ديوان الإفتاء [359]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم.

أما بعد:

إخوتي وأخواتي! فنحن في شهر شعبان، هذا الشهر المبارك الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعظمه، ويكثر من الصيام فيه، كما ثبت عن أمنا عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ( ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتم شهراً إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان )، وكان يقول: ( ذاك شهر غفل عنه الناس بين رجب ورمضان هو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله عز وجل، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ).

والإكثار من الصيام في هذا الشهر المبارك من السنن التي تعلمناها من نبينا عليه الصلاة والسلام، قال أهل العلم: كان يكثر من الصيام في شعبان استعداداً لرمضان، وكذلك لأن زوجاته رضوان الله عليهن كن يقضين في شعبان، فكان يصوم بصيامهن، وقيل: بل كانت تفوته أيام التطوع، يعني: الثلاثة الأيام من كل شهر التي كان يحرص عليها، كانت تفوته أحياناً بسبب سفر أو غيره، فكان يجمعهن في شعبان، وقيل: بل لأنه يفوته في رمضان التطوع؛ لأن رمضان وقته ضيق لا يسع صياماً سوى الفريضة، فكان عليه الصلاة والسلام يكثر من التطوع في شعبان؛ ليعوض ما يكون من فواتٍ في رمضان، وقيل غير ذلك، والأقرب -والعلم عند الله تعالى- أنه كان يفعل ذلك استعداداً لرمضان، وتحرياً للأوقات الفاضلة؛ لأن شعبان شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله عز وجل.

وأريد أن أنبه: أنه من كان عليه قضاء من رمضان الذي مضى فليبادر إليه الآن، خاصة أخواتنا ممن أفطرن بسبب العذر الشرعي، أعني: الحيض، فعليهن أن يبادرن إلى القضاء الآن قبل أن يدخل رمضان، وعلينا كذلك أن نفرح لقرب هذا الشهر المبارك، ونهيئ له بقلوب مطمئنة، وأرواح نشطة فرحة، وعلينا كذلك أن نهيىء البرامج المناسبة لهذا الشهر المبارك، من أجل أن نخرج منه بأكبر قدر من الحسنات، فإنه شهر تفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب النيران، وتصفد مردة الشياطين، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.

الحكم على حديث: (إن الأحباش إذا جاعوا سرقوا وإذا شبعوا زنوا )

السؤال: أسأل عن صحة الحديث: ( إن الأحباش إذا جاعوا سرقوا، وإذا شبعوا زنوا )، وأريد فهمه؟

الجواب: هذا حديث موضوع مكذوب باطل، لا تحل روايته إلا لبيان كذبه، ونبينا صلى الله عليه وسلم أعف لساناً وأكرم حالاً من أن يذم جنساً بأكمله، فالأحباش لا بد أن نتذكر أن منهم بلالاً سيدنا رضي الله عنه الذي بشره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وقال له: ( سمعت قرع نعليك بين يدي في الجنة فأخبرني بأرجى عملٍ عملته، قال: يا رسول الله! ما أحدثت إلا توضأت، ولا توضأت وضوءاً إلا صليت به ركعتين )، ومنهم النجاشي أصحمة رحمه الله وأكرمه، ومنهم كذلك أولئك الطيبون الأبرار الذين قال الله فيهم: وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ [المائدة:83]، وهذا الحديث المكذوب المختلق، ومثله أيضاً في أجناسٍ أخرى، لكن نطوي عنه كشحاً ولا نلتفت إليه.

المراد بالمصالح المرسلة

السؤال: ما هي المصالح المرسلة؟

الجواب: المصالح المرسلة كما يقول أهل الأصول: هي التي لم تأت الشريعة باعتبارها، ولا بإلغائها، وإنما سكتت عنها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدوداً فلا تنتهكوها، وسكت عن أمور رحمة بكم غير نسيان، فلا تسألوا عنها )، فالمصالح المرسلة ينظر الناس فيما يناسب أحوالهم، فيقروه.

الدعاء دبر كل صلاة

السؤال: الدعاء دبر كل صلاة ما حكمه، أهو بدعة؟

الجواب: لا، بل الدعاء دبر كل صلاة مشروع، فإن نبينا عليه الصلاة والسلام قال لـمعاذ بن جبل : ( والله إني لأحبك فلا تدعن دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك )، لكن كل منا يدعو لنفسه، يعني: ما ندعو دعاءً جماعياً، وإنما كل منا يدعو لنفسه بما يريد، وقد قال ربنا سبحانه: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [الأعراف:55].

لبس البنات الصغار للبناطيل

السؤال: هنالك من يتساهل في لبس بناته البناطيل، ويشتريها للصغيرات فما رأي الدين؟

الجواب: أما البالغات فلا؛ لأن البنطال معلوم بأنه يحدد الجسم، ويصفه، ومن شروط لباس المرأة المسلمة أن يكون فضفاضاً لا يصف، أما بالنسبة للصغيرات فالأمر فيهن واسع، لكن ينبغي للأم أن تعود بناتها على الحشمة والوقار منذ التمييز، يعني: منذ أن تكون الصغيرة تشتهى إذا بلغت سبعاً، فما زاد على ذلك من السنوات تعودها الحشمة والوقار، والعفاف، وأن تبين لها حقيقة الأمر بأنها أنثى، وأن الله عز وجل جعل للأنثى أحكاماً كما جعل للذكر أحكاماً، وقد قال: وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ [النساء:32]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال، ولعن الرجل يمشي مشية المرأة، والمرأة تمشي مشية الرجل، والرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل ).

