خطب ومحاضرات
ديوان الإفتاء [285]
الحلقة مفرغة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وصلى الله وسلم وبارك على البشير النذير، والسراج المنير، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
إخوتي وأخواتي! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تقدم معنا الكلام في أن اختلاف الفقهاء أمره قديم، وما زال كبار العلماء، وأجلة الفقهاء المقتدى بهم في الدين تتعدد أقوالهم في المسألة الواحدة، ولا ينكر بعضهم على بعض، ولا يثرب بعضهم على بعض، ولا يبغض بعضهم بعضا، بل كانوا رحمة الله عليهم متحابين مؤتلفين.
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا اختلف أهل العلم؟
والجواب: بأن الاختلاف يرجع إلى عدة أسباب، فلم يكن الاختلاف تشهياً، ولا رغبة في الظهور، ولا حباً للخلاف لذاته، بل هناك أسباب أدت إلى وقوع الاختلاف بين الفقهاء قديماً وحديثاً، وهذه الأسباب قد اعتنى أهل العلم بإحصائها والتنبيه عليها، من أجل أن يعذر الأئمة رحمة الله عليهم فيما كان بينهم من اختلاف، وهذه الأسباب بعضها يعم القرآن والسنة، وبعضها راجع للسنة وحدها.
فمما يعم القرآن والسنة:
أن يكون اللفظ مشتركاً أو مجملاً أو متردداً بين حقيقة ومجاز، مثل ذلك قال الله عز وجل: وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ [البقرة:228]، لفظة القروء في لغة العرب: تطلق على الحيض، وتطلق على الطهر، ومن هنا قال بعض أهل العلم: بأن المطلقة تعتد بالأطهار، وبعضهم قال: بل تعتد بالحيضات.
ومثله أيضاً قول الله عز وجل: وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ [المائدة:6]، هل الباء ههنا للتوكيد، أو للتبعيض، ومن هنا قال بعضهم: بأنه لا بد من مسح الرأس كله، وبعضهم قالوا: يجزئ بعضه على تفصيل في هذا البعض.
ومثله قول الله عز وجل: أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ [النساء:43]، هل اللمس هنا مراد به حقيقته، فمن لمس زوجته مثلاً أو لمس امرأة ليست محرماً له ينتقض وضوءه، أو المراد باللمس لمس مخصوص وهو الجماع، كما قال ربنا جل جلاله على لسان مريم عليها السلام: أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ [آل عمران:47]، وكما قال ربنا: إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ [الأحزاب:49]، فاللفظ متردد بين الحقيقة والمجاز، ومن هنا يحصل الاختلاف بين أهل العلم.
ولم يدع أحد من أهل العلم في القديم ولا في الحديث أنه قد أحاط بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم علماً، بحيث لا يفوته منها شاردة ولا واردة، ولا شاذة ولا فاذة، وأنه قد جمع أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته وأيامه وأحواله ومغازيه، ما ادعى ذلك أحد، ويكفينا أن أكثر الناس صحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم هو السيد الجليل والإمام الفذ الصديق أبو بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه، ومثله الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكما قال علي : ( كثيراً ما كنا نسمع: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم و أبو بكر و عمر، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم و أبو بكر و عمر )، فهذان الإمامان الجليلان، غابت عنهما بعض سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو بكر ما كان يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم فرض للجدة السدس، حتى شهد عنده المغيرة بن شعبة و محمد بن مسلمة ، وهما دون أبي بكر علماً وسناً وسابقة وجهاداً وفضلاً، لكنهما علما سنة غابت عن أبي بكر رضي الله عنه.
ومثله أيضاً: سنة الاستئذان وأنه ثلاث مرات، فإن أذن لأحدكم وإلا فليرجع، ما كان يعلمها عمر حتى شهد بذلك الأشعري أبو موسى عبد الله بن قيس رضي الله عنه، و أبو سعيد سعد بن مالك الخدري الأنصاري رضي الله عنه. وأيضاً ما كان عمر يعلم بسنة نبي الله صلى الله عليه وسلم في المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف في أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( سنوا بهم سنة أهل الكتاب ).
وكذلك ما كان يعلم بأن المرأة ترث من دية زوجها، حتى شهد الضحاك بن سفيان ، وكان أميراً للنبي صلى الله عليه وسلم على بعض البوادي بأنه ورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها.
ومثله أيضاً: ما كان عمر رضي الله عنه يعلم بسنة نبينا صلى الله عليه وسلم إذا هبت الريح، فلما كانوا في طريق هبت الريح فقال عمر : ( من يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً في الريح، يقول أبو هريرة : وكنت في آخر القوم فحثثت راحلتي حتى دنوت منه، فقلت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا هبت الريح فقولوا: اللهم إنا نسألك خيرها، وخير ما أرسلت به، ونعوذ بك من شرها، وشر ما أرسلت به ).
ومثله أيضاً: عثمان بن عفان زوج الابنتين، وذو النورين، وصاحب الهجرتين، الإمام العلم الفقيه العظيم، ما كان يعلم أن المعتدة من وفاة زوجها يلزمها البقاء في بيت الزوجية، وكان يرى أنها تعتد حيث شاءت، حتى شهدت الفريعة بنت مالك وهي أخت أبي سعيد الخدري بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: ( امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله )، وكان محرماً رضي الله عنه فجيء له بصيد قد صيد من أجله، فأراد أن يأكل منه، فنهاه علي رضي الله عنه، وأخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كف يده عن صيد صيد من أجله وهو محرم.
