[رابعاً: آية النبوة المحمدية] تجلت في هذه الغزوة [في غورث وسقوط السيف من يده] غورث الذي تعهد بقتل محمد صلى الله عليه وسلم وقال لقومه: أنا قاتله فاستريحوا! وجاء يجر سيفه والحبيب صلى الله عليه وسلم قد جلس تحت ظل شجرة، وجيشه توزع في الظلال، ونام منهم من نام، وفجأة إذا بـغورث يجرد سيفه ويقول: من يمنعك الآن مني يا محمد؟ فرفع إليه الحبيب رأسه وقال: الله! فخارت قواه، وانهار كالجبل في الأرض، ثم رفع الحبيب السيف، وقال: ( من يمنعك مني يا هذا؟ )، ولكنه ما عرف الله، فقال: لا أحد، فأعطاه سيفه وقال: الحق بقومك نجاك الله! وكان داعية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم الكثير عن دعوته.
[خامساً: بيان الكرم المحمدي المتجلي في إعطاء جابر الجمل والثمن معاً] لما عيا جمل جابر وكلّ، وما استطاع أن يواكب المواكب، قال له الحبيب: ( أعطني سوطه )، وضرب الجمل فانتفض وسار حتى كاد يسبق بعض العير، وجابر هذا مات والده رضي الله عنه في أحد، ومن ثم أصبح جابر صاحب رسول الله بعد أبيه؛ لأن جابراً مؤمن صادق الإيمان، ومسلم حسن الإسلام، والرسول لا ينظر إلى الناس إلا إلى إيمانهم وإسلامهم، فلا فرق بين أبيض وأسود، ولا غني وفقير، ولا عزيز وذليل.
ثم طايب الحبيب صلى الله عليه وسلم صاحبه، وطايبه بماذا؟ بطيب المسك؟ لا. بل بما هو أطيب، قال له: ( أتبيعني هذا الجمل؟ قال: بل أهبه لك يا رسول الله! قال: بعنيه، فتفاوضا في الرفع والخفض واتفقا على الثمن )، واشترط جابر حملانه إلى المدينة، أي: أن يصل به إلى المدينة ثم يسلمه، وصح الشرط مع البيع؛ لأنه لا يخل بأصل العقد، وإلا فقد ( نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع وشرط ) لكن هذا إذا كان الشرط يخل بعقد البيع.
مثاله: أبيعك سيارة على أن لا تحج عليها! هل هذا الشرط صحيح؟ أو أؤجرك منزلاً بشرط أن تقيم فيه حفلات المولد كل سنة! هل يصح هذا العقد؟ لا يصح. أما الشرط جابر فإنه لا يخل.
فلما وصل المدينة ربط البعير بقرب المسجد وقال لأحد الأصحاب: قل لرسول الله: البعير هنا، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لـبلال : ( خذ هذا المبلغ وأعطه لـ
[سادساً: آية النبوة المحمدية في جمل جابر الذي أصابه الكلل والإعياء حتى انقطع، ثم عاد خيراً مما كان ببركة ضربه له صلى الله عليه وسلم ورغبته في عودة صحته وسلامته].
وهناك سائل يعقب ويقول: كيف للحارس ألا يترك الصلاة ويتابع من ضربه؟
نقول: علم الرجل أن هذا الذي يضرب لا قيمة له ولا وزن، فلم يشاهد جيشاً أقبل عليهم، وإنما كان السهم من قناصة في جبل فما بالى به حتى أتم صلاته ثم أجاب، ثم إن إلى جانبه حارس آخر، وتركه نائماً أيضاً.
والآن مع ثالث غزوات السنة الرابعة -الغزوة الأخيرة- وهي [غزوة السويق أو بدر الأخرى] هناك بدر الأولى وقد عايشناها، وهذه بدر الثانية، ويقال لها: بدر الأخرى.
قال: [سبب هذه الغزوة: أن أبا سفيان بن حرب ] وأبو سفيان أسلم وحسن إسلامه [لما كان عائداً من غزوة أحد، قال للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه] عند الجبل [موعدنا بدر عاماً قابلاً] هم جاءوا لغزو الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة انتقاماً منه؛ لأنه هزمهم في بدر، ولما انتصروا في غزوة أحد قال أبو سفيان: موعدنا -أيضاً- العام المقبل في بدر، يهدد ويخوف [فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ( قولوا له: نعم )، فقالوا: نعم. إن موعدنا معك العام القابل] شجاعة نبوية أو لا؟ قيادة حكيمة أو لا؟
لو تجتمع عقول البشرية كلها السياسية والحربية -والله- ما كانت كعقل محمد صلى الله عليه وسلم؛ فلهذا المحروم من تخلى عن تعاليمه صلى الله عليه وسلم وهدايته، ويحاول أن ينتصف الحروب والمقامات والمجالات وهو لا يعرف عن رسوله صلى الله عليه وسلم شيئاً.
