خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/912"> الشيخ أسامة سليمان . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/912?sub=63503"> تفسير سور القرآن الكريم
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
تفسير سورة الجن [2]
الحلقة مفرغة
الحمد لله رب العالمين، الذي أحسن كل شيء خلقه، وبدأ خلق الإنسان من طين، ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين، ثم سواه ونفخ فيه من روحه، وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون، خلق الإنسان من سلالة من طين، ثم جعله نطفة في قرار مكين، ثم خلق النطفة علقة سوداء للناظرين، ثم خلق العلقة مضغة بقدر أكلة الماضغين، ثم خلق المضغة عظاماً كأساس لهذا البناء المتين، ثم كسا العظام لحماً هي له كالثوب للابسين، ثم أنشأه خلقاً آخر، فتبارك الله أحسن الخالقين، ثم إنكم بعد ذلك لميتون، ثم إنكم يوم القيامة تبعثون.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن نبينا ورسولنا محمداً صلى الله عليه وعلى آله وصحبه بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، فما ترك من خير يقربنا من الجنة إلا وأمرنا به، وما من شر يقربنا من النار إلا ونهانا عنه، فترك الأمة على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه في الأولين والآخرين، وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا أيها الإخوة الكرام الأحباب! لا يزال الحديث مع سورة الجن، وحديثنا عن الجن في هذا الزمن من الأهمية بمكان؛ لأن موضوع الجن من الموضوعات التي أخذت أكبر من حجمها في زماننا هذا، فالبعض يظن أن الجن يعلم الغيب، والبعض يعطي الجني أكثر مما يستحق، رغم أن الله عز وجل بين لنا في كتابه أنه لا سبيل للشيطان على عباد الله الموحدين: إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا [النساء:76]، لكننا نحن عظمناه؛ ولذلك حديثنا عن الجن حديث عن الغيب، والحديث عن الغيب لابد أن يكون بدليل من كتاب الله أو سنة صحت عن نبينا صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الطريق الوحيد؛ لأن ذلك غيب.
الجن حقيقة لا خرافة، وعالم الجن بلا أدنى شك علم يقيني، وخلق من نار كما أخبر ربنا سبحانه، وإنهم يأكلون ويشربون، فالنبي عليه الصلاة والسلام قد أخبرنا: (أن الشيطان يأكل بشماله)، وأمرنا أن نأكل باليمنى، ونبينا صلى الله عليه وسلم حينما أمر بعض الصحابة أن يأتيه بثلاثة أحجار ليستجمر بها فأتاه بحجرين وعظمة فرد العظمة، وأخبر أن العظام هي طعام إخواننا من الجن. قال: (هي زاد إخوانكم من الجن)، وأنهم يتشكلون، فالصورة تحكم الجني إذا تشكل في صورة معينة، ففي حديث البخاري : أن الشيطان جاء وأخذ من مال الصدقة في صورة رجل، وأمسك به أبو هريرة، وأن الشيطان جاء للمشركين في غزوة بدر وقال: إني جار لكم، وظل خلفهم حتى أقنعهم بفكرة القتال، يقول ربنا: فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ [الأنفال:48]، هذه كلها أدلة واضحة في أنه يتشكل، قد يتشكل في صورة قبيحة، وهذا هو الكثير، يتشكل في صورة كلب أسود، وفي صورة ثعبان، وهذا ثابت بما لا يدع مجالاً للشك عندنا.
أيها الإخوة الكرام! يقول ربنا سبحانه: وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا * وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا * وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا * وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا * وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْسًا وَلا رَهَقًا [الجن:8-13].