وكذلك علي و ابن عباس ، وهما من هما علماً وفقهاً وبصيرة ومعرفة بالسنن والتأويل، كانا يفتيان بأن المرأة الحامل إذا توفي عنها زوجها فإنها تعتد بأبعد الأجلين، يعني: إذا بقي لها في حملها شهر واحد لا تنقضي عدتها بوضع الحمل، بل لا بد أن تصبر أربعة أشهر وعشرا، وإذا كانت حاملاً وبقي لحملها ستة أشهر أو سبعة، فإنها تعتد بوضع الحمل، ولا تعتد بأربعة أشهر وعشر حتى بلغهما حديث سبيعة الأسلمية رضي الله عنها، فإنها وضعت بعد أسبوع من وفاة زوجها، فتجملت وتزينت للخطاب، فدخل عليها ابن عمها واسمه: أبو السنابل بن بعكك ( فقال لها: أراك تزينتِ لعلك تريدين أن تنكحي؟ فقالت: نعم، قال: لا والله، حتى تبلغين أربعة أشهر وعشراً، فقالت رضي الله عنها: فوضعت علي ثيابي، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، وقلت: زعم أبو السنابل كذا وكذا، فقال: كذب أبو السنابل -بمعنى: أخطأ- إن شئت فافعلي )، فهؤلاء الأئمة الكبار، أبو بكر , وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وعبد الله بن عباس وغيرهم، غابت عنهم السنن.
فنقول: أكثر أسباب الخلاف راجعة إلى السنة، وذلك يشمل وجوهاً عدة:
من ذلك ألا يكون الحديث قد بلغ الإمام، مثاله: قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر )، فالإمام أبو عبد الله مالك بن أنس رحمه الله لما سئل عن صيام الست من شوال؟ قال: أكرهه، ولم أرَ أحداً من أهل العلم يفعله، وأخشى أن يلحقه أهل الجفاء برمضان، فلو أن الإمام مالكاً رضي الله عنه بلغه هذا الحديث لقال به.
والسبب الآخر أن يكون الحديث قد بلغ الإمام لكن لم يثبت عنده، لكونه ما بلغه من طريق صحيح، إما لأن الرواة الذين رووه فيهم من لا يعتد به، إما لجهالة عينه، وجهالة حاله، وإما لكونه سيئ الحفظ مثلاً، فلذلك لم يثبت الحديث عند هذا الإمام.
ومن ذلك أن يكون الحديث لم يثبت عنده بسبب قد خالفه فيه غيره، يعني مثلاً: بعض الرواة اختلط في آخر عمره، كما يقول الذهبي دائماً: اختلط بآخره، يعني: بآخر عمره، فهذا الراوي يذكر حديثاً، فبعض الأئمة يرد حديثه؛ لأنه قد اختلط، وهو لا يدري هل حدث بهذا الحديث قبل اختلاطه أم بعده، لكن تجد إماماً آخر يجزم بأن هذا الحديث قد حدث به قبل حصول الاختلاط حين كان متقناً للحفظ، ضابطاً لألفاظ روايته، فهذا الحديث ضعفه الإمام بسبب قد خالفه فيه غيره.
ومن ذلك أيضاً: أن يكون الحديث ثابتاً عنده لكن نسيه، فما سمي الإنسان إلا لأنه ينسى، وأوضح مثال لذلك: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كان يفتي بأن الجنب إذا لم يجد ماء فإنه لا يصلي حتى يجد الماء، فقال له عمار بن ياسر رضي الله عنه: ( يا أمير المؤمنين! أما تذكر حين كنت أنا وأنت في إبلنا، فأصابتا جنابة، أما أنا فتمعكت كما تمعك الدابة، وأما أنت فلم تصل، حتى سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنما يكفيك أن تقول بيديك هكذا، ومسح بظاهر كفيه ووجهه فقال له عمر: اتق الله يا عمار ، قال له عمار : إن شئت لم أحدث به، فقال له عمر : لا، ولكن نولك ما توليت ) يعني: طالما أنك حفظت ونسيت، فأنت تتحمل مسئولية هذا الذي ترويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومثله أيضاً: لما حصل الخلاف بين علي و الزبير ، اختلى علي بـالزبير وحدثه بأمر قد أخبرهما به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو قوله: ( لتقاتلنه وأنت له ظالم ) أي: ستكون ظالماً لـعلي رضي الله عن الجميع، فهذا الأمر كان قد نسيه الزبير بن العوام عليه من الله الرضوان.
