صحائف مطوية في السياسة العربية
مدة
قراءة المادة :
16 دقائق
.
محاضرة عن الإسلام
للأستاذ أحمد بك رمزي
في يوم من أبام شهر يناير سنة1936، وكنت أشغل وظيفة قنصل مصر في مدينة القدس، زارني وفد من هيئة جمعية الشبان المسيحية، وقدم إلى برنامجاً عن محاضرات العام، وأشار الوفد إلى دعوة حضرة الأستاذ أحمد بك لالقاء محاضرة عن الإسلام في دار الجمعية.
وذكر لي أن العادة جرت عند تشريف أستاذ مصري ذي مكانة خاصة، أن يرأس الاجتماع قنصل مصر لتقديمه، ولذلك عرض الوفد أن يكون الاجتماع برئاستي، فإذا قبلت هذا وجهت الدعوة مع ذكر اسمي عليها، وقد تمهلت في القبول؛ فلما لمس الوفد ترددي، أطلعني على نماذج من بطاقات الدعوات السابقة فقرأت عليها أسماء من تقدموني في هذا المنصب. هنا لم أجد ما يدعو إلى رفض هذه الرئاسة، وهي بطبيعتها شرفية أوقل ذات طابع صوري، وليس فيها ما يدعوا إلى تحضير كلمة مطولة؛ وإنما يقتصر التقديم على إلقاء عبارات معينة معروفة.
فوعدت الوفد بتلبية دعوته وخرج من عندي وقد اقتنعت من جهتي بأن المسألة قد انتهت ولم يعد هناك ما يبرر العودة إليها. ولكن في يوم الاثنين 20 يناير سنة 2936 وقد بدأت عملي كالعادة، وجدت على مكتبي عدة برقيات فيها ما يأتي. (ترؤسكم جمعية الشبان المسيحية التبشيرية الاستعمارية، إساءة إلى عرب فلسطين ومسلميها، الذين يرون في هذه الجمعية خطراً يهدد كيانهم الديني والسياسي). وقرأت في برقية بإمضاء الأستاذ عجاج نوبهض ما يأتي: (عرب فلسطين مقاطعون جمعية الشبان المسيحية منذ الاحتلال، لكونها رائداً مقنعاً للاستعمار وللان لم يقف خطيب عربي مسلم على منبرها، فخطبة الأستاذ أحمد أمين تحت رئاستكم، جارح لكرامة مليون عربي؛ فأحرار شباب العرب باسم الكرامة القومية يرجونكم العدول). ولم أكد أقرأ هذه البرقيات وما يحتويه بريد الصباح، حتى جاء وقت المقابلات والزيارات، فإذا في مقدمة الحاضرين وفد عربي، يتقدمه حضرة نبيه بك العظمة والأستاذ الصديق سامي السراج، ولما انتظم المجلس، بدأ الحديث عن المعرض الزراعي الصناعي الذي كانت تقيمه الجمعية الزراعية الملكية في ربيع سنة 1936، وعن رغبة أهل فلسطين العرب في زيارته، لما لهمن أهمية خاصة في توطيد علاقتهم مع مصر الشقيقة الكبرى، ثم انتقل الحديث وكأن لا صلة بين الموضوعين إلى المحاضرة، التي أزمع الأستاذ أحمد أمين بك على إلقائها بجمعية الشبان المسيحية، فكان من رأي الوفد المبادرة إلى الاعتذار عنها.
أما أنا فقد أكتب للوفد أنني سأمكن أكبر عدد من أهل فلسطين من زيارة المعرض المصري، والتعرف إلى إخوانهم المصريين.
أما فيما يخص الاعتذار عن إلقاء المحاضرة، فقد أبنت لهم بوضوح أنني قد وضعت كلمة لتقديم لمحاضرة أنني قد ارتبطت مع هيئة لجمعية وسأقوم إلقائها على كل حال سواء حضر المحاضرات أم اعتذر عن إلقاء محاضرته، وكان مما قلته لحضراتهم وهم يذكرون ذلك جيداً (من أين تأتون لي بفرصة أخرى نتكلم عن الإسلام في قاعة جمعية مسيحية؟ أوجدو إلى هذه الفرصة في مكان الجمعية كما تقولون أو أي مكان آخر ينطبق وصفها عليه من ناحية التبشير والاستعمار كما تقولون، وأنا مستعد للتراجع وجعل الإلقاء في هذا المكان الذي تختارونه.