ما يلزم المأموم إذا جاء والإمام في السجود أو في التشهد الأخير

السؤال: إذا دخلت المسجد وجدت الناس في السجود أو الجلوس الوسط أو الأخير، هل أخر، أم أنتظر قيام الناس وتسليمهم؟

الجواب: لا، بل تدخل مباشرة في الركن الذي هم فيه، يعني: إذا دخلت إلى المسجد ووجدت الإمام راكعاً فكبر للإحرام، ثم كبر للركوع، وإذا وجدته ساجداً كبر للإحرام، ثم كبر للسجود، وهكذا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إذا دخل أحدكم المسجد والإمام على هيئة فليصنع كما يصنع الإمام ).

ما يلزم الإنسان إذا أخذ مال غيره وقت الصغر

السؤال: هل ما يأخذه الطفل وهو جاهل من مال بغير علم أهله يجب أن يرده بعد أن يكبر؟

الجواب: لا، لا يجب عليه رده، بل هذا الذي كان أيام صغره معفو عنه؛ لقول نبينا عليه الصلاة والسلام: ( رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يفيق ).

حج أصحاب المهن التابعة للحج وحج المرأة بغير محرم

السؤال: ما رأي الدين في حج البعثة لأصحاب المهن؟ وهل يجوز للمرأة غير المتزوجة أن تحج من غير محرم؟

الجواب: حج أصحاب المهن، لعله يقصد بذلك الأطباء، وضباط الجوازات، وغيرهم ممن يقومون على خدمة الحجيج، نقول: لا مانع من هذا، لو أن الإنسان خرج طبيباً أو ممرضاً، أو أميراً على فوج، ثم بعد ذلك حج فلا مانع؛ لأن علماءنا من قديم قالوا بجواز حج المكاري، والمكاري هو الذي يؤجر دابته، وكذلك التاجر وغيره، وقد قال ربنا: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ [البقرة:198] أي: في موسم الحج، لكن شريطة ألا يؤثر حجه على أداء المهمة التي من أجلها ابتعث، يعني: مثلاً الطبيب في يوم عرفة، يقول: لا، أنا مشغول بالدعاء والذكر، ويترك الحجاج من أصيب بضربة شمس، ومن أصيب بضعف الدم، والشيخ الكبير، والمرأة العجوز، وغيره ممن يحتاجون إلى رعاية وعناية، فنقول له: يحج، لكن بما لا يؤثر على المهمة التي من أجلها ابتعث.

أما حج المرأة من غير محرم، فإذا كانت حجت الفريضة، وخرجت في رفقة مأمونة، فلا حرج إن شاء الله.

منع التسول في المسجد

السؤال: أسأل عن السائل الذي في المسجد هل يمنع من السؤال في المسجد؟

الجواب: يقصد بذلك أن بعض الناس يقوم بعد الصلاة، فيخاطب المصلين مبيناً رقة حاله وعظم حاجته، ويطلب منهم أن يساعدوه، هل يمنع أو لا؟ نقول: لا يمنع شريطة ألا يشوش على المصلين، وشريطة ألا يعلم من حاله أنه قد امتهن السؤال، يعني مثلاً: هناك بعض الناس تجده في هذا المسجد، وبعد أيام لو صليت في مسجد آخر تجده، وبعد أيام في مسجد ثالث، وهكذا، قد احترف السؤال عياذاً بالله، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من سأل الناس وعنده ما يكفيه جاءت مسألته خموشاً أو خدوشاً في وجهه يوم القيامة، حتى يلقى أحدهم ربه وليس في وجهه مزعة لحم )، فمثل هذا يمنع، ولذلك عمر رضي الله عنه لما قام سائل في المسجد يسأل، قال لأحد الصحابة: اذهب به فعشه، ثم جاء الرجل في صلاة العشاء فقام يسأل الناس، فقال عمر للصحابي: ألم أقل لك عشه! فقال الصحابي: قد عشيته يا أمير المؤمنين، أمسك عمر بكيس ذلك الرجل أو مخلاته، فنثرها في المسجد، ونثر ما فيها، ثم ضرب بها وجهه، وقال له: الآن فسأل الناس. فمثل هذا يزجر، وكذلك الذي يشوش على المصلين، يعني: بعضهم بمجرد أن يقول الإمام: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله، يقوم بصوت عالٍ مزعج ويتكلم وما أشبه ذلك، والمفروض أن يصبر إلى أن يفرغ المسبوق من صلاته، وإلى أن يتم الناس الباقيات الصالحات، ثم بعد ذلك يعرض حاجته ولا مانع من ذلك إن شاء الله.