أيضاً من الأسباب: أن بعضهم يشترط في الحديث شرطاً لا يشترطه غيره، إذا كان الحديث قد بلغه من طريق الآحاد ولم يبلغ حد التواتر، فبعضهم يشترط ألا يخالف عمل أهل المدينة كالمالكية مثلاً، وبعضهم يشترط أن يكون راويه فقيهاً إذا كان الحديث يخالف الأصول، كما فعل أبو حنيفة رحمه الله في حديث المصراة، أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر المصراة، والتصرية معناها: أن الإنسان إذا أراد أن يبيع شاةً يترك حلبها أياماً ثلاثة حتى ينتفخ ضرعها، ثم يذهب بها إلى السوق، فيخدع بها الناس، ويظنون أنها حلوب، فإذا اشتراها اكتشف بأنها جافة ليس فيها شيء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( فمن اشتراها فإن شاء أمسكها وإن شاء ردها وصاعاً من تمر )، فالإمام أبو حنيفة رحمه الله يرى أن هذا الحديث يخالف الأصول، من جهة أن الضمان يكون بالمثل فيما كان له مثل، أو بالقيمة فيما لا مثل له، فيقول: لا يمكن أن يكون التمر في مقابل اللبن، فيشترط أن يكون راوي الحديث فقيهاً إذا كان الحديث مخالفاً للأصول، فهذه أسباب في مجملها راجعة إلى السنة.
ثم هناك أسباب أخرى: تجد بعض أهل العلم لا يعتد بالقياس إلا في صور معينة، كالظاهرية مثلا، فإنهم يرون بأن القياس هو محض رأي، وأن الرأي مذموم، ويوردون في ذلك آثاراً يردون بها أقيسة كثيرة ولا يعملون بها.
ومثله أيضاً: أن الإجماع قد يثبت عند بعضهم ولا يثبت عند آخرين، فمثلاً بعض أهل العلم يقول: ولا أعلم في هذه المسألة خلافاً، والآخر يعلم بأن فلاناً وفلاناً قد خالف في هذه المسألة ولهم فيها رأي آخر، ومن هنا يحصل الخلاف بين أهل العلم بواحد من الأسباب أو بأكثر.
وأريد أن أقول: إنه ما من آية في كتاب الله إلا وتجد للمفسرين فيها أقوالاً، وإن كان في الأعم الأغلب يكون الاختلاف من باب اختلاف التنوع، لا من اختلاف التضاد، يعني مثلاً: لما قال الله عز وجل: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6]، تجد بعضهم يقول: الصراط هو الإسلام وبعضهم يقول: الصراط القرآن، وبعضهم يقول: الصراط طريق أبي بكر و عمر ، ولا تعارض بين هذا، فالصراط المستقيم: هو الإسلام، وهو القرآن، وهو سنة أبي بكر و عمر رضوان الله على الجميع.
هذه بعض الأسباب التي أدت بالأئمة رحمهم الله تعالى إلى الاختلاف، وهو اختلاف يثري الساحة الفقهية، ويوسع على المسلمين.
نسأل الله أن يبصرنا في ديننا، وأن يعلمنا هدي نبينا صلى الله عليه وسلم.
ونكتفي بهذا القدر إن شاء الله من أجل أن نجيب على ما يطرح من أسئلة.
المتصل: عندي ستة أسئلة:
السؤال الأول: أعمل في حمامات كمتحصل، فيأتي الناس فيعطوني بعض التمائم والحجابات كأمانات حين يدخلون، وأريد أن أعرف هل أمسكها أو أرفضها؟
السؤال الثاني: امرأة رضعت من جدتي أم أمي هل هي بالنسبة لي محرم؟
السؤال الثالث: يعمل معنا أهل الكتاب ويأكلون ويشربون ويسكنون معنا، فكيف نعاملهم؟
السؤال الرابع: قبل فترة اشتريت قطعة أرض أريد أن أبني فيها، وبعد ذلك سهل الله وبنيت في مكان آخر، فقلت: عندي مال وسأحفظ به الأرض، فمرت خمس سنين والآن أريد أن أبيعها، فهل عليها زكاة؟ وإذا كانت عليها زكاة، هل هي زكاة سنة واحدة أم زكاة خمس سنين كاملة؟
السؤال الخامس: ما حكم لقط الحواجب للمرأة المتزوجة، هل فيها مشكلة أم ليس فيها مشكلة؟
السؤال السادس: أنا أعمل في شركة، فمرة يأتي مندوب من منظمة أو شركة ثانية ليأخذ فاتورة فأعطيه، ثم بعد ذلك يأتي يسألني ويقول لي: أعطني شيئاً من نفس الفاتورة حقي، ومعلوم أن المندوب عمولته عشرة في المائة فيطلب أن أعطيه عمولة، ويقول: أنت سجل هذا، فما حكمه؟
ترك صلاة الفجر في المسجد بسبب الخوف على الأهل
السؤال: أصلي الصبح في البيت بسبب خوف زوجتي، علماً بأننا نسكن وحدنا؟
الجواب: إذا كنت تسكن في مكان مخوف، وليس لديك جيران، والأمن ليس مستتباً في المكان، فزوجك محقة في خوفها، وهذا يبيح لك أن تصلي في البيت، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها؛ لأن علماءنا ذكروا من الأعذار المبيحة لترك الجماعة الخوف، فإذا كان الإنسان يخاف أنه لو خرج إلى المسجد سيخلفه لصوص في أهله أو في ماله بسوء، فيمكن أن يصلي في البيت، ويصلي بأهله، وله أجر الجماعة إن شاء الله.
