شرح صحيح مسلم - كتاب الطب والرقى [7]


الحلقة مفرغة

قال مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه: [حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى ، واللفظ لـأبي الطاهر قال: أخبرني ابن وهب قال: أخبرني يونس قال: ابن شهاب ، فحدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة ، حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى ولا صفر ولا هامة)، فقال أعرابي: يا رسول الله! فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء، فيجيء البعير فيدخل فيها فيجربها كلها؟ قال: فمن أعدى الأول؟].

نعم. قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى). هذا النفي ليس نفياً لذات العدوى، فإن العدوى موجودة، والواقع يشهد بها، وإنما هو نفي لأن تعدي بطبعها دون إذن الله وإرادته ومشيئته، وهذا ما كان يُعتقد في الجاهلية.

قال: (لا عدوى ولا صفر)، صفر: هذا الذي نفاه النبي صلى الله عليه وسلم، اختلف العلماء رحمهم الله في تأويله، فقيل بأن المراد: النسيء الذي كان يفعله أهل الجاهلية، فإنهم إذا أرادوا القتال أخروا تحريم المحرم إلى صفر وقاتلوا في صفر، فنفى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، هذا التفسير الأول.

وقيل: بأن المراد بصفر هو شهر صفر المعروف هذا، وكان أهل الجاهلية يتشاءمون به، فنفى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.

وقيل بأن صفر هو دود ينبت يكون في بطون البهائم، ويعتقدون أن هذا الدود أعدى من الجرب، يعني هذا الدود يكون في بطون البهائم وتهيج الدابة عند الجوع، وربما قتلت صاحبها، ويرون أنه أعدى من الجرب، فنفى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.

وقوله: (لا عدوى ولا هامة)، الهامة: طائر معروف. وقيل: بأنها البومة، وفيها تأويلان:

التأويل الأول: أنهم كانوا يتطيرون بهذا الطير، وأنه إذا صاح على بيت أحد فإنه سيموت أو سيموت بعض أهل البيت، فنفى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.

والتأويل الثاني: قالوا: بأن المراد بالهامة روح الميت وعظامه تنقلب إلى طائر يطير، فنفى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.

فقال أعرابي: يا رسول الله! فما بال الإبل تكون في الرمل.. إلى آخره؟

هذا الحديث فيه فوائد:

من فوائد هذا الحديث: نفي العدوى بذاتها وطبعها، وإنما العدوى بإذن الله عز وجل، يعني إثبات وجود العدوى لكنها لا تعدي إلا بإذن الله عز وجل.

وفي هذا أيضاً نفي التطير والتشاؤم، كالتشاؤم بشهر صفر ونحو ذلك، وكذلك أيضاً نفي ما كان عليه الجاهلية من تحريم المحرم إلى صفر.

وفيها أيضاً نفي ما كان يعتقده أهل الجاهلية أيضاً من أن بدن الإنسان وروحه تكون في طير يطير، وأن هذا كله من الخرافة، وإنما أرواح المؤمنين كما جاء في الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم تأوي أو تكون في حواصل طير خضر، تأوي إلى قناديل معلقة في الجنة، هذه أرواح المؤمنين، أما أرواح الكافرين فهذه تكون في النار في جهنم في أسفل سافلين نسأل الله السلامة، لا تفتح لهم السماء ولا يدخلون الجنة، يعني لا تُفَتَّحُ لَهُمْ السَّمَاءِ [الأعراف:40]، لأرواحهم ولا لأعمالهم وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ [الأعراف:40].

وفي هذا أيضاً ما جاء به الإسلام من تحرير العقل والقلوب من الخرافة والأشياء التي لا أساس لها من الصحة؛ لأن هذه تعيق عما هو أنفع لها.

وفي هذا أيضاً مناظرة المتعلم للعالم، فإن هذا الأعرابي أورد على النبي صلى الله عليه وسلم هذا الإيراد فقال: فما بال الإبل تكون في الرمل؟ وهذا نوع من الاستدراك على كلام النبي صلى الله عليه وسلم.

وفيه أيضاً حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم، وأيضاً أنه ينبغي للعالم أن يجيب على الإشكال، وأيضاً يجيب على الإشكال بشيء ملموس ومحسوس؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أعدى الأول)؟ فالنبي صلى الله عليه وسلم أثبت العدوى، لكن بين أن الذي يُنفي إنما هو أن تكون العدوى بطبعها دون إذن الله عز وجل، أما بإذن الله عز وجل فإن هذا ثابت.

