خطب ومحاضرات
ديوان الإفتاء [238]
الحلقة مفرغة
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
السلام عليكم ورحمة الله.
إخوتي وأخواتي! أسأل الله عز وجل أن يتقبل منا أجمعين، وأن يجعلنا من شهود ليلة القدر، وأن يعيننا على ذكره وشكره، وحسن عبادته، مرحباً بكم وبأسئلتكم عبر هاتف البرنامج، ومرحباً بأسئلتكم عبر الشريط الأخضر على هاتف سوداني، أسأل الله أن يعينكم على حسن السؤال، وأن يسددني في الجواب، ونعوذ بالله من أن نتكلف ما لا نحسن، أو نقول على الله ما لا نعلم.
وأبدأ بالأسئلة التي وردت عبر هذه الرسائل.
السؤال: أخونا ياسر علي أحمد من أم درمان دار السلام: هل المرأة تقبض في صلاتها كالرجل؟
الجواب: نعم يا ياسر ! المرأة كالرجل كلاهما مأمور بقوله صلى الله عليه وسلم: ( صلوا كما رأيتموني أصلي )، ولا تخالف المرأة الرجل إلا في أمور يسيرة من الصلاة، ومنها أن جهرها دون جهر الرجل، فإن جهر الرجل أدناه أن يسمع من يليه، ولا حد لأعلاه، وأما المرأة فأدنى جهرها أن تسمع نفسها، وأعلى جهرها أن تسمع من يليها، ومن ذلك أيضاً أن الرجل في السجود يستحب له أن يجافي عضديه عن جنبيه، وبطنه عن فخذيه، أما المرأة فإنها يستحب لها أن تتضام؛ لأن ذلك أستر لها، لكن فيما سوى ذلك فالمرأة والرجل في الصلاة سواء.
السؤال: أبو علي من بور سودان يقول: كيف أكمل صلاة الجمعة إذا أدركت الإمام في التشهد الأخير؟
الجواب: يا أبا علي ! إذا وجدت الإمام في التشهد الأخير فأكملها ظهراً، صل أربع ركعات كصلاة الظهر تماماً، ولا تتأخر عن صلاة الجمعة ولا عن غيرها؛ لأن نبينا صلى الله عليه وسلم قال: ( ما يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله ).
السؤال: أما سوسن فهي تسأل عن الكريمات المبيضة للجسم، يعني: الكريمات التي تجعل لون البشرة أبيض؟
الجواب: سألنا في ذلك أطباء الأمراض الجلدية، فجزموا بأن هذه الكريمات المبيضات ضارات غير نافعات، حتى إن الفتاة أو المرأة لو أدمنت استخدامها، فإنه بعد حين تظهر الشعيرات الدموية من وراء الجلد، وفي هذا تشويه ما بعده تشويش؛ ولذلك أنا أريد أن أقول لأخواتنا: ما خلق الله شيئاً أجمل من الإنسان، والجمال الطبيعي والزينة الطبيعية ليس هناك أفضل منها، ولا مانع بأن تتزين المرأة لزوجها في حدود الشرع، كأن تكتحل، وتختضب وتتطيب، ولا بأس كذلك من أن تستعمل بعض الأشياء الغير ضارة مما تتزين به لزوجها.
السؤال: أخونا الهمام من الجرافة يقول: ما هي قيمة الزكاة بالعملة السودانية، وما قيمة الزكاة في مائة ألف جنيه؟
الجواب: أما النصاب يا همام فقد سبق ذكره بأن النصاب لهذا العام أربعة آلاف وثلاثة وستون جنيهاً، فكل من ملك هذا القدر من المال أو ما زاد عليه، فقد وجبت عليه الزكاة.
أما الزكاة في مائة ألف فإنها ربع عشرها، بمعنى أنه يخرج منها ألفين وخمسمائة جنيه، وإخراج مائة ألف هذا في ما إذا كانت العملة الجديدة، أما العملة القديمة فليس فيها زكاة، والعلم عند الله تعالى.
