خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/239"> الشيخ الدكتور علي بن عمر بادحدح . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/239?sub=62913"> خطب ومحاضرات عامة
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
حرب على الإسلام
الحلقة مفرغة
الحمد لله الذي أحيا القلوب بالإيمان، وشرح الصدور بالإسلام، ونور البصائر بالقرآن، نحمدك اللهم حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه على آلائك ونعمك التي لا تُعد ولا تُحصى، حمداً كما تحب وترضى، نحمدك اللهم على كل حال وفي كل آنٍ، لا يُحمد على مكروه سواك، أنت أهل الحمد والثناء، فلك الحمد في الأولى والآخرة.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، خلق الإنسان، وعلمه البيان، وأرشده إلى طريق الطاعة والإيمان، وكره له الكفر والفسوق والعصيان، ووعده عند الطاعة بالجنان، وتوعده عند المخالفة بعذاب النيران.
وأشهد أن محمداً عبده المصطفى ونبيه المجتبى، اختاره الله جل وعلا لأن يكون خاتم الأنبياء والمرسلين، وجعله سيد الأولين والآخرين، وأشهد أنه عليه الصلاة والسلام قد بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده، ما من خير إلا وأرشدنا إليه، وما من شر إلا وحذرنا منه، وتركنا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين، وعلى من تبعهم واقتفى أثرهم، وسار على نهجهم إلى يوم الدين.
أما بعد:
أيها الإخوة المؤمنون! حديثنا اليوم هو عن الحرب على الإسلام، تلك التي تدور رحاها في كل مكان، والتي تمتد عبر التاريخ والزمان منذ قرون خلت.
وفي معركة بين الإسلام والكفر صاح القائد المسلم عندما اشتد كيد الأعداء مردداً: واإسلاماه!! يحيي بها قلبه، ويقوي بها قلبه، ويحمس بها جنده، وينظم بها صفه، ويدحر بها عدوه، وكانت هذه الصيحة تنبعث من أعماق القلب فتجد صداها في قلوب المؤمنين الذين تجري في دمائهم عزة الإسلام واستعلاء الإيمان والالتزام بهذا الدين العظيم.
فتحركت مع أصداء هذه الصيحة قوة الإيمان، ووحدة الإسلام، والغيرة على دين الله، والشدة على أعداء الله سبحانه وتعالى، فكانت الجولة للإسلام والمسلمين، وكان النصر والعزة والغلبة والتمكين.
واليوم تتردد هذه الكلمة، واليوم تُعاد وتكرر هذه الكلمة، وتملأ أجواء الفضاء، وتشق عنان السماء؛ يصرخ بها الأطفال الأبرياء، والفتية الأشداء، والرجال الأقوياء، والنساء، والضعفاء، تنطلق من إفريقيا السوداء، ومن قلب أوروبا البيضاء، ومن فلسطين السليبة، ومن كشمير الحزينة:
أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد تجده كالطير مقصوصاً جناحاه
هذه الصيحات والصرخات تصم الآذان، وتنادي الإيمان، وتخاطب الوجدان، وتناشد الإنسان، ولكن لا ملبٍ ولا مجيب، إنها صيحة في واد ونفخة في رماد، فما تزال جراحات المسلمين تتوالى، وليس الحديث مقصوراً على المآسي، وإنما هو لبيان أن كل هذه المآسي إنما هي صورة واحدة متعددة الأشكال للهجمة الشرسة والحرب الضروس التي تمارس ضد الإسلام، ليست في ديار الكفر بل حتى في ديار الإسلام والمسلمين:
قلبي يفيض أسىً وعيني تدمع والجسم من فرط الضنى متضعضع
نار تمور بها الحشى مثالم يسري نياط القلب فهي تقطع
حر يسام أذىً ويهتك عرضه قهراً فيالله كم ذا مفزع
وفتاة طهر بالحجاب تلفعت عنها حجاب الطهر قسراً يُنزع
وشباب حق بالهدى مستمسك يلقى عذاب الهون كيما يركع
هذه هي الصورة التي تلامس الأسماع، وتواجه الأبصار في كل لحظة وآنٍ، وفي كل موطن وميدان، ولنا وقفات لكل واحدة منها تدمي القلوب، وكل واحدة منها تستثير الهمم، وتوقظ الغافلين.