ما يفعل من ابتلي بمس شيطاني هو وزوجته وأولاده

السؤال: أنا وزوجتي أصبحنا في مشاكل مستمرة، وأصبحت أسرتي في حالة مرض مستمر، فذهبنا لشيخ وقرأ علينا، فوقعنا جميعاً ضحية لعمل شيطاني، فماذا نفعل حتى لا يتكرر الأمر؟

الجواب: أسأل الله عز وجل أن يعافيك وزوجك، وأولادك، وأن يصرف عنكم شر كل ذي شر، والمطلوب منك أخي أن تكثر من الاستغفار، وأن تستعين بالتحصينات الشرعية، كآية الكرسي والمعوذات، وكذلك أن تتقي الله عز وجل ما استطعت، فإن من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب، وهذا أمر معتاد، و( أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل )، ( وإذا أحب الله قوماً ابتلاهم )، ونسأل الله أن يصرف عنك شر الأشرار.

قول: (الصلاة خير من النوم) في الأذان الأول أم الثاني

السؤال: إمام مسجدنا يرى أن (الصلاة خير من النوم) في الأذان الأول، وسمعنا فتوى أنها في الثاني فما هو الحل؟

الجواب: والله حلكم مع إمامكم هذا، فعليكم أن تبينوا له أن أمره هذا مخالف لما عليه عامة المسلمين، ومطلوب منه أن يكون مع الجماعة حتى لو كان عنده رأي خاص في هذه المسألة، فما ينبغي أن يشوش على الناس، فكلموه برفق وهدوء، واحفظوا له مكانته، واجعلوا بعض الناس ممن يجلهم يتكلمون معه، لعل الله يهديه سواء السبيل.

شرطية دخول الوقت في التيمم

السؤال: تيممت لعذر قبل دخول الوقت، وانتظرت الصلاة، فهل يلزمني إعادة التيمم عند دخول وقت الفريضة؟

الجواب: نعم، التيمم من شروط صحته: أن يكون بعد دخول الوقت؛ لأن الله قال: فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا [النساء:43]، قال قبلها: إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ [المائدة:6]، فالأصل بأن الوضوء لا يكون إلا بعد دخول الوقت، لكن استثني الوضوء لأنه ثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه توضأ قبل دخول الوقت، أما التيمم فباقٍ على الأصل أنه لا يكون إلا بعد دخول الوقت.

ما يفعل من خطب امرأة وهي لا تحبه

السؤال: أنا إنسان خاطب، وخطيبتي تحب غيري، قدرما حاولت لقيت هناك كراهية، ماذا أفعل؟

الجواب: نعوذ بالله من العجز والكسل، إذا كانت تحب غيرك فالنساء سواها كثير، ابحث عن غيرها، ولا تفرض نفسك على من لا يريدك، فإن الله عز وجل جعل في الأمر سعة، وما ينبغي لك أن ترضى لنفسك بالدون، حتى لو أنك تزوجت بهذه المرأة فلا تطيب حياتكما؛ لأن الانسجام بينكما غير حاصل، فلا ترضى لنفسك بالدنية، وكما أعرضت عنك فأعرض عنها، وادع الله لها بأن يغنيها من فضله، وأن يغنيك من فضله.

الحلف بالطلاق

السؤال: إذا حلف الرجل بالطلاق على شخص أن يأكل ورفض، هل يعتبر طلاقاً؟

الجواب: والله ما عندي جواب على هذا السؤال إلا أن أقول كما قال علماؤنا المالكية: الحلف بالطلاق يمين الفساق.

الصلاة بالتيمم لمن كان جنباً

السؤال: عندما يصبح الإنسان جنباً هل يمكن أن يصلي الصبح بالتيمم؟

الجواب: نعم، إذا كان معذوراً، أي: إذا كان لا يجد ماءً، أو لا يقدر على استعماله، فإنه يتيمم ويصلي، كما فعل عمرو بن العاص رضي الله عنه حين أصبح جنباً، وكان الجو بارداً فتيمم وصلى بالصحابة، وتأول قول الله عز وجل: وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا [النساء:29]، وحين علم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينكر عليه.

بغض من يدعو إلى الاختلاط

السؤال: هل يجوز أن أبغض من يدعو للاختلاط باسم أخوة الدين؟ وهل عليّ إثم؟

الجواب: الأصل بأن المسلم لا يبغض بالكلية، وإنما نبغض عمله، يعني: لو أنك رأيت مسلماً سكيراً، أو رأيت مسلماً متهتكاً، أو رأيت مسلماً مفرطاً في بعض الواجبات، فإننا نبغض ما هو عليه من الإقدام على المحرمات أو ترك الواجبات، لكن لا نبغضه بغضاً كلياً، فإن هذا منهي عنه.

التبرع لبناء كنيسة

السؤال: هل يجوز للمسلم التبرع بمالٍ لبناء كنيسة؟

الجواب: لا يجوز للمسلم أن يتبرع لبناء خمارة؛ لأنه مكان يعصى فيه الله، ولا يجوز له كذلك أن يتبرع لإقامة تمثال مثلاً، ولا يجوز لمسلم أن يتبرع من أجل إقامة حفل راقص، فهذا كله من التعاون على الإثم والعدوان، وكذلك لو أنك تبرعت لبناء مكانٍ يشرك فيه بالله عز وجل، سواء كان كنيسة أو غيرها، وينسب لله الصاحب والولد، فهذا أشد وأنكى، وهذا من التعاون على الإثم والعدوان، نعوذ بالله من الضلال.

