أعمال القلوب


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل الله، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].

أما بعد:

فيا أيها المسلمون! لقد بعث الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم على فترة من الرسل، فأنشأ جيلاً فريداً إيمانياً لن يتكرر عبر تاريخ الإنسانية، فمن كان يصدق أن الأوس والخزرج الذين كانوا يقتتلون لأجل لعاعة من الدنيا، أو لأجل بعير يفوز، أو خيل يسبق من كان يصدق أن تتحول حياتهم جذرياً، ويصيروا إخوة متحابين متناصرين، وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [الأنفال:63].

فهؤلاء الأعراب الأجلاف، الذين كان الواحد منهم لا يرضى أن يسبق بعيره، تحولت حياتهم بعد ما دخل الإيمان في قلوبهم، حتى صار يقول الواحد منهم وهو سعد لـعبد الرحمن بن عوف المهاجري المكي: يا عبد الرحمن ! هذا مالي أقسمه بيني وبينك نصفين، ولي زوجتان، فانظر أيهما أعجب إليك فأطلقها حتى إذا انتهت عدتها تزوجتها.

فهذا الجيل الفريد الذي صنعه محمد صلى الله عليه وسلم، لم يكن ليوجد في تاريخ هذه الأمة، لولا أن الله نزع الأثرة من قلوبهم، وحب الأنانية من أفئدتهم.

تفاضل الناس بأعمال القلوب

إن الكثير منا -معاشر المسلمين- يجاهدون أنفسهم ليصوموا النهار ويقوموا الليل، وكثير منا يجاهدون أنفسهم إذا خرجوا من صلاة الجمعة ليتصدقوا بفضول أموالهم، فالكثير منا يصنعون ذلك، ولا شك أن هذا العمل له أجره العظيم، وله فضله الجزيل، وهو من الباقيات الصالحات، وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا [مريم:76].

بيد أن ثمة أعمالاً القليلون هم الذين يجاهدون أنفسهم لعلهم أن يظفروا بدرجتها، وعلو مكانتها، ألا وهي أعمال القلوب، فإن أعمال القلوب بها يتفاضل العباد يوم القيامة، فكثيرون من يعملون الخير، وقليل من يعمله لله، كما قال شريح القاضي .

كثير من يجاهد نفسه ليأتي إلى المسجد مبكراً، ويصلي ركعتين خفيفتين ويحظى بقراءة القرآن، ولا شك أن قراءة القرآن من أعظم القربات، فما تقرب العباد إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه، بيد أن ثمة أعمالاً أعظم من هذه، ومن العجب أنه ربما يجلس أحدهم في الصف الأول، ويجلس عن يمينه، أو عن شماله من كان بينه وبينه اختلاف لأجل لعاعة من الدنيا، فتتثاقل نفسه، وتحجر يده أن يقوم بالسلام عليه، فعجباً لهذه النفس.

إن إبليس قد استطاع أن ينقل العباد من الفاضل إلى المفضول، ومن السنة إلى البدعة.

إننا بحاجة أكيدة إلى النظر إلى أعمال القلوب، والله إنك لتعجب حينما تجد الإنسان يجاهد نفسه حتى لا يفوته صيام الإثنين والخميس، غير أنه وهو يأخذ لقمته ليفطر بعد أذان المغرب يقول: فلان فعل وفعل، ويظن أنه على خير، وما علم المسكين أن صيامه ربما وجد في نفسه خفة عليه فأعانه الله عليه، لكن الغل والحقد والحسد والبغضاء بإجماع الفقهاء كما نقل ذلك المالكية كـالقرطبي وغيره محرمة، وأن صيامه -بإجماعهم- مستحب، وترك المحرم أعظم من اكتساب المستحب.

