شرح صحيح مسلم - كتاب الفضائل [1]


الحلقة مفرغة

قال رحمه الله: [عن واثلة بن الأسقع يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله عز وجل اصطفى كنانة من ولد إسماعيل عليه الصلاة والسلام, واصطفى قريشاً من كنانة, واصطفى من قريش بني هاشم, واصطفاني من بني هاشم.

وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة , حدثنا يحيى بن أبي بكير , عن إبراهيم بن طهمان , قال: حدثني سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم عليّ قبل أن أبعث, إني لأعرفه الآن) .

باب تفضيل نبينا صلى الله عليه وسلم على جميع الخلائق.

وحدثني الحكم بن موسى أبو صالح ، قال: حدثنا هقل يعني ابن زياد عن الأوزاعي , قال: حدثني أبو عمار حدثني عبدالله بن فروخ , قال: حدثني أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة, وأول من ينشق عنه القبر, وأول شافع, وأول مشفع).

باب معجزات النبي صلى الله عليه وسلم

وحدثني أبو الربيع سليمان بن داود العتكي, قال: حدثنا حماد يعني ابن زيد قال: حدثنا ثابت عن أنس (أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بماءٍ فأتي بقدح رحراح, فجعل القوم يتوضئون, فحزرت ما بين الستين إلى الثمانين, قال: فجعلت أنظر إلى الماء ينبع من بين أصابعه).

وحدثني إسحاق بن موسى الأنصاري , حدثنا معن, حدثنا مالك , ح، وحدثني أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب عن مالك بن أنس , عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة , عن أنس بن مالك أنه قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر, فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوا, فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء, ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الإناء يده, وأمر الناس أن يتوضئوا منه, قال: فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه, فتوضأ الناس حتى توضئوا من عند آخرهم) ].

فضل رسول الله في اصطفائه من خيار من خيار

ذكر مسلم رحمه الله تعالى كتاب الفضائل، والفضائل: جمع فضيلة وهي الميزة, والمنقبة التي يمن الله عز وجل بها على بعض خلقه, سواء كان ذلك في الدين أو في النسب أو في الخلق أو العمل ونحو ذلك.

قال: [حدثنا محمد بن مهران الرازي , ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم جميعاً عن وليد, قال ابن مهران: حدثنا الوليد بن مسلم , قال: حدثنا الأوزاعي عن أبي عمار شداد أنه سمع واثلة بن الأسقع يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الله اصطفى كنانة -اصطفى يعني: اختار- من ولد إسماعيل )، أي: إسماعيل بن إبراهيم عليه الصلاة والسلام، (واصطفى قريشاً من كنانة).

قريش اختلف فيه النسابون, فقيل بأنه فهر بن مالك , وقيل بأنه النضر بن كنانة . (واصطفى من قريش بني هاشم). يعني: المنسوبون إلى هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم، (واصطفاني من بني هاشم) يعني: اختارني من بني هاشم.

هذا الحديث فيه مسائل؛ من مسائله: فضيلة نسب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, حيث إن الله سبحانه وتعالى اصطفاه من بني هاشم, وبنو هاشم مختارون من قريش, وقريش من كنانة, وكنانة من إسماعيل عليه الصلاة والسلام, فهو خيار من خيار.

وفيه أيضاً يستدل به الشافعية على أن بني هاشم لا يكافئهم في النكاح إلاّ الهاشميون أو المطلبيون؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل بني هاشم وبني المطلب شيئاً واحداً, والقرشيون لا يكافئهم من العرب إلا القرشيون, وأوسع الناس في الكفاءة في النسب هم الشافعية رحمهم الله, فهم يقسمون الناس, فقريش لا يكافئهم إلا القرشيون, يعني: العرب لا يكافئهم إلا العرب, والقرشيون لا يكافئهم إلاّ القرشيون، يعني: لا يتزوج عربي من قرشية, وبنو هاشم لا يكافئهم إلا الهاشميون أو المطلبيون فقط, يعني: لا يتزوج قرشي من هاشمية, هذا عند الشافعية.

وهذا لا شك أنه باطل, عثمان رضي الله عنه ليس هاشمياً, ومع ذلك تزوج ابنة النبي صلى الله عليه وسلم, ولهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أبطل ذلك, وشدد فيه، يعني: هذه التقسيمات ما أنزل الله بها من سلطان.