صفة قضاء ركعتي المغرب الفائتة
السؤال: أدركت ركعة المغرب الأخيرة، فكيف آتي بالركعتين من حيث الأداء والقراءة؟
الجواب: نقول: اعتبر ما حضرته مع الإمام هو أول صلاتك، فإذا سلم قم وائت بالثانية واقرأ بالفاتحة وسورة واجلس للتشهد، ثم ائت بالثالثة واقرأ بالفاتحة سراً، وتشهد وسلم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا ).
قراءة المرأة للقرآن بصوت مرتفع بحضرة الرجال
السؤال: هل تجوز قراءة المرأة للقرآن بصوت مرتفع في افتتاح مؤتمر يحضره الرجال؟
الجواب: لا يجوز؛ لأن الله عز وجل قال: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا [الأحزاب:32]، ومعروف بأن قراءة القرآن فيها نوع من تحسين الصوت وترخيمه، والإتيان بالغنة، والمدود وما أشبه ذلك، وهذا كله مما لا يناسب أن يكون من المرأة أمام الرجال.
قصر المسافر للصلاة في البلد الذي له فيه أهل
السؤال: أنا مسافر إلى بلد زوجتي ولم أحدد الإقامة، فكيف يكون القصر؟
الجواب: لا تقصر ولو كنت ستقيم يوماً واحداً؛ لأن من اتخذ أهلاً في بلد ما فقد صار من أهلها، وما ينبغي له أن يقصر؛ ولذلك السيد الجليل عثمان بن عفان عليه من الله الرضوان أتم بالمسلمين الصلاة في منى، مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم و أبا بكر و عمر قصروا في منى، لكن عثمان رضي الله عنه قال: إني قد اتخذت بها أهلا، فعد نفسه من أهل مكة؛ لأنه رضي الله عنه يرى أن القصر ليس من أجل النسك، وإنما من أجل السفر.
معرفة الجنين في بطن أمه بالموجات الصوتية
السؤال: هل يجوز معرفة الجنين في بطن أمه بالموجات الصوتية؟
الجواب: لا مانع من أن تذهب المرأة إلى الطبيبة من أجل أن تحدد لها هل في بطنها جنين واحد أم أنهم توأم أو أكثر، وهل هو ذكر أو أنثى لا مانع من ذلك إن شاء الله، وهو داخل في قول ربنا جل جلاله: وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ [النساء:113]، وفي قول ربنا جل جلاله: وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ [البقرة:255]، بما شاء أن يعلمهم إياه، ولا يتعارض هذا مع قوله سبحانه: وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ [لقمان:34]، فكل ما في جميع الأرحام في هذه الساعة الله عز وجل يعلمه، ويعلم هو من الذكور، أو من الإناث، من الأشقياء أو من السعداء، من الذي سيخرج من بطن أمه حياً، ومن الذي سيكون سقطاً، وإلى غير ذلك من التفاصيل التي لا يحيط بها الطبيب ولا بعشر معشاراها.
الصلاة بعد العشاء بنية قيام الليل
السؤال: هل يمكن أن أصلي ركعتين بعد العشاء بنية قيام الليل؟
الجواب: نعم يمكن، ( فمن كل الليل أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أوله، ووسطه، وآخره).
صلاة الإمام بالبنطلون
السؤال: هل الصلاة باطلة إذا صلى الإمام ببنطلون؟
الجواب: مبطلات الصلاة معروفة، وقد ذكرها أئمتنا، ولم يذكروا من بينها لبس البنطلون، وإنما مبطلات الصلاة معروفة، من تعمد زيادة ركن فعلي، أو ترك ركناً من أركان الصلاة، أو ضحك، أو أكل أو شرب، أو أكثر من التحرك والالتفات إلى غير ذلك مما ذكروه من مبطلات الصلاة، وليس من بينها لبس البنطلون، والبنطلون إذا كان ساتراً للعورة فهذه هو المطلوب.
ويمكن أن نقول: هناك شيء خلاف الأولى، لكن لا نستطيع أن نبطل صلاة المسلمين لأدنى شبهة.
أثر الرضاعة من أم الأم
السؤال: أخونا الذي اتصل من أمبدة يسأل عن امرأة رضعت من أم أمه؟
الجواب: هذه خالتك يا عبد الحي ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب )، ( ولما جاء أفلح أخو أبي القعيس يستأذن على أمنا عائشة فأبت أن تأذن له حتى تستأذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها: تربت يمينك! ائذني له إنه عمك من الرضاعة )، فهذه أيضاً خالتك من الرضاعة.
مؤاكلة أهل الكتاب ومساكنتهم
السؤال: الإخوة من أهل الكتاب يأكلون ويشربون ويسكنون معنا، فهل هذا يجوز أو لا يجوز؟
الجواب: أولاً: يا أخي الكريم! الأخوة بين المؤمنين؛ لأن ربنا الرحمن الرحيم قال: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [الحجرات:10]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( المسلم أخو المسلم )، فالأخوة بين المسلمين أخوة الدين، أما بعد ذلك بقية العالمين من بني الإنسان إخوانك في الإنسانية فلا تعبر عنهم بمثل هذا التعبير، ولا مانع يا أخي الكريم من أن يأكلوا معك ويشربوا ويسكنوا طالما أنهم ما قاتلونا في الدين، ولا أعانوا على قتالنا، فالله عز وجل ما نهانا عن هؤلاء.