هذه الآيات يخبر سبحانه أن الجن قبل بعثة النبي عليه الصلاة والسلام كانت تسترق السمع، لكن هل سلط عليها الشهب بعد البعثة أم قبل البعثة؟ العلماء على خلاف، والراجح أنها كانت تتسلط عليها الشهب قبل البعثة، لكن بعد بعثة النبي عليه الصلاة والسلام شددت الحراسة؛ لقول الله: مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا [الجن:8]، ولحديث ابن عباس : (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس مع أصحابه، فرمي بنجم فقال لأصحابه: ما تقولون في هذا؟ قالوا: كنا نقول عنه في الجاهلية: موت عظيم أو ميلاد عظيم) أي: أن الشهاب حينما تسلط على جني فذاك معناه عندهم أن عظيماً قد ولد أو عظيماً قد مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنه لا يرمى بها لموت أحد ولا لميلاده، إنما ذلك الجن إذا استرق السمع)، يعني: يقوم الجن بعملية انتحارية، جني يعلو على جني حتى يصل آخرهم إلى السماء الدنيا في سلسلة بحيث يسترق السمع، فإذا قضى الله أمراً في سمائه نادى أهل السماوات بعضهم بعضاً، حتى يصل الخبر إلى السماء الدنيا، فيسترق الجن السمع، ويلقيه إلى من هو تحته حتى يصل إلى الأرض، إلى الكاهن أو العراف، فيخلط ذلك الصدق بمائة كذبة كما قال صلى الله عليه وسلم.
وبعد بعثة النبي عليه الصلاة والسلام خرجت الجن لتمارس ذلك العمل، فوجدت السماء محروسة: وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا [الجن:8] فقالوا: لابد من شيء قد تغير، فجاءوا إلى الشيطان وأخبروه، فأخبرهم أن ذلك بسبب تغير حصل في أهل الأرض، إما أن يكون العذاب سيحل على أهل الأرض، وإما أن يكون الله قد بعث نبياً من أهل الأرض.
يقول الله تعالى: وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا [الجن:10].
فالجن يعلموننا الأدب، فهم يقولون: وَأَنَّا لا نَدْرِي [الجن:10]، وكذلك الملائكة قالت: لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا [البقرة:32] فهم يكلون العلم إلى الله، ثم في قولهم: أَشَرٌّ أُرِيدَ [الجن:10] الفعل مبني للمجهول ولم يسم فاعله، فالذي أراد بمن في الأرض شراً هو الله، لكن من الأدب ألا ينسب الشر إلى الله: (والشر ليس إليه)، وهذا من باب التأدب، وفي القرآن مثل ذلك كثير، يقول إبراهيم عليه السلام: وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ [الشعراء:80]، نسب المرض إلى نفسه، وفي قصة الخضر مع موسى: أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا [الكهف:79]، فنسب العيب إلى نفسه، رغم أن الذي أمره بخرق السفينة هو الله، فلم يقل: فأراد الله أن يعيبها؛ لأنه لا ينبغي أن ينسب الشر أو العيب إلى الله عز وجل، مع إيماننا الجازم أن الخير والشر من الله، وهذا من باب الأدب في زمن ضاع فيه الأدب، يقول محمد بن سيرين : علم بلا أدب كالنار بلا حطب.
قال تعالى: وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً [الجن:11]، فرق وجماعات وأحزاب وأمم، منهم السني، ومنهم المبتدع، ومنهم الصوفي، ومنهم الشيوعي، ومنهم الرافضي، ومنهم الكافر، ومنهم العاصي، كبني آدم تماماً، وأشرهم الرافضي، فمن أهل الإسلام من ينتسب إلى الإسلام وهو من الرافضة، والرافضة هم الشيعة، وهناك ممن يدعي العلم في هذا الزمن ينادي للتقريب بين أهل السنة والشيعة، يقول تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ [الرعد:16]، رجل يسب أفضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يسب أبا بكر وعمر والمطهرة عائشة رضي الله عنها، رجل يتهم الله بأنه كان لا يعلم ثم علم، يعتقدون بعقيدة البداء وعقيدة الرجعة، وسب الصحابة، هذه ثوابت عندهم في عقيدتهم، اسمع إلى كلام السلف. يقولون: أهل الكتاب من اليهود والنصارى أنصف في قولهم من الروافض، لو سئل أتباع عيسى: من أفضل من كان مع عيسى؟ لقالوا: أصحابه الحواريون، ولو سئل أتباع موسى: من أفضل من تبع موسى؟ لقالوا: أصحابه. أي: أنهم يقرون لأصحاب رسلهم بالأفضلية، ولو سئلت الروافض عن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم لقالوا: هم شرار الخلق.
