خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/912"> الشيخ أسامة سليمان . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/912?sub=63503"> تفسير سور القرآن الكريم
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
تفسير سورة القلم [6]
الحلقة مفرغة
الحمد لله رب العالمين، شرع لنا ديناً قويماً، وهدانا صراطاً مستقيماً، وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ [فاطر:3].
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء ويذل من يشاء، يغني فقيراً ويفقر غنياً، ويعز ذليلاً، ويذل عزيزاً، ويملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، فهو مستوٍ على عرشه، بائن من خلقه، لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، قلوب العباد بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف شاء، وحسبما أراد، فاللهم يا مثبت القلوب ثبّت قلوبنا على دينك، واللهم يا مصرّف القلوب صرّف قلوبنا إلى طاعتك.
وأشهد أن نبينا ورسولنا محمداً صلى الله عليه وعلى آله وصحبه بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، فما ترك من خير يقربنا من الجنة إلا وأمرنا به، وما من شر يقربنا من النار إلا ونهانا عنه، فترك الأمة على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه في الأولين والآخرين، وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين.
ثم أما بعد:
فيا أيها الإخوة الكرام الأحباب! في اللقاء السابق تحدثنا عن التدابير والوسائل والطرق التي وضعها الإسلام ليمنع جريمة الزنا قبل وقوعها، من تحريم للنظر الحرام، ومن تحريم للتبرج والخلوة والاختلاط والمصافحة وخروج المرأة متعطرة.. إلى غير ذلك من الأمور التي بينّاها، وقد جاءتني رسائل متعددة من إخوة أفاضل يريدون أن نستكمل هذا الموضوع الهام، لأنه لا ينبغي أن نضع رءوسنا في التراب، ونترك الأمور تدور حولنا دون أن نصف الداء والدواء، كما بيّنه رب الأرض والسماء.
إن المتأمل في ذلك المرض يجد أن المجتمع يقف على حافة الهاوية، والأمر جد لا هزل فيه، تتجاذبه عدة قوى: القوة الأولى: علمانية عفنة ملكت وسائل الإعلام المكتوبة والمقروءة والمرئية، ترى أنه لا داعي أبداً للتمسك بمبادئ الأخلاق والدين والقيم؛ لأنها من ركام الماضي عفا عليها الزمان، ولا بد من تبادل العشيقات وإهدار مبدأ تعدد الزوجات ومتابعة ركب الحضارات.
القوة الثانية: قوة تدّعي أن حضارة الغرب هي التي تملك الإنقاذ، وهي التي بيدها مفاتيح التقدّم والرقي.
القوة الثالثة: قوة سلبية لا هم لها إلا الدنيا، تجمع المال ولا يعنيها أمر الدين من بعيد أو قريب.
القوة الرابعة: قوة مستضعفة تدعو الناس إلى دين ربهم، وتدعوهم إلى التمسك بأخلاق دينهم الحنيف؛ حيث لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، فهذه قوى متعددة تتجاذب المجتمع من جميع نواحيه، ولكن لا بد أن نعلم أن النصر والتمكين لعباد الله الموحدين؛ لأن الله سبحانه يقول: وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ [الصافات:173]؛ ويقول سبحانه: إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ [غافر:51].
وموضوعنا اليوم هام؛ لأنه يتعلق أيضاً بتلك التدابير والوسائل ألا وهو: تيسير الزواج، وظاهرة المغالاة في المهور، وبحث مسألة تعدّد الزوجات، فهذه من الأمور الهامة التي وضعها الشرع الحنيف؛ ليقطع الباب أو ليغلق الباب على تلك الجريمة.
أحبتي الكرام! لقد أعرض الشباب عن الزواج، حتى بلغ سن البعض منهم إلى ما يزيد عن الثلاثين أو الأربعين، وارتفع حد العنوسة عند النساء لأسباب كثيرة، منها: تلك التكاليف الباهضة التي يكبّل بها الشاب عندما يقبل على هذه الخطوة، وكأنهم يضعونه في قفص حديدي ويكبّلونه، وولي الأمر سيسأل بين يدي الله عن ذلك.