حفظ التمائم والأحجبة من قبل المحصل في الحمامات
السؤال: الأخ سأل عن العمل متحصلاً في الحمامات، وأن الناس يضعون عنده بعض التمائم والأحجبة؟
الجواب: أنت مهمتك يا أخي الكريم! أن تكون لهؤلاء ناصحاً، وليس من حقك أن تتلف هذه الأشياء؛ ولأن بعضهم يقول: ما فيها إلا القرآن، وهو يعتقد جواز تعليقها، ثم إخراجه إياها دليل على أنه معظم لذكر الله عز وجل، ومنزه له أن يدخل به إلى الحمامات، لكن المطلوب منك أن تنصحه بأن يعلق أمله في الله، وأن يعتمد على الأسباب المشروعة دون سواها.
زكاة الأرض المتروكة سنوات لأجل البناء ثم أراد صاحبها بيعها
السؤال: سأل عن كونه يملك قطعة أرض، وكانت نيته أن يبنيها، ثم بعد ذلك يسر الله له الحصول على قطعة في مكان آخر وبناها والحمد لله، وبقيت القطعة الأولى خمس سنوات، وهو يريد أن يبيعها؟
الجواب: نقول له: إذا بعتها إن شاء الله زكها لحول واحد، واعتبر بأنه قد حال عليها حول واحد، ولا يلزمك شيء سواء ذلك.
السؤال الأول: أنا أعمل في منظمة آخذ مائة ألف من الشخص وأعطيه مليوناً؟
السؤال الثاني: في صلاة الصبح الإمام عود الناس أنه في مواضع السجود يسجد، وفي الركعة الثانية في موضع السجود ركع، وانقسم المأمومون في الصف الأول بعضهم ركع وبعضهم سجد، ولما قال: سمع الله لمن حمده، تفاجأ الذين سجدوا، فبعضهم قاموا إلى الركوع ولحقوا السجود، وبعضهم قاموا مباشرة ولحقوا بالسجود ولم يركعوا؟
وهناك حالة ثالثة: أن الشخص الذي لحق الركوع بعدما سلم الإمام سجد سجود السهو لوحده؟
السؤال الثالث: يا دكتور! مسألة النية في الوضوء وفي الصلاة تعمل للشخص وسواساً، فبعضهم يقول: النية فرض، وأنت لو ما نويت معناه الوضوء بقي فيه ركن لم تأت به، فيبدأ يعيد الوضوء ثانية، مع أنه قام وذهب إلى الماء وهو يريد أن يتوضأ لكن لحظة الوضوء لم يستحضر النية؟
السؤال الرابع: لما جئت أشتري سيارة من شركة، ومعي قريب لي، قالوا لي: نحن لا نبيع لك السيارة مباشرة على أساس أنها بأقساط، ولكن تذهب إلى البنك ووجهوني لبنك معين، وسعرها في الشركة مثلاً أربعون مليوناً، وإذا ذهبت إلى البنك سيبيعونها علي بخمسين مليوناً، هل في هذا الحالة أشتريها أم لا؟
وإذا مثلاً رأيت أن فيها شكاً وقريبي يريد أن يشتريها، وقال لي: أنت اضمني بالشيك، هل يمكن أن أضمنه أو لا؟
السؤال الخامس: أنا أفطرت ثلاث رمضانات متتالية بأعذار، مرة كنت حاملاً ومرة كنت أرضع، فالناس أفتوني: بأنها تسقط عني، مع العلم أن زوجي أطعم عني، فأريد أن أعرف الحكم؟
نتف الحواجب للمتزوجة
السؤال: أخونا محمد سأل عن لقط الحواجب لامرأة متزوجة؟
الجواب: يا أخي الكريم! لقط الحواجب ممنوع، سواء للمتزوجة أو لغيرها، فإن العلة ليست في التدليس، وإنما العلة في تغيير خلق الله عز وجل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( المتفلجات للحسن المغيرات خلق الله )، وذلك في آخر الحديث الذي ذكر فيه النامصة والمتنمصة، والواشمة والمستوشمة، والواشرة والمستوشرة، والواصلة والمستوصلة، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله، فما ينبغي للمرأة المتزوجة ولا لغير المتزوجة أن تأخذ من حواجبها، إلا من كان حاجبها كثيفاً فهذه يكون من باب إصلاح العيب.
طلب موظف الشركة مالاً غير الراتب الذي يتقاضاه على عمله
الشيخ: أما بالنسبة لسؤالك عن العطاء والعمولة، وأن الموظف يطلب منك نسبة؟
فإن هذا يأكل سحتاً، وهذا ليس من حقه؛ لأنه لا يمكن أن نسميها عمولة، فهو إنما يبذل مجهوداً يتقاضى عليه راتباً من الشركة المستخدم لديها، يعني: ليس هو شخصاً سمساراً بحيث أنه تعب وجاء بهذا العمل إلى عندك، فيستحق أن تبذل له عمولة، وإنما هو موظف عنده راتب، فلا ينبغي له أن يطالب، ولا ينبغي لك أن تعطيه، وإذا حصل فكلاكما آثم، الراشي آثم، والمرتشي آثم، وكلاهما ملعون على لسان نبينا الرسول عليه الصلاة والسلام.