اقرأ في كتب القوم لتعلم، مع أن هذا المجال ليس مجالاً لإسقاط الخمار عن الشيعة الأشرار، إنما نحن الآن في مجال الكلام عن الجن.
وقوله تعالى: وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ [الجن:11]، يعني: كافر الجن إلى النار، ومؤمن الجن إلى الجنة، وهذا رأي الجمهور خلافاً لـأبي حنيفة الذي قال: إن النجاة من النار هي الجزاء لهم، ولا جنة لمؤمنهم، وجمهور العلماء: على أن الكافر إلى النار، وأن المؤمن إلى الجنة، والنصوص العامة تؤيد هذا الرأي.
يقول ربنا سبحانه: وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا [الجن:12].
اعتراف من الجن بأنهم لن يستطيعوا أن يهربوا من الله إذا أرادهم؛ فهم يؤمنون بذلك إيماناً جازماً، فالجأ يا عبد الله! إلى ربك عز وجل، إن كان بك سحر قل: يا رب! بك مس قل: يا رب! لا تذهب إلى العراف والدجال ليقدح في عقيدتك، تقول: أنا سأذهب إلى المنوفية، هناك شيخ جيد. أقول: هل إيمانك بالمعالج أم إيمانك بالرقية؟ بالمعالج؛ لأنك تشد الرحال إليه، الرقية هي نفسها الرقية في أي مكان كان، فأنت الآن تثق في الرقية أم تثق فيمن يرقي؟ حتى إذا أصيب أحدهم بمس، قال: أنا أريد شيخاً للعلاج يكون عشرة على عشرة! يا عبد الله! هذا قدح في العقيدة: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ [النمل:62]، فالمضطر يدعو ربه ويلجأ إليه، ولا يوسط الوسائط بينه وبين الله.
يا قوم! هذه ظاهرة خطيرة تحتاج منا إلى أن نواجهها، لابد أن نأخذ على يد المعالجين الذين ينسبون إلى أنفسهم الشفاء، أو يقول: أنا فعلت وأنا فعلت.
فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية لما أرسل إليه بشأن رجل أصابه المس، قال الجني له: أخرج كرامةً لك يا شيخ الإسلام! قال: إن فعلت فلا تخرج، إنما تخرج امتثالاً لأمر الله. وهذا معناه: أنه لا ينبغي أن ينسب المعالج الفضل إلى نفسه، فضلاً عن أنه إذا علا نجمه وذاع صيته وعرف بين الناس انسحب في الحال؛ لأن هذا من مداخل العجب والرياء، فالرقية مشروعة لكن بضوابط.
روى مسلم في صحيحه: أن أويساً القرني كان رجلاً مستجاب الدعوة، ولكنه إذا حضر بين الناس لا يعرفه أحد، يقول النبي صلى الله عليه وسلم لـعمر ولأصحابه: (إن لاقيتم
قال تعالى: وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِه [الجن:13]، وهو القرآن الكريم، فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْسًا وَلا رَهَقًا [الجن:13]، من ذلك قول الله في سورة طه: وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْمًا وَلا هَضْمًا [طه:112].
فقوله: بَخْسًا وَلا رَهَقًا ، بخساً من حسناته، ولا زيادة في سيئاته، فالجزاء العدل التام: وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى [النجم:39]، فللحساب والجزاء قواعد:
القاعدة الأولى: العدل التام: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا [الأنبياء:47]، ويقول سبحانه: لا ظُلْمَ الْيَوْمَ [غافر:17]، هذا هو العدل.
القاعدة الثانية: مضاعفة الحسنات وعدم مضاعفة السيئات، مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا [الأنعام:160]، هذا من باب الفضل، فهلاك العبد إذا تغلبت آحاده على عشراته: (وأتبع الحسنة السيئة تمحها).
القاعدة الثالثة: إقامة الشهود على العبد، ولذلك ربنا عز وجل يشهد يوم القيامة كل نبي على أمته، وتشهد على العبد الجوارح، وتشهد الأرض، كل ذلك من إقامة الشهود على العبد.
