خطب ومحاضرات
الفرقة الناجية
الحلقة مفرغة
قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ [الأنعام:159] إننا نتحدث عن هذه الآية توعيةً للأبناء وتفقيهاً لهم، وتبصيراً لهم بدينهم، ليطلبوا النجاة والكمال في الحياة الدنيا وفي الآخرة. ماذا فهمنا من هذه الآية؟
فهمنا: أن الذين فرقوا دينهم فأصبحوا يعيشون طوائف وأحزاباً وجماعات، كل جماعة تطعن في الثانية، كل جماعة تصادر الثانية، كل جماعة تحمل البغضاء والعداء للأخرى، وجعلوا دين الله قطعاً، كل جماعة ذهبت بقطعة، هذه الطوائف أو الجماعات يُعلم الله تبارك وتعالى أن رسوله صلى الله عليه وسلم بريء منهم، وليس مسئولاً عنهم، وما هو في شيء من شأنهم وحالهم، وليترك أمرهم إلى ربهم، فمن انتقم منه اليوم فقد انتقم منه، ومن أخره إلى يوم القيامة فهو الذي يتولى جزاءه: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ [الأنعام:159]، وهذا المعنى قد فهمته أم المؤمنين، أم سلمة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد رويت لكم ما صح من أنها: أخرجت يدها تشير بها من وراء الستر والمسجد في فوضى، والغبار يملؤه، وأهله يترامون بالحصى، تلك الفوضى التي كانت بسبب كيد عبد الله بن سبأ اليهودي الصنعاني اليمني ، ومن كان وراء ذلك من المجوس، وبالذات كان أيام حصار الخليفة الراشد ذي النورين عثمان بن عفان ، والمدينة في هيجان، أخرجت يدها واستشهدت لهم بهذه الآية، إن الله تعالى يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ [الأنعام:159].. الآية.
فنددت بالوضعية التي كانوا عليها من الانقسام والتطاحن والتناحر، فقد فهمت رضي الله عنها من هذه الآية: أن الجماعة أو الأمة إذا انقسمت على بعضها وتلاعنت وتمزقت أوصالها، استحقت نقمة الله، والرسول الذي هو المناعة للأمة والحصانة أمر أن يتخلى عنها لتنزل بها نقمة الله.
ومن هنا: قلنا: يا أبناءنا! إن الآية تندد بالفرقة، فإياكم ثم إياكم ثم إياكم أن تعملوا على تفرقة هذه الأمة، فمن استطاع أن يجمع فليجمع، ومن استطاع أن يكتل فليكتل، ومن عجز فلا يراه الله يعمل على تفرقتها أو تمزيق شملها، ولا تبرأ ذمتك -يا عبد الله- إلا إذا وقفت أحد الموقفين:
الأول: إيجابي، أن تعمل بلسانك، بوجهك الصبور، بلسانك الطيب على أن تجمع ولا تفرق، وأن تورث المحبة والولاء والإخاء والمودة بين المؤمنين، وإن عجزت عن هذا فكف لسانك ولا يراك الله تطعن، ولا تفرق ولا تمزق، لا تسب ولا تشتم، فإن من يعمل على تفريق هذه الأمة وتشتيت شملها وتمزيقها جنى جناية لا يُقدر قدرها. فهل أنتم فاعلون؟
وهنا: ذكرت لكم مذكراً إياكم ومعلماً غير العالمين، من أن هذه الأمة افترقت بالفعل، وتم فيها وعد الله، كما تم في غيرها من الأمم التي سبقتها، وقلنا: هذا علم من أعلام النبوة، بلغة فصيحة: هذا دليل على أن نبينا نبي حق وصدق، إذ أخبر والجماعة هذه على قلب رجل واحد، وأخبر أنها ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة، ومن كان يظن ذلك؟
جماعة متلاحمة متوحدة متراحمة يؤثر بعضها البعض حتى في الحياة، وتعلم بأنها ستفترق ويقع ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفترق إلى العدد الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لقد افترق اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى بعد اليهود بزيادة فرقة، وافترقت هذه الأمة بزيادة فرقة، فكانت ثلاثاً وسبعين.