المتصل: أنا مبتلاة بالوسوسة في الصلاة وفي العبادات، فإذا جئت أكبر تكبيرة الإحرام أكون لست مستحضرة للنية، فأحلف أني لا أعيدها، وهكذا غيرها من العبادات، فهل بتكرر اليمين تكرر الكفارات؟ فما فائدة الصلاة؟
السؤال: عندنا زوجة أخينا كانت مؤشرة مع أبيها وأمها وأخواتها مسافرين لأداء العمرة، ثم حصل ظرف لزوجها وأبيها فتعطلا عن السفر معهم، وسافرت مع أمها وأخواتها، وهي أول عمرة لها فما الحكم؟
الشيخ: طيب أبشري.
المتصل: لدي سؤالان:
السؤال الأول: حصلت على إقامة من السعودية، فلما ذهبت لأخذ الإقامة قالوا لي: عمرك صغير، ولا يحق لك أخذ الإقامة، وأخرجت لنفسي جنسية بعمر كبير، وحلفت بالله أنه لا يوجد عندي جنسية، -ونسأل الله يتوب علينا- فأخرجت الجنسية، وكنت قد اشتريت الإقامة بأربعة عشر ألفاً؟
السؤال الثاني: هناك شباب يتعاطون التتن (السفة) ثم يدخلون في الصلاة، فما الحكم؟
الشيخ: نجيبك إن شاء الله.
المتصل: عندي أربعة أسئلة:
السؤال الأول: نحن نسافر في العيد من الخرطوم إلى كسلا لقضاء إجازة العيد، دون أن نحدد يوماً بالضبط للرجعة، فهل نقصر الصلاة أثناء الإقامة، أم أثناء السفر فقط؟
السؤال الثاني: هل يجوز صيام الست من شوال كل جمعة وسبت لمدة ثلاثة أسابيع؟
السؤال الثالث: قاطع الرحم قالوا: لا ترفع أعماله؛ فهل صلاته وصيامه تتوقف إذا لم يصل رحمه، ثم إذا وصل رحمه ترفع أو لا يستفيد منها؟
السؤال الرابع: هل هناك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( آل بيتي سفينة نوح من تمسك بهم نجا )، فهل لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وجود في هذا الزمان بالمعنى الذي قصده النبي صلى الله عليه وسلم؟
الشيخ: طيب أبشر.
الشيخ: بالنسبة لأختنا أميرة سألت فقالت: إنها مصابة بالوسوسة في الصلاة، ويتبع هذا الوسواس أيمان مغلظة تحلف بها مرة بعد مرة أنها لا تعيد الصلاة، وتقول: ما حكم الكفارات؟
فنقول: أنت حلفت على شيء واحد، وهو عدم إعادة الصلاة، فهذه الكفارات تتداخل، فليس عليك إلا كفارة واحدة، لكن الإشكال ليس في الكفارة يا أميرة ! وإنما الإشكال في الوسواس الذي تعانين منه، وهذا الوسواس اجتهدي في دفعه، وعلاجه يكون بأمور:
أولاً: الدعاء، فأكثري من الدعاء، بأن يصرف الله عنك همزات الشياطين، وأن يجعل كيده في نحره.
ثانياً: أكثري من قراءة آية الكرسي، فإنها أشد شيء على الشيطان.
ثالثاً: هللي مائة إذا أصبحت، ومائة إذا أمسيت لتحرزي من الشيطان، قولي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة إذا أصبحت، ومائة مرة إذا أمسيت.
رابعاً: عليك بطلب العلم من أجل أن تعرفي ما هي الصفة المسنونة للصلاة، ومن أجل أن تجتنبي هذا الوسواس.
خامساً: أهملي هذا الوسواس ولا تلتفتي إليه.
فإذا أتيت بهذه الأمور الخمسة إن شاء الله يكفيك الله شر هذا الوسواس لعنة الله عليه.