القاعدة الرابعة: عدم محاسبة أحد بعمل غيره، فكل إنسان يحاسب عن عمله هو: وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ [الإسراء:13]، وهذا يسميه العلماء: المسئولية الشخصية، فأنت مسئول عن عملك بين يدي الله، وعمن كلفك الله عز وجل بإعالته أو بنصحه.
يقول الله سبحانه: وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ [الجن:14] أي: الظالمون المنحرفون، فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا * وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا [الجن:14-16]، لو استقام أهل الأرض على الكتاب والسنة، لو استقاموا على التقوى لأكلوا من تحت أرجلهم ولعمتهم البركة، وما يحدث من آيات هي للتخويف، فقد تعرضت الشقيقة الجزائر لزلزال، ونحن لنا فيه وقفة في اللقاء الثاني إن شاء الله تعالى، فإن العلمانية تقول: هي ظواهر طبيعية، ونحن نقول كما أخبرنا المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام: إن الزلزال حينما يقع في الأرض هو استعتاب من الله عز وجل لخلقه، بذنوبهم، فيا أيها العباد! أفيقوا واعلموا أن الزلزال بسبب معاصيكم، فإنه لما تزلزلت المدينة في عهد الفاروق عمر قال لساكنيها: إن عادت إلى مثل صنيعها لن أساكنكم فيها بعد اليوم، والمعنى: أن الزلزال والريح والطوفان من جنود الله سبحانه التي يسلطها على عباده ليستعتبهم، تقول أمنا عائشة : إذا شربت الخمر، وعم الزنا، واستمع إلى الغناء -يعني: عمت المعاصي- غار الله في سمائه، فأمر الأرض أن تتزلزل بهم.
إذاً: حقيقة الزلزال معاصي بني آدم، فالأرض لا تتحرك إلا بإذن خالقها، والزلزال الأكبر: إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى [الحج:1-2]، وقارن بين الزلزالين، ففي زلزالنا الدنيوي الناس حيارى، هذا يهرع إلى كذا، وهذا يأخذ كذا، ليسوا بسكارى، وفي زلزالنا الدنيوي تهرع المرضعة إلى رضيعها لتأخذه، أما في زلزال الآخرة تذهل المرضعة عن رضيعها؛ لعذاب رب العالمين.
يقول سبحانه: وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا [الجن:16] أي: أهل الأرض، عَلَى الطَّرِيقَةِ [الجن:16] أي: على المنهج السوي، لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا [الجن:16] لرزقناهم رزقاً حلالاً طيباً كثيراً. قال أبو داود في مقدمة سننه: نزلت إلى مصر، فشبرت قثاءة فيها -يعني: قاس القثاءة بالشبر- فبلغت أكثر من عشرة أشبار. القثاءة الآن نصف شبر أو ربع، فلماذا كانت القثاءة في زمن أبي داود أشباراً؟ لأن الناس كانوا يؤدون حق ربهم، يقول ربنا سبحانه: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ [الأعراف:96]، فهذه البركة من الله سبحانه.
قال سبحانه: لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ [الجن:17] أي: لنختبرهم، وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا [الجن:17] أي: أليماً شديداً.
قال تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18]، إن أهل الكتاب في أماكن عبادتهم يشركون بالله، إذا دخل الواحد منهم إلى أماكن العبادة أعلن الشرك من أماكن العبادة، فيا قوم! إذا دخلتم إلى بيوت الله فلا تشركوا مع الله أحداً، لابد من التوحيد، ومن ثم قرر الفقهاء المعتبرون بإجماع آرائهم: أنه لا يجوز في الإسلام بناء المساجد على القبور؛ لقوله: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ [الجن:18]، فلا تحمل اسم ولي إن كان ولياً، ولا اسم صاحب ضريح، ولا تشد الرحال إليه.
واختلف العلماء: هل يمكن أن يسمى المسجد باسم عائلة كمسجد بني عوف ومسجد بني رزيق.. أو غير ذلك؟ فالجمهور على الجواز بشرط ألا يكون ذلك من قبيل الشهرة والسمعة، فإن حمل المسجد اسم صاحب ضريح لا تصلِّ فيه يا عبد الله! ألبتة؛ لأن المساجد لله سبحانه، وما يحدث بداخلها من طواف وشرك لابد أن يكون لك معه موقف، لقد قال سيد البشر صلى الله عليه وسلم: (لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، ألا لا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك) وقال بعض المفسرين: المساجد هنا بمعنى أعضاء السجود السبعة، فإذا سجدتم في بيوت الله فالسجود لا يكون إلا لله عز وجل.