فإن تيسير المهور أحد الأسباب الهامة لتيسير مسألة الزواج، أتدرون ما كان مهر فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه؟ هل كان مهرها مئات الألوف كما نسمع؟ هل أقيم لها عرس يكلف عشرات الألوف؟
لقد كان مهرها درع علي رضي الله عنه قدمه لها، والنبي صلى الله عليه وسلم قد زوّج بعض الصحابة على ما معه من القرآن، وقال له: (التمس ولو خاتماً من حديد، قال: حتى خاتم الحديد لا أجده يا رسول الله، قال: ما معك من القرآن؟، قال: سورة كذا وكذا، قال: تزوجها على أن تعلّمها ما معك من القرآن).
فانظر إلى الفرق بين واقع الصحابة وبين الواقع المر الذي نعيشه الآن، وللأسف الشديد نجد من بعض من ينتسبون إلى الحركة الإسلامية إذا تقدم شاب لابنته وضع له قائمة تكبله وتقيد حركته، فتنتظر البنت حتى تبلغ الثلاثين بل الأربعين ويرفض أن يزوجها وأن ييسر الأمر، ومن شدّد شدّد الله عليه.
ينظر البعض إلى الزواج في مجتمعنا على أنه تقييد للحرية وتكبيل للإرادة، وينبغي له أن يعيش حراً طليقاً.
والبعض الآخر ينظر إليه بأنه متعة جسدية شهوانية ينتقل من امرأة إلى أخرى دون ضابط.
وثالث فضل أن ينتقل على صدور الهابطات وفي أحضان الدنيئات، وترك شريعة رب البريات، فانخرط المجتمع كما ترون؛ لأنه مخطط آثم من صنع أعدائنا، ويوم أن ننهار أخلاقياً ستدوس على رءوسنا كل الدول الكافرة، وسنصفع على وجوهنا ولا نحس، لأننا فقدنا القيم الأخلاقية التي رسمها لنا الله عز وجل، وهذا واقعنا المؤلم الذي نراه.
ويعتذر البعض عن تأخير الزواج بحجة إكمال الدراسة الجامعية، وحتى يؤمّن المستقبل، ويعتذر البعض عن تأخير سن الزواج لأسباب العادات والتقاليد، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)، أي: وقاية، وهذا أمر من رسول الله عليه الصلاة والسلام.
والزواج من سنن الله في كونه ومن آياته أن خلق لنا من أنفسنا أزواجاً لنسكن إليها، فلا يمكن للرجل أن يعيش بمعزل عن المرأة، كما لا يمكن للمرأة أن تعيش بمعزل عن الرجل، واسمع إلى تعبير القرآن: هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ [البقرة:187]، يا له من تعبير: لباس.. سكن.. طمأنينة.. راحة بال.
واسمع إلى هذه العبارة: المرأة بدون زوج قنبلة موقوتة قد تفرغ شحنتها في أول وقت.
عالج الإسلام قضية ارتفاع عدد الإناث عن عدد الذكور، فأباح التعدد بضوابطه التي سنبينها، فإن البعض ينظر إلى التعدد نظرة معكوسة، فيقبل أن يكون للزوج عشيقة، ولا يقبل أن يكون له زوجة أخرى، ويتهم الرجل في دينه إن تزوج بأخرى، إن الإسلام جاء وقد كان العرب يجمع الرجل منهم بين عشر نسوة وأكثر، فالإسلام لم ينشئ التعدد وإنما وضع له ضوابط وحدوداً، ومن الصحابة من أسلم وتحته عشر من النساء فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يطلق ستًا وأن يمسك أربعاً، وهذا الكلام غريب على أسماعنا، فقد يقول البعض: كيف الزواج بأربع يا شيخ، ونحن الآن في مجتمع ينظر إلى هذه الظاهرة باستغراب؛ لذلك لا بد أن تتعدل النظرة إلى الأمور الشرعية؟
نقول: حينما يزداد عدد النساء عن عدد الرجال كما هو الواقع، فإن المرأة تحتاج إلى رجل، فإن لم تجد رجلاً عن طريق الزواج بحثت عنه بغير ذلك، حتى تتم المعادلة ويتحقق التوازن، فهل الأفضل لمجتمعنا أن يجمع الرجل بين امرأة واثنتين وثلاث بشرط أن يعدل بينهن كما أمره الله، أم يتزوج امرأة ويعدد العشيقات، إنهم يعيبون علينا مسألة تعدد الزوجات، ولا يعيبون على أنفسهم تعدد الأزواج، ففي حضارتهم للمرأة أكثر من رجل، تتنقل من رجل إلى آخر، وهو يفعل ما يشاء، وهي تفعل ما تشاء.