لو نظرت إلى الجيل الفريد الأول جيل الصحابة لرأيت أن أبناءنا الصغار فضلاً عن المثقفين لو سألتهم: من أفضل الصحابة وأفضل الخلق بعد الأنبياء لأجابوك على استعلاء هو أبو بكر أفتظن أبا بكر نال هذه المكانة السامية، والمنزلة العالية، لأجل أنه صام النهار، وقام الليل، وتصدق، وخشع في الأسحار، لا يشك أحد في فضل ذلك، وأنها ترفع العبد إلى الدرجات العلى، بيد أن عند أبي بكر ما هو أعظم من ذلك؛ فالقضية ليست قضية عبادة ظاهرة فقط؛ فلو فتشت في سير الأبطال، من جيل الصحابة رضي الله عنهم، لوجدت تميماً الداري العابد الصائم القائم، ولوجدت أبا ذر و ابن عمر ، و عبد الله بن عمرو بن العاص وغيرهم، ولكن أين إيمان هؤلاء من إيمان أبي بكر ؟ بل أين يكون إيمان الأمة من إيمان أبي بكر ؟ ( لو وضع إيمان أبي بكر في كفة، وإيمان الخلق في كفة لرجح إيمان أبي بكر )؛ لأنه كما يقول الحسن البصري : والله ما سبقهم أبو بكر بكثرة صلاة، ولا بكثرة صوم، ولكن بشيء وقر في قلبه.

إن الذي وقر في قلبه هو حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وحب المؤمنين. فليس في قلب أبي بكر غل، ولا حقد، ولا حسد على أحد من المسلمين، وقد روى البخاري في صحيحه من حديث البراء رضي الله عنه قال: ( كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل أبو بكر تبدو ركبته من شدة السعي، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم فرآه، فقال: أما صاحبكم فقد غامر -يعني: سابق في الخير- حتى إذا جاء أبو بكر وتراد إليه نفسه، قال: يا رسول الله! لقد كان بيني وبين عمر بعض الشيء، فجئت استسمحه فأبى عليّ، فجئتك يا رسول الله! أطلب منك أن تستغفر لي، وما انتهى أبو بكر من كلامه حتى جاء عمر وكان قد ذهب إلى بيت أبي بكر فلم يجده، فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر احمرت وجنتاه، حتى لكأنما فقئ في وجهه حب الرمان، فلما رأى أبو بكر غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: على رسلك يا رسول الله! أنا كنت أظلم، أنا كنت أظلم- لا يريد أن يصاب عمر بكلمة ربما أقضت مضجعه، فلم ينم سائر ليلته، لكن محمداً صلى الله عليه وسلم جاءه الوحي من فوق سبع سماوات، أن الحق مع أبي بكر -ثم قال: كذبتموني، وصدقني أبو بكر ، ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر ، فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟ فما أوذي أبو بكر بعدها ).

فقارن بين هذا وبين ما يوجد الآن في المحاكم الشرعية من قضايا كثيرة، تجعل الإنسان في حيرة: خلاف بين الأب وابنه، وبين الأخ وأخيه، وبين الزوجة وزوجها؛ لأن كل واحد يريد العلو في الأرض والاستكبار، ولو أننا اقتدينا برسول الله صلى الله عليه وسلم في التسامح والتغافل والتغافر لأفلحنا ونجحنا.

ليس الغبي بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغابي

اهتمام الصحابة بأعمال القلوب

قال ابن رجب رحمه الله: ولهذا كانت أفضل العبادة ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم، وخواص أصحابه من الاقتصاد في العبادات البدنية، والاجتهاد في العبادات القلبية؛ فإن سير الآخرة يقطع بسير القلوب، لا بسير الأبدان. ولئن وقع من صحابة محمد صلى الله عليه وسلم اختلاف فإن كل واحد منهم ينشد الحق، لا ينشد حظاً دنيوياً ولا حطاماً زائلاً، بل يريد الله والدار الآخرة.

فمعركة الجمل بين علي رضي الله عنه ورحمه، وبين طلحة بن عبيد الله و الزبير بن العوام رضي الله عنهم، وكلهم يريد دم عثمان ، بيد أن علياً رضي الله عنه ورحمه كان يقول: حتى يستتب الأمر، ثم نأخذ قتلة عثمان شيئاً فشيئاً، فجاء المنافقون، وأججوا الفتنة، وأوقدوها، لعن الله من أوقد الفتنة بعد ما أطفئت فوقعت الحرب بينهما بسبب تأجيج المنافقين.