النبي صلى الله عليه وسلم هنا ذكر فضيلته, وفضيلة بني هاشم, وفضيلة قريش, لكن لا يلزم من ذلك عدم التزاوج, أو القول بعدم الصحة والتحريم ونحو ذلك.

الأنساب ليس لها ميزان عند الله سبحانه وتعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13], وفي هذا فضيلة قريش, حيث إن الله سبحانه وتعالى اصطفاها من كنانة.

وفيه فضيلة بني هاشم حيث إن الله سبحانه وتعالى اصطفاهم من قريش.

وفيه فضيلة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث إن الله اصطفاه من بني هاشم.

تسليم حجر بمكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

وقوله: [وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير عن إبراهيم بن طهمان قال: حدثنا سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم عليّ قبل أم أبعث، إني لأعرفه الآن)].

هذا فيه آية من آيات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, وهو تسليم الحجر عليه.

وفي هذا أيضاً أن الجمادات تسلم, وأيضاً تسبح بحمد الله عز وجل, وأيضاً تخشى الله عز وجل, فهي تسلم كما جاء في هذا الحديث, وأيضاً تسبح بحمد الله كما قال سبحانه وتعالى: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ [الإسراء:44], وأيضاً قول الله عز وجل: وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ [البقرة:74], فيه أنها تخشى الله, وأنها تسبحه، وأنها تسلم أيضاً, ففيها شي من التمييز, وتمييز كل شيء بحسبه, كما أن استلام كل شيء بحسبه, فاستلام الحجر الأسود أن تمسحه بيدك اليمنى, هذا استلامه, فكل شيء بحسبه.

وقوله: [وحدثني الحكم بن موسى أبو صالح , قال: حدثنا هقل يعني ابن زياد عن الأوزاعي قال: حدثني أبو عمار, قال: حدثني عبدالله بن فروخ , قال: حدثني أبو هريرة قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة)].

في هذا فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم, والسيد هو صاحب السؤدد، وهو الرفعة والشرف, فالنبي صلى الله عليه وسلم صاحب شرف ورفعة وسؤدد وسيادة يوم القيامة.

وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم هو سيد ولد آدم يوم القيامة, وهو عليه الصلاة والسلام سيد ولد آدم في الدنيا أيضاً. لكن لماذا خص النبي صلى الله عليه وسلم السيادة بيوم القيامة مع أنه سيد في الدنيا وفي الآخرة؟

لأن يوم القيامة ليس هناك منازع, الدنيا قد يكون فيها منازع, قد يكون هناك من يدعي السيادة, ويعاند في ذلك ويكابر, لكن في الآخرة ليس هناك أحد ينازع, وإلا فهو عليه الصلاة والسلام سيد ولد آدم في الدنيا وفي الآخرة, ورد بذلك قول الله عز وجل في يوم القيامة: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [غافر:16], وملك الله عز وجل في الدنيا وفي الآخرة.

وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم من ولد آدم, وفيه إثبات يوم القيامة، وهو اليوم الآخر, وسُمي هذا اليوم بيوم القيامة؛ لأن الناس يقومون فيه من قبورهم, وقيل: لقيام العدل فيه, وقيل: لأن الناس يقومون على أرجلهم, لا أحد يجلس في ذلك اليوم, كل مشغول بنفسه حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يجثون على ركبهم ويقولون: اللهم سلم سلم.

قوله: (وأول من ينشق عنه القبر)، في هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من يبعث.

وقوله: (وأول شافعٍ وأول مشفع)، فيه أيضاً من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم أنه أول شافع، يعني يطلب الشفاعة, فأول من يتقدم بطلب الشفاعة هو النبي صلى الله عليه وسلم, (وأول مشفع)، أي: أول من يستجاب طلبه.

ذكر مسلم رحمه الله تعالى كتاب الفضائل، والفضائل: جمع فضيلة وهي الميزة, والمنقبة التي يمن الله عز وجل بها على بعض خلقه, سواء كان ذلك في الدين أو في النسب أو في الخلق أو العمل ونحو ذلك.

قال: [حدثنا محمد بن مهران الرازي , ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم جميعاً عن وليد, قال ابن مهران: حدثنا الوليد بن مسلم , قال: حدثنا الأوزاعي عن أبي عمار شداد أنه سمع واثلة بن الأسقع يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الله اصطفى كنانة -اصطفى يعني: اختار- من ولد إسماعيل )، أي: إسماعيل بن إبراهيم عليه الصلاة والسلام، (واصطفى قريشاً من كنانة).

