حديث: لما جاء إلى مكة دخلها من أعلاها، وخرج من أسفلها
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
حديث: لما جاء إلى مكة دخلها من أعلاها، وخرج من أسفلهاعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء إلى مكة دخلها من أعلاها، وخرج من أسفلها.
متفق عليه.
المفردات:
دخلها من أعلاها: أي من جهة كداء بفتح الكاف والدال الممدودة بعدها همزة.
ويقال لها: الثنية العليا وهي التي تشرف على المعلاة والأبطح وهي التي يقال لها الحجون بفتح الحاء وضم الجيم، قال الحافظ في الفتح: وكانت صعبة المرتقى فسهلها معاوية ثم عبد الملك ثم المهدي على ما ذكره الأزرقي.
ثم سهل في عصرنا هذا منها سنة إحدى عشرة وثمانمائة موضع ثم سهلت كلها في زمن سلطان مصر الملك المؤيد في حدود العشرين وثمانمائة.
اهـ، وقد سهلها أكثر ووسعها آل سعود في عصر الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله.
وخرج من أسفلها: أي من كُدا بضم الكاف والقصر.
ويقال لها: الثنية السفلى، وهي عند باب الشبيكة بقرب شعب الشاميين من ناحية قعيقعان.
وفي مكة موضع آخر يقال له كُدى بضم الكاف وفتح الدال بعدها ياء على التصغير يخرج منه إلى جهة اليمن، قال الحافظ في الفتح: قال المحب الطبري: حققه العذري عن أهل المعرفة بمكة قال: وقد بني عليها باب مكة الذي يدخل منه أهل اليمن.
اهـ.
البحث:
روى البخاري ومسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدخل مكة من الثنية العليا ويخرج من الثنية السفلى وفي لفظ للبخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة من كداء من الثنية العليا التي بالبطحاء وخرج من الثنية السفلى.
وفي رواية للبخاري ومسلم: واللفظ لمسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل من كدا من أعلى مكة.
وقد قال البخاري: حدثني محمود حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح من كداء وخرج من كدا من أعلى مكة.
قال الحافظ في الفتح: كذا رواه أبو أسامة فقلبه والصواب ما رواه عمرو وحاتم عن هشام: دخل من كدا من أعلى مكة.
ثم ظهر لي أن الوهم فيه ممن دون أبي أسامة.
فقد رواه أحمد عن أبي أسامة على الصواب.
اهـ.
وقد اختلف العلماء في سبب اختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم الدخول من أعلى مكة فقيل: لأنه صلى الله عليه وسلم خرج منها مختفيًا في الهجرة فأراد أن يدخلها ظاهرًا عليًا وقيل: إن أبا سفيان بن حرب قال للعباس رضي الله عنه: لا أسلم حتى أرى الخيل تطلع من كداء فقلت: ما هذا؟ قال: شيء طلع بقلبي, وإن الله لا يطلع الخيل هناك أبدًا.
قال العباس: فذكرت أبا سفيان بذلك لما دخل.
قال الحافظ في الفتح: وللبيهقي من حديث ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: كيف قال حسان؟ فأنشده:
عدمت بنيتي إن لم تروها ♦♦♦ تثير النقع مطلعها كداء
فتبسم وقال: ادخلوها من حيث قال حسان.
وقد روى البخاري بسنده إلى هشام بن عروة قال: قال هشام: وكان عروة يدخل من كلتيهما من كداء وكدا وأكثر ما يدخل من كداء.
اهـ.
ما يستفاد من ذلك:
1- استحباب دخول مكة من كداء إن تيسر ذلك.
2- استحباب الخروج من مكة من كدا إن تيسر ذلك.
3- لا بأس بدخول مكة أو الخروج منها من أي جهة كانت .