قال: [وحدثني محمد بن حاتم وحسن الحلواني قال: حدثنا يعقوب وهو ابن إبراهيم بن سعد قال: حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وغيره، أن أبا هريرة قال: إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا عدوى ولا طيرة ولا صفر ولا هامة)، فقال أعرابي: يا رسول الله بمثل حديث يونس .

وحدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قال: أخبرنا أبو اليمان عن شعيب عن الزهري قال: أخبرني سنان بن أبي سنان الدؤلي أن أبا هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى)، فقام أعرابي فذكر بمثل حديث يونس وصالح عن شعيب عن الزهري .

وحدثني السائب بن يزيد بن أختي نمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا عدوى ولا صفر ولا هامة).

وحدثني أبو الطاهر وحرملة وتقاربا في اللفظ قالا: أخبرني ابن وهب قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب ، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا عدوى)، ويحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يورد ممرض على مصح، لا يورد ممرض على مُصِح).

في هذا إثبات العدوى بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يورد ممرض على مصح)، يعني: المريض لا يورد على الصحيح، وفي هذا إثبات العدوى، وتقدم أن العدوى ثابتة؛ لكن الذي نفاه النبي صلى الله عليه وسلم أن تُعدي بذاتها وطبعها وإلا فإنها ثابتة، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يورد ممرض على مصح)، ففيه إثبات العدوى.

وقال بعض العلماء: إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إيراد المريض على الصحيح لكيلا يتأذى برائحته الكريهة وقبح صورته، والصواب أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما نهى لوجود العدوى.

وبهذا يُجمع بين الأحاديث، أن نفى العدوى في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى)، يعني بذاتها وطبعها، (ولا يورد ممرض على مصح) فيه إثبات العدوى، فالعدوى ثابتة، والذي نفاه النبي صلى الله عليه وسلم أن تُعدي بطبعها دون إذن الله عز وجل وإرادته.

وأما القول بالنسخ فهذا ضعيف؛ لأن النسخ لابد له من شرطين، الشرط الأول: تعذر الجمع، والشرط الثاني: العلم بالتاريخ.

[قال أبو سلمة : كان أبو هريرة يحدثهما كليهما عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم صمت أبو هريرة بعد ذلك عن قوله: (لا عدوى)].

وهذا الصمت من أبي هريرة رضي الله عنه لا يُخل بالحديث؛ لأن الحديث ورد عن جمع من الصحابة رضي الله تعالى عنهم غير أبي هريرة رضي الله عنه، كـالسائب بن يزيد وابن عمر وغيرهما من الصحابة رضي الله تعالى عنهما.

[قال: لا عدوى وأقام على ألا يورد ممرض على مصح، قال: فقال الحارث بن أبي ذباب وهو ابن عم أبي هريرة : قد كنت أسمعك يا أبا هريرة تحدثنا مع هذا الحديث حديثاً آخر قد سكت عنه كنت تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى) فأبى أبو هريرة أن يعرف ذلك وقال: (لا يورد ممرض على مصح) فماراه الحارث في ذلك حتى غضب أبو هريرة فرطن بالحبشية، فقال الحارث : أتدري ماذا قلت؟ قال: قال أبو هريرة : قلت: أبيت، قال أبو سلمة : ولعمري لقد كان أبو هريرة يحدثنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا عدوى) فلا أدري أنسي أو نسخ أحد القولين الآخر].

فيظهر أن أبا هريرة رضي الله عنه نسي، وهذا لا يُخل بالحديث من وجهين:

الوجه الأول: أن هذا النسيان لا يقدح في الحديث، يعني: كون الراوي ينسى ما حفظه، هذا لا يقدح في الحديث.

والوجه الثاني: أن هذا الحديث وارد عن جمع من الصحابة رضي الله تعالى عنهم.

قال: [وحدثني محمد بن حاتم والحسن الحلواني وعبد بن حميد قال عبد : حدثني، وقال الآخران: حدثنا يعقوب يعنون ابن إبراهيم بن سعد قال: حدثني أبي عن صالح عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أنه سمع أبا هريرة يحدث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا عدوى) ويحدث بعد ذلك: (لا يورد الممرض على المصح) بمثل حديث يونس.

وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قال: أخبرنا أبو اليمان قال: حدثنا شعيب عن الزهري بهذا الإسناد نحوه].

نفي النوء ومعناه

قال: [وحدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قالوا: وحدثنا إسماعيل يعني ابن حجر يعني ابن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا عدوى ولا هامة ولا نوء ولا صفر)].