ترك الإمام سجود التلاوة بعد الاعتياد عليه وفعله من المأمومين واختلافهم
السؤال: أخونا أبو عبد الله ذكر بأن إماماً يصلي بهم، وفي موضع السجود في الغالب يسجد، إلا أنه في مرة بعدما قرأ موضع سجود يعني مثلاً قرأ: فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا [النجم:62]، أو قرأ: وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ [الانشقاق:21]، أو قرأ خاتمة العلق: كَلَّا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ [العلق:19] ركع؟
الجواب: أولاً نقول: هذا الإمام مسيء؛ لأنه ما ينبغي له أن يقرأ آية سجدة، وإذا قرأها فينبغي له أن يسجد، فإذا لم يسجد ينبغي أن يتجاوز الموضع ويقرأ آيات أخرى، ثم يركع بحيث ينتفي اللبس عن الناس، ولا يحصل كهذا الذي حصل.
طيب الإمام ركع فظنه الناس قد سجد، وانقسموا بعضهم ركع وهم من كانوا يرونه، وبعضهم سجد، وهؤلاء الذين سجدوا بعد ذلك انقسموا لما قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فبعضهم قام فأتى بالركوع ورفع ثم أدرك الإمام ساجداً، هؤلاء هم المصيبون بغير شك، وفريق آخر ترك الركوع واستمر مع الإمام ساجداً، وبغير شك هؤلاء ينبغي أن يأتوا بركعة مكان هذه الركعة؛ لأنها باطلة من حيث إنها نقصت ركناً، بل نقصت ركنين، فالركوع ركن، والرفع منه ركن، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تطمئن قائماً )، فهؤلاء قد فوتوا ركنين اثنين، فينبغي أن يقيموا مكان تلك الركعة ركعة، بأن يلغوا تلك الركعة، وبعد سلام الإمام يعتبرون أنهم قد فاتتهم ركعة، فيقومون ويأتون بها، فإذا لم يفعلوا فقد بطلت صلاتهم.
لكنني أنبه إخواننا الأئمة بأن الواحد منهم إذا كان يعلم أن الناس من ورائه عندهم علم بالقرآن وبمواضع السجود فلا بأس أن يقرأ آية السجدة ويسجد في الصلاة الجهرية، أما إذا لم يكونوا كذلك فلا بد من تنبيههم قبل الصلاة، يقول لهم: أنا في الركعة الأولى سأمر بآية سجدة، أو في الركعة الثانية مثلاً، فإذا لم يفعل فإنه أيضاً يكون مسيئا.
محل النية وملازمتها للعمل
الشيخ: أما بالنسبة للنية يا أخانا أبا عبد الله فكما ذكرت في سؤالك هذه من وسوسة إبليس، قضية النية إخوتي وأخواتي! محلها القلب، أنا لا أذهب أتوضأ وأقول: نويت أن أتوضأ، ولا أذهب أتيمم وأقول: نويت أن أتيمم، ولا أذهب أصلي وأقول: نويت أن أصلي، أبداً ما كان يفعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، النية محلها القلب، ولا عمل إلا بنية، والإنسان إذا قام يتوضأ فقد نوى أن يرفع الحدث وأن يستبيح الممنوع، وإذا وقف واستقبل القبلة، فإنه نوى الصلاة، وإلا لمَ قام ووقف واستقبل جهة معينة؟ ورفع يديه بطريقة معينة، هذه كلها دليل على أنه نوى الصلاة، ولذلك قال بعض علمائنا: لو أن الله كلفنا عملاً بغير نية لكان ذلك من التكليف بالمستحيل، أو بما لا يطاق؛ ولذلك حتى في الأمور المباحة الإنسان لو خرج من بيته فقد نوى، سواء نوى أن يذهب لزيارة فلان، أو أن يذهب إلى العمل، أو أن يذهب إلى السوق، فكل عمل لا بد له من نية، ولذلك الإنسان لا يوسوس، ويقول: أنا لا بد أن آتي بنية مخصوصة، لا بد أن أتلفظ بألفاظ مخصوصة، ويبدأ الشيطان يوسوس له طهارتك باطلة، وصلاتك باطلة، وبعض الناس أيضاً في رمضان لا بد في السحور أن يقول: نوينا عليك يا صيام غداً، الله يقدرنا عليك يا صيام غداً، ويبدأ يذكر تواشيح، ويعتقد بأن الصيام لا يجزئ إلا بمثل هذا، فهذا كله من تلبيس إبليس.
وكما قال الإمام الشافعي في قول رسولنا النبي عليه الصلاة والسلام: ( إنما الأعمال بالنيات )، قال: هذا الحديث يدخل في سبعين باباً من أبواب العلم.
بيع البنك السلعة على المشتري بأكثر من ثمنها لأجل التقسيط
الشيخ: أخونا أحمد من جبرة يقول: بأنه ذهب يشتري سيارة من شركة وقد صحبه قريب له، فقالت له الشركة: نحن لا نستطيع أن نعطيك إياها، لا بد أن تأتينا عن طريق بنك، فذهب إلى البنك، فقال له: إن السيارة هذه بخمسين؟
نعم البنك يريد أن يستفيد، فالبنك يشتريها من الوكالة أو من الشركة، ثم بعد ذلك يعيد بيعها عليك، وهذا هو بيع المرابحة للآمر بالشراء، وما تكاد تخلو حلقة من حلقات هذا البرنامج إلا ويسأل عنه سائل؛ لأن هذه المعاملة قد تغلغلت في حياة الناس، وما عادوا يستطيعون منها فكاكا، فنقول: لا حرج إن شاء الله، أن تشتري السيارة بهذه الكيفية، شريطة أن لا تبذل للبنك مالاً إلا بعد أن يتملك السيارة وتكون عنده.
