ديوان الإفتاء [503]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين, حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه, وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد, الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير، والبشير النذير, وعلى آله وصحبه أجمعين.

سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ[البقرة:32], اللهم علمنا علماً نافعاً، وارزقنا عملاً صالحاً, ووفقنا لرحمتك لما تحب وترضى.

أما بعد:

إخوتي وأخواتي! سلام الله عليكم ورحمته وبركاته, ومرحباً بكم في حلقة جديدة, نسأل الله أن يجعلها نافعة مفيدة, وأبدأ بالأسئلة الواردة عبر الشريط الأخضر فأولها:

السؤال: إذا كان الشخص صائماً في شهر رمضان، واغتاب أحداً, فهل عليه قضاء ذلك اليوم؟

الجواب: لا, ليس عليه قضاء؛ لأن الغيبة ليست من مفسدات الصيام، لكنها من الأمور التي تنقص أجره, فالمطلوب من الصائم أن يكف لسانه، وأن يغض بصره، وأن يصون سمعه, وأن يشغل وقته بطاعة الله عز وجل.

السؤال: ما حكم إظهار المرأة للحناء خارج المنزل؟

الجواب: قال الله عز وجل: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا[النور:31], على رأي عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بأن ما ظهر منها, أي: الوجه والكفان وما عليهما, لكن أقول: لا ينبغي للمرأة أن تظهر زينتها، خاصة إذا كان نقشاً بالحناء, أو كحلاً في العينين، أو زينةً على الوجه؛ لأن هذا كله من دواعي الفتنة، ومن مسببات المعصية.

السؤال: ما حكم الصلاة في أحد المساجد الذي به قبة وبداخلها قبور؟

الجواب: إذا وجدت مسجداً غيره فلا تصل فيه؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن بناء المساجد على القبور, ونهانا عن اتخاذ القبور مساجد, ولعن من اتخذ ذلك. قال: ( لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم والصالحين مساجد ), وقال: ( ولعن الله زوارات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج ).

السؤال: ما حكم الاستماع إلى الأغاني الوطنية؟

الجواب: إذا كانت أغان وطنية كلامها طيب، ولا تصحبها معازف, فلا بأس من الاستماع إليها ولا حرج في ذلك, أما المعازف فعلى قول جماهير أهل العلم: هي من المحرمات.

السؤال: أقاربي لأبي يقطعون زيارتي، أزورهم قليلاً حتى لا أقطع, هل تكفي النية؟

الجواب: لا بد أن تزورهم؛ لأن الله عز وجل قال: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ[الأعراف:199], وقد نزل جبريل على النبي الأمين صلوات الله وسلامه عليه وقال له: ( يا محمد! إن الله يأمرك أن تصل من قطعك, وتعطي من حرمك, وتعفو عن من ظلمك ), ولما شكا أحد الصحابة بمثل هذه الشكوى, فقال:( يا رسول الله! إن لي أرحاماً أصلهم فيقطعونني, وأحلم عليهم ويجهلون عليّ, فقال له عليه الصلاة والسلام: إن كنت كذلك فكأنما تسفهم المل, ولا يزال لك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ), فصل أرحامك، واتقِ الله عز وجل فيهم ما استطعت, والله جل جلاله يجزيك بذلك أجر الدنيا والآخرة: وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ[النحل:122].

السؤال: دائماً تشكو أختي من سهر زوجها حتى وقت متأخر من الليل في لعب الكتشينة.

الجواب: لا شك أن هذا ينافي المعاشرة بالمعروف، التي أمر بها ربنا جل جلاله فقال: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ[النساء:19], ومن المعاشرة بالمعروف: أن يؤنس الرجل زوجته, وأن يدخل السرور عليها, وأن يفشي السلام في بيته, وأن يطيب الكلام، وأن يكون وجهه طليقاً مع أهله, أما ما اعتاده بعض الأزواج من أنه يأتي من العمل متأخراً فيتناول طعامه ثم يغط في نوم عميق, ثم بعد ذلك يقوم فيخرج ثانيةً ويسهر مع أصحابه إلى وقت متأخر من الليل, ثم يأتي ليتناول عشاءه وينام, ثم يقوم في اليوم الثاني ليذهب إلى عمله وهكذا, والزوجة لا تجد منه نقيراً ولا قطميراً, فهذا يتنافى مع المعاشرة بالمعروف التي أمر بها رب العالمين جل جلاله؛ ولذلك أقول لإخواني: ( اتقوا الله في النساء, فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ).

السؤال: ما معنى: ليس للمرأة إقامة؟

الجواب: ليس له معنى، وليس كلاماً صحيحاً, بل المرأة كالرجل من السنة إذا أرادت أن تصلي الفريضة أن تقيم الصلاة.

السؤال: هل يقع طلاق المرأة إذا كانت حاملاً؟

الجواب: اللهم نعم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لـعمر بن الخطاب : ( مره -أي: مر ولدك عبد الله - فليراجعها، ثم ليمسكها حتى تطهر، ثم تحيض، ثم تطهر، ثم تحيض، ثم تطهر, وإن شاء طلقها طاهراً أو حاملاً ), فطلاق الحامل واقع, وقد نقل بعض أهل العلم الإجماع على ذلك.

السؤال: شخص أعطاني خمسمائة جنيه، وقال لي: بعد شهر ترجعها ستمائة جنيه؟

الجواب: لا شك أن هذا هو عين الربا, وقد جمع بين ربا النَساء وربا الفضل, وقد قال الله عز وجل: اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ[البقرة:278-279], وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لعن الله آكل الربا وموكله, وكاتبه وشاهديه ), وقال: ( هم سواء ), وقال: ( الربا ثلاثة وسبعون باباً, أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه ).

السؤال: أسأل عن الكرامة بعد حفظ القرآن، ما حكمها؟

الجواب: لا حرج إن شاء الله, لو أن الإنسان أكرمه الله بحفظ كتابه الكريم، فذبح ذبيحة، أو صنع طعاماً ودعا إليه الناس، أو حمله إلى المسجد شكراً لله على نعمته, فهذا من صالح العمل وهو مأجور, أما من كان يفعل ذلك رياءً ويقول: أيها الناس! أنا أحفظ القرآن، أنا من حفظة القرآن فهذا هو البلاء المبين, نسأل الله العافية.




استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة اسٌتمع
ديوان الإفتاء [485] 2824 استماع
ديوان الإفتاء [377] 2655 استماع
ديوان الإفتاء [277] 2537 استماع
ديوان الإفتاء [263] 2535 استماع
ديوان الإفتاء [767] 2508 استماع
ديوان الإفتاء [242] 2479 استماع
ديوان الإفتاء [519] 2469 استماع
ديوان الإفتاء [332] 2446 استماع
ديوان الإفتاء [303] 2407 استماع
ديوان الإفتاء [550] 2407 استماع