أنني لا أنظر إلى المسألة من هذه الوجهة بالذات وإنما أقول أن فلسطين في حاجة ماسة إلى جمع كل القوى التي يمكن أن تلتئم مع عمل القائمين بنهضة العرب وكفاحهم. ولا أشعر بأن هذه الجمعية ضدنا بل هي أمام تيار الصهيونية الجاف من مصلحها أن تقف في صف العرب، ومن مصلحتنا أيضاً أن يجعلها في صفنا؛ وان لم تقف معنا الآن فسيجرفها التيار حتما ويقتلع جذورها معنا). وفي صباح يوم 23يناير قابلت المستر فرنس وكان يشغل وظيفة مدير المطبوعات لحكومة فلسطين - التقت به في ردهة فندق الملك داود فاخبرني بأنه اطلع على جرائد الصباح العربية وقال (إنها قد خصصت جزءً كبيراً من أعمدتها للاحتجاج عليك وعلى الأستاذ أحمد أمين بك.
فماذا سيكون أمام هذه الحركة؟).
قلت قد أعددت كلمة لتقديم الأستاذ وسأحضر لالقائها في الموعد المحدد كما اتفقنا، وللآن لا أعلم عن مجيء الأستاذ شيئاً.) ولما ذهبت إلى دار القنصلية المصرية وجلست لعملي أعطيت لي مكالمة تليفونية مع حضرة الأستاذ أحمد أمين بك وكنت لم أتشرف بمعرفته بعد، فقال لي (أنه حضر إلى القدس وهو يسعده أن يقابلني) فلما سألته أين ينزل حتى أقوم بزيارته أولا، لم يشأ أن يعلمني بالمكان الذي نزل فيه وإنما اخبرني أنه سيحضر لزيارتي في الساعة الثالثة.
ولما حضر في الموعد قال لي (أعذرني لما سببته لك من متاعب). قلت له (لا محل للاعتذار إذ أنني لم أتعب نفسي لشيء بعد) وهنا التفت إلي وقال أنه مستعد لإلغاء المحاضرة إذا كان الاستمرار في مواجهة الحالة القائمة قد يسبب متاعب لي. قلت له: (أننا غير مسئولين عما تأتي به الأقدار، ولقد وضعنا في هذا الموقف فعلينا أ، نقبل به ونسلم، وأن نواجه المتعنتين بالمنطق الذي يتفق مع الموقف). وهنا قلت له: (ترى لو دعي مبشر للخطابة عن المسيحية في مسجد إسلامي، أتظن أنه يترك هذه الفرصة تفلت من بين يديه؟ أقول هذا وقد اطلعت على ما نشر عن بعض المبشرين الذين أقحموا أنفسهم ومن غير دعوة سابقة، فتقدموا للخطابة وسط الجماهير الإسلامية عند انتهائهم من صلاة الجمعة، فكانوا في موقفهم هذا دعاة يدعون إلى دينهم بطريقة لا يستسيغها العقل.
ومع ذلك فنحن مدعوون، فكيف نعتذر عن انتهاز فرصة مثل هذه؟ أما من ناحيتي فقد عزمت على تقديمك بكلمة وسألقيها على كل حال).
فلتفت ألي وقال (نعم ليس من الرجولة في شئ أن نعتذر الآن) قلت (أنني أن أتردد من تقديمك ولكني أن أعلمك بأن تقديمي سيأتي في كلمة أطول من المعتاد.
