أرشيف المقالات

قبس من إعجاز القرآن الكريم

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
قبس من إعجاز القرآن الكريم

أما وجوه إعجاز القرآن الكريم، والذي جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهي عديدة وعظيمة، منها:
أولاً: حُسن تأليفه، والْتئام كلامه، وفصاحته، وبلاغته الخارقة عادة العرب الذين هم فرسان الكلام، وأرباب هذا الفن والمجال، وقد نزَل القرآن بلغتهم، فكان معجزًا لهم، فمن باب أَولى أن يكون أشدَّ إعجازًا لمن دونهم في هذا الشأن.

ثانيًا: صورة نظْمه العجيب، والأسلوب الغريب المخالف لأساليب كلام العرب، ومنهاج نظْمها ونثرها الذي جاء عليه، ووقَف عليه مقاطع آياته، وانتهت إليه فواصل كلماته، ولم ولن يوجد قبله ولا بعده نظيرٌ له.

ثالثًا: ما انطوى عليه من الإخبار بالمغيبات، وما لم يكن، فوُجِد كما ورَد.
 
رابعًا: ما أنبأَ به من أخبار القرون السالفة، والأُمم البائدة، والشرائع الدائرة، فما كان لِيعلمَ منه القصةَ الواحدة إلا الماهرُ الذي قطع عُمره في تعلُّم ذلك من أهل الكتاب، فيُورده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على وجهه، ويأتي به على نصِّه، وهو أُميٌّ لا يقرأ ولا يكتب.
 
خامسًا: جمْعه لعلوم ومعارفَ لم يَجمعها كتابٌ من الكتب، ولا أحاط بعِلمها أحد، في كلمات قليلة، وأحرف معدودة.

فهذه أصول كلية لبعض أوجه إعجاز القرآن الكريم، سنتعرَّض لشيءٍ من التفصيل في هذا المقام للوجه الأول والثاني، والمتعلق بنظْم القرآن وصورته وألفاظه، وذلك تحت عنوان (الإعجاز اللغوي)، أما باقي الأوجه، فسنتناولها - إن شاء الله تعالى - في فصول مستقلة؛ لنجمعَ معها ما ورَد عن سنة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم [1].



[1] الشفا بتعريف حقوق المصطفى - صلى الله عليه وسلم؛ للقاضي عِياض (1/ 270)؛ بتصرُّف.

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