نصاب زكاة المال بالجنيه السوداني

السؤال: كم يبلغ نصاب زكاة المال بالجنيه السوداني؟

الجواب: ستة آلاف، فمن ملك ستة آلاف جنيه، أو كما يقول الناس: ستة ملايين، فهذا هو النصاب الذي تجب فيه الزكاة، والعلم عند الله تعالى.

المتصل: أنا نويت أن أحج إن شاء الله، وقدمت إلى مؤسسات الحج، فقالوا لي: عمرك صغير ولا بد من محرم معك، فقال لي بعض الناس: نخرج لك جوازاً آخر ونغير عمرك الحقيقي حتى يقبلوا الجواز، فهل هذا العمل جائز؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: في حال الوضوء يمكن أن أدعو أو ألتزم الصمت، وإذا تكلمت بكلام من كلام الدنيا هل هو جائز؟

السؤال الثاني: بعد الصلاة أقرأ الأذكار والباقيات الصالحات، وأنا كاشفة لرأسي، يعني شعري غير مغطى، فهل عملي هذا صحيح؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

المتصل: عندي ثلاثة أسئلة. سؤالان من محمد الماحي الفاو المدينة:

السؤال الأول: رجل أعطاني عشرين جنيهاً لأجل أن أعطيه رصيد تحويل، لكن أعطاني الرقم ناقصاً، ثم ذهب ولم أدر أين ذهب، فماذا أفعل بماله هذا؟

السؤال الثاني: إنسان يعمل نغمة الموبايل من القرآن، وتجده إذا اتصل عليه فإنه يفتح ويقطع الآية، وهكذا يدخل الحمامات ويرن تلفونه بالقرآن، فما حكم عمله هذا؟

السؤال الثالث: فاطمة قالت: حبوبتها عملت سبيلاً لشرب الماء ثم توفيت رحمها الله، والآن بنتها باشرت العمل بعدها، فهل الأجر يكون مشتركاً بين الحبوبة الأم والبنت أو يكون للحبوبة فقط؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

السؤال: عندي سؤالان:

السؤال الأول: في سورة الكهف على لسان العبد الصالح: هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ [الكهف:78] كلمة فراق وردت بضمة واحدة، يعني: لا يوجد تنوين أريد التوضيح، وهكذا في سورة العلق في آخرها، لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ [العلق:15] هنا تنوين أو نون توكيد، أريد التوضيح أيضاً؟

السؤال الثاني: أنا أشتغل في الرسم، وأحياناً أرسم شخصيات أو حيوانات للمدارس وغير ذلك، فما حكم عملي هذا؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

السؤال: عندي سؤالان:

السؤال الأول: بعض الناس يستخدم الموبايل أثناء الخطبة لأجل تسجيل الخطبة، فيكون مشغولاً في مسك التلفون أثناء الخطبة، فهل له جمعة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من مس الحصى فلا جمعة له )، وهذا يقع كثيراً خاصة في مسجد الصحابة فأرجو التنبيه على ذلك؟

السؤال الثاني: أسأل عن المأموم الذي لا يقرأ سورة الفاتحة، هل تصح صلاته؟

حكم تزوير العمر لأجل القبول في الحج

السؤال: أختنا منى من كنانة، تقول: بأنها تنوي الحج إن شاء الله، ولما ذهبت لتقدم أخبرت بأن عمرها صغير، ولا بد من أن يكون معها محرم، وعرض عليها بعض الناس بأن تستخرج شهادة تسنين، يعني: بغير العمر الحقيقي من أجل أن تحصل على جواز آخر، ويتسنى لها الذهاب للحج، فما حكم عملها هذا؟

الجواب: لا ينبغي لك هذا؛ لأن التزوير محرم، ولا ينبغي للمسلم أن يزور، لا في جواز، ولا في بطاقة، ولا في شهادة، ولا في غيرها، فالتزوير حرام، وما كلفك الله عز وجل بأن تزوري من أجل الذهاب إلى الحج، فاصبري لعل الله يجعل لك فرجاً ومخرجاً.

الدعاء أثناء الوضوء

الشيخ: بالنسبة للدعاء أثناء الوضوء فقد ورد فيه حديث بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول: ( اللهم اغفر لي ذنبي، ووسع لي في داري، وبارك لي في رزقي، وقنعني بما آتيتني، ولا تفتني بما زويت عني )، لكن الحديث لا يصح، أما الثابت فهو التسمية في أوله قال صلى الله عليه وسلم: ( لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه )، والدعاء في آخره، بأن يرفع طرفه إلى السماء، ويقول: ( أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ).

تغطية شعر المرأة حال الإتيان بالأذكار

الشيخ: الأخت منى ذكرت بأنها إذا فرغت من الصلاة تأتي بالباقيات الصالحات، وتأتي بأذكار الصباح بعد صلاة الصبح، أو أذكار المساء بعد صلاة العصر أو المغرب، هل يلزمها تغطية شعرها؟

الجواب: لا يلزمك، فذكر الله عز وجل يجوز على كل حال، وليس بالضرورة أن تكون المرأة ساترةً لشعرها، فهذا على وجه الكمال، وليس شرطاً للصحة.

