خطب ومحاضرات
ديوان الإفتاء [681]
الحلقة مفرغة
الحمد لله رب العالمين, حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى, وكما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه, عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته.
اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد ما ذكره الذاكرون الأخيار، وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد ما اختلف الليل والنهار, وصلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى المهاجرين والأنصار. أما بعد:
إخوتي وأخواتي! سلام الله عليكم ورحمته وبركاته, ومرحباً بكم في حلقة جديدة من ديوان الإفتاء أسأل الله أن يوفقنا ويسددنا ويؤيدنا, وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
أهمية الدعاء للمجاهدين في هجليج
أولاً: أقول: إنه لا ينبغي أن ننسى إخواننا المجاهدين من القوات المسلحة والدفاع الشعبي من دعائنا في هذه الأيام، حيث إنهم يخوضون حرباً شرسة ضد قوى البغي والعدوان ممن احتلوا هجليج، وهؤلاء واجب علينا أن ننصرهم بدعائنا أولاً؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يستغني عن الدعاء حين يلقى عدواً, فكان من دعائه يوم بدر: ( اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض, اللهم نصرك الذي وعدتني, اللهم هذه قريش أقبلت بخيلها وخيلائها تحادك وتكذب نبيك, اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم ).
وكذلك يوم الأحزاب كان من دعائه صلوات ربي وسلامه عليه: ( اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم ), وكان هو وأصحابه يكثرون من قول: حسبنا الله ونعم الوكيل, كما قال ربنا جل جلاله في معرض الثناء عليهم: الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ[آل عمران:173-174].
ومطلوب منا أن ندعو ربنا جل جلاله بأسمائه وصفاته، فهو سبحانه الناصر ولا ناصر غيره, وهو سبحانه الغالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون, وكما قال سبحانه وتعالى: إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ َ[آل عمران:160].
تجديد التوبة يرفع البلاء
ثانياً: مطلوب منا أن نجدد لله عز وجل توبة، فما نزل بلاء إلا بذنب ولا ارتفع إلا بتوبة, ومعصية الله عز وجل أشد علينا من الأعداء؛ لأن خطرها أعظم، ووزرها أكبر خاصة حين الشدائد والمحن؛ لأنه مطلوب من الإنسان في ذلك الوقت أن يلجأ إلى الله سبحانه، وأن يطرق بابه، وأن يدعوه ويرجوه ويتقرب إليه ويتملقه؛ من أجل أن ينزل نصره, ويعجل فرجه, سبحانه وتعالى, هذا هو المرجو، أما أن يكون إخواننا على جبهات القتال يبذلون دماءهم وأرواحهم، وقد تركوا وظائفهم وأعمالهم ودراستهم, أناس آخرون مشتغلون بالمعاصي والذنوب ومحادة الله ورسوله فلا شك أن هذا من السفه الواضح، والعته البين الذي ينبغي أن يتنزه عنه المسلم.
أهمية توضيح قضية التآمر الغربي على هجليج
ثالثاً: إخوتي وأخواتي ننصر إخواننا بتجلية القضية، وأن نبين مراميها، ونوضح للناس أن هذه معركة نظيفة, معركة بين قوى باغية معادية ظالمة تريد أن تنتقص هذه الأرض من أطرافها، وأن تفرق شمل هذه البلاد، وأن تقطع أوصال الوطن الواحد, وهي مدفوعة من قوى صليبية ويهودية, وفي مقابلهم يقف هؤلاء المجاهدون مدافعون عن دمائهم وأموالهم وأعراضهم, وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون عرضه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد )، فالمسلم لا يعطي الدنية في دينه، ولا يلقي بيده، ولا يسلم نفسه, بل إنه مطلوب بأن يدفع ما استطاع.
وحين أقول: بأن هذه القوى الظالمة الباغية -أعني: دولة الجنوب ومن ورائهم الصليبيين والصهاينة- فيما مضى كان الناس يستنكرون هذا الكلام ويستبعدونه، وكانوا يقولون: إن هذا تضخيم للأمور وتصويرها على غير حقيقتها، ثم رأى الناس كلهم أجمعون لما انفصل الجنوب أعلام اليهود رفعت في أول يوم، بل في حفل الانفصال نفسه.
