خطب ومحاضرات
مختصر التحرير [3]
الحلقة مفرغة
النقيضان والخلافان
هذه أربع نسب، يعني: النسبة بين المعلومين تكون على أربعة أوجه: الأول: نقيضان، عرفهما المؤلف بقوله: لا يجتمعان ولا يرتفعان، فكل معلومين لا يمكن اجتماعهما ولا ارتفاعهما يسميان نقيضين، مثاله: الحركة والسكون، الوجود والعدم، هل يمكن أن يكون الشيء متحركاً ساكناً في آن واحد؟ لا يمكن، إذاً تقول: الحركة نقيض السكون، هذا التعريف السليم على قاعدة المتكلمين.
وكذلك الوجود والعدم نقيضان، لا يمكن أن تقول: هذا موجود معدوم، أو هذا لا موجود ولا معدوم، ولهذا قال شيخ الإسلام رحمه الله لمن قالوا: لا نصف الله بالوجود والعدم، قال: أنتم الآن شبهتموه بالمستحيلات؛ لأن ارتفاع النقيضين مستحيل كاجتماعهما.
إذاً نقول: النقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان، يعني: لا يمكن اجتماعهما ولا يمكن ارتفاعهما، مثاله: الحركة والسكون، والوجود والعدم.
البياض والسواد هل هما نقيضان؟ لا؛ لأنه يجوز أن يرتفعا، هما لا يجتمعان فيوافقان النقيضين في ذلك، لكن يمكن ارتفاعهما.
يقول: [ أو خلافان يجتمعان ويرتفعان ]، فالنسبة بينهما هي أوسع النسب، فالخلافان يصح اجتماعهما وارتفاعهما؛ لكنهما خلافان، أي أن حقيقتيهما تختلف عن بعض، مثاله: الحركة والبياض هذان خلافان؛ لأن الحركة غير البياض، فيمكن أن يتحرك وهو أبيض فاجتمعا، ويمكن أن يسكن وهو أسود، فارتفعا.
إذاً: الخلافان ما اختلفت حقيقتهما لكن يمكن اجتماعهما ويمكن ارتفاعهما.
الضدان والمثلان
الظاهر أن قوله: (لاختلاف الحقيقة) تعليل لكل ما سبق.
وقوله: (ضدان لا يجتمعان ويرتفعان): الضدان يختلفان في الحقيقة لا شك، وهما كما قال المؤلف لا يمكن أن يجتمعا؛ لأن كل واحد ضد الآخر، ولكن يمكن أن يرتفعا وبذلك حصل الفرق بينهما وبين النقيضين، مثاله: السواد والبياض.. ضدان لا يمكن أن يجتمعا، ويمكن أن يرتفعا بأن يكون الشيء أحمر.
فإن قلت: يمكن أن يجتمعا كأن يكون الشيء معلماً بخط أسود وخط أبيض جنبه، فالجواب أنه ليس في محل واحد، يعني: لا يمكن يكون الشيء أبيض أسود، هذا مستحيل.
فإن قال قائل: يمكن يكون أشهب بين البياض والسواد.
فالجواب: إذاً: فليس أسود ولا أبيض.
الحاصل أن الضدين لا يمكن يجتمعا أبداً، ولكن يمكن أن يرتفعا، وكل هذا اصطلاح، وإلا فقد يطلق الضد على النقيض، والنقيض على الضد، لكن الاصطلاح هو ما ذكره المؤلف.
وقوله: [ لاختلاف الحقيقة ] تعليل لكل ما سبق؛ لأن الحقيقة في كل الأقسام الثلاثة مختلفة، النقيضان حقيقتهما مختلفة، والخلافان مختلفان، والضدان مختلفان.
ثم قال المؤلف: [ أو مثلان لا يجتمعان ويرتفعان لتساوي الحقيقة ].
المثلان هما المتساويان، يعني: هما شيء واحد كبياض وبياض، يقول المؤلف: (لا يجتمعان)، كيف لا يجتمعان؟
فبياض الثوب وبياض الثلج شيء واحد لا يجتمعان، لأن كل واحد منهما لا يخالف الآخر، فهما شيء واحد، يعني: ليسا شيئين حتى نقول إنهما شيئان اجتمعا، بل البياض مثلاً شيء واحد، والسواد شيء واحد، لكن يرتفعان، فبياض وبياض يمكن أن يحل بدلهما سواد أو حمرة أو صفرة أو ما أشبه ذلك.
بشر وإنسان واحد، إذاً: ما يمكن أن نقول يجتمعان، نقول: ليسا متباينين حتى نحتاج إلى أن نقول يجتمعان، فهما شيء واحد.
فهذه النسب الأربع إذا قال قائل: ما هو الدليل عليها؟
نقول: الدليل على ذلك التتبع، لو تتبعت كل الموجودات ما وجدتها تخرج عن هذا أبداً، إما نقيضان أو خلافان أو ضدان أو مثلان.
قال: [ المعلومان إما نقيضان أو خلافان أو ضدان أو مثلان ].
