مناسك الحج


الحلقة مفرغة

يجب على الحاج أن يسعى بين الصفا والمروة، وهنا علمنا أن المتمتع بالعمرة إلى الحج يطوف طواف العمرة، ثم يسعى بين الصفا والمروة، هذا السعي كتبه الله تبارك وتعالى علينا حيث قال عليه الصلاة والسلام: ( اسعوا فإن الله قد كتب عليكم السعي ).

وسعى عليه الصلاة والسلام وهو يقول: ( أبدأ بما بدأ الله به: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا [البقرة:158] )، فمن هنا كان السعي ركن الحج والعمرة، ولا التفات إلى من قال بوجوبه في الحج دون ركنيته، فإن ما ذهب إليه جمهور الأمة من أئمتها وعلمائها هو أن السعي ركن من أركان الحج، وهو الركن الرابع، وأركان الحج هي: الإحرام، والطواف، والسعي، والوقوف بعرفة.

إلا أن الطواف في الحج ليس هو طواف القدوم وإنما هو الطواف الذي يأتي بعد عرفة، ويسمى بطواف الزيارة أو طواف الإفاضة، إذا أفضنا من عرفات نطوف، كما قال تعالى: ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ [الحج:29] وهذا سوف نتحدث عنه في حينه إن شاء الله تعالى.

حكم الوضوء للسعي

معلومات إضافية: أولاً: لا تشترط الطهارة للسعي، فيسعى المحدث الحدث الأصغر، من انتقض وضوءه ودخل يسعى بدون وضوء لا شيء عليه، ومن كان متطهراً كان أكمل؛ لأنها عبادة يتخللها الذكر والدعاء والتهليل والتكبير، فلو كان العبد متوضئاً لكان أكمل له وأفضل، ولكن إن انتقض وضوءه وسعى فلا حرج، ولو دخل المسعى بدون وضوء فكذلك لا حرج.

الخبب في السعي للرجال فقط

ثانياً: الخبب: وهو سنة للرجال دون النساء، والخبب يكون بين الميلين الأخضرين أو العلامتين الموجودتين في وسط المسعى، وهو نور أخضر يشير إلى بداية الوادي ونهايته إذ كان ذلك المكان وادياً ومسيلاً، وتأتي السيول من غرب البيت وتمشي مشرقه مع المسعى.

هذا المكان يستحب فيه الخبب وهو سرعة المشي، وهو نظير الرمل الذي عند البيت في الأشواط الثلاثة الأولى، وبعض النساء يتكلفن ذلك ولم يكلفهن الشارع، فالمرأة لا تسرع؛ لأنه يشق عليها ولا فائدة من شيء لا تثاب عليه.

الإكثار من ذكر الله أثناء السعي وغض البصر

ثالثاً: على الساعي أن يغض بصره وأن يكثر من ذكر ربه وألا يتشاغل بغير الذكر والدعاء.

استقبال الكعبة عند صعود الصفا والإتيان بالذكر المأثور

رابعاً: السنة أنه إذا طلع على الصفا يستقبل البيت أو الجهة التي فيها البيت، ثم يرفع يديه اتباعاً لرسول الله هكذا، ثم يهلل ويكبر، والصيغة المحفوظة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هي: ( الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده ) .

ثم في ثاني مرة يعود ويقول: ( الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده ).

ثم في ثالث مرة يعود ويقول: ( الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده ).

وهكذا كلما صعد الصفا، ثم ينزل إلى المروة فإذا طلع على المروة أيضاً استقبل البيت بوجهه ورفع يديه وقال: ( الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.. ) كما قدمنا.

التكبير ثلاث مرات، ويعيد الذكر ثلاث مرات، هذا هو الذكر المشروع المسنون بين الصفا والمروة.

ويجوز أن يقرأ القرآن، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ويدعو له ولوالديه وللمؤمنين، المهم ألا يحملق في النساء، ولا يؤذي المؤمنين والمؤمنات، وليكن كالعبد الذي يسعى في خدمة سيده، كالموظف الفراش، يأخذ الملف من هناك ويخرج من هنا، هكذا تراه ذاهباً جائياً، هذا هو عبد الله بين الصفا والمروة كأنه عبد في خدمة مولاه.

فإذا فرغ من السعي وهو سبعة أشواط بثمان وقفات: أربع على الصفا وأربع على المروة، حتى لا تغلط تبتدئ بالصفا وتنتهي بالمروة.

