عنوان الفتوى : الذي لا تقبل توبته
السؤال
للأسف الشديد أنا انتكست بعد أن كنت في درجة من التقى، ووصل بي إلى الكفر، أنا الآن أرى أن علامات الساعة الصغرى، ظهرت كلها، وبلدي ينهار ، فخفت وقررت أن أرجع وأتوب ولكن أصابني يأس شديد أن توبتي لن تقبل بسبب وأنا خائف، لأن الله يقول: فلما رأوا بأسنا، إلى آخر الآية ، وكلام ابن كثير.
قال ابن كثير: دلت الأحاديث على أن من تاب إلى الله عز وجل وهو يرجو الحياة فإن توبته مقبولة، وأما متى وقع الإياس من الحياة وعاين الملك وحشرجت الروح في الحلق وضاق بها الصدر فلا توبة مقبولة حينئذ.
سؤالي: هل انتهيت ؟ أم تقبل توبتي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد فهمت كلام ابن كثير على غير وجهه، فهو دال على عكس ما فهمته، فإنه صريح في أن من كان يرجو الحياة بأن كانت روحه لم تبلغ الحلقوم فتوبته متى تاب إلى ربه مقبولة.
وأما الذي لا تقبل توبته فهو الذي عاين الموت وتحقق نزوله به، وأنت لم تزل حيا ولم ينزل بك الموت ومن ثم فتوبتك مقبولة -إن شاء الله تعالى - ما دامت روحك في جسدك، فاحذر من غوائل اليأس الذي تقول إنه أصابك، وأقبل على ربك واجتهد في طاعته وعد كما كنت وأفضل، واعلم أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وأحسن الظن بربك ولا تقنط من رحمته ولا تيأس من روحه سبحانه فإنه هو التواب الرحيم، وباب التوبة مفتوح لا يغلق في وجه أحد حتى تطلع الشمس من مغربها.
وراجع للفائدة الفتوى: 34852.
والله أعلم.