قريش اختلف فيه النسابون, فقيل بأنه فهر بن مالك , وقيل بأنه النضر بن كنانة . (واصطفى من قريش بني هاشم). يعني: المنسوبون إلى هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم، (واصطفاني من بني هاشم) يعني: اختارني من بني هاشم.

هذا الحديث فيه مسائل؛ من مسائله: فضيلة نسب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, حيث إن الله سبحانه وتعالى اصطفاه من بني هاشم, وبنو هاشم مختارون من قريش, وقريش من كنانة, وكنانة من إسماعيل عليه الصلاة والسلام, فهو خيار من خيار.

وفيه أيضاً يستدل به الشافعية على أن بني هاشم لا يكافئهم في النكاح إلاّ الهاشميون أو المطلبيون؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل بني هاشم وبني المطلب شيئاً واحداً, والقرشيون لا يكافئهم من العرب إلا القرشيون, وأوسع الناس في الكفاءة في النسب هم الشافعية رحمهم الله, فهم يقسمون الناس, فقريش لا يكافئهم إلا القرشيون, يعني: العرب لا يكافئهم إلا العرب, والقرشيون لا يكافئهم إلاّ القرشيون، يعني: لا يتزوج عربي من قرشية, وبنو هاشم لا يكافئهم إلا الهاشميون أو المطلبيون فقط, يعني: لا يتزوج قرشي من هاشمية, هذا عند الشافعية.

وهذا لا شك أنه باطل, عثمان رضي الله عنه ليس هاشمياً, ومع ذلك تزوج ابنة النبي صلى الله عليه وسلم, ولهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أبطل ذلك, وشدد فيه، يعني: هذه التقسيمات ما أنزل الله بها من سلطان.

النبي صلى الله عليه وسلم هنا ذكر فضيلته, وفضيلة بني هاشم, وفضيلة قريش, لكن لا يلزم من ذلك عدم التزاوج, أو القول بعدم الصحة والتحريم ونحو ذلك.

الأنساب ليس لها ميزان عند الله سبحانه وتعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13], وفي هذا فضيلة قريش, حيث إن الله سبحانه وتعالى اصطفاها من كنانة.

وفيه فضيلة بني هاشم حيث إن الله سبحانه وتعالى اصطفاهم من قريش.

وفيه فضيلة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث إن الله اصطفاه من بني هاشم.

وقوله: [وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير عن إبراهيم بن طهمان قال: حدثنا سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم عليّ قبل أم أبعث، إني لأعرفه الآن)].

هذا فيه آية من آيات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, وهو تسليم الحجر عليه.

وفي هذا أيضاً أن الجمادات تسلم, وأيضاً تسبح بحمد الله عز وجل, وأيضاً تخشى الله عز وجل, فهي تسلم كما جاء في هذا الحديث, وأيضاً تسبح بحمد الله كما قال سبحانه وتعالى: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ [الإسراء:44], وأيضاً قول الله عز وجل: وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ [البقرة:74], فيه أنها تخشى الله, وأنها تسبحه، وأنها تسلم أيضاً, ففيها شي من التمييز, وتمييز كل شيء بحسبه, كما أن استلام كل شيء بحسبه, فاستلام الحجر الأسود أن تمسحه بيدك اليمنى, هذا استلامه, فكل شيء بحسبه.

وقوله: [وحدثني الحكم بن موسى أبو صالح , قال: حدثنا هقل يعني ابن زياد عن الأوزاعي قال: حدثني أبو عمار, قال: حدثني عبدالله بن فروخ , قال: حدثني أبو هريرة قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة)].

في هذا فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم, والسيد هو صاحب السؤدد، وهو الرفعة والشرف, فالنبي صلى الله عليه وسلم صاحب شرف ورفعة وسؤدد وسيادة يوم القيامة.

وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم هو سيد ولد آدم يوم القيامة, وهو عليه الصلاة والسلام سيد ولد آدم في الدنيا أيضاً. لكن لماذا خص النبي صلى الله عليه وسلم السيادة بيوم القيامة مع أنه سيد في الدنيا وفي الآخرة؟

لأن يوم القيامة ليس هناك منازع, الدنيا قد يكون فيها منازع, قد يكون هناك من يدعي السيادة, ويعاند في ذلك ويكابر, لكن في الآخرة ليس هناك أحد ينازع, وإلا فهو عليه الصلاة والسلام سيد ولد آدم في الدنيا وفي الآخرة, ورد بذلك قول الله عز وجل في يوم القيامة: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [غافر:16], وملك الله عز وجل في الدنيا وفي الآخرة.

وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم من ولد آدم, وفيه إثبات يوم القيامة، وهو اليوم الآخر, وسُمي هذا اليوم بيوم القيامة؛ لأن الناس يقومون فيه من قبورهم, وقيل: لقيام العدل فيه, وقيل: لأن الناس يقومون على أرجلهم, لا أحد يجلس في ذلك اليوم, كل مشغول بنفسه حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يجثون على ركبهم ويقولون: اللهم سلم سلم.

قوله: (وأول من ينشق عنه القبر)، في هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من يبعث.

وقوله: (وأول شافعٍ وأول مشفع)، فيه أيضاً من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم أنه أول شافع، يعني يطلب الشفاعة, فأول من يتقدم بطلب الشفاعة هو النبي صلى الله عليه وسلم, (وأول مشفع)، أي: أول من يستجاب طلبه.

وكيف الجمع بين هذا الحديث وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تفضلوا بين الأنبياء ), أي: نهيه صلى الله عليه وسلم عن التفضيل بين الأنبياء, مع قوله عليه الصلاة والسلام: ( أنا سيد ولد آدم

هذا أجاب عنه العلماء رحمهم الله بأجوبة, ومن أحسن هذه الأجوبة: أن نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التفضيل بين الأنبياء إذا كان سيترتب عليه منقصة لبعض الأنبياء, أي: تنقيص المفضول, أما إذا لم يكن يترتب عليه أي شيء من ذلك, فإنه لا بأس.

وقال بعض العلماء: إن النهي فيما إذا كان سيترتب على ذلك فتنة وخصومة.

وقيل بأن قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تفضلوا بين الأنبياء), المقصود أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قاله على سبيل الأدب والتواضع.

وقيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك قبل أن يعلم أنه سيد ولد آدم ..إلخ.

قال رحمه الله: [وحدثني أبو الربيع سليمان بن داود العتكي , قال: حدثنا حماد يعني ابن زيد , قال: حدثنا ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم (دعا بماء فأوتي بقدح رحراح). القدح الرحراح: هو الواسع القصير الجدار, يعني قدح واسع وجداره قصير.

قوله: (فجعل القوم يتوضئون فحرزت)، يعني خمنت.

(ما بين الستين إلى الثمانين, قال: فجعلت أنظر إلى الماء ينبع من بين أصابعه)، ونبع الماء من بين أصابعه قال كثير من العلماء: إن المراد: هو أنه نبع من ذات الأصابع.

وقال بعض العلماء: هو نبعه من بين الأصابع.

وعلى كل حال سواء نبع من ذات أصابعه عليه الصلاة والسلام أو من بين أصابعه, فهو آية من آيات نبوته صلى الله عليه وسلم؛ لأنه أمر خارج عن العادة.

وفي هذا إثبات الوضوء.

وفيه استعانة المتبوع بالتابع, وأن هذا لا بأس به ولا يخل بالمروءة.

وفيه سؤال الماء ونحو ذلك, إذا كان ذلك يترتب عليه مصلحة, فإن هذا أيسر مما ينهى عنه, يعني: كون الإنسان يدعو بماء لكي يتوضأ أو يسأل غيره ماء لكي يتوضأ به, فإن هذا لا بأس به.




استمع المزيد من الشيخ الدكتور خالد بن علي المشيقح - عنوان الحلقة اسٌتمع
شرح صحيح مسلم - كتاب الفضائل [5] 2272 استماع
شرح صحيح مسلم - كتاب الرؤيا [2] 2221 استماع
شرح صحيح مسلم - كتاب الألفاظ 2041 استماع
شرح صحيح مسلم - كتاب الرؤيا [1] 2037 استماع
شرح صحيح مسلم - كتاب الشعر 1894 استماع
شرح صحيح مسلم - كتاب الطب والرقى [2] 1763 استماع
شرح صحيح مسلم - كتاب الطب والرقى [7] 1763 استماع
شرح صحيح مسلم - كتاب الفضائل [4] 1723 استماع
شرح صحيح مسلم - كتاب الطب والرقى [10] 1717 استماع
شرح صحيح مسلم - كتاب الطب والرقى [3] 1701 استماع