حكم التقصير بعد السعي للمتمتع والمفرد والقارن

المعتمر إذا انتهت عمرته فليقصر شعره، إن كان رجلاً يأخذ من كامل رأسه، وإن كانت امرأة جمعت شعرها خصلة واحدة وأخذت منه مقدار أنملة بمقص، وبذلك خرجت من العمرة كما تخرج من الصلاة بكلمة: السلام عليكم ورحمة الله.

أما المفرد فإنه إذا سعى لم يقص شعره، ويبقى كالقارن على إحرامه، يبقى يلبي كلما تجددت حال، وهو في عبادة.

حكم السعي تطوعاً

له أن يطوف متى شاء تطوعاً، ولا يسعى تقرباً إلى الله ونفلاً وتطوعاً.

تنبيه! بعض الناس يسعى متطوعاً، ولقد رأيت بعيني من يسعى وعليه ملابسه فقلت: يا عبد الله أنت تسعى وعليك ملابسك كيف هذا؟ قال: أنا متطوع، أتسعى تطوعاً؟ قال: نعم، كالطواف.

قلت: الطواف، نعم، أما السعي فلم يؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ولا عن التابعين وأئمة الإسلام أن هناك تطوعاً بالسعي، إذا رأيت الرجل يسعى وعليه ملابسه أوقفه وقل له: قف، اذكر الله في البيت الحرام أفضل، ما هناك سعي إلا ما كان واجباً.

ويستشهدون بقول الله تعالى: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ [البقرة:158]، قالوا: هذا دليل على جواز السعي تطوعاً ونافلة؛ لأنهم ما فهموا مراد الله تعالى، فقول الله تعالى: وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا أي: كقوله: فمن فعل خيراً يثب عليه فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ .

أي: تعطيه القليل يعطيك الكثير، هذا معنى (شاكر)، و(عليم) بمن يفعل خيراً لوجهه الكريم، فمن تطوع خيراً من الخيرات كالصلوات والصيام والصدقات والأذكار وقراءة القرآن، ليس معنى ذلك أنه تطوع بالسعي لأنه قال: خيراً من الخيور.

لا أجدكم تسعون بثيابكم وتقولون: متنفلون أو متطوعون، لا نفل في السعي ولا تطوع، وإنما في الطواف، فمن استطاع أن يطوف الليل كله فليفعل، ولكن كلما طاف سبعة أشواط خرج منها بركعتين خلف المقام، وليعد بعد ذلك.

كيفية تقصير الشعر للرجل عند التحلل بعد السعي

القارن كالمفرد إذا سعى لا يتحلل، ولا يغرنك غلمان بأيديهم مشاقص يقول: تعال تحلل فتمد رأسك وأنت محرم، وحينئذ يتعين الدم، وتبقى على إحرامك، إذا جاءك الغلام بالمقص قل له: لا، اذهب، ثم الذي يتحللون لا أرى لهم أن يأخذوا شعرات من يمين الرأس وأخرى من شماله، هذا لعب ما هو قص للشعر أبداً، فليقص من شعر رأسه كله، والقص هنا أفضل؛ لأن أمامه الحج بعد ثلاثة أيام أو أسبوع وهناك يحلق رأسه كاملاً.

وقول الله تبارك وتعالى: لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ [الفتح:27] هذا في العمرة بدون حج، هذه عمرة القضية التي تحدثنا عنها، فلهذا يستحسن أن تقصوا شعركم ولا تحلقوه إلا في منى بعد نهاية الحج.

الحلق بالموسى أو بالمكينة الناعمة الدقيقة، هذا هو الحلق.

معلومات إضافية: أولاً: لا تشترط الطهارة للسعي، فيسعى المحدث الحدث الأصغر، من انتقض وضوءه ودخل يسعى بدون وضوء لا شيء عليه، ومن كان متطهراً كان أكمل؛ لأنها عبادة يتخللها الذكر والدعاء والتهليل والتكبير، فلو كان العبد متوضئاً لكان أكمل له وأفضل، ولكن إن انتقض وضوءه وسعى فلا حرج، ولو دخل المسعى بدون وضوء فكذلك لا حرج.

ثانياً: الخبب: وهو سنة للرجال دون النساء، والخبب يكون بين الميلين الأخضرين أو العلامتين الموجودتين في وسط المسعى، وهو نور أخضر يشير إلى بداية الوادي ونهايته إذ كان ذلك المكان وادياً ومسيلاً، وتأتي السيول من غرب البيت وتمشي مشرقه مع المسعى.