حتى أرد على هذه الحملة القائمة والتي أعتبرها هامة جداً في نظري بحيث إذا لم أوقف في الرد عليها فلن أستطيع أن أقوم بأي عمل إنشائي في هذا الحقل العربي هنا). وافترقنا بعد أن أعلمني أنه سيلقي كلمة في نادي مدرسة روضة المعارف الإسلامية (لا جمعية المقاصد الإسلامية كما ذكرها عزته في الصفحة 247 من كتاب (حياتي) فإن جمعية المقاصد الإسلامية هي في بيروت وليست بالقدس) وسئقدمه هناك لجمهور المستمعين المسلمين حضرة الأستاذ حسن الأستاذ حسن أبو رحاب. وجاء موعد المحاضرة في دار جمعية الشبان المسيحية، وهي دار جمعية الشبان المسيحية، وهي دار فخمة متسقة الأرجاء - أرجو أن يكون للمركز العام للشبان المسلمين مثل هذه الدار في مدينة القاهرة - وقد خصص لالقاء المحاضرة البناء الذي يشغله المسرح، فامتلأت مقاعد بالمحاضرين وتقدمت بإلقاء كلمة لا أجد غضاضة في نفسي من نشر بعض مقتطفات منها.
وقد حدث فعلاً أن الجرائد العربية التي وجهت اللوم إلينا نشرت في أعدادها الصادرة في يوم الجمعة 24 يناير وفي مقدمتها جريدة اللواء وجريدة الدفاع كلمة التقديم وأشارت إليها وإلى أهميتها كما نشرت بقية الجرائد العربية مقتطفات من هذه الكلمة.
ومن تلك اللحظة شعرت بان صلاتي مع هذه الكلمة.
ومن تلك اللحظة شعرت بان صلاتي مع الجرائد العربية في فلسطين قد دخلت عهداً جديداً من الثقة والتفاهم والتعاون.
وأحاطني الكثير من أهل الرأي بتشجيعهم وعطفهم. وأنى أنقل للقارئ بعض ما جاء في مقدمة هذه الكلمة لأنها من أثمن ما اعتز به في حياتي: قلت: لقد جاء الإسلام بدعوة عالمية، نشرت بين الناس ديناً وتعاليم وأفكار، جاء بدعوة نفخت فيهم روحاً جديدة، جعلتهم يلتمسون صلاح آخرتهم بإصلاح دنياهم، حينما أخذوا يتطلعون إلى حياة أرقى بما كانوا فيها، حياة يطمئن إليها العقل ويرتاح إليها الإيمان. ولم تمض غير سنوات قليلة على أتباع هذه الدعوة وأنصارها، حتى أصبحوا قوة هائلة أخذت تفرض نفسها على جزء كبير من العالم المعروف وقتئذ. فأثرت في حركته وسيرة وتطوره، وبرزت قوة الإسلام في تاريخ الإنسانية واضحة ظاهرة لا يمكن إخفاؤها أو التقليل من شأنها. ومنذ ذلك التاريخ لفتت هذه الدعوة الأنظار، وأخذ الباحثون ينقبون عن منشأ هذه الحركة، ويتعرفون أسباب نجاحها وانتشارها ومدى أثرها وسر بقائها إلى اليوم. (والإسلام ككل حركة عالمية، انقسم الناس في الحكم عليه إلى فريقين: فريق يشمل أصدقاءه وأتباعه وأبصاره ومن أراد أنصافه من غير أهله.