وقد صنفت ووضعت في قوائم، ذكر هذا الإمام القرطبي في تفسيره عند قوله الله تعالى من سورة آل عمران: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا [آل عمران:102-103]، عند هذا النهي الإلهي عن الفرقة، ذكر الفرقة التي تمت وعدد الفرق وصنفها وهي موجودة، ومن أراد الاطلاع عليها فليطلع.
والذي يهمنا يا طلاب النجاة! أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أعلن عن افتراق هذه الأمة، سئل بعد أن قال: ( كلها في النار إلا واحدة ) ففي الجنة، سئل: من هي الفرقة الناجية؟
لكن قبل ذلك: هل (كلها في النار) بمعنى الخلود والبقاء، أو بعضها يخلد وبعضها يخرج؟ هذا نعرفه من أصول الدين الأخرى، فالذين كانت فرقتهم على كفر، وعلى ردة، فهم في النار خالدون، كسائر الكافرين والمشركين، ومن كانت فرقتهم على فسق دون الكفر، فهم في النار ولكن يخرجون منها بإيمانهم.
فلما أعلن هذا الإعلان قال قائلٌ: ( من هي الفرقة الناجية يا رسول الله؟ فقال عليه الصلاة والسلام: هم الذين يكونون على ما أنا عليه وأصحابي )، أي: أهل الفرقة الناجية.
بناءً على هذا فكل واحد منا يعزم عزماً قلبياً أكيداً على أن يكيف حياته حتى تكون على الأقل شبيهة شبهاً قريباً بحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وما قارب الشيء عادة يعطى حكمه، والكمال ليس مطموعاً فيه، وحسبنا ما أرشدنا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ قال: ( سددوا وقاربوا )، فسدد وقارب.
الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في العقيدة
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتقد في ربه أنه إله الأولين والآخرين ورب العالمين، يحيي ويميت يعطي ويمنع يضر وينفع، يغفر ويرحم، كما ينتقم ويبطش، يوالي ويعادي، يحب ويبغض، ويرضى ويسخط، يتكلم ويعلم، يرزق من يشاء بغير حساب، لا إله غيره ولا رب سواه، يصفه بنعوت الجلال والكمال ولا يقول: كيف؟ ولا يقول: ما المثال؟ فيخبر عنه سبحانه وتعالى بأنه ينزل إلى السماء الدنيا إذا كان ثلث الليل الآخر، ولا يقول: كيف؟ ويخبر أنه يقبض السماوات بيمينه، ولا يقول: كيف؟ ويخبر أنه تبارك وتعالى يسمعنا ويرانا، ولا يقول: كيف؟
( يجيء لفصل القضاء ويضع قدمه على النار، فتقول: قطني قطني ) بعد أن تطلب المزيد: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ [ق:30]، ولا يقول: كيف القدم؟ ولا كيف يضع؟ لأن الله ليس كمثله شيء.
يقول: ( يضحك ربنا لرجلين يقتل أحدهما الآخر ويدخلان الجنة )، ولا يقول: كيف يضحك؟ ولا يسأل عن هذا؟ إن الله ليس كمثله شيء.
يقول: ( يُجلس المقسطين على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين ) ولا يقول: كيف؟ ولا يقول: كيف كلتا يديه يمين؟ ويؤمن بذلك إيماناً يقينياً.
فكل ما جاء عن الله ورسوله من أسماء الله وصفاته فالرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأهل النجاة يؤمنون بذلك وقلوبهم مطمئنة، وهم يعلمون أن الله ليس كمثله شيء، وأن الله لا شبيه له ولا نظير له ولا مثيل، فإذا قال تعالى: لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ [ص:75]، يفهم الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون أن لله يدين خلق بهما آدم، لكن لا يفكر كيف؟ لأن هذا لا يدرك: وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا [طه:110]، فيؤمن باللفظ الذي أخبر تعالى على مراد الله تعالى.
ويقرأ: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5]، فيؤمن بعظمة الله وجلاله وسلطانه وتصرفه في ملكوته وبعرش الله واستواء الرب عليه، ولكن لا يقل: كيف؟ أبداً، إذ لا تصل إلى نتيجة؛ لأنك قاصر لا تدرك، آمنا بالله، وبما جاء عن الله على مراد الله.
يؤمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالبعث والجزاء، وبالحساب الآخر، وبالنعيم والشقاء، في عالم يقول فيه: ( ما الآخرة في الدنيا إلا كمثل أن يغمس أحدكم إصبعه في البحر فلينظر بِمَ يرجع؟ )، ويقول: ( إن آخر رجل يدخل الجنة يعطى مثل الدنيا مرتين )، ولا يقول: ماذا يبغي في هذا الملك الواسع؟ وكيف يتم هذا؟ وإذا كان كل واحد يأخذ مثل الدنيا مرتين، ما هذه العوالم؟ وأين هذه العوالم؟ هذا لا يخطر على بال رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، بل هو الحق كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله.
هذا هو الإيمان بالغيب، يتحدث عن الرسل ويخبر عنهم وقلبه ساكن ونفسه مطمئنة، هذه هي العقيدة التي ينبغي أن تكون عليها عقيدتنا إن أردنا النجاة.
الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في العبادات
فإن صاحب هذا عرضة لأن يطرد ولا يكون من الفرقة الناجية؛ لأن الله تعالى تعبدنا بطاعة رسوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ [محمد:33]، مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ [النساء:80]، وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ [النساء:69]، فمعصية رسول الله تجعل العبد لا ينتظم في سلك الفرقة الناجية؛ لأنه لا يستطيع أن يعبد الله بما كان يعبده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا جاءك الخبر يحمل عبادة، أو قربة أو حكماً من أحكام الشرع عن أبي بكر أو عن عمر أو عن غيرهما من أصحاب رسول الله في أمر لم يرد أن الرسول صلى الله عليه وسلم حكم فيه، ثم رددت ما عليه أصحاب رسول الله فإنك تتعرض لأن تكون من غير هذه الفرقة؛ لأنه قال: ( هم الذين يكونون على ما أنا عليه وأصحابي ) ، فلا تقدم على قول الصحابي قول أبيك ولا أمك ولا شيخك ولا أهل بلدك، فإنهم أصحاب رسول الله، عصمهم الله، وحفظهم الله، وعاشوا بين يدي رسول الله، يتلقون المعرفة والعلم من منبعها، فلهذا لا ترغب عن سنة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في المعاملات
الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الأخلاق والآداب
قالوا: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأكل بيمينه، كل بيمينك.
قالوا: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبتسم لإخوانه ويبش في وجوههم، ولا يغلظ لهم في القول ولا يعنفهم ولا يسخط عليهم، فكن أنت كذلك.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتفقد إخوانه ويسأل عنهم ويزورهم، فكن أنت كذلك.
فإذا أنت أصبحت تقارب في حياتك حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأبشر مثبتاً بأنك من الفرقة الناجية.
أولاً: العقيدة، ما الذي كان يعتقد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ربه جل وعز؟
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتقد في ربه أنه إله الأولين والآخرين ورب العالمين، يحيي ويميت يعطي ويمنع يضر وينفع، يغفر ويرحم، كما ينتقم ويبطش، يوالي ويعادي، يحب ويبغض، ويرضى ويسخط، يتكلم ويعلم، يرزق من يشاء بغير حساب، لا إله غيره ولا رب سواه، يصفه بنعوت الجلال والكمال ولا يقول: كيف؟ ولا يقول: ما المثال؟ فيخبر عنه سبحانه وتعالى بأنه ينزل إلى السماء الدنيا إذا كان ثلث الليل الآخر، ولا يقول: كيف؟ ويخبر أنه يقبض السماوات بيمينه، ولا يقول: كيف؟ ويخبر أنه تبارك وتعالى يسمعنا ويرانا، ولا يقول: كيف؟
( يجيء لفصل القضاء ويضع قدمه على النار، فتقول: قطني قطني ) بعد أن تطلب المزيد: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ [ق:30]، ولا يقول: كيف القدم؟ ولا كيف يضع؟ لأن الله ليس كمثله شيء.
يقول: ( يضحك ربنا لرجلين يقتل أحدهما الآخر ويدخلان الجنة )، ولا يقول: كيف يضحك؟ ولا يسأل عن هذا؟ إن الله ليس كمثله شيء.
يقول: ( يُجلس المقسطين على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين ) ولا يقول: كيف؟ ولا يقول: كيف كلتا يديه يمين؟ ويؤمن بذلك إيماناً يقينياً.