قولوا: برهن على هذا الشيخ! وقد تتمنطقون وتقولون: انهزم العالم الإسلامي أمام حفنة من اليهود؟
فأقول: لو أخذوا بتعاليم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما انكسروا ولا انهزموا، ولكن رموها وراء ظهورهم وأكثرهم لا يسمع بها ولا يعرفها، بل الذي يقول: قال الرسول.. هذا رجعي متخلف، متأخر، والذي يخبرنا بخبر جامعات الكفر، نقول: إن لديه دكتوراه في السياسة أو دكتوراه في الاجتماع أو ودكتوراه في الاقتصاد! ولكنا لم نر أثراً للاجتماع الصالح، ولا الغنى الحق، ولا للعز والسيادة، فأين آثار تلك التعاليم؟!
آه، ستغضب الحكومة اليهودية الليلة وتقول: نحن سحرناهم، وهذا يريد أن يوقظهم.
قال: [فلما آن أوان الموعد] ومضت الشهور [استخلف النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة عبد الله بن رواحة أو عبد الله بن عبد الله بن أبي ابن سلول ] وعبد الله بن أبي ابن سلول شيطان الإنس، رئيس المنافقين في المدينة، لكن كان له ولد كالملك، اسمه عبد الله أيضاً. سبحان الله! هل تقرءون قول الله تعالى: يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ [الروم:19]، فقد أخرج عز وجل عبد الله الحي تمام الحياة من عبد الله ابن سلول الميت تمام الموت.
قال: [وخرج صلى الله عليه وسلم في ألف وخمسمائة مقاتل] وفي المدينة لم يكن ثكنات ولا جيوش من جهات متعددة، ولكن فقط أهل المدينة وأكثرهم على أرجلهم [وسار حتى وصل بدراً، وكان بها سوق كبيرة تقام سنوياً، ولذا واعد أبو سفيان فيها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فباع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه واشتروا فربحوا ضعف رأس المال إذ ربح الدرهم درهمان] والحمد لله [وعادوا لم يمسسهم سوء] أين أبو سفيان ورجاله وجيشه؟ انهزموا ورجعوا من الطريق.
قال: [إذ أبو سفيان لما خرج برجاله ووصل إلى قريب من عسفان رأى أنه لا فائدة من الحرب وخاف الهزيمة] نظريتين صالحتين:
الأولى: ما الفائدة من هذه الحرب؟
الثانية: مخاطر الإصابة بهزيمة أخرى!
[فخطب في رجاله فقال: إن هذا العام عام جدب، ولا يصلح لكم إلا عام خصب] عرف كيف يتملص أو يتخلص من الفتنة [فلذا أرى أن تعودوا، قال: فأكلوا أزوادهم] أطعمتهم التي تزودوا بها [وكانت سويقاً] والسويق: هو دقيق محموس يخلط بالسمن والعسل أو التمر، وهذا يصلح أن تحمله معك شهرين أو ثلاثة، ولو حملته جيوشنا شهرين أو ثلاثة لكان خيراً لهم، ولكنهم يحملون العلب، فتنتن وتتعفن!! وقد رأيت بعيني الحجاج من المغرب يأتون متزودين بالسويق عندما يحجون، ويبقى عندهم حتى ينتهي حجهم، وهم يأكلونه، وهو لذيذ طيب.
قال: [ورجعوا، فقال أهل مكة يُنحون عليهم باللائمة: كأنكم ما خرجتم للقتال، وإنما خرجتم لأكل السويق] يعني: ما خرجتم للقتال يا أبا سفيان وإنما خرجتم لأكل السويق [فسميت هذه الغزوة أيضاً بغزوة السويق] وهذا هو سبب التسمية.
[وقال في هذه الغزوة كعب بن مالك شعراً، منه قوله:] وكعب بن مالك من أئمة الشعراء اسمع ما يقول:
[وعدنا أبا سفيان بدراً فلم نجد لميعاده صدقاً وما كان وافيا
فأقسم لو وافيتنا فلقيتنا لأبت ذميماً وافتقدت المواليا
تركنا به أوصال عتبة وابنه وعمراً أبا جهل تركناه ثاويا] في عام بدر
[عصيتم رسول الله أفّ لدينكم وأمركم السيئ الذي كان غاويا
فإني وإن عنفتموني لقائل فدىً لرسول الله أهلي وماليا
أطعناه فلم نعدله فينا بغيره شهاباً لنا في ظلمة الليل هاديا] هذا شعر المؤمنين، فأين هم؟!