ما يلزم من كان عنده مال غيره ولم يجد صاحب المال

السؤال: عبد القادر من الشلعاب، قال: بأن شخصاً يبيع رصيداً أو يحول رصيداً بعشرين جنيهاً، والشخص الذي طلب منه التحويل أعطاه الرقم ناقصاً وذهب، فماذا يفعل بالعشرين الجنيه؟

الجواب: يعطي لنفسه مدة يجتهد في البحث عن هذا الشخص، فإذا لم يجده تصدق بهذا المال عنه.

جعل آيات من القرآن نغمة للتلفون

الشيخ: أما النغمة من القرآن فلا تجوز، يعني: بعض الناس يجعل بدل الجرس نغمة معينة من القرآن الكريم، فهذا لا يجوز؛ لأنه قد يقطع الآية في موضع لا ينبغي، أو ربما يكون في الحمام أجلكم الله فيصدع الموبايل بالقرآن في مكان ينزه القرآن أن يكون فيه، فهذا كله لا ينبغي، وما أُنزل القرآن من أجل أن يكون نغمة للجوال، وإنما كما قال ربنا: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ [الزمر:23]، وكذلك الأذان لا يجوز أن يجعل نغمة للجهاز الموبايل.

أجر سقي الماء

الشيخ: أما حبوبتك التي أقامت سبيلاً مجموعة من الأزيار (لشرب الماء)، ثم توفاها الله عز وجل، فقامت بنتها بالأمر من بعدها فلا شك أن الحبوبة مأجورة، وبنتها مأجورة، وكل من بذل عملاً صالحاً فيه نفع للناس فهو مأجور، وفضل الله واسع ورحمته سابغة جل جلاله، وهو يجزي بالعمل الواحد أشخاصاً كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إذا أنفقت المرأة من مال زوجها غير مفسدة فلها أجرها بما أنفقت، ولزوجها أجره بما اكتسب، وللخادم -وفي لفظ- وللخازن مثل ذلك ).

سبب الضمة الواحدة في قوله تعالى: (هذا فراقُ بيني وبينك) وسبب التنوين في الفعل في قوله تعالى: (لنسفعاً بالناصية)

الشيخ: أخونا صديق من المناقل فقد سأل عن قول ربنا جل جلاله على لسان العبد الصالح: هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ [الكهف:78]، لماذا كانت بضمة واحدة؟ نقول: لأنها مضافة، يعني: أضيفت للظرف، ومعلوم بأن المضاف لا ينون.

وأما قول الله عز وجل في آخر سورة العلق: كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ [العلق:15]، فالتنوين في قوله: (لنسفعاً) نون التوكيد الخفيفة، والأخ يسأل لماذا كتبت بالتنوين ولم تكتب بالنون؟ نقول: هذا يرجع فيه لعلماء الرسم، فإن بعض الكلمات أحياناً تكتب بالتاء المفتوحة، وأحياناً تكتب بالتاء المربوطة، وهكذا تكون الكلمة واحدةً تارةً تكتب هكذا وتارةً تكتب هكذا، ولا شك أن في هذا سراً، لكن يرجع فيه لعلماء الرسم القرآني من أجل أن يبينوا هذه الفروق، أما أنا فما يحضرني جواب في هذا الباب، لماذا جعلت ههنا بالتنوين، ولم تجعل بالنون؟ ونقول: ما أدبنا به ربنا على لسان الملائكة عليهم السلام: سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [البقرة:32].

رسم ما له روح

الشيخ: أما رسم الشخصيات يا صديق فلا يجوز، ارسم ما لا روح فيه، أما الناس والحيوانات، والطيور وما أشبه ذلك مما تكون فيه روح، فلا تنشئه بيدك، ولا ترسمه، وأسأل الله أن يغفر لي ولك.

المتصل: كثر الجدل في هذه الأيام عن الختان الفرعوني، كل واحد أصبح يدلو بدلوه في هذه المسألة، فمنهم من يدلو بالدين، ومنهم من يدلو على هواه، فما هو رأي علماء هذه الأمة، لماذا لا يخرجون لنا فتوى صريحة لكل العالم يعرفها عن الختان الفرعوني من الكتاب والسنة بدل هذه الكلمات التي تصدر من هنا وهناك؟

الانشغال أثناء الخطبة بتسجيلها عبر الهاتف

السؤال: أخونا مجاهد من الحاج يوسف سأل عن كون بعض الناس يعمدون إلى تسجيل خطبة الجمعة بواسطة الهاتف الجوال، ويكون الواحد منهم مشغولاً أثناء الخطبة بذلك؟

الجواب: نقول: لا يجوز؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن التشاغل حال الخطبة، فالإنسان لا يتشاغل بشيء، ولا يلعب لا بحبات مسبحته، ولا يضبط ساعته، ولا يقلب أوراقه، ولا يعبث بجيبه، ولا يمس الحصى، ولا يخطط في السجادة، بل ينبغي أن يقبل بكليته على الموعظة والذكر، كما قال عليه الصلاة والسلام: ( من غسل يوم الجمعة واغتسل، وبكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فأنصت كان له بكل خطوة يخطوها أجر صيام سنة وقيامها، وذلك على الله يسير )، والاستماع والإنصات مطلوب، لكن من أراد أن يستفيد من التسجيل، فيمكن أن يضبط جهازه قبل أن يشرع الإمام في الخطبة، ويضعه ولا يمسه بعد ذلك إلى أن يفرغ الإمام من الخطبة.

