ديوان الإفتاء [774]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

فمرحباً بكم في حلقة جديدة، أسأل الله أن يجعلها نافعة مفيدة.

وقد انتهى الكلام عن بعض المقدمات المتعلقة بالفقه العملي، واليوم إن شاء الله نشرع في الكلام عن الأحكام تفصيلاً. ‏

سبب بدء الفقهاء كتب الفقه بكتاب الطهارة

أقول: جرت عادة فقهائنا رحمهم الله أنهم في أبواب الفقه العملي يبدءون أولاً بالطهارة؛ لأن الطهارة هي مفتاح الصلاة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم )، والصلاة هي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين؛ ولذلك يبدءون بمفتاحها.

والكلام عن الطهارة يشمل أبواباً عدة، يتكلمون فيها عن أحكام المياه، وعن النجاسات والمعفوات، والوضوء، والغسل، والتيمم، والمسح على العصابة، والمسح على الجبيرة، والمسح على الجوربين والخفين والنعلين.

وعلى خصال الفطرة، وأحكام الآنية، وآداب قضاء الحاجة، ونحوها من الأبواب.

تعريف الطهارة وأنواعها

وبداية نقول: بأن الطهارة في اللغة هي: النظافة، وهي في شرع الله عز وجل نوعان: طهارة معنوية، وطهارة حسية، والطهارة المعنوية المراد بها: تطهير القلب من الأدناس والأرجاس، فيطهر من الشرك والنفاق والرياء والحقد والغل والحسد والغش والبغضاء، وغير ذلك من الأمراض، وهذا المذكور في قول ربنا جل جلاله: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [الأحزاب:33]، أي: إنما يريد الله أن يطهركم يا آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم! من دنيء الأعمال ورديئها، وهذه الطهارة المعنوية يسميها علماؤنا بالطهارة الكبرى.

ثم بعد ذلك الطهارة الحسية، وتشمل: طهارة البدن، كما في قول الله عز وجل: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا [المائدة:6]، وكما في قول الله عز وجل عن النساء: فَإِذَا تَطَهَّرْنَ [البقرة:222]، أي: بالاغتسال من دم الحيض، فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ [البقرة:222].

وكذلك تشمل: طهارة الثياب، كما في قول الله عز وجل: وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ [المدثر:4].

وتشمل أيضاً: طهارة المكان، كما في قوله سبحانه: وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ [البقرة:125].

أقسام الطهارة الحسية

ثم إن هذه الطهارة التي أمرنا بها أيضاً تنقسم إلى: وضوء، وغسل، وتيمم.

والوضوء والغسل نعني به: الطهارة المائية، والتيمم نعني به: الطهارة الترابية، وهذه الأنواع -أعني: الوضوء والغسل- يراد بهما: رفع الحدث، والحدث: وصف حكمي يقوم بالبدن، يمنع المكلف من الطواف، والصلاة، ومس المصحف.

وهذه الأحداث: إما أن تكون أحداثاً كبرى كالجنابة، وإما أن تكون أحداثاً صغرى كالبول والغائط والمذي والودي والريح ودم الاستحاضة.

فضل الطهارة

ولا بد أن أقول: بأن الطهارة فضلها عظيم وأجرها كبير، ويكفيك أيها المسلم! المتطهر أن الله عز وجل يحبك، كما قال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [البقرة:222]، وهذه الطهارة سبب لتكفير الذنوب وحط الخطايا، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا توضأ العبد فمضمض فاه خرجت كل خطيئة أصابها بفمه مع الماء، أو قال: مع آخر قطر الماء، فإذا غسل وجهه خرجت كل خطيئة أصابتها عيناه مع الماء، أو قال: مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرجت كل خطيئة بطشتها يداه مع الماء، حتى تخرج خطاياه من تحت أظافره ).

كما أن الطهارة سبب لبلوغ الجنة؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما توضأ قال: ( من توضأ نحو وضوئي هذا، ورفع طرفه إلى السماء، وقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، فتحت له أبواب الجنة الثمانية )، زاد الترمذي في روايته: ( اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ).

كما أن المحافظة على الطهارة دليل الإيمان، كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: ( استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن ).

إذا عرفنا أن الطهارة على نوعين: طهارة معنوية، وطهارة حسية. وأن الطهارة الحسية قد تكون بالغسل أو الوضوء، أو التيمم على اختلاف الأحوال.

أيضاً نقول: بأن الطهارة إذا كان مراداً بها إزالة النجاسة عن المحل الذي خرجت منه، فإنها يطلق عليها اسم مخصوص فيقال لها: استنجاء أو استجمار .

الأصل في الطهارة

السؤال: بأي شيء تكون الطهارة؟

الجواب: تكون الطهارة بالماء في أغلب الأحوال، أو هذا هو الأصل: أن تكون الطهارة بالماء الذي هو أطيب الطيب، وجعله الله عز وجل مذهباً لعين النجاسة وأثرها ومطيباً للبدن ومجدداً للنشاط.

أقول: جرت عادة فقهائنا رحمهم الله أنهم في أبواب الفقه العملي يبدءون أولاً بالطهارة؛ لأن الطهارة هي مفتاح الصلاة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم )، والصلاة هي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين؛ ولذلك يبدءون بمفتاحها.

والكلام عن الطهارة يشمل أبواباً عدة، يتكلمون فيها عن أحكام المياه، وعن النجاسات والمعفوات، والوضوء، والغسل، والتيمم، والمسح على العصابة، والمسح على الجبيرة، والمسح على الجوربين والخفين والنعلين.

وعلى خصال الفطرة، وأحكام الآنية، وآداب قضاء الحاجة، ونحوها من الأبواب.

وبداية نقول: بأن الطهارة في اللغة هي: النظافة، وهي في شرع الله عز وجل نوعان: طهارة معنوية، وطهارة حسية، والطهارة المعنوية المراد بها: تطهير القلب من الأدناس والأرجاس، فيطهر من الشرك والنفاق والرياء والحقد والغل والحسد والغش والبغضاء، وغير ذلك من الأمراض، وهذا المذكور في قول ربنا جل جلاله: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [الأحزاب:33]، أي: إنما يريد الله أن يطهركم يا آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم! من دنيء الأعمال ورديئها، وهذه الطهارة المعنوية يسميها علماؤنا بالطهارة الكبرى.

ثم بعد ذلك الطهارة الحسية، وتشمل: طهارة البدن، كما في قول الله عز وجل: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا [المائدة:6]، وكما في قول الله عز وجل عن النساء: فَإِذَا تَطَهَّرْنَ [البقرة:222]، أي: بالاغتسال من دم الحيض، فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ [البقرة:222].

وكذلك تشمل: طهارة الثياب، كما في قول الله عز وجل: وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ [المدثر:4].

وتشمل أيضاً: طهارة المكان، كما في قوله سبحانه: وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ [البقرة:125].


استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة اسٌتمع
ديوان الإفتاء [485] 2822 استماع
ديوان الإفتاء [377] 2648 استماع
ديوان الإفتاء [277] 2534 استماع
ديوان الإفتاء [263] 2532 استماع
ديوان الإفتاء [767] 2506 استماع
ديوان الإفتاء [242] 2475 استماع
ديوان الإفتاء [519] 2464 استماع
ديوان الإفتاء [332] 2442 استماع
ديوان الإفتاء [550] 2406 استماع
ديوان الإفتاء [303] 2404 استماع