عندما أردت أن أجمع صوراً متفرقة لأخلص منها إلى أن هناك حرباً مقصودة هادفة مبرمجة ضد الإسلام والمسلمين؛ فإنني وجدت نفسي محاصراً بآلاف وآلاف من الوقائع والأحداث وبتقارير كثيرة، فآثرت أن أختصر وأقتصر، وأن أتيح المجال لقضية لم يسبق الحديث عنها بتفصيل، ولم نذكر فيها المآسي والصور التي لا تخطر على البال، ولا يتصورها العقل، ولا يمكن أن يرضى بها من في قلبه ذرة إنسانية، أو بقية فطرة، فضلاً عن أن يكون صاحب إسلام أو أن يدعي أنه صاحب إيمان.
تلكم هي المآسي الدامية في أرض الصومال المسلمة، لعل مما دفعني أن أسهب في هذا الجانب أنه وصلني بالأمس تقريران خطيران ميدانيان عن صور مفزعة لما يجري هناك، وعن طبيعة الاستثمار التنصيري لمآسي المسلمين؛ مما يدل على أن كل موقع تقع فيه مأساة فإن المأساة الإنسانية تهون أمام المأساة الإسلامية الدينية، ولذلك أوجز لكم الحديث في بعض الأرقام، ثم أذكر بعض المشاهد، ثم أجتزئ جزءاً من الوقت لأقرأ لكم بعض هذه التقارير، كما كتبها من شاهدوا بأم أعينهم، والذين ما يزالون في تلك المواقع ينبئوننا عن الأحوال، يستثيرون الهمم، ويحركون المشاعر.
في كينيا ثلاثمائة وخمسون ألفاً من اللاجئين الذين فروا من ويلات الحرب ومن شدة وضراوة القتال، ومن بؤس وقسوة الجفاف!
وفي أثيوبيا منهم أيضاً مئات آلاف أخرى، وفي اليمن منهم عشرات الآلاف، ولك أن تتصور بماذا خرج هؤلاء؛ خرجوا بغير شيء إلا ثيابهم التي تستر عوراتهم، وتخلوا عن هذه الثياب في رحلة العناء، فإذا بهم عراة لا يجدون حتى ما يكفنون به موتاهم!
وقد نفقت وهلكت نحو (92%) من المواشي أبقاراً وإبلاً وأغناماً، وهي التي تُعد المصدر الأول في غذاء أولئك القوم في تلك البلد المسلمة التي نسبة المسلمين فيها (100%) من بين سائر الدول الأفريقية!
ثم في هذه الرحلة المريرة، وتحت الحرب القاسية يموت نحو خمسة آلاف طفل يومياً! خمسة آلاف طفل بريء مسلم يموتون من عضة الجوع ومن قنص الرصاص ومن شدة العطش والمعاناة القاسية الرهيبة!
وأيضاً: حين تجد المعسكرات التي أعدت للاجئين فإنك ترى فيها عجباً! وترى فيها أمراً غريباً! إذ بعشرات الآلاف يحشرون في الأماكن الضيقة، وليس عندهم من قوت، ولا مأوى ولا سكن، فإن مساكن هؤلاء المغرَّبين والمهجَّرين إنما هي أعواد من الخشب وبعض القش!
ويقول التقرير أيضاً: والغني أو السعيد منهم من يكون عنده بعض قطع من الكرتون يسد بها الشقوق والثقوب!
فعلى سبيل المثال: في منطقة يسكنها (126000)، ونزح إليهم (70000) آخرين، هؤلاء يعيشون على (18) بئراً ارتوازياً لهذا العدد كله بعد أن فقدوا مصادر الرزق والقوت بهلاك أنعامهم ودوابهم!
ثم أنتقل إلى بعض الصور المحددة والتي تروي بعض هذه المآسي:
هذه أم تخرج بأطفالها تهاجر وتغترب، وفي أثناء هذه الرحلة المريرة يموت طفلها الأول، فتدفنه وتمضي، ثم تموت الأم، ويبقى الأبناء جياعاً ضائعين؛ لا يجدون ما يأكلونه إلا جسد أمهم، فأكلوا منه!!
وهذه وقائع مكتوبة من شهود العيان الذين يرسلون التقارير، ويستنجدون ويستصرخون الإيمان في أمة ماتت فيها الهمم، ونُزعت منها الغيرة، وانشغلت بلهوها، وسارت وراء أهوائها، وعبثت بها المجون والأهواء في كل ناحية وفي كل مكان.
