تفسير سورة (ق) [1-16]


الحلقة مفرغة

سورة (ق) أول المفصل في القرآن

نشرع إن شاء الله تعالى في تفسير سورة ق. تسمى سورة ق، وتسمى أيضاً سورة الباسقات، وهذه السورة مكية بالإجماع، وآيها خمس وأربعون آية. وسورة ق هي أول الحزب المفصل على الصحيح. وهناك قول آخر: أن الحزب المفصل يبدأ بسورة الحجرات. أما ما يذهب إليه بعض العوام من أن أول حزب المفصل يبدأ من سورة عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ [النبأ:1] فلا أصل له، ولم يقل أحد من العلماء المعتبرين بهذا القول فيما نعلم، كما قال القاسمي رحمه الله تعالى. أما الدليل على كون سورة ق أول الحزب المفصل فهو ما رواه أوس بن حذيفة ، قال: (سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف يحزبون القرآن؟ فقالوا: ثلاث وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلاث عشرة، وحزب المفصل وحده). ويبدأ العد من سورة البقرة، لا من الفاتحة.

حكم تحزيب القرآن وتقسيمه

إن معنى تحزيب القرآن هو تقسيم القرآن إلى أجزاء، وقد كان الصحابة يحزبون القرآن ويقسمونه على سبعة أحزاب، يختمون في كل يوم حزباً من هذه الأحزاب. هذا هو تحزيب الصحابة والسلف للقرآن. وقد وجدت بعد ذلك أنواع أخرى من التحزيب أشهرها ما هو موجود الآن من تقسيم القرآن إلى ثلاثين جزءاً، ثم الجزء إلى حزبين، والحزب إلى أربعة أرباع، وهذا التحزيب حدث بعد القرون الأولى، وفيه شيء من النظر؛ لأن هذا التحزيب يتوقف أحياناً عند جزء من السورة لم يكن المعنى قد تم عنده. فمثلاً: الربع الذي يبدأ بقوله تعالى: هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ [المؤمنون:36] قد بدأ بما هو مرتبط بالسياق قبله من حيث المعنى، فلا يحسن الوقوف قبله، ولا ابتداء القراءة به، فهذا التحديد لا يبتني على أساس تحزيب الصحابة، فتحزيب الصحابة كما نلاحظ يبدأ دائماً برأس سورة.

القراءة في الصلاة من المفصل

إن من خصائص حزب المفصل أن قراءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الصلوات الخمس كانت من حزب المفصل. وكان إذا قرأ من خارج المفصل يقرأ السورة كاملة. فمثلاً: قرأ مرة في المغرب بسورة الأعراف كلها، فالأصل فيمن قرأ بسورة أن يتمها، إما على ركعتين، وإما كل سورة في ركعة كاملة. ولكن رغبة في التخفيف على المصلين كان يغلب على النبي عليه الصلاة والسلام القراءة بسور المفصل، وهي ما بين قصار وأوساط وطوال. فكان يقرأ في الفجر مثلاً بطوال المفصل. إذاً: ينبغي أن يغلب في قراءة الإمام في الصلاة من حزب المفصل، وإذا قرأ من خارجه فالمستحب والأفضل أن يقرأ السورة بتمامها كما جاء في بعض الأحاديث: (كان يأمرنا بالتخفيف، ويؤمنا بالصافات). إلا إذا عرض عارض كما اختصر قراءته عليه الصلاة والسلام لما طرأت عليه سعلة أثناء الصلاة، أو لما دخل في الصلاة ويريد أن يطولها فسمع بكاء الصبي الصغير فاختصر وأوجز، لكن ينبغي أن يكون الغالب قراءة سورة بكاملها، والغالب كما قلنا هو من حزب المفصل.

الاهتمام بتلاوة القرآن

يمكن لكل إنسان أن يكون له حزب خاص به يحافظ على تلاوته هو حسب ظروفه؛ لأن الارتباط بالقرآن الكريم هذه سمة أساسية لكل مسلم، فينبغي لكل مسلم أن يكون له ورد خاص من القرآن الكريم؛ لكن يحذر المسلم أن يهجر كتاب الله، فيدخل ضمن من سيشتكيهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه يوم القيامة: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا [الفرقان:30]. فهذه درجة من درجات الهجر، وهو هجر تلاوة القرآن الكريم، ومنها هجر تدبره، وهجر حفظه، وهجر الحكم والعمل به، ولذلك (لما أتى وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأبطأ عن الخروج إليهم، ثم خرج إليهم وقال: إنه كان قد بقي علي شيء من حزبي، فكرهت أن أخرج حتى أتمه). ومن فاته ورده أو حزبه من الليل فله أن يعوضه في النهار كما قال الله تبارك وتعالى: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا [الفرقان:62]. قوله: (خلفة) يعني: يخلف أحدهما الآخر، فكما أن لكل مسلم رقم بطاقة وله اسمه ووظيفته وعنوانه؛ فله ورده من القرآن الكريم.