هذه أربع نسب، يعني: النسبة بين المعلومين تكون على أربعة أوجه: الأول: نقيضان، عرفهما المؤلف بقوله: لا يجتمعان ولا يرتفعان، فكل معلومين لا يمكن اجتماعهما ولا ارتفاعهما يسميان نقيضين، مثاله: الحركة والسكون، الوجود والعدم، هل يمكن أن يكون الشيء متحركاً ساكناً في آن واحد؟ لا يمكن، إذاً تقول: الحركة نقيض السكون، هذا التعريف السليم على قاعدة المتكلمين.
وكذلك الوجود والعدم نقيضان، لا يمكن أن تقول: هذا موجود معدوم، أو هذا لا موجود ولا معدوم، ولهذا قال شيخ الإسلام رحمه الله لمن قالوا: لا نصف الله بالوجود والعدم، قال: أنتم الآن شبهتموه بالمستحيلات؛ لأن ارتفاع النقيضين مستحيل كاجتماعهما.
إذاً نقول: النقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان، يعني: لا يمكن اجتماعهما ولا يمكن ارتفاعهما، مثاله: الحركة والسكون، والوجود والعدم.
البياض والسواد هل هما نقيضان؟ لا؛ لأنه يجوز أن يرتفعا، هما لا يجتمعان فيوافقان النقيضين في ذلك، لكن يمكن ارتفاعهما.
يقول: [ أو خلافان يجتمعان ويرتفعان ]، فالنسبة بينهما هي أوسع النسب، فالخلافان يصح اجتماعهما وارتفاعهما؛ لكنهما خلافان، أي أن حقيقتيهما تختلف عن بعض، مثاله: الحركة والبياض هذان خلافان؛ لأن الحركة غير البياض، فيمكن أن يتحرك وهو أبيض فاجتمعا، ويمكن أن يسكن وهو أسود، فارتفعا.
إذاً: الخلافان ما اختلفت حقيقتهما لكن يمكن اجتماعهما ويمكن ارتفاعهما.
يقول المؤلف: [ أو ضدان لا يجتمعان ويرتفعان لاختلاف الحقيقة ]:
الظاهر أن قوله: (لاختلاف الحقيقة) تعليل لكل ما سبق.
وقوله: (ضدان لا يجتمعان ويرتفعان): الضدان يختلفان في الحقيقة لا شك، وهما كما قال المؤلف لا يمكن أن يجتمعا؛ لأن كل واحد ضد الآخر، ولكن يمكن أن يرتفعا وبذلك حصل الفرق بينهما وبين النقيضين، مثاله: السواد والبياض.. ضدان لا يمكن أن يجتمعا، ويمكن أن يرتفعا بأن يكون الشيء أحمر.
فإن قلت: يمكن أن يجتمعا كأن يكون الشيء معلماً بخط أسود وخط أبيض جنبه، فالجواب أنه ليس في محل واحد، يعني: لا يمكن يكون الشيء أبيض أسود، هذا مستحيل.
فإن قال قائل: يمكن يكون أشهب بين البياض والسواد.
فالجواب: إذاً: فليس أسود ولا أبيض.
الحاصل أن الضدين لا يمكن يجتمعا أبداً، ولكن يمكن أن يرتفعا، وكل هذا اصطلاح، وإلا فقد يطلق الضد على النقيض، والنقيض على الضد، لكن الاصطلاح هو ما ذكره المؤلف.
وقوله: [ لاختلاف الحقيقة ] تعليل لكل ما سبق؛ لأن الحقيقة في كل الأقسام الثلاثة مختلفة، النقيضان حقيقتهما مختلفة، والخلافان مختلفان، والضدان مختلفان.
ثم قال المؤلف: [ أو مثلان لا يجتمعان ويرتفعان لتساوي الحقيقة ].
المثلان هما المتساويان، يعني: هما شيء واحد كبياض وبياض، يقول المؤلف: (لا يجتمعان)، كيف لا يجتمعان؟
فبياض الثوب وبياض الثلج شيء واحد لا يجتمعان، لأن كل واحد منهما لا يخالف الآخر، فهما شيء واحد، يعني: ليسا شيئين حتى نقول إنهما شيئان اجتمعا، بل البياض مثلاً شيء واحد، والسواد شيء واحد، لكن يرتفعان، فبياض وبياض يمكن أن يحل بدلهما سواد أو حمرة أو صفرة أو ما أشبه ذلك.
بشر وإنسان واحد، إذاً: ما يمكن أن نقول يجتمعان، نقول: ليسا متباينين حتى نحتاج إلى أن نقول يجتمعان، فهما شيء واحد.
فهذه النسب الأربع إذا قال قائل: ما هو الدليل عليها؟
نقول: الدليل على ذلك التتبع، لو تتبعت كل الموجودات ما وجدتها تخرج عن هذا أبداً، إما نقيضان أو خلافان أو ضدان أو مثلان.
استمع المزيد من الشيخ محمد بن صالح العثيمين - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
مختصر التحرير [69] | 3202 استماع |
مختصر التحرير [54] | 3191 استماع |
مختصر التحرير [70] | 3080 استماع |
مختصر التحرير [33] | 2825 استماع |
مختصر التحرير [36] | 2823 استماع |
مختصر التحرير [47] | 2754 استماع |
مختصر التحرير [23] | 2743 استماع |
مختصر التحرير [45] | 2741 استماع |
مختصر التحرير [4] | 2691 استماع |
مختصر التحرير [34] | 2625 استماع |