ولعلي أطيل في ذكر هذه الصور؛ لأننا لا نصدقها؛ ولأننا نستبعد وقوعها في زمن الحضارة التي تنفق ليس عشرات ولا مئات بل آلاف الملايين من الدولارات لأجل إطعام الكلاب والقطط في شرق الأرض وغربها! وليس ذلك في ديار الكفر فقط، بل في ديار المسلمين أيضاً!
وتنفق أيضاً مئات وآلافاً من هذه الملايين على اللهو والعبث والفن الماجن والخمور والدعارة والسياحة! والمسلمون يموتون ولا من ملب ولا مجيب.
وهذه قصة أخرى: امرأة جاءت إلى هؤلاء الإخوة الذين ذهبوا للزيارة والإغاثة، وإذا بها ليس عليها حجاب، أرادوا أن ينكروا عليها فبادر زوجها وقال: لقد كفنت ابني بحجاب أمه، وليس عندها ولا عندي ما تستر به عورتها أو تغطي شعرها!!
إنها حقائق ليست خيالات، فليس عند القوم ما يكفنون به موتاهم.
ولقد ذكر لي بعض الإخوة الذين قدموا من هناك: أنه استقبلهم هؤلاء اللاجئون وقالوا: لا نريد منكم طعاماً ولا شراباً، نريد أكفاناً نكرم بها موتانا، فإننا ننتظر الموت في كل لحظة وآنٍ!!
ومن أفظع التقارير: أنه لكثرة الموتى ولعدم قدرة الآخرين لضعفهم وهزالهم على دفنهم يدفن الميت في حفرة لا يزيد عمقها عن ثلاثين سنتيمتراً، فإذا جاءت الرياح ظهرت الجثث، وتعفنت الأجواء، وكثرت الأمراض والأوبئة!!
وقصة ثالثة: امرأة كانت تملك مائتين من البقر ومثلها من الغنم، وجدوها تسكن بين أعواد الشجر مع ثلاثة من أولادها لم تذق منذ يومين إلا قليلاً من الماء، وتقول: إنني مستعدة لأكل الجلد، ولأكل أي شيء من أجل أن أعيش!!
ولعل هذا الذي ذكرته لا يُعد شيئاً مما سأتلو عليكم من بعض هذه التقارير التي وصلت بالأمس كما أشرت إليكم.
يقول التقرير الأول: في منطقة علوان -وهي المنطقة التي فيها أكبر تجمع لهؤلاء على الحدود الصومالية الكينية- مخيم فيه (25000) لاجئاً، ولا يوجد فيه أي مركز من مراكز الإغاثة، وإنما قدم فيه الصليب الأحمر وجبة واحدة فقط، وكثير منهم لم يحصل على شيء، ومنهم عائلة من ستة أشخاص لم تحصل على شيء لمدة عشرة أيام، ولما وصل بعض الإخوة من السعودية يوم الخميس الماضي إليهم إذا بجميع هذه العائلة جثث هامدة قضى عليها الجوع وهي تشتكي إلى الله!!
ووجدوا خيمة فيها خمسة أطفال، واحد منهم عنده جرح من إثر دمل في الصومال، ونقل من هناك بوسائل مختلفة، منها: المشي والحمل على ظهر البعير، وعلى أكتاف العائلة، حتى اتسع هذا الجرح الصغير فأصبح طوله أكثر من خمسة عشر سنتيمتراً! ووصل إلى العظم، وهو يحتضر الآن لعدم إمكانية علاجه!
ويقول كاتب التقرير ويضع هذه العبارة بين قوسين: (إذا كنت لا تصدق احضر وانظر بنفسك!).
ثم يقول: هل رأيت شخصاً لم يغتسل بالماء منذ ولدته أمه؟! تعال معنا إلى اللاجئين في عليوان لترى العجب!
ثم يذكر أيضاً قصة أخرى ويقول: طفل أصيب بالملاريا، ولم يستطع شراء الدواء، (وقيمة هذا الدواء خمسة وعشرين هللة للعلاج كله)، وامتدت الملاريا إلى المخ، وأصيب بإغماء وفقدان الشعور لمدة أربع وعشرين ساعة، وأصيب بصرع نتيجة الملاريا يحتاج إلى إبرة للعلاج كلفتها ستين هللة، وبالطبع كان وضعهم لا يسمح بشرائها، وجدناه وهو بين الموت والحياة، ونقلناه إلى المستشفى، ولا ندري أكتبت له الحياة أم لا! وسوف نخبركم بما يحدث له لاحقاً.