هذا المكان يستحب فيه الخبب وهو سرعة المشي، وهو نظير الرمل الذي عند البيت في الأشواط الثلاثة الأولى، وبعض النساء يتكلفن ذلك ولم يكلفهن الشارع، فالمرأة لا تسرع؛ لأنه يشق عليها ولا فائدة من شيء لا تثاب عليه.

ثالثاً: على الساعي أن يغض بصره وأن يكثر من ذكر ربه وألا يتشاغل بغير الذكر والدعاء.

رابعاً: السنة أنه إذا طلع على الصفا يستقبل البيت أو الجهة التي فيها البيت، ثم يرفع يديه اتباعاً لرسول الله هكذا، ثم يهلل ويكبر، والصيغة المحفوظة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هي: ( الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده ) .

ثم في ثاني مرة يعود ويقول: ( الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده ).

ثم في ثالث مرة يعود ويقول: ( الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده ).

وهكذا كلما صعد الصفا، ثم ينزل إلى المروة فإذا طلع على المروة أيضاً استقبل البيت بوجهه ورفع يديه وقال: ( الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.. ) كما قدمنا.

التكبير ثلاث مرات، ويعيد الذكر ثلاث مرات، هذا هو الذكر المشروع المسنون بين الصفا والمروة.

ويجوز أن يقرأ القرآن، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ويدعو له ولوالديه وللمؤمنين، المهم ألا يحملق في النساء، ولا يؤذي المؤمنين والمؤمنات، وليكن كالعبد الذي يسعى في خدمة سيده، كالموظف الفراش، يأخذ الملف من هناك ويخرج من هنا، هكذا تراه ذاهباً جائياً، هذا هو عبد الله بين الصفا والمروة كأنه عبد في خدمة مولاه.

فإذا فرغ من السعي وهو سبعة أشواط بثمان وقفات: أربع على الصفا وأربع على المروة، حتى لا تغلط تبتدئ بالصفا وتنتهي بالمروة.

المعتمر إذا انتهت عمرته فليقصر شعره، إن كان رجلاً يأخذ من كامل رأسه، وإن كانت امرأة جمعت شعرها خصلة واحدة وأخذت منه مقدار أنملة بمقص، وبذلك خرجت من العمرة كما تخرج من الصلاة بكلمة: السلام عليكم ورحمة الله.

أما المفرد فإنه إذا سعى لم يقص شعره، ويبقى كالقارن على إحرامه، يبقى يلبي كلما تجددت حال، وهو في عبادة.

له أن يطوف متى شاء تطوعاً، ولا يسعى تقرباً إلى الله ونفلاً وتطوعاً.

تنبيه! بعض الناس يسعى متطوعاً، ولقد رأيت بعيني من يسعى وعليه ملابسه فقلت: يا عبد الله أنت تسعى وعليك ملابسك كيف هذا؟ قال: أنا متطوع، أتسعى تطوعاً؟ قال: نعم، كالطواف.

قلت: الطواف، نعم، أما السعي فلم يؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ولا عن التابعين وأئمة الإسلام أن هناك تطوعاً بالسعي، إذا رأيت الرجل يسعى وعليه ملابسه أوقفه وقل له: قف، اذكر الله في البيت الحرام أفضل، ما هناك سعي إلا ما كان واجباً.

ويستشهدون بقول الله تعالى: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ [البقرة:158]، قالوا: هذا دليل على جواز السعي تطوعاً ونافلة؛ لأنهم ما فهموا مراد الله تعالى، فقول الله تعالى: وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا أي: كقوله: فمن فعل خيراً يثب عليه فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ .

أي: تعطيه القليل يعطيك الكثير، هذا معنى (شاكر)، و(عليم) بمن يفعل خيراً لوجهه الكريم، فمن تطوع خيراً من الخيرات كالصلوات والصيام والصدقات والأذكار وقراءة القرآن، ليس معنى ذلك أنه تطوع بالسعي لأنه قال: خيراً من الخيور.

لا أجدكم تسعون بثيابكم وتقولون: متنفلون أو متطوعون، لا نفل في السعي ولا تطوع، وإنما في الطواف، فمن استطاع أن يطوف الليل كله فليفعل، ولكن كلما طاف سبعة أشواط خرج منها بركعتين خلف المقام، وليعد بعد ذلك.