وهنا قال المؤلف غفر الله له ولكم: [نتائج وعبر] لهذه الغزوة؛ غزوة السويق.
[إن لهذه المقطوعة من السيرة العطرة نتائج وعبراً هي الآتية:
أولاً: بيان الوفاء المحمدي الدال على الشجاعة النادرة؛ إذ لم يرهبه أبو سفيان كما رهب هو وولى من الطريق خائفاً] وعاد إلى مكة.
[ثانياً: مشروعية البيع والشراء في كل فرصة تسنح حتى في الجهاد والحج] فلا يقولن قائل: لا.. نحن ما خرجنا للدينار والدرهم، بل خرجنا للجهاد، فلا تشتروا ولا تبيعوا! وبعض المتزمتين يفعل هذا! لكن هؤلاء لما لم يقع الجهاد وكانت السوق عامرة باعوا واشتروا وربحوا، والمتشددون دائماً يقفون مواقف يؤذون فيها المؤمنين بجهلهم.
وكذلك في الحج: فإذا جئت حاجاً ووجدت سلعة أو بضاعة صالحة، وفي يدك نقود، اشتر واذهب بها إلى أهلك وبعها، أما قال تعالى: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ [البقرة:198]، لكن -فقط- لا تقل: أنا ذاهب للتجارة، ثم تحج، فأنت ذاهب إلى الحج، ثم إن سنحت الفرصة ووجدت تجارة اشتريت وبعت ولا حرج.
[ثالثاً: بيان مصداق حديث: ( نصرت بالرعب مسيرة شهر ) ؛ لانهزام جيش أبي سفيان قبل الالتقاء بأرض الموعد وهي بدر.
رابعاً: تفسير قول الله تعالى: الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ [آل عمران:173-174] ] هذه الحادثة تفسر هذه الآية.
قال: [أهم ما وقع من أحداث في هذه السنة الرابعة من هجرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم] هيا نقف عليها، ونذكر منها ما شاء الله أن نذكر.
قال: [تمت في هذه السنة -وهي الرابعة من الهجرة-] والرسول صلى الله عليه وسلم هاجر من مكة إلى المدينة في شهر ربيع الأول [أحداث يحسن ذكرها مجملة؛ للتاريخ والعبرة معاً إزاء النقاط السوداء الآتية:
أولاً: وفاة أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم برة بنت عبد المطلب ] والذي تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأته ليسلي ويسيري عنها كربها وألمها. هذه الحادثة تمت في السنة الرابعة.
[ثانياً: وفاة عبد الله بن عثمان بن عفان ] ما كنا نعرف أن لـعثمان بن عفان ولداً. من جد هذا الولد؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمه هي رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبوه هو الذي كاد له اليهود والمجوس ونظموا حرباً ضده وقتلوه. شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة في أحد وفي غير أحد.
شهد له في أحد عندما جلس صلى الله عليه وسلم للاستراحة بعد أن وقفت الحرب على الجبل، فلما اضطرب قال: ( اسكن أحد، ما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان )، وهذه وحدها تقنع البشر -لو كانت لهم عقول- أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحيل أن يكون غير رسول. والصديق هو أبو بكر رضي الله عنه، والشهيدان هما: عمر وعثمان رضي الله عنهما.
لِمَ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( ما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان )؟ استثنى أبا بكر ؛ لعلمه أنه لا يستشهد؛ لأنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه به، والرسول صلى الله عليه وسلم يقتل، والشهيدان هما: عمر وعثمان ، استشهدا في المدينة، وهل يستطيع أحد أن يقول: عمر ليس بشهيد؟! وقد مات في المسجد، فأين الشهادة؟ أو يقول: كيف يقال لـعثمان شهيد وقد مات في بيته؟ ومن قال هذه الكلمة يجب أن يجلد مائة جلدة حتى يتوب.
إن عمر رضي الله عنه طعنه برمحه في محراب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو لؤلؤة المجوسي عليه لعائن الله، وعثمان عبد الله بن سبأ اليهودي هو الذي أثار الفتنة ضده وقادها، وهول الدنيا في الشرق والغرب وجاء برجاله المبطلين الغوغائيين الاشتراكيين في ذلك الزمان، طلاب الدينار والدرهم؛ قائلين: كيف يعطي عثمان الأموال لأهله وبني عمه ويحرم منها العالم الإسلامي؟! وهذا صوت الاشتراكيين عليهم لعائن الله.