هذا طفل استطعنا نقله، وأمثاله آلاف لم يستطيعوا الانتقال إلى المستشفى أو شراء العلاج، والكل ينادي: واإسلاماه!! هل من بضع هللات تكون هي الفرق بين الموت والحياة نشتري بها الدواء؟! والكل يناشد: أين الأطباء المسلمون ينذرون شهراً من حياتهم زكاة عن أعمارهم لإخوانهم المحتاجين؟!
والتقرير الآخر كتبه أحد الأئمة والخطباء ممن زاروا هذه المنطقة في الفترة القريبة الماضية، يقول: رأيت طفلاً في العاشرة من عمره لا يستطيع أن يقوم من شدة الجوع، بل لا يستطيع أن يمضغ الطعام؛ لأن عملية مضغ الطعام تحتاج إلى قوة هو من أفقر الناس إليها!
ورأيت بعض الأمهات يرضعن أولادهن وهن أكثر جوعاً وأهزل جسماً من أطفالهن!
ورأيت بعض النساء يعملن من الصباح حتى المساء راتبها اليومي وجبة واحدة من الطعام لها ولصبيتها الصغار، فتذكرت رواتبنا الشهرية التي أنعم الله بها علينا، والتي لا يؤدي الكثير منا حق الله فيها!
ووجدنا بعض النساء قد انكشف شيء من صدورهن أحياناً، فاندفعنا متحمسين لإنكار ذلك فقيل لنا: إنهن لا يملكن ما يوارين به ما انكشف من أجسادهن! بل هناك بعض النسوة قلن: أعطونا ملابس نستر بها أجسادنا العارية، ولكم علينا عهد ألا نلبس ملابسكم إلا في الصلاة إن أردتم ذلك! فتذكرت الملابس التي عندنا والتي احتار كثير من الناس ماذا يفعل بها، وتذكرت مراكز تخفيف الوزن التي يعلن عنها في صفوفنا، وتذكرت الحفلات التي تهدر فيها الأموال بغير حساب، وتذكرت القمامة التي نرمي فيها البراميل الخضراء وما فيها من الأرز واللحم وأصناف الطعام المختلفة، فقلت في نفسي: يا رب! ما أحلمك علينا! وما أرحمك بنا!
ويقول: اتجهنا إلى الحدود الكينية الصومالية، وزرنا قرية مجير وعليوان، وقد رأينا صوراً بئيسة أدمت القلوب، وأبكت العيون، وقفنا عند تجمع للنازحين، فسألناهم عن حالهم، فقال لنا شيخ كبير: نحن نعاني من الجوع، وهيئة الأمم تعطي كل أسرة كيلو واحد من الذرة كل خمسة عشر يوماً!
ولك أن تتصور قلب الأم وهي ترى طفلها يتلمظ بين يديها ثم يموت، ليس به شيء إلا الجوع!
ثم قال: ونحن نعاني أيضاً من البرد، والبرد عندنا قارس، وليس لهم إلا التراب ينامون عليه، وأغصان الشوك يلتحفون بها، ونعاني من لدغ العقارب والحيات، ولا دواء، ونحن كما ترى ننام في العراء، والأرض التي نحن فيها تكثر فيها الهوام، ونحن ندفن كل يوم خمسة عشر نفساً ما بين شيخ كبير، وطفل رضيع، لا نجد ما نكفنهم به!!
ثم رأينا بعض الأسر النازحة، ولقد رأينا عجباً ما رأيناها تحمل معها قدوراً، ولا رأيناها تحمل معها زاداً ولا طعاماً ولا فرشاً، ولكننا رأيناها تحمل فيما تحمل لوحاً من الخشب، تعتز به، وتحمله معها أينما حلت؛ إنه لوح كتبت عليه بعض سور القرآن الكريم!
حقاً إنهم قوم يعتزون بإسلامهم، ويموتون على إيمانهم، وهذه الصور المفزعة غيض من فيض، وهذا تقرير لأفراد معدودين ممن رأوا هذه الصور على مناطق الحدود، فكيف بما هو في داخل الجحيم، وفي أتون النار، وفي معمعة القتال، وفي نار الرصاص؟!!