ثم بعد ذلك تبادلوا الزيارات، ولما ذهب رئيس دولة الجنوب إلى دولة اليهود، خاطبه رئيس دولة اليهود بيريز , قائلاً: إن علاقتنا ممتدة من أواسط الخمسينيات في القرن الماضي، يعني: قبل ستين سنة, فإن أول ما بدأ التمرد كان الذي بذر بذرته هم الإنجليز، قبل أن يخرجوا من هذه البلاد، اليهود هم الذين تولوا رعاية هذا التمرد، ومده بالأسباب والترويج له في المحافل الدولية, والدوائر العالمية حتى صوروا بأن هناك حرباً للإبادة, وأن هناك إكراهاً للناس على الدين، وفرضاً للغة العربية إلى غير ذلك من الأباطيل التي ما زالوا يضخمونها يوماً بعد يوم, وكانوا يجمعون التبرعات للتمرد من الدوائر الكنسية في أوروبا وأمريكا إلى غير ذلك، فهذا كله تاريخ قريب.
ورئيس دولة الجنوب رد على رئيس دولة اليهود بأنه لولا رعايتكم ودعمكم لما استطعنا أن نحصل على استقلالنا, هكذا اتضحت الأمور على ظاهرها، وأسفر الصبح لذي عينين، الآن أيضاً نقول: بأن دولة الجنوب هذه تدعمها الصليبية واليهودية؛ من أجل أن تقطع أوصال هذا الوطن الواحد, ومن أجل ألا تستقر هذه البلاد، ومن أجل أن تبقى تميد وتضطرب لا تلتفت إلى تنمية، ولا إلى تهيئة معاش، ولا إلى تيسير سبل لرغد العيش، وإنما تبقى مشغولة بحرب تلو حرب ومعركة إثر معركة، تذهب فيها الأموال والدماء، وهكذا يريدون.
ولكن قال ربنا جل جلاله: وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ[الأنفال:30]، وكما قال سبحانه: وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ * فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ [النمل:50-51]، وكما قال ربنا جل جلاله: لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ[النور:11]، الآن هذه الفعلة التي فعلوها أحيت في الناس روح الجهاد، وتدافع الشباب والشيوخ إلى ساحات الوغى, ولعل الله عز وجل أراد خيراً من وراء ذلك.
ختاماً إخوتي وأخواتي ! أقول: لا يليق بنا أن نكون عن هذا الهم معرضين, وبغيره مشتغلين، بل ينبغي أن يكون هذا هم الأمة كلها, فتجيش الأمة وراء قواتها المسلحة ودفاعها الشعبي؛ من أجل أن نحق الحق ونبطل الباطل, وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ[الروم:4-7].
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينصر إخواننا المجاهدين في هجليج، وأن يفتح لهم فتحاً قريباً, اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم, اللهم امدد إخواننا بجند من جندك وعون من عندك، يا من لا يخلف وعده، ولا يهزم جنده, اللهم إنا نستنصرك فانصرنا, ونستغيث بك فأغثنا، ونتوكل عليك فلا تكلنا إلى غيرك.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أولاً: أقول: إنه لا ينبغي أن ننسى إخواننا المجاهدين من القوات المسلحة والدفاع الشعبي من دعائنا في هذه الأيام، حيث إنهم يخوضون حرباً شرسة ضد قوى البغي والعدوان ممن احتلوا هجليج، وهؤلاء واجب علينا أن ننصرهم بدعائنا أولاً؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يستغني عن الدعاء حين يلقى عدواً, فكان من دعائه يوم بدر: ( اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض, اللهم نصرك الذي وعدتني, اللهم هذه قريش أقبلت بخيلها وخيلائها تحادك وتكذب نبيك, اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم ).
وكذلك يوم الأحزاب كان من دعائه صلوات ربي وسلامه عليه: ( اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم ), وكان هو وأصحابه يكثرون من قول: حسبنا الله ونعم الوكيل, كما قال ربنا جل جلاله في معرض الثناء عليهم: الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ[آل عمران:173-174].
ومطلوب منا أن ندعو ربنا جل جلاله بأسمائه وصفاته، فهو سبحانه الناصر ولا ناصر غيره, وهو سبحانه الغالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون, وكما قال سبحانه وتعالى: إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ َ[آل عمران:160].
استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
ديوان الإفتاء [485] | 2824 استماع |
ديوان الإفتاء [377] | 2651 استماع |
ديوان الإفتاء [263] | 2536 استماع |
ديوان الإفتاء [277] | 2536 استماع |
ديوان الإفتاء [767] | 2509 استماع |
ديوان الإفتاء [242] | 2477 استماع |
ديوان الإفتاء [519] | 2466 استماع |
ديوان الإفتاء [332] | 2445 استماع |
ديوان الإفتاء [550] | 2408 استماع |
ديوان الإفتاء [303] | 2407 استماع |