الشيخ: يا أسامة ذكرت أن أختك قد أشرت لتذهب إلى العمرة مع أمها وأختها، فأقول لك بأن سفر المرأة إلى العمرة مع الرفقة المأمونة إن شاء الله لا حرج فيه؛ لأن هناك من أهل العلم من يرى وجوبها وفرضيتها، وهناك من يرى أنها من السنن المؤكدة التي لا ينبغي الإخلال بها، فعلى كل حال لك مندوحة فيما قاله مالك و الشافعي من جواز خروج المرأة مع الرفقة المأمونة في حجة الفريضة، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: ويلحق به كل سفر واجب.
الشيخ: أما أنت يا من اتصلت من السعودية، وكنيت نفسك بـأبي سوسن ، وتذكر بأنك قد استخرجت إقامة، وتعرقلت إجراءاتك بسبب صغر السن؛ فلجأت إلى أن تحلف يميناً غموساً لاستخراج جنسية بسن أكبر.
فأقول لك يا أبا سوسن يلزمك التوبة، تب إلى الله عز وجل من هذه اليمين التي هي من كبائر الذنوب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليمين الغموس بأنها من أكبر الكبائر، وسميت غموساً لأنها تغمس صاحبها في نار جهنم، فتب إلى الله عز وجل وأكثر من الاستغفار، وربنا جل جلاله غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى.
الشيخ: أما ما ذكرته عن بعض الناس أنه مبتلى بتناول هذه المادة الخبيثة التي تسمى بالسفة، وأنه بعد ذلك يمصمص خشمه، ويدخل الصلاة؟
فنقول: الصلاة صحيحة والسفة قبيحة، وله ثواب صلاته، وعليه إثم سفته، أما من ناحية أنها ناقضة فليست بناقضة، فمن توضأ ثم فأخذ فهذه السفة فلا ينتقض وضوءه.
الشيخ: عبد الرحمن اتصل وطرح أسئلة أربعة، يسأل عن قصر الصلاة، وأنه ذاهب إلى كسلا لقضاء عطلة العيد، فهل من حقه أن يقصر في الطريق فقط، أم بعد الوصول إلى محلة أهله؟
أما قصرك في الطريق فلا خلاف فيه بين أهل العلم، فالسفر من الخرطوم إلى كسلا، يستغرق ست ساعات أو ثمان أو عشراً فلا مانع أن تقصر الصلاة حتى تتراءى لك بيوت البلد التي تقصد، وبعد ذلك يا عبد الرحمن اعمل بما يغلب على ظنك، فإذا غلب على ظنك أنك ستقيم أربعة أيام صحاح في كسلا، فلا بد أن تتم الصلاة بمجرد وصولك، بمعنى أنه إذا أعلن بأن عطلة العيد ستكون أيام الأحد والإثنين والثلاثاء، وأغلب الناس سيسافر من الخرطوم مثلاً يوم الخميس، بعد نهاية العمل غداً، فعلى الأقل سيمكث الجمعة يوماً كاملاً، ومثله السبت والأحد والإثنين والثلاثاء، أو سيتحرك يوم الثلاثاء من كسلا، فمثل هذا يتم، أما إذا كانت إقامتك دون الأربعة أيام فلك الحق أن تقصر في كسلا.
السؤال: أحد الناس يسأل عن السنن الرواتب في السفر؟
الجواب: من السنة ترك الرواتب في السفر، يعني: من السنة أنك تترك سنة الظهر، وتترك سنة المغرب، وسنة العشاء في السفر؛ لكن بالنسبة للرغيبة سنة الصبح، فالرسول عليه الصلاة والسلام ما كان يدعها في سفر ولا حضر.
استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
ديوان الإفتاء [485] | 2822 استماع |
ديوان الإفتاء [377] | 2648 استماع |
ديوان الإفتاء [277] | 2534 استماع |
ديوان الإفتاء [263] | 2532 استماع |
ديوان الإفتاء [767] | 2506 استماع |
ديوان الإفتاء [242] | 2475 استماع |
ديوان الإفتاء [519] | 2464 استماع |
ديوان الإفتاء [332] | 2442 استماع |
ديوان الإفتاء [550] | 2406 استماع |
ديوان الإفتاء [303] | 2404 استماع |