ولك أن تتصور بعد ذلك ما هي النتيجة المتوقعة؟ وما هي النصرة المنتظرة؟ وما هو العمل الذي بدأ يلامس أولئك القوم؟ إنه التنصير الذي يفرح بمثل هذه المآسي، بل ربما يخطط لها، بل ربما يستزيد أمدها ويطيل زمنها؛ ليقطف الثمار في ظل هذه المآسي تنصيراً للمسلمين، وسرقة لأبنائهم، وإنك لترى -كما يذكر إخواننا في تقاريرهم- أعداداً من هؤلاء المساكين يقفون على أبواب السفارات الأوروبية في نيروبي عاصمة كينيا؛ لينتقلوا إليها، ثم تحتضنهم هناك الجمعيات التنصيرية، ثم يُسلب منهم أبناؤهم، وبعد فترة يُعاد الآباء ويبقى الأبناء؛ ليتغذوا بغذاء الصليب، وليرضعوا لبان المسيحية، وليعودوا حربات تطعن في قلب الأمة المسلمة!
والذي يقوم بالإغاثة والعمل هناك:
أولاً: منظمات تنصير:
الكنيسة الأفريقية الداخلية، وهي منظمة أمريكية بروتستانتية.
ثانياً: الكنيسة الكاثوليكية.
ثالثاً: منظمة (جي سي دت) الألمانية.
رابعاً: منظمة أطباء بلا حدود البلجيكية.
خامساً: منظمة العون الأمريكية.
سادساً: منظمة الرؤيا العالمية.
سابعاً: منظمة أكسفام للإغاثة الإنجليزية.
ثامناً: منظمة الصليب الأحمر السويدية.
وكلها هناك تضطهد وتقدم الغذاء بيد والإنجيل باليد الأخرى! بل لا تعطي الغذاء حتى يأخذ الإنجيل، وحتى يكفر بالإيمان، وحتى يخرج من الإسلام!!
وفي هذه التقارير أيضاً عجب عجاب من هذه الصور التي تلبس وتشوش علينا؛ تبين لنا حقيقة الواقع لهذه المنظمات التي تسمى إنسانية، فهذا التقرير يقول: لقد عشعش الصليب هناك وفرخ، والقساوسة والمنصرون ركزوا جهودهم ونشاطهم في الأماكن التي يكثر فيها المسلمون، واستغلوا الكثير من المؤسسات ذات الصبغة الرسمية في نشر دعوتهم، ومن هذه المؤسسات: هيئة الأمم المتحدة؛ لقد وضعت جميع إمكاناتها وأموالها تحت تصرف القساوسة والمنصرين! ووجدنا مراكز تنصيرية على شكل بعثات تمثل الدول الأوروبية النصرانية، وقد زودت بكافة الإمكانيات الضخمة والأموال الطائلة، وقد زرت مركز البعثة التنصيرية لإحدى الدول الأوروبية فوجدت الأطباء والدواء والغذاء والماء والسيارات والخيام، ووجدت المركز يعج بالمسلمين الذين أرغمتهم الحاجة والمرض والجوع إلى مثل هذه المراكز!!
والسؤال الذي تردد في ذهني وأنا أرى هذه المراكز: من هذه الدول النصرانية: أين مراكز الدول الإسلامية، أهان عليهم المسلمون وهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين؟! حيث تحث هذه الجمعيات الأسر الصومالية على ترحيل الأبناء إلى بلاد الغرب تمهيداً لتنصيرهم، وإضافة لذلك؛ فإن هذه المنظمات ليست إنسانية، وإنما هي منظمات كنسية دينية لا تبذل إلا بقدر ما تأخذ من عقائد المسلمين، وبقدر ما تفتن منهم عن دينهم وتصدهم عن إسلامهم!
فهذه الصورة المفزعة المرعبة لا يهم فيها الموت والجوع بقدر ما يهم هذه المؤامرات التي تمول أحياناً من أموال المسلمين، ومن المنظمات الدولية كما تُسمى، ومن المنظمات الإنسانية كما يُطلق عليها، ثم تستخدم في إخراج المسلمين من دينهم بقوة هي قوة الإغراء، وبقوة هي قوة إيجاد الفقر والجوع والمرض، ثم استغلاله بعد ذلك للتنصير وللحرب ضد الإسلام والمسلمين.
إنني في هذا المقام أذكر أن هناك منظمتين إسلاميتين تقومان بجهد جيد مشكور، وهما منظمة لجنة مسلمي إفريقيا وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، ولكنها لا تنافس ذلك القدر الهائل من المنظمات، وتلك الأموال الطائلة والإمكانيات الضخمة، إضافة إلى ذلك فإنني أناشد هاتين المنظمتين أن تبعثا بتقاريرها وبما يواصلها به مندوبوها إلى كل إمام وخطيب وإلى كل رئيس هيئة تحرير بل إلى كل مسلم، وإلى كل صناديق البريد؛ ليعلم الناس؛ فإن هذه الهيئات لا يصل خبرها إلى المسلمين، ولا يعرف تقاريرها أبناء الإسلام، ولا ينشر كثير مما ترى، ولا تكتب في الصحف أو في الإذاعات أو على شاشات التلفزة، فينبغي أن تعالج هذا الأمر؛ لأن وصول الأنباء ومعرفة الأخبار وإشاعة التقارير لها أثر كبير محمود.
والله نسأل أن يدفع عن المسلمين السوء والضر، وأن يرزقنا أن نؤدي شكر النعم، وأن يدفع عنا أسباب الهلاك، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أرحم الراحمين!
أما بعد:
أيها الإخوة المؤمنون! فأوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله؛ فإن تقوى الله أعظم زاد يقدم به العبد على مولاه، وإن من أعظم التقوى نصرة المسلم، والله سبحانه وتعالى قال: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [الحجرات:10]، وقال رسولنا صلى الله عليه وسلم: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)، وكلهم مظلومون بهذه المؤامرات والمؤتمرات والكيد والحروب.
وكذلك يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن واجب المسلمين، ويصفهم بأنهم (تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم)، والله جل وعلا يقول: إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:92]، فلا بد أن يستشعر المسلم وحدته مع إخوانه، والقضية ليست قضية إنسانية فحسب، بل هي قضية إسلامية، ولذا أواصل استكمال الصورة ليس في الصومال، وإنما في مناطق أخرى بإيجاز شديد؛ لأبين أن القضية هنا وهناك في آسيا وفي أوروبا وفي أفريقيا وفي أماكن أخرى إنما هي قوة ومؤامرة بصورة أو بأخرى، هدفها: القضاء على الإسلام، والقضاء على المسلمين، وإخراج المسلمين من دينهم.
وإليكم هذا الخبر الذي يقض مضاجع المؤمنين فيما وقع على إخواننا المسلمين في الهند:
نشرت التقارير في أوائل هذا الشهر الميلادي نقلاً عن صحيفة هندية شهيرة تتبع للهندوس ذكرت فيها: أنه خلال نحو عامين تم ارتداد خمسين ألف مسلم، ودخلوا في الديانة الهندوسية.
وأشارت تقارير الجماعة الإسلامية في باكستان أن هذا العدد ليس صحيحاً، وأن العدد الصحيح يتراوح ما بين مائتي ألف إلى ثلاثمائة ألف من الذين تركوا الإسلام ودخلوا في الهندوسية، فهل كان ذلك باختيارهم؟!
كان ذلك بالعنف والإجبار والإكراه وبالقوة والسلاح، وكان ذلك بالتضييق والتجويع، وكان ذلك بإحراق المنازل ومحاصرة التعليم، وكان ذلك بكل ضروب العسف والقهر والعدوان، وكان ذلك على فئة من المسلمين، حيث قالوا: ينبغي أن يرجعوا إلى الهندوسية؛ لأن أجدادهم كانوا من الهندوس، وبعض أولئك دخلوا في الإسلام في أوائل الثمانينات، ثم أجبروا في هذه الولايات قهراً وقسراً على أن يتركوا دينهم، وأن يدخلوا في الهندوسية!
وتقول مجلة الإصلاح التي نشرت الخبر مفصلاً: المهم أن الخطر ليس على المسلمين بالاسم، بل هي بداية وانطلاقة لمأساة هدفها القضاء على إسلام المسلمين الهنود الذين يشكلون أكبر عدد من المسلمين في دولة واحدة بعد أندونيسيا، ومعلوم أن عدد المسلمين في الهند يبلغ عشرين ومائة مليون مسلم، يعادلون عدد المسلمين في الدول العربية جمعاء، ومع ذلك يمارس ضدهم هذا الاضطهاد، ويلجئون إلى الارتداد، وليس هناك من ملب ولا مجيب.
وإذا انتقلنا إلى الحدث الساخن الثالث وما يجري في أوروبا المتحضرة ذات الحضارة المدنية الباهرة، وذات الإعلانات الحضارية الزائفة التي تدَّعي حماية حقوق الإنسان، والتي تدّعي رفع شعار العدالة الدولية، والتي تدّعي أنها تنصر الحق في أي مكان، وأنها تنجد الإنسانية في أي ميدان، وإذا بنا نرى على مدى شهور طويلة هذه المؤامرة البغيضة الحاقدة على إخواننا المسلمين في البوسنة والهرسك، وليس من ذنب ولا من خطأ ولا جريمة إلا أن القوم مسلمون، وإن كان بعضهم ربما لا يعرفون من الإسلام إلا أقل القليل؛ ولذلك كلما مر زمن كلما اتضحت أبعاد المؤامرة.