لقد امتن الله علينا بنعمة الزواج وجعلها آية من آياته فقال سبحانه: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ [الروم:21]، فالمرأة من جنس الرجل وليست من جنس آخر أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الروم:21].
ونبينا عليه الصلاة والسلام بيّن ذلك في أكثر من حديث، ووضع المعايير والضوابط التي ينبغي على الشاب أن يبحث عنها عند بحثه عن زوجة، فمنهم من يفتش عن الجمال فيضع لها شروطاً كشروط بقرة بني إسرائيل: صفراء فاقع لونها تسر الناظرين، لا فارض ولا بكر، لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلّمة لا شية فيها، يضيّق بشروط جمالية ولا يتقي الله، ورب العالمين يقول: وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ [البقرة:221]، لماذا ذات دين؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث البخاري ومسلم والنسائي وأبي داود بيّن أن المرأة تنكح لأربعة أسباب: الجمال، والمال، والحسب، والدين.
يقول العلماء: والدين في الحديث واحد صحيح، والمال صفر عن يمين الواحد، يصبح العدد عشرة، والجمال صفر يصبح العدد مائة، والحسب والنسب صفر يصبح العدد ألف، ما قيمة الأصفار إن حذف منها الواحد لا قيمة لها، امرأة بدين لها قيمة، ومن غير دين تربت يداك، أي: وضعت يدك في الوحل والطين يا عبد الله.
لذلك أقول لشبابنا: اتقوا الله في أنفسكم، وأقبلوا على المنتقبات المختمرات الملتزمات؛ حتى نفتح الباب ونساعد على الالتزام، لا تقل آخذها مبنطلة متبرجة وإن شاء الله ستلتزم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (فاظفر بذات الدين)، ولم يقل: فاظفر بمن ستكون ذات دين، لا بد عند طلبها أن تكون ذات دين كما قال النبي عليه الصلاة والسلام.
الزواج له شروط في الإسلام حتى يقع صحيحاً، أريد أن أبيّنها بياناً شافياً:
الشرط الأول: إذن الولي.
الشرط الثاني: رضا المرأة.
الشرط الثالث: الإيجاب والقبول.
الشرط الرابع: الإشهار والشهود.
الشرط الخامس: الصداق.
وما تم بهذه الشروط فهو زواج، وما تم بسواها فهو زنا، وإن سموه بأسماء لا نعرفها.
إذن الولي
وجاءت الآيات تبين هذا، قال تعالى: فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ [النساء:25].
وقال شعيب لموسى: قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ [القصص:27].
إذاً: لا بد في الزواج من إذن الولي الأب، فإن غاب الأب فالأخ، فإن غاب الأخ فالعم، على حسب الترتيب الشرعي، (والسلطان ولي من لا ولي له)، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام، والمرأة التي زوجت نفسها لصديقها في الجامعة بورقة بيضاء، هل أذن لها الولي؟ هل علم بذلك الزواج الولي؟ لقد ضاعت وباعت عرضها وستندم يوماً ما.
رضا المرأة
وهو الذي بعد أن مات في غزوة أحد كلمه ربه كفاحاً وقال له: تمن؟ قال: يا رب أتمنى أن أعود إلى الدنيا لأموت ثانية في سبيلك حتى أخبر إخواني بما للشهيد عند الله، فقال الله: لكني قدّرت على العباد أن من مات لا يعود إلى الدنيا، فأنزل الله: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران:169]، قال جابر: (وترك لي تسعاً من النسوة، فأردت أن آتيهن بثيب؛ لتقوم على أمورهن وتتعاهد مصالحهن)، عند ذلك أقره النبي صلى الله عليه وسلم على ما فعل.