والفريق الآخر يجمع الخصوم والأعداء أو الذين لم يجدوا في أنفسهم، ما يدفعهم إلى التعرف على محاسنه أو الافرار بتراثه). (فمن أولى البديهيات أن نعمل على أ، يتعرف غير المسلمين حقيقة هذه الدعوة ومراميها وأهدافها وما أحدثته هذه الرسالة من نتائج). (ومن أحق من أهلة أن يحدث الناس عنه؟ وأن يظهروا محاسنه؟ وأن يزيلوا ما علق خطأ بأذهان الناس عنه؟ نتيجة دعاية الافتراء عليه والتسليم بعدم إنصافه. لهذا كله لبيت هذه الدعوة، وكان أمامي ثلاثة دوافع لو جاء واحد منها على انفراد لكان وحده كافياً للتشجيع إلى أجابتها من غير تردد أو توقف: أولها - واجب الرجل المؤمن الذي لا يخشى إلا الله في عمله وتصرفاته. ثانيها - مكانة الأستاذ المحاضر ومقامه العلمي وثقتنا فيه. ثالثها - ما أظهرته الجمعية بدعوتها لنا من التقرير للإسلام كدين من الأديان الكبرى، فضربت لنا كما قلت مثلاً لحرية الفكر وأظهرت نية طيبة، أن أوسعت لنا صدرها لأنصاف الإسلام في دارها فيجب علينا أن نقابل هذه النية وأن نلبيها) وأظن أنني قد عرضت بهذه المقدمة إلى أهم ما يدور بخلد كل فرد مسلم منصف، وهنا رأيت ألا أتأخر بعد حديثي عن الإسلام أن أشير إلى تأكيد العلاقة القائمة بين مصر والأقطار العربية وفلسطين بصفة خاصة فأوضحت ما يجول بخاطري بالكلمة الآنية: لست بحاجة إلى تقديم الأستاذ إليكم، فهو رجل معروف بعلمه وثقافته في الأقطار العربية؛ إذ هو في طليعة المجاهدين في خدمة الأدب العربي وبعثة.
ولقد سبقته شهرته إلى هذه البلاد ككاتب ومؤلف وأستاذ فهو ليس إذن بحاجة إلى التعريف والتقديم) (بل أقول أكثر من هذا: أنني لا أشك لحظة واحدة بأن في هذا الجمع كثرين في استطاعتهم أن يحدثونا عن علم الأستاذ وأثره ومؤلفاته بأسلوب وبيان أعجز عنهما). (ومع هذا فإني نظرت إلى هذا الحفل فإذا هو مكون من خيرة أفاضل الناس في قطر عربي عزيز على قلب كل مصري، لأن أهله باختلاف نزعاتهم وأديانهم تربطهم بنا روابط لا انفصام لها ولكن أعلاها وأبقاها مع الزمن وحدة اللغة والتفكير والثقافة.
لهذا شعرت بأنني لن أكون غريبا هنا.
بل أنني سأجد بينكم ما يشجعني على إلقاء هذه الكلمة وأنا واثق من أن شعوركم معي وانه سيشفع لديكم إذا اختصرت في ناحية أو تلعثم لساني أمامكم مرة ومرتين.
فالأستاذ أحمد أمين لا أقدمه كأستاذ مصري فأعده ملكا للكنانة وحدها، بل أقدمه إليكم كأديب عربي أدبه وعلمه من حق الناطقين بالعربية كافة.
وأقول لكم إن ما أحرزه من نجاح وتوفيق نعده نحن معاشر المصريين نجاحاً وتوفيقاً للأدب العربي ونصراً للثقافة التي تجمعنا بكم وللفكر العربي الذي نشترك فيه وننحدر منه ونعتز به، وفي هذا أيها السادة ما يثبت أقدامي أمامكم ويجعلني مطمئناً من أن الأستاذ المحاضر سيلقي من ترحيبكم ومودتكم في القدس ما سبق أن أحيط به من ترحيب ومودة في كل قاعة ألقي محاضرة فيها). ولقد كان بوسعي أن أقف عند هذه الخاتمة لولا أنني أردت أن أشير إلى مكانة فلسطين وما كنت أنتظره لها من مستقبل وما كانت تحيط بنا من غيوم متلبدة وقتئذ، فأردت أ، أتحدث عما يجول بأنفسنا من رغبة في دفع موجة التشاؤم التي كانت سائدة وقلت ما يأتي: (في هذه البلاد المضيافة، وعلى أرضها المقدسة للأديان المنزلة جميعاً: هنا حيث استلم الشرق هداية العالم يوماً ما حينما ظهرت إلى العالم معلم الناصرة عيسى أبن مريم منذ ألفي عام؛ هنا حيث ينظر أتباع الديانات الكبرى إلى قدسية هذا المكان، هنا يحدثنا الأستاذ بحرية تامة عن الإسلام وأثره في وقت كثر فيه عدد المتشائمين الذين يشكون في عظمة هذا الشرق ومستقبله - أولئك الذين لم يلمسوا إلا آثار الجمود والتسليم ومظاهر الضعف والفقر البادية في كل مكان فكأنهم لم يروا إلا ظلمات بعضها فوق بعض). (أننا نقول لهم كذلك كانت السنوات والعصور التي سبقت دعوة الإسلام كانت لياليها ظلماء لا أثر لنور الأمل فيها، وكانت عوامل الفناء والتفكك تعمل في كل مكان، حتى لقد كان يخيل إلى من عاشوا في القرن السادس الميلادي أن الشعوب الشرقية التي ورثت مدنيات مصر وقرطاجنة وآشور وبابل وفينيقيات.