ومثله أيضاً: لا مانع من أن تضمن قريبك بأن تكتب صكاً باسمك أنت، إذا كانت المعاملة مستوفية الشروط.
ما يلزم من أفطرت ثلاثة رمضانات بسبب الحمل والرضاع
السؤال: الأخت من أم درمان قالت: بأن عليها ثلاثة رمضانات، ما صامت بسبب الحمل والرضاع، وأن بعض الناس قال لها: سقطت عنك؟
الجواب: هؤلاء الذين أسقطوها ما أدري بأي كتاب أم بأية سنة أفتوك؟ يا أختاه! عذرك طارئ والقضاء عليك واجب، فباشري القضاء إن شاء الله، وأسأل الله أن يتقبل من الجميع.
أكل الإنسان مضطجعاً من غير عذر
السؤال: ما حكم من يأكل راقداً من غير عذراً؟
الجواب: هذا خلاف السنة، إنسان يأكل راقداً، أو يأكل قائماً هذا خلاف السنة، فإن نبينا صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل جلس، وكان لا يجلس الجلسة المريحة وإنما يجلس متوثباً؛ لأنه ما شبع من خبز رقاق قط، صلوات الله وسلامه عليه.
أما الإنسان الذي يأكل راقداً فهذه أكلة المترفين، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا آكل متكئاً، إنما أنا عبد، أجلس كما يجلس العبد، وآكل كما يأكل العبد )، صلوات الله وسلامه عليه، أما الذي يتكئ ويأكل، أو يأكل راقداً، فهذا دليل على أنه من المترفين، وما ذكر الترف في القرآن ممدوحاً قط، قال الله عز وجل: وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ [سبأ:34]، وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا [الإسراء:16].
المتصل: عندي أربعة أسئلة:
السؤال الأول: امرأة جاءها نزيف بعد أن وضعت ولادة ناقصة ولا تعرف الغسل، فهل تعتبرها نفاساً وإلا تغتسل وتصلي، علماً أن عمر الطفل ثلاثة أو أربعة شهور؟
السؤال الثاني: شخص مواظب على الصلوات في المسجد، وهو طالب يستفيد من إنارة المسجد بعد انتهاء المصلين في المذاكرة بعد الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد العشاء لفترة طويلة؟
السؤال الثالث: الإنسان إذا كان متوضئاً ولمس قبل طفل ذكر أو أنثى فهل ينتقض وضوءه أو لا؟ بارك الله فيك.
السؤال الرابع: هل يجوز النفقة على الخطيبة؟
مس عورة الطفل للمتوضئ
السؤال: أخونا عبد القادر شلعي يقول: إنسان كان متوضئاً فلمس عورة طفل صغير؟
الجواب: نقول: وضوءه ما انتقض إن شاء الله؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من مس ذكره فليتوضأ )، قال أهل العلم: ذكر نفسه، وإن كان بعض العلماء يرى بأن لمس الذكر أصلاً ليس بناقض، أو لمس القبل ليس بناقض؛ لأنه في حديث طلق بن عدي بن علي قال: ( إنما هو بضعة منك )، لكن على كل حال من مس عورة غيره، وهذا السؤال بالنسبة للنساء؛ لأن المرأة دائماً تحتاج إلى غسل طفلها، فلا ينتقض وضوءها بمس عورة الطفل ذكراً كان أو أنثى.
استغلال إنارة المسجد في مذاكرة الدروس
السؤال: شخص مواظب على الصلاة في المسجد بعد العشاء وبعد الصبح ويستغل الإنارة، من أجل أن يستذكر دروساً؟
الجواب: لا مانع إن شاء الله، وهذا شيء مبذول لعموم المسلمين، بل هذه من رسالة المسجد، في أن تعين الناس على طلب العلم النافع، في أي مجال من المجالات التي يعود نفعها على المسلمين.
وبالنسبة لصلاة الصبح فقد جرت عادة الناس الموفقين بأنهم يمكثون إلى طلوع الشمس، فلو أنه مكث معهم واستحضر نية صالحة في مدارسة العلم الذي تخصص فيه فهو مأجور إن شاء الله، ومثله أيضاً لو فعل ذلك بعد العشاء.
الدم النازل من المرأة بعد السقط البالغ عمره ثلاثة أو أربعة شهور
السؤال: امرأة ولدت طفلاً أكمل في بطن أمه شهوراً أربعة؟
الجواب: هذا نفاس بالإجماع، وينبغي أن تصبر إلى أن ينقطع عنها الدم، ثم تغتسل وتصلي، وأيضاً لو أنها أسقطت في ثلاثة أشهر فهذا أيضاً نفاس؛ لأن التخلق قد حصل، والتخلق يكون بعد تمام ثنتين وثمانين ليلة في بطن الأم.
نفقة الخاطب على خطيبته
السؤال: أخونا إبراهيم يقول: هل يجوز النفقة على الخطيبة؟
الجواب: يا أخي! أنت رجل صاحب مروءة، فبعض الناس لا ينفق حتى على الزوجة، بل يهضمها حقها، ولا يؤدي الذي وجب عليه، وإذا أنت تريد أن تنفق على الخطيبة فهذا طيب ولكن نفقة من بعيد، ولا يعني أن تذهب كل مرة وتخرج معها أو تجلس معها وما أشبه ذلك، فهي أجنبية، وكونك تنفق عليها مثلاً، كونها تدرس أو ما أشبه ذلك فأنت في ذلك مأجور، وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم: ( إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى اللقمة تجعلها في فيّ امرأتك ).
إقامة المسافر سبعة أيام قصر في ثلاثة وأتم في الباقي
السؤال: استقريت في القضارف سبعة أيام، وصليت الثلاثة الأيام الأولى قصراً، والباقي كاملة فما الحكم؟
الجواب: إذا كنت قد نويت الإقامة أكثر من أربعة أيام، فكان الواجب عليك أن تتم منذ أن وصلت، أما إذا كنت نويت أربعة أيام أو أقل من أربعة أيام، ثم بعد ذلك تجددت لك ظروف فطال بقاؤك هناك فلا حرج عليك إن شاء الله وصلاتك صحيحة.
المقصود بالشرك الخفي
السؤال: ما معنى الشرك الخفي؟
الجواب: الشرك الخفي هو الرياء والعياذ بالله، أن يعمل العبد العمل لا يبتغي به وجه الله، وإنما يريد للناس أن يروه وأن يتحدثوا عنه، وأن يتكلموا بمآثره.
السؤال الأول: أنا أعمل في شركة المعلمين، وأسأل هل عندي حقوق وإلا ما عندي حقوق؛ لأن الشركة أن يتركوها؟
السؤال الثاني: أقول لزوجتي: سأقص رأسك؛ لأن رأسها في الأربع والعشرين ساعة مكشوف في البيت وقد سمعتهم يقولون: إن الملائكة لا تدخل في البيت إذا كانت المرأة مكشوفة الرأس؟
السؤال الثالث: زوجي حلف وقال: علي الطلاق لا تذهبي إلى الدكان، فأرسلت أختي، هل وقع الطلاق أم لا؟
السؤال الرابع: يقول الله سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [الأحزاب:59]، هل الأمر في هذه الآية بالنقاب للوجوب أم للاستحباب؟
استحقاق الموظف للحقوق في الشركة التي يعمل بها
الشيخ: بالنسبة للشركة التي تريد التصفية هل له حقوق أم لا؟
هذه تحكمها اللوائح الموضوعة من قبل مكتب العمل، وقوانين التوظيف، فلذلك ينبغي له أن يرجع إليهم.
إلزام الزوجة بتغطية رأسها في بيت زوجها
السؤال: حكم إلزام الزوجة بتغطية رأسها في البيت؟
الجواب: هذا ليس بصحيح يا مكي ، فالمرأة إذا كانت مع زوجها ومحارمها، فلها أن تكشف ما جرت العادة بكشفه، فتكشف رأسها، وعنقها، وذراعيها، وتكشف كذلك ساقيها فلا حرج في ذلك إن شاء الله، فأنت لا تضيق واسعاً، ولا تستمع إلى من يقول: إنها لو كشفت عن رأسها فإن الملائكة لا تنظر إليها وكذا، ويكفيك أن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن كن يجلسن في بيوتهن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع محارمهن رءوسهن مكشوفة من غير نكير.
دلالة قوله تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبيهن...) على تغطية الحجاب
الشيخ: سألت عن قول ربنا الرحمن: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [الأحزاب:59]؟
وهذه الآية مما تعددت فيها أقوال المفسرين رحمهم الله تعالى، ويستدل بها بعض أهل العلم، على أن تغطية الوجه واجبة، وبعضهم يقول: لا ليس في الآية دلالة.
وقد قال الإمام أبو محمد بن حزم الظاهري رحمة الله عليه: لو كان المراد كذلك لما قال الله عز وجل: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ [النور:31]، ولقال: وليضربن بخمرهن على وجوههن، فلذلك نقول: المسألة محل خلاف، فمن غطت وجهها فهي مأجورة، والنقاب مشروع بإجماع المسلمين، لكن درجة المشروعية هل هي الوجوب أو الاستحباب هذا محل الخلاف.
ومن كشفت وجهها أيضاً فلها مندوحة، والأمر في ذلك واسع إن شاء الله.
أسأل الله عز وجل أن يبلغنا الآمال، وأن يختم بالباقيات الصالحات الأعمال، والحمد لله في البدء والختام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
ديوان الإفتاء [485] | 2822 استماع |
ديوان الإفتاء [377] | 2648 استماع |
ديوان الإفتاء [277] | 2534 استماع |
ديوان الإفتاء [263] | 2532 استماع |
ديوان الإفتاء [767] | 2506 استماع |
ديوان الإفتاء [242] | 2475 استماع |
ديوان الإفتاء [519] | 2464 استماع |
ديوان الإفتاء [332] | 2442 استماع |
ديوان الإفتاء [550] | 2406 استماع |
ديوان الإفتاء [303] | 2405 استماع |