فكل ما جاء عن الله ورسوله من أسماء الله وصفاته فالرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأهل النجاة يؤمنون بذلك وقلوبهم مطمئنة، وهم يعلمون أن الله ليس كمثله شيء، وأن الله لا شبيه له ولا نظير له ولا مثيل، فإذا قال تعالى: لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ [ص:75]، يفهم الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون أن لله يدين خلق بهما آدم، لكن لا يفكر كيف؟ لأن هذا لا يدرك: وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا [طه:110]، فيؤمن باللفظ الذي أخبر تعالى على مراد الله تعالى.
ويقرأ: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5]، فيؤمن بعظمة الله وجلاله وسلطانه وتصرفه في ملكوته وبعرش الله واستواء الرب عليه، ولكن لا يقل: كيف؟ أبداً، إذ لا تصل إلى نتيجة؛ لأنك قاصر لا تدرك، آمنا بالله، وبما جاء عن الله على مراد الله.
يؤمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالبعث والجزاء، وبالحساب الآخر، وبالنعيم والشقاء، في عالم يقول فيه: ( ما الآخرة في الدنيا إلا كمثل أن يغمس أحدكم إصبعه في البحر فلينظر بِمَ يرجع؟ )، ويقول: ( إن آخر رجل يدخل الجنة يعطى مثل الدنيا مرتين )، ولا يقول: ماذا يبغي في هذا الملك الواسع؟ وكيف يتم هذا؟ وإذا كان كل واحد يأخذ مثل الدنيا مرتين، ما هذه العوالم؟ وأين هذه العوالم؟ هذا لا يخطر على بال رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، بل هو الحق كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله.
هذا هو الإيمان بالغيب، يتحدث عن الرسل ويخبر عنهم وقلبه ساكن ونفسه مطمئنة، هذه هي العقيدة التي ينبغي أن تكون عليها عقيدتنا إن أردنا النجاة.
في العبادات: يا عبد الله تعلم كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستنجي بالماء ويستجمر بالحجارة، فافعل ذلك، تعلم كيف كان يتوضأ، ويخلل أصابعه ولحيته، تعلم كيف كان يصلي، كيف كان يؤذن ويقيم، تعلم العبادات من طريقه صلى الله عليه وسلم، واجتهد أن تعمل كما كان يعمله وأصحابه، وإياك أن تبلغك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يفعل كذا، أو كان يقول كذا، فتردها كبراً وعناداً أو تردها تقليداً، أو تردها عصبية؛ لأن هذا لا يوافق مذهبك ولا ما عليه أهل بلدك.
فإن صاحب هذا عرضة لأن يطرد ولا يكون من الفرقة الناجية؛ لأن الله تعالى تعبدنا بطاعة رسوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ [محمد:33]، مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ [النساء:80]، وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ [النساء:69]، فمعصية رسول الله تجعل العبد لا ينتظم في سلك الفرقة الناجية؛ لأنه لا يستطيع أن يعبد الله بما كان يعبده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا جاءك الخبر يحمل عبادة، أو قربة أو حكماً من أحكام الشرع عن أبي بكر أو عن عمر أو عن غيرهما من أصحاب رسول الله في أمر لم يرد أن الرسول صلى الله عليه وسلم حكم فيه، ثم رددت ما عليه أصحاب رسول الله فإنك تتعرض لأن تكون من غير هذه الفرقة؛ لأنه قال: ( هم الذين يكونون على ما أنا عليه وأصحابي ) ، فلا تقدم على قول الصحابي قول أبيك ولا أمك ولا شيخك ولا أهل بلدك، فإنهم أصحاب رسول الله، عصمهم الله، وحفظهم الله، وعاشوا بين يدي رسول الله، يتلقون المعرفة والعلم من منبعها، فلهذا لا ترغب عن سنة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
استمع المزيد من الشيخ ابو بكر الجزائري - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
انتبه .. إنها الساعة الحاسمة | 3860 استماع |
لماذا نصوم - شرح آخر -1 | 3656 استماع |
القرآن حجة لك أو عليك | 3551 استماع |
لماذا نصوم -1 | 3490 استماع |
سر الوجود | 3489 استماع |
الأمة الوسط | 3483 استماع |
وصايا لقمان كما وردت في القرآن | 3348 استماع |
دولة الظلم ساعة ودولة العدل إلى أن تقوم الساعة | 3234 استماع |
مناسك الحج | 3190 استماع |
الذكر والشكر | 3142 استماع |