قراءة المأموم للفاتحة

الشيخ: أما قراءة الفاتحة فهي مطلوبة من الإمام والمأموم والمنفرد، في النافلة والفريضة؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب )، والمأموم يقرؤها إذا سكت الإمام بعد: (ولا الضالين) يقرؤها، وإذا كان الإمام لا يسكت فإنه يقرؤها في سكتات الإمام، إذا قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2] ثم سكت، قرأها المأموم.

الختان الفرعوني

الشيخ: أخونا صديق من الجزيرة سأل عن الختان الفرعوني ويقول: لماذا لا يخرج العلماء فتوى في ذلك؟

الجواب: قد خرجت الفتوى من الجهة المنوط بها أن تفتي في هذه المسائل، وهي مجمع الفقه الإسلامي السوداني، خرجت منه فتوى قبل سنوات في هذا الأمر، وهي فتوى مفصلة، وفيها الدليل، وفيها التعليل، وطبعاً الختان الفرعوني محرم؛ لأن ضرره ثابت، ولأنه موروث من شريعة فرعون لعنه الله، وقد قال ربنا: وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ [هود:97].

وأما الختان السني الذي يجرى بمعرفة الطبيبة الموثوقة، فإنه مطلوب، وفعله خير من تركه، والأدلة على ذلك ظاهرة، وقد ورد في الفتوى: أما ما يشغب به بعض الناس بجهل أن الأطباء مجمعون على ضرره فليس بصحيح، بل الأطباء فيهم من يقطع بفائدته، وفيهم من يسكت عن هذا، وهذا بحسب علم الطبيب، أو بحسب علم الطب الذي يتجدد في كل يوم، أما الوحي الذي نطق به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو معصوم، وقد قال ربنا جل جلاله: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:3-4]، ولما تكلم صلى الله عليه وسلم عن خصال الفطرة لم يميز بين الذكور والإناث حين أخبر بأن الاستحداد ونتف الإبط وقلم الأظفار وقص الشارب والختان من سنن الفطرة، فما فرق صلى الله عليه وسلم بين الذكور والإناث، ولذلك المرأة حتى لو نبت لها شارب مطلوب منها أخذه، وهي كذلك في قلم الأظفار ونتف الإبط، والاستحداد والختان، وعلى هذا اتفقت كلمة علماء الإسلام، يعني: حتى بعضهم يعترض بأن بعض البلاد ما فيها ختان، نقول: أفعال البشر لا يحاكم إليه الشرع، بل أفعال البشر تحاكم إلى الشرع، وليس العكس، وهذه البلاد التي ليس فيها ختان علماؤها الأفذاذ، وأئمتها الكبار صدرت منهم الفتاوى بأن الختان مسنون، ولذلك لا يلتفت إلى مثل هذا الشغب الذي يقوم به بعض الناس.

التبرع بالدم وعلاقته بالصدقة الجارية

السؤال: هل التبرع بالدم يمكن أن يكون صدقة جارية؟

الجواب: لا، ليس صدقة جارية، لكن أجره عظيم، وقد قال ربنا جل جلاله: وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا [المائدة:32]، ونبينا صلى الله عليه وسلم قال: ( من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ).

أخذ الإجهاض حكم النفاس

السؤال: المرأة التي أجهضت، هل يعامل الدم كدم النفاس؟

الجواب: نعم، إذا كان الإجهاض بعد أن أكمل الحمل أربعة أشهرٍ فهو دم نفاس باتفاق، وإذا كان قبل الأربعين فليس دم نفاسٍ باتفاق، وما بين الأربعين والمائة والعشرين محل خلاف بين أهل العلم.

التشهد في صلاة الصبح

السؤال: هل يوجد تشهد بين ركعتي الصبح؟

الجواب: صلاة الصبح ركعتان، فكيف يكون تشهد بينهما؟ التشهد في آخرها، يعني: إنسان لو صلى صلاة الصبح بعد أن أكمل الركعتين يجلس ويتشهد ويسلم، وكذلك إذا صلى الرغيبة فإنه بعد تمام الركعتين يتشهد ويسلم.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: يا شيخ عبد الحي! نحن كنا في صلاة المغرب قبل فترة، وحينها الإمام أتى بثلاث ركعات، ثم قام إلى الركعة الرابعة، وبدل أن يجلس قام طوالي، وأنا كنت متأكداً أنه قد أتى بالركعة الثالثة فما قمت، وبعض الجماعة قاموا معه، ولما نبهوه رجع، ثم بعدما سلم سجد سجود السهو، لكن أنا ما سجدت معه سجود السهو، فما هو الرأي الشرعي في عملي؟

السؤال الثاني: قبل أيام في قناة الجزيرة طرح موضوع مهم جداً جداً، وهو متعلق بالأطفال المشردين في ولاية الخرطوم وعددهم كان تقريباً ثلاثة عشر ألفاً، وسؤالي الذي أوجهه لك: ما هو دوركم أنتم كمصلحين وكدعاة في هذه الظاهرة؛ لأن هذه الظاهرة خطيرة جداً جداً، وبعض المنظمات ذكرته لكن من جانب مهني، لكن أنا أقصد من الجانب الديني دوركم أنتم ما هو؟

الشيخ: نجيبك إن شاء الله.