ولما انفرد عثمان بـابن مسعود قال له: يا أبا عبد الرحمن هل لك في امرأة بكر تذكرك بصباك؟ -يعني: هل نزوجك بكراً تعيدك إلى صباك مرة ثانية؟- قال ابن مسعود : لقد سمعت النبي يقول: (يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
إذاً: الشرط الثاني: رضا المرأة، فلا بد أن ترضى وأن توافق، فلا يجوز لولي الأمر أن يكرهها على أن تتزوج ممن لا ترضى؛ لذلك شرع الإسلام الخطبة، والخطبة من محاسن شريعتنا، لا يعرف الرجل المرأة في أول ليلة يدخل بها فتكشف عن وجهها فإذا به يرى امرأة ما وقعت في نفسه فينفر منها، أو العكس، (ذهب رجل من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني تزوجت امرأة من الأنصار، قال صلى الله عليه وسلم: هل نظرت إليها؟ قال: لا، قال: عد فانظر إلى وجهها؛ فإن في أعين الأنصار شيئاً)، قال العلماء: أي: ضيق في العين أو حول أو صفاء.
لا بد للخاطب أن ينظر إلى من يريدها لنفسه، ولذلك كان محمد بن مسلمة وكثير من الصحابة وجابر كانوا إذا رغب أحدهم في الزواج من امرأة يختفي أحدهم حتى ينظر للمرأة، ليس معنى ينظر إلى سوءاتها، وإنما ينظر إلى مشيتها وإلى طريقة خروجها وإلى ما يمكن له أن يرى في حدود الشرع، فلا يجوز للخاطب أن يرى أكثر من الوجه والكفين فقط؛ لأن الوجه علامة على نضارة المرأة، واليد تشير إلى حسن جسدها، فإن وقعت في نفسه خطبها.
كذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه).
والمرأة لا تخبب على زوجها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من خبب امرأة على زوجها)، كما يفعل البعض الآن، فيقول للمرأة: اطلبي الطلاق منه وأنا أسعدك أيما سعادة، رجل يدخل في حياة امرأة فيخببها على زوجها، والعكس كذلك، فلا يجوز لامرأة أن تفسد الزوج على زوجته، هذه معايير ومبادئ ثابتة في إسلامنا، فأين نحن منها يا عباد الله؟
الإيجاب والقبول
اسمع إلى قول الله تعالى: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ [القصص:27]، هذا قبول، عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ [القصص:27]، هذا هو الصداق، لكن انظر إلى الآية فإن فيها لطيفة، يقول الصنعاني : كان في شرع من قبلنا الصداق يعطى للولي، عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي [القصص:27]، لأبيها، أما في شريعتنا فالصداق يعطى للمرأة: وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً [النساء:4]، فلا يجوز للولي أن يأخذ الصداق، وإنما الصداق من حق المرأة: فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا [النساء:4]، القبول والإيجاب بصيغة: زوّجني، ويقول: زوجتك، أو أنكحني، ويقول: أنكحتك.
إشهار الزواج والشهود له
النبي عليه الصلاة والسلام أنه لا زواج إلا بشاهدين، والشهود ينبغي أن يكونوا عدولاً، فهل تارك الصلاة أو ساب الدين عادل؟ أما الآن إذا أردنا أن نزوج فيحضر الشهود بدون ضابط، والله يقول: وَأَشْهِدُوا ذَوَي عَدْلٍ مِنْكُمْ [الطلاق:2]، فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ [البقرة:282]، أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى [البقرة:282]، ينبغي أن نبحث عن الشهود العدول، ولا يشترط الزوج ولا الولي على الشهود أن يكتموا العقد فيكون سرياً، لابد من الإشهار به.
الصداق
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.
الأول: رضا الولي أو إذنه، يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (أيما امرأة زوجت نفسها بغير إذن وليها فزواجها باطل باطل باطل).
وجاءت الآيات تبين هذا، قال تعالى: فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ [النساء:25].
وقال شعيب لموسى: قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ [القصص:27].
إذاً: لا بد في الزواج من إذن الولي الأب، فإن غاب الأب فالأخ، فإن غاب الأخ فالعم، على حسب الترتيب الشرعي، (والسلطان ولي من لا ولي له)، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام، والمرأة التي زوجت نفسها لصديقها في الجامعة بورقة بيضاء، هل أذن لها الولي؟ هل علم بذلك الزواج الولي؟ لقد ضاعت وباعت عرضها وستندم يوماً ما.