قال تعالى: وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا [الجن:19]، سنة الله الكونية في أهل الدعوة إلى الله أن يعترض لهم دائماً؛ لهذا لما تدعو إلى التوحيد تجتمع الناس عليك لبداً، أي: فوق بعضهم البعض، فقوله: وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ [الجن:19]، أي: لما قام محمد في مقام العبودية يدعو الناس إلى توحيد الله كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا [الجن:19]، أي: كاد الكفار أن يكونوا على رسول الله مجتمعين يواجهون النور، ويواجهون الدعوة التي يدعوهم إليها.
لابد لنا من بيان العلاقة بين الإنس والجن، وبيان حقيقة المس، وحقيقة السحر، والذي نراه من مخالفات شرعية في زماننا هذا لابد من مواجهته بأسلوب شرعي؛ لبيان الأمر الحقيقي بما يستند إلى كتاب الله، وإلى سنة نبينا صلى الله عليه وسلم.
أيها الإخوة الكرام! بعض الأمور المهمة التي أريد أن أتحدث عنها لارتباطها بواقعنا:
الأمر أول: أن لنا نظرة فيما يحدث من كوارث في بلاد المسلمين، سواء كان زلزالاً أو طوفاناً أو انهياراً لبعض الجبال، كانهيار المقطم منذ زمن، نحن لا نبرئ بلداً من المعاصي، وإنما نقول: أي كارثة تقع لأهل الأرض إنما هي بمعاصيهم، فيجب على العباد أن يلجئوا إلى ربهم عز وجل.
ثانياً: ظاهرة التسول التي سادت في الشوارع والطرقات من بعض أصحاب السمت الإسلامي، أقول: اتق الله عز وجل فيما ما تصنع، فإن أصحاب الحاجات يمكن لهم أن يلجئوا إلى بعض جمعيات الخير في أسلوب مهذب بدلاً من أن نرى هذا الموقف.
أيها الإخوة الكرام! ظواهر عديدة لابد أن نواجهها بشجاعة أدبية، وبوضوح في الهوية.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا.
اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا.
نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار.
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، وجلاء همنا وغمنا، ونور أبصارنا.
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا إلى النار مصيرنا، واجعل الجنة هي دارنا وقرارنا.
اللهم إنا نعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل.
ونسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل.
اللهم ارزقنا حبك، وحب من يحبك، وحب كل عمل يقربنا إلى حبك.
اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا، وجلاء همنا وغمنا، ونور أبصارنا.
اللهم ارحم أطفال المسلمين في أرض فلسطين المغتصبة، اللهم عليك بأعدائهم فإنهم لا يعجزونك.
اللهم عليك باليهود وعليك بالأمريكان.
اللهم من أرادنا والإسلام والمسلمين بخير فوفقه لكل خير، ومن أرادنا والإسلام والمسلمين بشر فاجعل كيده في نحره، وأهلكه كما أهلكت ثمود وفرعون.
اللهم انصر الإسلام في ربوع الأرض.
اللهم مكن لعبادك المستضعفين، اللهم مكن لعبادك المستضعفين، اللهم مكن لعبادك المستضعفين.
نسألك رضاك والجنة.
اللهم لا تجعل للكافرين على المؤمنين سبيلاً، اللهم لا تجعل للكافرين على المؤمنين سبيلاً، اللهم إن ليل المسلمين قد طال فاجعل لهم فجراً يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، ربنا إنا مغلوبون فانتصر، ربنا إننا مظلومون فانتقم.
اللهم عليك بأعداء دينك فإنهم لا يعجزونك يا رب العالمين!
اللهم ارحم إخواننا في الجزائر، اللهم ارحمهم برحمتك يا رب العالمين! ولا تعجل بعذابهم بصنع السفهاء، فإنك على كل شيء قدير، وأنت حسبنا ونعم الوكيل.