متابعة الإمام في سجود السهو وإن لم يقع المأموم في السهو

الشيخ: بالنسبة للإمام الذي قام إلى رابعة في صلاة المغرب؟

نقول: لا ينبغي للناس أن يتابعوه إذا استيقنوا أن الصلاة قد تمت، بل الواجب عليهم أن يجلسوا ويسبحوا له.

وهذا الذي حصل، ناس جلسوا وسبحوا، فالإمام جزاه الله خيراً استجاب وجلس فأتى بالتشهد وسلم وبعد السلام سجد للسهو؛ لأنه زاد في الصلاة القيام، لكن خطأ أخينا أبي القاسم بأنه ما سجد معه، وكان الواجب عليه أن يسجد؛ فإن المأموم يسجد مع الإمام سواء علم بسبب السجود أو لم يعلم، أدركه أو لم يدركه، يجب عليه أن يسجد مع الإمام، اللهم إلا المسبوق، يعني: الإنسان المسبوق مجرد سلام الإمام فإنه يقوم يتم صلاته، وبعد سلامه هو يسجد للسهو كما سجد الإمام من أجل أن يتأتى له الاقتداء الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: ( إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه )، فأنت قد أخطأت يا أبا القاسم فيما فعلت، ومطلوب منك أن تعيد تلك الصلاة، يعني: أصبت وأخطأت، أما صوابك فكونك ما تابعته فيما استيقنت أنه زيادة على ما فرض الله، وأما خطؤك فكونك لم تتابعه في سجوده للسهو، وبهذا تكون قد أخللت بما ينبغي عليك كمأموم.

دور الدعاة والمصلحين في شأن الأطفال المشردين في ولاية الخرطوم

الشيخ: سؤالك عن المشردين: أنا حقيقة ما رأيت هذا البرنامج، وأعرف أن هناك ظاهرة بأن هناك أطفالاً مشردين في ولاية الخرطوم، وأما سؤالك عن الدور الذي ينبغي أن يضطلع به الدعاة، فالتقصير حاصل في هذا الجانب، وفي جوانب كثيرة؛ لأن الواجبات أكثر من الأوقات، لكن حقيقة مثل هذه البرامج التي تقدم في وسائل الإعلام أو غيرها من البرامج الدعوية سواء كانت في المساجد أو في غيرها هي مبذولة للناس كافة، يعني: لا يمنع منها أحد من أن يستفيد منها، أما إذا أريد تخصيص شيء لكل طائفة، فهذا الأمر قد يكون عسيراً نسبة لقلة الدعاة، مع كثرة الواجبات التي تناط بهم، ونسأل الله أن يسدد وأن يوفق، ونسأل الله أن يغفر لنا ما كان من تقصير أو نسيان.

المتصل: عندي ثلاثة أسئلة:

السؤال الأول: سؤالي عن الدعاء في السجود، وهل يمكن أن يقرأ دعاء من أدعية القرآن؟

السؤال الثاني: سجود التلاوة هل له تسليم وتشهد أم لا؟

السؤال الثالث: العقد، هل يعقد في غير يوم الجمعة أو لا؟

الشيخ: شكراً يا أبا يوسف نجيبك إن شاء الله.

الدعاء أثناء السجود بشيء من أدعية القرآن

الشيخ: يا أخي! بالنسبة للدعاء في السجود مشروع، قال صلى الله عليه وسلم: ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم )، ولو كان الدعاء من القرآن أيضاً فلا بأس، يعني: لو أن إنساناً دعا بقول الله عز وجل: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201]، وما شابه ذلك من الأدعية القرآنية فلا حرج في ذلك؛ لأنه ما قصد قراءة القرآن، وإنما قصد الدعاء.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: قراءة المأموم (للحمد لله) متى تكون؟ يعني: مثلاً أقرأ مع الإمام، أو في أي وقت من الأوقات أقرأ؟

السؤال الثاني: زكاة الذرة أو المحاصيل الزراعية، عمال الحكومة يأخذون الزكاة من التاجر، والزكاة تكون من المزارع وليس من التاجر؟

الشيخ: إن شاء الله أجيبك.

التسليم والتشهد في سجود التلاوة

السؤال: أخونا يعقوب قال: سجود التلاوة هل فيه تسليم؟

الجواب: ليس فيه تسليم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ آية السجدة خر ساجداً، ولم ينقل عنه صلوات ربي وسلامه عليه بأنه كان يسلم، وإنما كان يكبر ويسجد، وبعد ذلك اختلف أهل العلم هل إذا رفع يكبر ثانية أو لا؟ أما إذا كان في الصلاة فالراجح بأنه يكبر لعموم ما جاء ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر في كل رفع وخفض )، ( كان إذا رفع كبر، إذا خفض كبر ) عليه الصلاة والسلام، أما في غير الصلاة فالأمر واسع كبر أو لم يكبر، يعني: حال الرفع من سجدة التلاوة فالأمر واسع. وأما سجود السهو فنعم، والأفضل أن الإنسان يتشهد بعده ثم يسلم، سواء كان سجوداً قبلياً أو بعدية لأنه لا سلام إلا بعد تشهد.