النوء: المراد به الكوكب، والذي نفاه النبي صلى الله عليه وسلم هو الاستسقاء بالكواكب، والاستسقاء بالكواكب ينقسم إلى أقسام:

القسم الأول: أن يعتقد أن هذا الكوكب هو الذي يخلق المطر وينزله دون إذن الله عز وجل وإرادته، فهذا شرك أكبر مخرج من الملة؛ لأنه صرف شيئاً من خصائص الربوبية لغير الله عز وجل.

القسم الثاني: أن يعتقد أن هذا الكوكب سبب، وأن الذي يُنزل الغيث هو الله سبحانه وتعالى، فهذا شرك أصغر.

القسم الثالث: أن يعتقد أنه مُطر في وقت هذا النوء، فهذا لا بأس به إذا كانت الإضافة إضافة وقت، فإن هذا جائز ولا بأس به.

أقسام الطيرة ومعنى نفي الغول

قال: [وحدثنا أحمد بن يونس قال: حدثني زهير قال: حدثنا أبو الزبير عن جابر ، ح، وحدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرني أبو خيثمة عن أبي الزبير عن جابر قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى ولا طيرة ولا غول).

العدوى: هي انتقال المرض من السقيم إلى الصحيح بسبب المخالطة، تقدم أن النفي نفي لأن تعدي بطبعها دون إذن الله عز وجل.

قوله: (ولا طيرة). في هذا نفي الطيرة.

والتطير في اللغة: التشاؤم.

وأما في الاصطلاح: فهي التشاؤم بمرئي أو مسموع أو معلوم.

بمرئي كأن يري شيئاً فيتشاءم، أو مسموع كأن يسمع كلمة قبيحة فيتشاءم، أو معلوم كأن يتشاءم في زمن من الأزمنة مثلاً أو بمكان من الأمكنة ونحو ذلك.

والتطير ينقسم إلى أقسام:

القسم الأول: أن يعتقد أن هذا المتشاءم به ينفع ويضر من دون الله عز وجل، فهذا شرك أكبر مخرج من الملة.

القسم الثاني: أن يعتقد أن النفع والضر هو بيد الله سبحانه وتعالى، لكن هذا سبب، هذه الكلمة القبيحة والمرأة القبيحة ونحو ذلك سبب، فهذا نقول بأنه شرك أصغر، ويترتب على ذلك أن يترك العمل.

يعني: لو مثلاً أراد أنه يذهب للتجارة لكي يشتري أو يبيع أو يؤجر، ثم يسمع هذا الكلام أو يرى هذا المرأى ثم يترك العمل، فنقول: هذا شرك أصغر؛ لأنه جعله سبباً، وإن اعتقد أنه ينفع ويضر من دون الله فهو شرك أكبر.

القسم الثالث: أن يُقدم على العمل لكن في قلبه شيء، فهذا ليس من الشرك لكنه نقص في التوحيد.

القسم الرابع: أن يُقدم ويكون قلبه سليماً ليس فيه شيء، فهذا هو التوحيد.

وقال أيضاً في الحديث: (ولا غول)، الغول: العرب كانت تزعم أن هناك غيلان في الفلوات، من جنس الشياطين، فتتراءى للناس وتتلون بألوان وتضلهم.

الشياطين هذه ثابتة لا إشكال في ذلك، لكن ما الذي نفاه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (لا غول)؟ الذي نفاه هو أن تضل أحداً دون إذن الله عز وجل وإرادته، هذا المعنى الأول.

والمعني الثاني: نفى تلونها وتصورها ونحو ذلك؛ لكن الصواب: الرأي الأول، وأن المعنى: أنها لا تضل أحداً إلا بإذن الله وإرادته. والمعنى الثاني كما تقدم: أنها تتلون وتتصور بصور إلى آخره، لكن الذي يظهر والله أعلم هو الرأي الأول.

مشروعية التفاؤل

قال المؤلف رحمه الله: [وحدثني عبد الله بن هاشم بن حيان قال: حدثنا بهز قال: حدثنا يزيد وهو التستري ، قال: حدثنا أبو الزبير عن جابر قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى ولا غول ولا صفر)].

حديث جابر رضي الله عنه في إثبات العدوى، كما تقدم كون أبي هريرة رضي الله عنه يسكت عن حديث العدوى لا يلزم من ذلك أنه غير ثابت.

وقال: [وحدثنا محمد بن حاتم قال: حدثنا روح بن عبادة قال: حدثنا ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا عدوى ولا صفر ولا غول)، وسمعت أبا الزبير يذكر أن جابراً فسر لهم قوله: (لا عدوى ولا صفر)، فقال أبو الزبير: الصفر: البطن، فقيل لـجابر: كيف؟! قال: كان يقال: دواب البطن. قال: ولم يفسر الغول؟ قال أبو الزبير: هذه الغول التي تغول.