والبشارة الثانية بالجنة عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم في حديقة أبي طلحة ، والجو حار، فرفع ثوبه، وأدخل رجليه في الماء، وكان البواب أبا هريرة : ( فجاء رجل يستفتح فقال النبي صلى الله عليه وسلم: افتح له وبشره بالجنة، فذهبت فإذا
وقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه والمصحف بين يديه، من كاد هذه المكيدة؟ إنه الثالثوث الأسود. من هم؟ إنهم اليهود والمجوس والنصارى. تعاونوا على إطفاء نور الله؛ لأنهم مكلومون مجروحون من الإسلام، فالمجوس سقط فيهم عرش كسرى، وذهبت دولة الساسانيين، واليهود ضاعت آمالهم وتمزقت أحلامهم في إعادة مملكة بني إسرائيل، والنصارى قالوا: هذا النور الذي ابتدأ من شمال إفريقيا سوف يغمر أوروبا، فهيا نعمل على إطفائه، وإلا ما بقيت صليبية ولا ظلام، وتعاقدوا وهم إلى الآن متعاونون في السر والعلن، حتى يسمموا البقية الباقية من المسلمين، والمسلمون مدوا أعناقهم وانقادوا واستسلموا يأخذون الإرشادات اليهودية والتوجيهات الماسونية في قوالب خاصة، قوالب العلماء ورجال العلم والسياسة والاقتصاد والحرب .. وما إلى ذلك.
[ثالثاً: ولادة الحسين بن علي رضي الله عنه، وهو سبط النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه ابن ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها] وكان الحسن قد ولد السنة الرابعة من الهجرة.
[رابعاً: زواج النبي صلى الله عليه وسلم بـزينب بنت خزيمة بن الحارث الهلالية ] هذه من جماعتنا من بني هلال [والملقبة بـأم المساكين] لقبوها بـأم المساكين ؛ لأنه ما دخل عليها مسكين ألا وأعطته شيئاً، وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشرح صدرها بالإيمان والأنوار المحمدية، وإلا ما هو في حاجة إلى امرأة.
[خامساً: تزوج الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بـأم سلمة بعد وفاة زوجها أبي سلمة وانقضاء عدتها منه.
سادساً: أمر النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت الشاب الأنصاري أن يتعلم كتابة اليهود] حروفهم وما يكتبون بها [فتعلمها في نصف شهر] والآن لو بعثنا خمسين طالباً من المدينة إلى لندن لمدة أربعين يوماً -والله- ممكن ما يتعلموها، وهذا في نصف شهر فقط تعلم لغة اليهود وكتابة حروفهم.
معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! بيننا مرضى وفينا محتاجون، وأحد الأبناء قال لي: أنا في حاجة إلى زوجة صالحة، وآخر يقول: أنا مريض بالقلب، وآخر يقول: أنا كذا.. فارفعوا أيديكم إلى ربنا عسى أن يفرج ما بإخواننا، والدعاء عبادة، وإذا حصل خير منه فإنكم تثابون عليه وأنتم شركاء فيه، وكأنكم عالجتم المريض وأغنيتم المحتاج، إذاً: فلا تكلوا ولا تملوا ..
اللهم يا حي يا قيوم، يا بديع السماوات والأرض، يا مالك الملك، يا ذا الجلال والإكرام، يا من يقول للشيء كن فيكون، إنا نسألك وأنت خير من تسأل: أن تشفي هؤلاء المرضى، اللهم اشفهم من مرضهم، وعافهم يا رب العالمين، واقضِ حاجة كل محتاج منا وفينا، وزوج هذا المؤمن بامرأة صالحة، وارزقه امرأة صالحة يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك أن ترزقنا شكرك، وأن تعيننا على ذكرك وحسن عبادتك، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم طهر قلوبنا وزكِّ أرواحنا واجعلنا من أوليائك وعبادك الصالحين، وصلّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
استمع المزيد من الشيخ ابو بكر الجزائري - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
هذا الحبيب يا محب 115 | 4084 استماع |
هذا الحبيب يا محب 111 | 4080 استماع |
هذا الحبيب يا محب 7 | 3824 استماع |
هذا الحبيب يا محب 47 | 3819 استماع |
هذا الحبيب يا محب 126 | 3695 استماع |
هذا الحبيب يا محب 102 | 3682 استماع |
هذا الحبيب يا محب 9 | 3650 استماع |
هذا الحبيب يا محب 32 | 3574 استماع |
هذا الحبيب يا محب 99 | 3489 استماع |
هذا الحبيب يا محب 48 | 3472 استماع |