قد شاخت وهرمت وفقدت شخصيتها وميزاتها وقوتها الدافعة فأصبحت فريسة مدنيات أقوى منها من صنع روما وبيزنطة، ولكن هذه الشعوب نفسها التي غلبت على أمرها نراها وقد استحالت مرة واحدة أمماً فتية فكأنها بعثت بعثاً ونشرت نشراً.
والفضل في نهضتها لتعاليم الإسلام حين تحرر الشرق من جبروت روما وخرج للعالم بشخصيته واستقلاله الفكري للعمل مرة أخرى كقوة عظيمة تزحف على العالم وتؤثر في حركته وتاريخه وسيره وتطوره). (وهانحن اليوم نعاني نفس ما عاناه أسلافنا، فهل لنا أ، ننظر إلى ماضينا، وإلى تلقى دروسه لنتخذ من ذلك دعامة للمستقبل ولنتعرف القوى الكامنة فينا ليكتب لها الانطلاق والخلود؟) (على أي أساس اخترنا لنهضتنا سواء كان ذلك في نطاق القومية أو العالمية فإننا في حاجة إلى بعث جديد وقوة معنوية تحركنا للعمل للوصول إلى حياة أعلى وأكمل وأعظم شأنا من ظروف الحياة التي نعيشها في الوقت الحاضر). (أننا إذاً اكتشفنا هذه القوى الكامنة فينا وعملنا على تركيزها وتنظيمها نكون جديرين بحمل الأمانة التي حملها الشرق من قبل وتسلم رسالته الخالدة، ويصبح الشرق جزاءاً هاماً واعياً مكملاً للإنسانية المنتبهة المتيقظة العاملة في بناء صرح مستقبل هذا العالم). هذه بعض فقرات من حديث تلك الليلة وهو حديث - كما قلت - تفضل رجال الفكر في فلسطين بالترحيب به، ونشرته أغلب الجرائد وأشارت إليه.
ولقد كنت أود أن يشير حضرة صاحب العزة الأستاذ أحمد أمين بك إلى اشتراك القنصلية الملكية المصرية العامة في القدس معه في هذا الموقف الذي قال عنه (أنه كان عجيباً حقاً مربكاً حقاً).
فقد قرأت كتابة الممنون بأسم (حياتي) ولفت نظري صديق عزيز علي هو الأستاذ محمد عبد الغني حسن إلى حادث القدس وكيف أفرد له الأستاذ ثلاث صفحات من كتابه فلم يذكر كلمة واحدة عن الذين شاركوه في هذا الموقف الذي كان فيه من العناء الشيء الكثير على حسب تعبيره.
ولذا رأيت من واجبي أن أنشر هذه الصفحة المطربة ولا أجد ما أقوله سوى أنني وغيري ممن ألقي عليهم واجب تمثيل مصر في تلك الفترة لقوا في أثناء قيامهم بواجباتهم الكثير من هذه المواقف: أذكر واحدً منها حينما أقمت حفلة للأستاذ أسد رستم بمناسبة إخراجه أول مجلد من كتاب (وثائق الشام) وكيف حملت بعض الجرائد علىَّ حملة مثل هذه فكان للقنصلية الملكية المصرية العامة ببيروت موقفاً يشبه موقف في القدس. أحمد رمزي مراقب عام مصلحة التشريع التجاري والملكية الصناعية