وحدثني عبد بن حميد قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن عبد الله بن عتبة أن أبا هريرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا طيرة وخيرها الفأل، قيل: يا رسول الله! وما الفأل؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم)].

التطير كما تقدم أنه في اللغة: التشاؤم، وأما في الاصطلاح فهو: التشاؤم بمرئي أو معلوم أو مسموع، وفي هذا إثبات الفأل، وأن الفأل هي الكلمة الطيبة والحسنة يسمعها الشخص فيتفاءل خيراً وينشط على العمل.

يعني مثلاً لو أراد الخروج لسفر أو لبيع أو شراء أو زواج فسمع كلمة طيبة، أو رأى منظراً حسناً فيتفاءل، سمع كلمة صالح أو رابح أو راشد أو نحوه فتفاءل، وطمع أن يفوز بهذا السفر، وأن يفلح فيه، وأن يكون على خيراً ونحو ذلك، فهذا مما جاء الشارع به.

لأن هذا مما يقوي الشخص وينشطه على العمل، بخلاف ما سلف من التشاؤم والعدوى ونحو ذلك من هذه الأمور التي لا أساس لها من الصحة، فإن هذه تثبط الشخص عن العمل.

قال: [وحدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث قال: حدثني أبي عن جدي قال: حدثني عقيل بن خالد وحدثنيه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قال: أخبرنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب كلاهما عن الزهري بهذا الإسناد مثله، وفي حديث عقيل : عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يقل: سمعت، وفي حديث شعيب قال: سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال معمر .

وحدثنا هداب بن خالد قال: حدثنا همام بن يحيى قال: حدثنا قتادة عن أنس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الكلمة الطيبة).

وحدثنا محمد بن المثني وابن بشار قالا: أخبرنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة قال: سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل)].

يعجبني الفأل: أي: أستحسن الفأل، فالنبي صلى الله عليه وسلم يستحسن الفأل، والإعجاب ينقسم إلى قسمين: إعجاب استحسان وإعجاب إنكار، أما إعجاب الاستحسان فمثل هذا الحديث، ومثل حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه التيمن، يعني يستحسن التيمن.

والقسم الثاني: إعجاب إنكار، كقول الله عز وجل: بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ [الصافات:12] نعم.

قال: [وحدثني حجاج بن الشاعر قال: حدثني معلى بن أسد قال: حدثني عبد العزيز بن مختار قال: حدثنا يحيى بن عتيق قال: حدثنا محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى ولا طيرة وأحب الفأل الصالح).

وحدثني زهير بن حرب قال: حدثني يزيد بن هارون قال: أخبرنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى ولا هامة ولا طيرة، وأحب الفأل الصالح)].

قال: [وحدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قالوا: وحدثنا إسماعيل يعني ابن حجر يعني ابن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا عدوى ولا هامة ولا نوء ولا صفر)].

النوء: المراد به الكوكب، والذي نفاه النبي صلى الله عليه وسلم هو الاستسقاء بالكواكب، والاستسقاء بالكواكب ينقسم إلى أقسام:

القسم الأول: أن يعتقد أن هذا الكوكب هو الذي يخلق المطر وينزله دون إذن الله عز وجل وإرادته، فهذا شرك أكبر مخرج من الملة؛ لأنه صرف شيئاً من خصائص الربوبية لغير الله عز وجل.

القسم الثاني: أن يعتقد أن هذا الكوكب سبب، وأن الذي يُنزل الغيث هو الله سبحانه وتعالى، فهذا شرك أصغر.

القسم الثالث: أن يعتقد أنه مُطر في وقت هذا النوء، فهذا لا بأس به إذا كانت الإضافة إضافة وقت، فإن هذا جائز ولا بأس به.


استمع المزيد من الشيخ الدكتور خالد بن علي المشيقح - عنوان الحلقة اسٌتمع
شرح صحيح مسلم - كتاب الفضائل [5] 2273 استماع
شرح صحيح مسلم - كتاب الرؤيا [2] 2222 استماع
شرح صحيح مسلم - كتاب الألفاظ 2043 استماع
شرح صحيح مسلم - كتاب الرؤيا [1] 2038 استماع
شرح صحيح مسلم - كتاب الشعر 1895 استماع
شرح صحيح مسلم - كتاب الطب والرقى [2] 1765 استماع
شرح صحيح مسلم - كتاب الفضائل [4] 1723 استماع
شرح صحيح مسلم - كتاب الطب والرقى [10] 1717 استماع
شرح صحيح مسلم - كتاب الطب والرقى [3] 1701 استماع
شرح صحيح مسلم - كتاب الفضائل [1] 1684 استماع