مدى صحة القول بأن العقد لا يجوز في غير يوم الجمعة

الشيخ: أما العقد يا يعقوب ! فهو جائز في كل يوم، وفي كل شهر، في رمضان، وفي شوال، وفي شعبان، وفي غيره، في يوم الجمعة، وفي غيره، بالليل أو بالنهار، ضحى أو عصراً، أو في وقت الأصيل، كله جائز، ما يمنع العقد إلا في حالة واحدة، إذا كان الإنسان محرماً بنسك، حاجاً أو معتمراً، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال في المحرم: ( لا ينكح ولا ينكح )، يعني: ما يعقد لنفسه ولا يعقد لغيره.

قراءة الفاتحة على المأموم

الشيخ: أخونا عبد الباقي من الجزيرة، يا أخي! نقول: بأن قراءة الفاتحة على الراجح والعلم عند الله تعالى واجبة على الجميع: الإمام والمأموم والمنفرد، في الفريضة والنافلة، في السرية والجهرية.

وبالنسبة للمأموم في الصلاة الجهرية إذا كان الإمام يسكت بعد الفاتحة، فإنه يقرؤها عند سكوته بعد الفاتحة، وإذا كان ما يسكت يقرؤها في محل دعاء الاستفتاح، وكذلك يقرؤها إذا قام قبل أن يشرع الإمام في قراءته، إذا كان الإمام ما يعطي فرصة، ما عنده استفتاح، ولا عنده سكوت بعد القيام للركعة الثانية، فإنه يقرؤها في سكتاته، يعني: إذا قال الإمام: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2]وسكت، المأموم يقول: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2]، فإذا قال: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة:3] وسكت، المأموم يقول: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة:3]، وهكذا.

إخراج زكاة المحاصيل الزراعية على المزارع والتاجر في نفس الوقت

الشيخ: بالنسبة لزكاة المحاصيل سواء كانت ذرة أو غيرها، فالزكاة واجبة على المزارع، لقول الله عز وجل: وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ [الأنعام:141]، وأما بالنسبة للتاجر فزكاته زكاة عروض التجارة، إذا حال الحول وعنده هذه المحاصيل، فإنه يزكيها، لا زكاة الزروع، وإنما زكاة عروض التجارة؛ لأنه ليس زارعاً لها، وإنما يتجر فيها، فيخرج ربع العشر، أما المزارع فإنه يخرج العشر أو نصفه، يخرج العشر فيما كان مسقياً بماء السماء، يعني: من غير مئونة أو ما كان عثرياً، أي: ما كان يعثر على الماء بنفسه، أما ما كان مسقياً بمئونة كالنواضح أو ما يسمى الآن بالبابور ونحوه، فهذا فيه نصف العشر.

وأقول لإخواننا القائمين على أمر تحصيل الزكاة وجبايتها: ينبغي لكم ألا تفرطوا في حق الله عز وجل، وتحرصوا على جمع هذه الزكاة من حلها، وينبغي لكم كذلك ألا تشقوا على الناس وألا تأخذوا شيئاً غير مستحق، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر معاذاً بأن يجمع الزكاة، ثم حذره قال له: ( وإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ).

ولذلك أقول لإخواننا القائمين على الجباية: سددوا وقاربوا، ولا تفرطوا في حق الله، وفي الوقت نفسه لا تحملوا الناس ما لا يطيقون.

عدد الأذانات يوم الجمعة

السؤال: أيهما أصح أن يكون هنالك أذان واحد للجمعة أم أذانان؟

الجواب: أذانان؛ لأن هذه سنة عثمان عليه من الله الرضوان، وقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام: ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ )، ثم إن السبب الذي حمل عثمان على أن يأمر بالأذان الأول على الزوراء يوم الجمعة موجود الآن، فإن الناس ينشغلون يوم الجمعة في أسواقهم، وفي صلة أرحامهم، ولربما يكون بعضهم نائماً إلى وقت متأخرٍ من الضحى، ثم ينشغل بأمر الفطور، وما يفيق إلا وقد زالت الشمس وصعد الإمام المنبر، ولذلك نقول: ينبغي أن يكون هناك أذان يوم الجمعة قبل صعود الإمام المنبر، ثم يكون أذان آخر بعدما يجلس على ا


استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة اسٌتمع
ديوان الإفتاء [485] 2822 استماع
ديوان الإفتاء [377] 2648 استماع
ديوان الإفتاء [277] 2534 استماع
ديوان الإفتاء [263] 2532 استماع
ديوان الإفتاء [767] 2506 استماع
ديوان الإفتاء [242] 2475 استماع
ديوان الإفتاء [519] 2464 استماع
ديوان الإفتاء [332] 2442 استماع
ديوان الإفتاء [550] 2406 استماع
ديوان الإفتاء [303] 2404 استماع