وبعض الناس ممن لم يفقه يعتبر طلحة بن عبيد الله خصماً لـعلي ، لكن علياً و طلحة لم يريا أنهما يختصمان بل ينشدان الحق، فلما انتهت المعركة قال علي : ابحثوا عن طلحة بن عبيد الله ، فذهبوا فلم يجدوه في قتلى المعركة، قالوا: يا أمير المؤمنين، ما وجدناه. قال: ابحثوا لي عن طلحة بن عبيد الله . فوجدوه في بعض الأودية قد تبعه أحد المنافقين وقتله بخنجر ودمه يثعب، فجاء علي رضي الله عنه، وضمه إلى صدره وجعل يبكي ويقول: عزيز عليّ أبا محمد أن أراك مجدلاً في بطون الأودية، إلى الله أشكو عجري وبجري، أي: إلى الله أشكو نقصي، وقلة حاجتي، ثم دعا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علي بن طلحة بن عبيد الله وأدناه حتى أقامه على عرش الخلافة، ثم قال له: والله إني لأرجو أن أكون أنا وأبوك يوم القيامة ممن قال الله فيهم: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ [الحجر:47].

لا تعرضن بذكرنا معْ ذكرهم ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد

فقارن بين هذا وبين الكتابات التي تكون لا أقول: بين العوام بل بين المثقفين، وبين أهل الخير، وبين طلبة العلم، في مسألة خلافية تجد من الكتابات الشيء الكثير. والله لو كانت مسألة عقدية تحتاج إلى بيان لهان الخطب ولقلنا: إنه الواجب، بيد أنها مسألة أقل بكثير، بل ربما تكلموا في الأشخاص، والنيات، والمناهج، فضُلل الناس وتضرروا، وأصبحت أمة محمد صلى الله عليه وسلم في وضع لا تحسد عليه.

يقول ابن تيمية رحمه الله: وليس الذي يثير النزاع هو الاجتهاد السائغ؛ إذ إن ذلك كان موجوداً في عهد الصحابة رضي الله عنهم، ولكن الذي يثير النزاع هو الاجتهاد الذي فيه نوع بغي وعدوان كما قال الله في حق أهل الكتاب: َومَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ [آل عمران:19]، إذاً: البغي والحمية حينما تغلف بطرق إسلامية هي المشكلة القاتلة، والعبد لو أحسن خلقه، وفتش عن قلبه، وعامل الخلق بمثل ما يحب أن يعاملوه، وجاهد نفسه في تصفية قلبه من الغل والحقد والحسد على المسلمين لفاز وأنجح.

قيل لـحمدون -شيخ عبد الله بن المبارك- : بم سبق القوم؟ قال: بثلاث: بسخاء نفوسهم، وسلامة صدورهم، ونصحهم للمسلمين.

إن الكثير منا -معاشر المسلمين- يجاهدون أنفسهم ليصوموا النهار ويقوموا الليل، وكثير منا يجاهدون أنفسهم إذا خرجوا من صلاة الجمعة ليتصدقوا بفضول أموالهم، فالكثير منا يصنعون ذلك، ولا شك أن هذا العمل له أجره العظيم، وله فضله الجزيل، وهو من الباقيات الصالحات، وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا [مريم:76].

بيد أن ثمة أعمالاً القليلون هم الذين يجاهدون أنفسهم لعلهم أن يظفروا بدرجتها، وعلو مكانتها، ألا وهي أعمال القلوب، فإن أعمال القلوب بها يتفاضل العباد يوم القيامة، فكثيرون من يعملون الخير، وقليل من يعمله لله، كما قال شريح القاضي .

كثير من يجاهد نفسه ليأتي إلى المسجد مبكراً، ويصلي ركعتين خفيفتين ويحظى بقراءة القرآن، ولا شك أن قراءة القرآن من أعظم القربات، فما تقرب العباد إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه، بيد أن ثمة أعمالاً أعظم من هذه، ومن العجب أنه ربما يجلس أحدهم في الصف الأول، ويجلس عن يمينه، أو عن شماله من كان بينه وبينه اختلاف لأجل لعاعة من الدنيا، فتتثاقل نفسه، وتحجر يده أن يقوم بالسلام عليه، فعجباً لهذه النفس.