اللهم كن لهم ولا تكن عليهم، اللهم كن لهم ولا تكن عليهم، اللهم احفظ ديار المسلمين من كل مكروه وسوء برحمتك يا أرحم الراحمين! وسلط الزلازل والبراكين على أعداء الدين، دمرهم شر تدمير بقدرتك يا رب العالمين! فإنك على كل شيء قدير، وأنت حسبنا ونعم الوكيل، وأنت بكل جميل كفيل.
آمين، آمين، آمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
حكم مس المصحف وحضور دروس العلم والمكث في المسجد والطواف وغير ذلك للحائض
الجواب: أولاً: لا يجوز للمرأة الحائض أن تمس المصحف. هذا رأي جمهور العلماء، ومن قال بخلاف ذلك آراء ضعيفة، ورأي الجمهور والمذاهب الأربعة وأدلتهم قوية.
ثانياً: لا يجوز للمرأة أن تمكث في المسجد، يقولون: إن الأدلة على ذلك أحاديث ضعيفة. أقول: روى البخاري في صحيحه في كتاب الحيض: أن عائشة رضي الله عنها قالت: (كنت أرجل شعر النبي صلى الله عليه وسلم -يعني: تغسله- وأنا في حجرتي وهو معتكف)، ما يمنعها من الخروج إلى المسجد إلا الحيض، يقول العلامة ابن حجر : فانظر إلى فعلها أنها كانت تغسل رأس رسول الله عليه الصلاة والسلام وهي في الحجرة، والذي يمنعها من دخول المسجد أنها حائض.
ثالثاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: (يا
ولا يجوز للمرأة الحائض أن تمس المصحف، لكن يجوز لها أن تقرأ القرآن دون مس وهذا هو الراجح.
ويجوز لها أن تذكر الله وتنام بجواز زوجها، وتقف على عرفة وتبيت بالمزدلفة وترمي الجمرات وتكبر وتهلل وتسبح وتأكل الطعام مع زوجها؛ لأن اليهود كانوا يعزلون المرأة إذا حاضت.
أبدع البخاري في كتاب الحيض حينما بين هذا، فـعائشة تقول: (كان النبي صلى الله عليه وسلم ينام في حجري وأنا حائض)، كذلك أم سلمة كانت تنام بجواره وهي حائض، فلا يجوز أبداً أن نترك هذه النصوص، يقول صاحب العدة: ويمتنع على المرأة إذا حاضت عشرة أشياء مرجوحة، فيها أشياء قوية: الطواف بالبيت، لا يجوز لها أن تطوف في البيت؛ لحديث أمنا عائشة لما جاءها النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع في ذي الحليفة (وجد
إذاً: أباح لها الذكر، فلما أدت الحج بكت، وقالت: (يا رسول الله! يرجع صويحباتي بحج وعمرة وأنا أرجع بحج فقط)، فالذي منعها من العمرة الحيض؛ لأن العمرة الطواف والسعي، (فأمر النبي صلى الله عليه وسلم
إذاً: هذا يعلمنا أن عمرة التنعيم لأهل الأعذار من النساء الحيض.
حكم من عقد النكاح على امرأة وطلقها قبل البناء بها بطلب منها وقد اختلى بها
الجواب: هذا ما نحذر منه، احذر إن كنت عاقداً أن تختلي بالمعقود عليها؛ لأن الخلوة مظنة الدخول، (ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما)، فأنت -الحمد لله- فعلت كل شيء إلا أن تفضي إليها.، لكن إن كان قد أفضى إليها وفض بكارتها وطلقها قبل البناء، فهذه مصيبة؛ لأنها في نظر المجتمع غير مدخول بها وليس لها عدة، وفي الحقيقة هي مدخول بها، وعليها أن تعتد ثلاث حيضات.