فإذا بنا نسمع عن معسكرات الاعتقال التي تضم أكثر من (260000)، وإذا بنا نسمع عن قتل أكثر من (17000) في داخل هذه المعتقلات، وأن (50000) من هؤلاء يضطهدون ويعذبون حتى الموت، وأن هناك ما يسمى بحملات التطهير العرقي، وهي في الحقيقة حملات التطهير الديني!!
فلماذا يقتلون الأطفال؟! ولماذا يبقرون البطون ويقتلون الأجنة التي لم تر النور؟! إنهم يقتلون الإسلام الذي يثأرون منه كما يقولون، إنهم يقتلون الإسلام الذي لا يريدون له أن ينبعث في القارة الأوروبية النصرانية المسيحية التي لا تقبل وجوداً للإسلام والمسلمين، ولذا غضت الطرف وسكنت وسكتت، فلما ظهرت الصور الفظيعة تحركت بالإغاثة لا لأجل ألا يموتوا ويقتلوا، ولكن ليكن موتهم وهم شباع البطون بدلاً من أن يموتوا وهم جياع، فقد تم الاتفاق على أنهم يموتون ويقتلون ويهجرون، ولكن يمكن أن يموتوا بعد تزييف لهذه المساعدات الإنسانية.
وكذلك عندما جاء الكلام على التدخل العسكري، وعلى معاقبة المعتدي، فإن الأقوال تشعبت وتعددت، وإن التبريرات تكاثرت وتعددت، وكل ذلك ينبئ أن القوم ماضون في المؤامرة، ومؤخراً اتضحت الأبعاد، وتبادل الصرب والكروات الأسرى، وبدءوا ينسقون فيما بينهم، ويوزعون أراضي البوسنة والهرسك: ثلثين للصرب وثلثاً للكروات، ويحددون مواطن كل دولة تنضم إلى التي تريد، إما إلى دولة صربيا العظمى أو الكبرى كما يسمونها، أو إلى دولة الكروات. وهذه المؤامرات تؤكد أن القضية دينية إسلامية، وأن المؤامرة صليبية مسيحية، ولعلكم تسمعون الفظائع التي تبين لنا أن القوم بنصرانيتهم وأن القوم بحضارتهم أنهم ليسوا من الإنسانية ولا من الآدمية بسبب ولا بنسب، ولذلك قتلوا الأطفال، واختطفوا النساء، والحقائق والوثائق والتقارير التي نطلع على جزء يسير منها يشيب لهولها الولدان.
ومن ذلك أنهم قتلوا (500) من المسلمين بطريقة عجيبة فظيعة لا يصدقها العقل، سحبت منهم الدماء لأجل إنقاذ جرحى الصرب، فكان الواحد منهم يموت وهو يقطر دماً قطرة قطرة، حيث يسحب دمه حتى يلفظ أنفاسه!!
وفي موقع آخر حشر (57) من المسلمين في بدروم لعمارة، ثم جاء واحد من الصرب وألقى عليهم قنبلة يدوية، ولما تعالت الصرخات من هؤلاء تعالت الضحكات من ذلك الوغد الحقير، وكل هذه الصور تتناقلها وسائل الإعلام!!
والأمر أيضاً مرة أخرى تنصير، ومؤامرة على الإسلام في الأطفال الذين يستوعبون في البلاد الأوروبية شرقاً وغرباً، ليضعوا لبان النصرانية، ولذلك قال أحد كتابنا في مجلة اليمامة: إني أحس بألم شديد أن يتحول هؤلاء الأطفال إلى ديانة غير الإسلام؛ لأن إخوانهم المسلمين تخلوا عنهم في لحظة هم في أمس الحاجة إلى أن تمتد إليهم أيدي إخوانهم المسلمين لتنتشلهم، ثم يقول: المهم ألا نفرط بهذه البراعم التي أنقذها الله من براثن الشيوعية ثم ابتلاها ببراثن التعصب الأعمى الذي اجتثها من الأرض.
ويقول كاتب آخر: لقد اتضح أن القيادات الغربية في أمريكا وأوروبا لن تتخذ أي مبادرة بهذا الخصوص لنجدة المسلمين. لماذا ينجدون المسلمين؟! لماذا يفنون أموالهم أو يبيدون رجالهم لأية مصلحة؟! إن مصلحتهم في عكس ذلك، ويقول: لم تتخذ أية مبادرة بهذا الخصوص، والأمم المتحدة قدمت كلما لديها، ووجدنا أنه حل سقيم، ولكنني أعتقد أن الغرب إذا شعر بأن الدعم الإسلامي للبوسنة يجسد تيارات قوية رسمية وشعبية في العالم الإسلامي فقد يفكر في تغيير موقفه في البوسنة، وإذا أدرك الغرب أو اعتقد أن موقفه تجاه قضية البوسنة سيضر ببعض مصالحه في العالم الإسلامي فقد يتجه نحو صد العدوان الصربي على البوسنة.
إنه منطق القوة لا يجدي غيره، ولو أن أمم الإسلام حاربت بجيوشها، أو حاربت بمقاطعتها لهذه البلاد ومنعت البترول، ومنعت عن المناصرين الذين يؤيدون هؤلاء المدد وكل ألوان التعامل؛ لكان هناك شأن آخر، هذا إذا كان هذا في دول أوروبية، فكيف الحال إذا كان في الهند؟!
قال الشاعر:
غض المفاوض صوته فتكلم بلسان نار يا كتائب أو دم
لم يسمع المحتل من خطبائنا فلتفهموا المحتل ما لم يفهم
لا بد أن ندرك أن القضية حرب على الإسلام وإن اختلفت الصور وإن تعددت الأماكن، والصرخة ما تزال تدوي في الفضاء: واإسلاماه! لتبين الأمر للغافلين الذين يعيشون في وهم الشرعية الدولية، ويعيشون في وهم النظام الدولي الجديد ويعيشون في وهم تسامح الأديان، والإخاء الديني والنظرة الحضارية والنظرة الإنسانية:
بني الإسلام هذي حرب كفر لها في كل ناحية لهيب
يحركها اليهود مع النصارى فقولوا لي: متى يصحو اللبيب؟
أراكم تنظرون وأي جدوى بنظرتكم إذا غفت القلوب؟
ستطحنكم مؤامرة الأعادي إذا لم يفطن لها الرجل الأريب
وليس هناك من ذنب إلا أن هؤلاء الذين يضطهدون في كل مكان مسلمون، كما قال الشاعر الآخر:
لأنك مسلم سترى العذابا وسوف تواجه العجب العجابا
لأنك مسلم ستموت غماً وهماً واضطهاداً واضطرابا
ستسأل كل أهل الأرض عدلاً وتنتظر الجواب ولا جوابا
يسوءك أن ترى الطاغوت يعلو ويحني المسلمون له الرقابا
لأنك مسلم ستزور سجناً وتنهبك السياط به نهابا
إذا قرعت به يمناك باباً سمعت الفحش يسرع والسبابا
وسوف تعض من ألم بناناً وسوف تسف من جوع ترابا
فإما أن تكون كما أرادوا وإما ينزلون بك العقابا
هذه هي الحقيقة، وهذه هي الصورة والمؤامرة، وليس لها من دون الله كاشفة، وليس لها بعد الله إلا المؤمنون الغيورون، وليس لها بعد الله إلا المسلمون الصادقون، وليس لها بعد الله إلا أن تتحرك القلوب، وأن تلهج الألسن بالدعاء، وأن تمتد الأيدي بالعطاء، وأن يبادر كل قادر على ما يستطيع، وإن التقارير التي سأذكر بعضاً منها بعد الخطبة تبين لنا أن الأمر الذي يحتاجون إليه لا يكلفنا الكثير، بل هو يكلف أقل القليل مما نزهد فيه، بل مما نتخلى عنه في أمور تافهة، ولذلك ينبغي لنا أن نتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بقلوب مخلصة وبدعوات حارة خالصة.
اللهم إنك العالم بالسرائر المطلع على الضمائر، اللهم قلَّ الناصر، واعتز الظالم، وأنت المطلع الحاكم، اللهم بك نعتز عليهم، وإليك نهرب من بين يديهم، حاكمناهم إليك، وتوكلنا في إنصافنا منهم عليك، ورفعنا ظلامتنا إلى حرمك، ووثقنا في كشفها بكرمك، فاحكم بيننا وبين أعدائنا بالحق وأنت خير الحاكمين.
اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس، إلى من تكلنا: إلى بعيد يتجهمنا، أم إلى عدو ملكته أمرنا؟ إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي، ولكن عافيتك ورحمتك هي أوسع لنا، اللهم فارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين!
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.