إن إبليس قد استطاع أن ينقل العباد من الفاضل إلى المفضول، ومن السنة إلى البدعة.

إننا بحاجة أكيدة إلى النظر إلى أعمال القلوب، والله إنك لتعجب حينما تجد الإنسان يجاهد نفسه حتى لا يفوته صيام الإثنين والخميس، غير أنه وهو يأخذ لقمته ليفطر بعد أذان المغرب يقول: فلان فعل وفعل، ويظن أنه على خير، وما علم المسكين أن صيامه ربما وجد في نفسه خفة عليه فأعانه الله عليه، لكن الغل والحقد والحسد والبغضاء بإجماع الفقهاء كما نقل ذلك المالكية كـالقرطبي وغيره محرمة، وأن صيامه -بإجماعهم- مستحب، وترك المحرم أعظم من اكتساب المستحب.

لو نظرت إلى الجيل الفريد الأول جيل الصحابة لرأيت أن أبناءنا الصغار فضلاً عن المثقفين لو سألتهم: من أفضل الصحابة وأفضل الخلق بعد الأنبياء لأجابوك على استعلاء هو أبو بكر أفتظن أبا بكر نال هذه المكانة السامية، والمنزلة العالية، لأجل أنه صام النهار، وقام الليل، وتصدق، وخشع في الأسحار، لا يشك أحد في فضل ذلك، وأنها ترفع العبد إلى الدرجات العلى، بيد أن عند أبي بكر ما هو أعظم من ذلك؛ فالقضية ليست قضية عبادة ظاهرة فقط؛ فلو فتشت في سير الأبطال، من جيل الصحابة رضي الله عنهم، لوجدت تميماً الداري العابد الصائم القائم، ولوجدت أبا ذر و ابن عمر ، و عبد الله بن عمرو بن العاص وغيرهم، ولكن أين إيمان هؤلاء من إيمان أبي بكر ؟ بل أين يكون إيمان الأمة من إيمان أبي بكر ؟ ( لو وضع إيمان أبي بكر في كفة، وإيمان الخلق في كفة لرجح إيمان أبي بكر )؛ لأنه كما يقول الحسن البصري : والله ما سبقهم أبو بكر بكثرة صلاة، ولا بكثرة صوم، ولكن بشيء وقر في قلبه.

إن الذي وقر في قلبه هو حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وحب المؤمنين. فليس في قلب أبي بكر غل، ولا حقد، ولا حسد على أحد من المسلمين، وقد روى البخاري في صحيحه من حديث البراء رضي الله عنه قال: ( كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل أبو بكر تبدو ركبته من شدة السعي، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم فرآه، فقال: أما صاحبكم فقد غامر -يعني: سابق في الخير- حتى إذا جاء أبو بكر وتراد إليه نفسه، قال: يا رسول الله! لقد كان بيني وبين عمر بعض الشيء، فجئت استسمحه فأبى عليّ، فجئتك يا رسول الله! أطلب منك أن تستغفر لي، وما انتهى أبو بكر من كلامه حتى جاء عمر وكان قد ذهب إلى بيت أبي بكر فلم يجده، فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر احمرت وجنتاه، حتى لكأنما فقئ في وجهه حب الرمان، فلما رأى أبو بكر غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: على رسلك يا رسول الله! أنا كنت أظلم، أنا كنت أظلم- لا يريد أن يصاب عمر بكلمة ربما أقضت مضجعه، فلم ينم سائر ليلته، لكن محمداً صلى الله عليه وسلم جاءه الوحي من فوق سبع سماوات، أن الحق مع أبي بكر -ثم قال: كذبتموني، وصدقني أبو بكر ، ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر ، فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟ فما أوذي أبو بكر بعدها ).

فقارن بين هذا وبين ما يوجد الآن في المحاكم الشرعية من قضايا كثيرة، تجعل الإنسان في حيرة: خلاف بين الأب وابنه، وبين الأخ وأخيه، وبين الزوجة وزوجها؛ لأن كل واحد يريد العلو في الأرض والاستكبار، ولو أننا اقتدينا برسول الله صلى الله عليه وسلم في التسامح والتغافل والتغافر لأفلحنا ونجحنا.

ليس الغبي بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغابي