ديوان الإفتاء [280]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله ومن والاه، وبعد:

المتصل: لدي عدة أسئلة:

السؤال الأول: عرضت علي شركة من الشركات أن أرهن بيتي في بنك لصالحها, وهي تعطيني (10%) فوائد كإيجار لهذا الرهن، يعني: أرهن العقار مثلاً بمائتي مليون, فتعطيني عشرين مليوناً خلال السنة كإيجار لرهني فما حكم ذلك؟

السؤال الثاني: ما حكم حلاقة الذقن؟

السؤال الثالث: ما حكم الشغل في البوتيك (المتجر) الذي يباع فيه الملابس والروائح والعطور والكريمات وغيرها بالنسبة للرجال؟

الشيخ: طيب، أبشر إن شاء الله, شكراً لك، أكرمك الله!

المتصل: لدي سؤالان:

السؤال الأول: هل يجزئ صيام يوم عاشوراء منفرداً؟

السؤال الثاني: أيهما أفضل؛ الغني الشاكر أم الفقير الصابر؟ وجزاك الله خيراً!

الشيخ: وإياك، أبشر بالجواب إن شاء الله.

المتصل: لدي سؤالان:

السؤال الأول: هناك آية في سورة المزمل: وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا [المزمل:20]، و وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ [المزمل:20]، في الموضعين أمر، الأول بهمزة القطع، والثاني بهمزة الوصل، فهل بينهما فرق؟

السؤال الثاني: أنا لدي غنم لا أستطيع التمييز بينهن, فأريد وسمها, فهل الوسم هنا حرام؟ وهل فيه تغيير لخلق الله؟

الشيخ: طيب. خيراً إن شاء الله.

المتصل: لدي سؤالان:

السؤال الأول: أسأل عن الترويح في الصلاة، يعني: الشخص عندما يركع ويقول: الله أكبر ويرفع يديه!

السؤال الثاني: ما حكم الدراسة في الجامعات المختلطة؟

الشيخ: طيب، نجيبك إن شاء الله.

المتصل: لدي ثلاثة أسئلة:

السؤال الأول: هل ينبغي رفع اليدين في كل أحوال الدعاء؟

السؤال الثاني: هل ينبغي تجديد الوضوء دون غسل السبيلين إن لم يحدث المتوضئ؟

السؤال الثالث: هل لدعاء ذي النون آداب؟ وهل هناك فرق بينه وبين غيره من الدعاء من حيث الابتداء بالحمد لله، والثناء على الله، والصلاة على رسوله، كآداب؟

الشيخ: طيب، شكراً.

السؤال: كثير من الأخوات يسألن عن الجمع بين القضاء وصيام عاشوراء في عمل واحد, يعني: تشريك في النية، هل يصح؟

الجواب: الأفضل ألا تفعلي ذلك؛ لأن كل واحد منهما مقصود لذاته؛ فالقضاء مقصود لذاته، وصيام عاشوراء مقصود لذاته.

السؤال: أخونا عمر سأل: هل يجزئ صيام عاشوراء منفرداً؟

الجواب: نقول: نعم يجزئ، ولكن الأفضل أن يصوم الإنسان معه يوماً قبله، أو يوماً بعده، وحقيقة عاشوراء قد انتهى، ونسأل الله عز وجل أن يتقبل من الصائمين، ولكن هذه الإجابة يستفاد منها في عام مقبل إن شاء الله.

السؤال: أيهما أفضل: الغني الشاكر أم الفقير الصابر؟

الجواب: هذه مسألة دار حولها كلام من قديم؛ وكما قال الإمام أبو العباس بن تيمية رحمة الله عليه: أفضلهما أتقاهما، من كان لله أتقى فهو عند الله أفضل، كما قال سبحانه: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13].

السؤال: أخونا عبد الله سأل عن أنه تعرض عليه شركة من الشركات أن يرهن البيت لصالحها، وهذا الرهن يكون في مقابله أجرة تمثل (10%) من قيمة البيت، فهل يجوز هذا؟

الجواب: نقول: لا مانع من ذلك، والرهن يمكن أن يكون تبرعاً، ويمكن أن يكون معاوضة, ولا حرج في ذلك إن شاء الله.

الشيخ: أما السؤال عن حلق اللحية ما حكمه؟

فنقول: حلق اللحية ممنوع، بمعنى: جزها تماماً، والتخلص منها لا يجوز؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ( لما جاءه رجلان من فارس ولهما شوارب كثيفة وقد حلقا لحاهما, قال: من أمركما بهذا؟ قالا: ربنا, يعنون: كسرى، فقال: لكن ربي أمرني بغير ذلك، أمرني بأن أحف شاربي وأعفي لحيتي )، أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

وقد أمر عليه الصلاة السلام بإعفاء اللحى، وإرخائها، وإيفائها، وتوفيرها، وإكرامها؛ ولذلك ينبغي للمسلم ألا يحلق لحيته ويجزها جزاً.

الشيخ: أما العمل في البوتيك (المتجر) للرجال؛ فإذا كان ذلك يقتضي مماسة للنساء، أو خلوة بهن فلا يجوز، أما إذا كان بائعاً يبيع للرجال والنساء من غير مماسة ولا ريبة فلا حرج إن شاء الله؛ كالبقال والفوال وغيرهم من أصحاب التجارات ممن يبيعون للناس السلع المشروعة.

فأقصد بأن العمل في البوتيك إذا لم تكن هناك ريبة، ولم تكن هناك مماسة للنساء، وكنت تبيع أشياء مباحة فلا حرج في ذلك إن شاء الله.

الشيخ: أما أخونا الأمين فسأل عن قول الله عز وجل في آخر سورة المزمل: عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [المزمل:20]، يسأل عن قوله تعالى: وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا [المزمل:20]، وأن الهمزة همزة قطع.

نقول: نعم؛ لأن الفعل رباعي, من أقرض يقرض فهو مقرض، وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا [المزمل:20]، والكلام هنا خارج مخرج المجاز، ليس على حقيقته, وإلا فالله جل جلاله غني عن العالمين، لكنه سبحانه يدعونا إلى النفقة، يدعونا إلى البذل، يدعونا إلى الصدقة، ويمثل ذلك بصورة معروفة في أذهان الناس, أن الشخص يقرض شخصاً على سبيل الإحسان فيبين ربنا جل جلاله أن هذا القرض لا يرد بمثله، وإنما يضاعف أضعافاً مضاعفة؛ وكما قال سبحانه في آية أخرى: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [البقرة:245].

الشيخ: أما بالنسبة لوسم الغنم فلا مانع يا أمين! من أن تسم أغنامك بحيث تميزها عن أغنام غيرك، وليس هذا من تغيير خلق الله؛ بل الحاجة إليه داعية، فلا مانع من أنك تأخذ شيئاً يسيراً من أذنها، أو تجعل عليها علامة عن طريق الوسم المعروف إن شاء الله.

السؤال: أخونا محمد يسأل عن الترويح في الصلاة ما حكمه؟

الجواب: نقول: الترويح في الصلاة بمعنى: رفع اليدين حذو المنكبين، هذا مشروع في أربعة مواضع:

الموضع الأول: عند تكبيرة الإحرام، وهذا محل اتفاق، والنقل فيه متواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ( أنه كان إذا كبر للصلاة رفع يديه حذو منكبيه أو حذو أذنيه ), عليه الصلاة والسلام.

الموضع الثاني: عند الركوع، أي: عندما تقول: الله أكبر, وتركع.

الموضع الثالث: عند الرفع من الركوع, أي عندما تقول: سمع الله لمن حمده وترفع.

الموضع الرابع: عند القيام للركعة الثالثة من صلاة ثلاثية أو رباعية, فتقول: الله أكبر وترفع يديك، هذه أربعة مواضع: عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، وعند الرفع من الركوع، وعند القيام إلى الركعة الثالثة.

الشيخ: وأما الجامعات المختلطة يا محمد فهو وضع شائن، لا ينبغي أن نخلط الشباب بالشابات، والذكران بالإناث في هذه السن التي هي من الثامنة عشرة أو من السابعة عشرة إلى الحادية أو الثانية أو الثالثة والعشرين؛ فمثل هذا لا ينبغي، والفصل مطلوب، وقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يوجه ناساً أخياراً أبراراً أطهاراً هم أتقى لله منا، وأقرب إلى الله منا، وأعرف بدين الله منا، ومع ذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم للرجال منهم صفوفاً، وللنساء صفوفاً، وجعل للرجال باباً، وللنساء باباً، حتى في الطريق قال للنساء: ( تنحين، ليس لكن أن تحققن الطريق )؛ فلذلك نقول: هذا الوضع الآن وضع غير مريح بالنسبة للإنسان المسلم؛ لكن ليس الحل بأن يترك الناس الدراسة، وأن يعكفوا في بيوتهم؛ بل نباشر الدراسة ونتقي الله عز وجل ما استطعنا، وقد قال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا [الطلاق:2]، وقال سبحانه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت:69]، فواجب على الذكور والإناث جميعاً غض أبصارهم، وحفظ حيائهم، وأن يعامل الشاب الشابة كما يعامل أخته، ما الذي يحب أن يصنع الناس مع أخته فليصنعه مع سائر النساء.