فيا أخي المسلم! احذر إن كان الزوج عاقداً أن يخلو بابنتك ويقول: يا عمي! أنا زوجها، والعلماء يقولون: لي كل شيء إلا الإيلاج، فمثل هذا يقال له: يقول العلماء في كتب الفقه: إذا أسدل الستار وأغلق الباب فقد وجب الصداق كاملاً؛ لأن ذلك مظنة الدخول، وأنا أقول للسائل: اتق الله! فأنت تقول: فعلت كل شيء، وتحت كلمة (كل شيء) ضع خطوطاً، لا تريد أن تدفع المهر كاملاً؛ لأنك مظلوم أيضاً. أقول: يا عبد الله! اجبر كسرها فإن الطلاق كسر المرأة، فطالما أخذت كل شيء لابد أن تدفع الثمن، حتى وإن كان في المسألة خلاف فقهي، فإني أقول لك: من باب الفضل والإحسان وجبر الخاطر أن تعطيها المهر كاملاً، هذا هو الراجح جزاك الله خيراً: وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ [النساء:130].
إني أحذر أولياء الأمور والأخوات؛ لأن العاقد يركب الصعب ويأتي بشقة ويجهز من أجل أن يدخل، فإن دخل قبل ذلك أصبحت المسألة لا قيمة لها، فإن أصبحتِ أسيرة يا أمة الله! فلا تلومي إلا نفسك؛ لأنك أنت السبب، لماذا فرطتِ في نفسك في زمن ضاعت فيه الأخلاقيات؟ فلو كان هناك التزام بالشرع، لكان الخاطب والمخطوبة في حكم الأجنبية ليس له عليها حقوق، لكن الغريب أن ولي الأمر يقول لخطيب ابنته: يا بني! خذ خطيبتك واستنشقا الهواء على الكورنيش.
والأخرى من بعد الساعة الثانية عشرة إلى الفجر وهي تكلم الخطيب، وكأنهم يحررون الأقصى في ست ساعات! هذا تفريط وضياع ومن المخالفات الخطيرة.
فيا عبد الله! الإسلام سلوك والتزام، لا يجوز ذلك أبداً من باب سد الذريعة، وخشية اختلاط الأنساب، والله تعالى أعلم.
أضرار الاختلاط الفاحش ومشكلة زنا الأب بابنته أو بزوجة ابنه
الجواب: آه! ماذا أقول؟ أرأيتم الحال الذي نحن فيه؟ أقسم لكم بالله إن هذه المشاكل تتكرر كل يوم، وترتب على ذلك تعب في الأعصاب عندي، فذهبت إلى أربعة أطباء أعصاب، أب يعتدي على زوجة ابنه؟!
قابلتني فتاة منذ أسبوع وقالت لي: ما حكم الأب الذي يجامع ابنته مجامعة الأزواج؟ قلت: من؟ قالت: أنا، وهي صغيرة السن، والسبب في ذلك ما نفعله نحن بأنفسنا من مشاهدة القنوات الفضائية، والإعلام الهابط، والتعسير في أمر الزواج، يصل عمر الشاب إلى أربعين سنة ولم يتزوج بعد! آه ماذا أقول لهذه السائلة الآن؟!
أولاً: إن أخبرت زوجها فإن هذه مفسدة يترتب عليها ضرب الابن لأبيه إن كانت لديه غيرة، وإن كان مثل العزيز فإنه سيقول: أعرض عن هذا، واستغفري لذنبك، فالرجال أنواع.
ثانياً: إن علم الزوج بذلك، فإنه لا يمكن أن يستريح لأبيه، وستصبح هناك مشكلة تطارده في حياته، سيحقد على أبيه إلى ما لا نهاية، فعليك الآن فوراً أنت وزوجك أن تعتزلا هذا الأب، ولا تخالطي هذا الأب أبداً.
ثالثاً: لا تخبري الزوج، فوراً اعزلي الحياة إلى بلد آخر، واقطعي العلاقة مع هذا الأب، وعلى الزوج أن يؤدي لأبيه الحقوق العامة. هذا هو ثمن الاختلاط الفاحش، أما نطفة الزنا فتهدر وليس لها أحكام.
والزوجة لابد أن تعرض لزوجها في ذلك، تقول: في هذا المكان أناس يضايقونني، لا أستطيع أن أعيش هنا حرصاً عليك وأنا أحبك، أو تهدد الزوج وتكشف الأمر، المهم أن يحل الموضوع في إطار الشرع حلاً سوياً.