مقدار ما ينبغي للمرء أن يقرأه من القرآن وضوابط ذلك

إن مقدار ما يقرأ المرء من القرآن في اليوم أمر لا نستطيع أن نضع له حداً ثابتاً يلتزم به كل الناس؛ لاختلاف الأحوال والله سبحانه وتعالى قد أشار إلى هذا المعنى في القرآن كما قال تبارك وتعالى: فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ [المزمل:20] أي: يبحثون عن الرزق، ثم قال: وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [المزمل:20]. فالناس يختلفون فمنهم من يستطيع أن يفعل كما كان الصحابة يفعلون، بأن يحزب القرآن على سبعة أحزاب، ومنهم من يختمه في عشرة أيام، ومنهم من يختمه في ثلاثة، ومنهم من يختم في شهر، وهكذا، المهم ألا يكون هناك هجر للقرآن الكريم، بل كل واحد لا بد أن يكون له حزب خاص به من القرآن الكريم، بحيث يختم فيه القرآن حسب ظروفه؛ لأن هناك طالب العلم، وهناك التاجر، وهناك المجاهد، وهناك المتفرغ، وهناك العابد، فالناس أنواع شتى ولا نستطيع أن نلزم الجميع بقدر ثابت، ولكن كلما حافظ الإنسان على شيء حتى ولو كان قليلاً كان أفضل وأنفع. فالذي يؤثر في إصلاح القلب هو ما داوم عليه الإنسان، لذلك (كان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا عمل عملاً أثبته)، و(كان عمله ديمة) يعني: كان يحافظ عليه ولا يقطعه. وقال عليه الصلاة والسلام: (خير الأعمال أدومها وإن قل)، فالمداومة والمثابرة والثبات على العمل الصالح أفضل بكثير من أن تأتي الإنسان الشرة والحدة والحمية في أول الأمر ثم بعد ذلك يهدأ تماماً، كما قال عليه الصلاة والسلام: (إن لكل عمل شرة). أي: قوة وشجاعة وهمة عالية تكون في أول العمل، ثم بعد ذلك يئول إلى الفترة والتراخي والكسل. فينبغي أن ينظر الإنسان إلى هذا، وأن يراعي الوسطية والتوازن بين الحقوق والواجبات، كما قال عليه الصلاة والسلام: (فأعط كل ذي حق حقه)، فللزوجة حق وللبدن حق وللضيوف حق، ولطلب العلم حق، وللعبادة حق، فأعط كل ذي حق حقه. كذلك على الإنسان ألا يبالغ في الآمال والأحلام، ويقول: أختم القرآن في ثلاثة أيام مثلاً، ثم في الواقع لا يستطيع أن يختم في ثلاثة أيام، فكن واقعياً حتى تستمر، وألزم نفسك بما تستطيع المواظبة عليه، فتحدد لك حداً أدنى كجزء أو جزأين في اليوم على حسب ما تستطيع، ثم واظب على هذا الحد الأدنى الذي تستطيع أن تحافظ عليه فإن زدت فهو خير، وينبغي أن يكون اختيارك للحد الأدنى مبنياً على أن ذلك بالنسبة لظروفك أمر مستطاع. فلابد أن يكون كل يوم حزب من القرآن تقرؤه، ولا بد أن توثق صلتك بقراءة القرآن الكريم، وهذه الوظيفة مختلفة عن وظيفة الحفظ ووظيفة المراجعة، فختم القرآن في حد ذاته وظيفة أساسية كما تأكل وتشرب وتنام، فهي وظيفة يومية. وبعض العلماء لما أرادوا أن يحددوا الحزب قالوا: نبدأ بسورة الفاتحة، لكن لو بدأنا من سورة الفاتحة فسوف يبدأ الحزب المفصل من سورة الحجرات، والدليل واحد، وهو ما ذكرنا عن أوس بن حذيفة لكنهم اختلفوا في تفسيره، والراجح أنهم كانوا يبدءون التحزيب من البقرة وأما من بدأ العد من الفاتحة فسوف يبدأ حزب المفصل بسورة الحجرات. ومن بدأ العد من البقرة، فسيبدأ حزب المفصل بسورة (ق). أما بيان ذلك فهو كما قلنا: ثلاث، خمس، سبع، تسع، إحدى عشرة، ثلاث عشرة، وحزب المفصل وحده فيكون القرآن كله سبعة أحزاب. فإذا عددت ثمانية وأربعين سورة من البقرة فتكون السورة التي بعدهن هي سورة ق. أما ترتيب سورة ق في المصحف فهي السورة الخمسون. إذاً: سنبدأ العد في هذه الحالة من سورة البقرة. فالثلاث الأولى: البقرة، آل عمران، النساء. ثم الخمس: المائدة، الأنعام، الأعراف، الأنفال، براءة. ثم السبع: من يونس إلى النحل. ثم التسع: من سورة سبحان الإسراء إلى سورة الفرقان. ثم الإحدى عشرة: من الشعراء إلى يس. ثم الثلاث عشرة: من الصافات إلى الحجرات، ثم بعد ذلك الحزب المفصل. وسمي بالمفصل؛ لأنه يكثر الفصل بين سوره لقصرها بالنسبة لما تقدم من سور القرآن الكريم. فإذاً: يتعين أن أول حزب المفصل هي سورة ق.

نشرع إن شاء الله تعالى في تفسير سورة ق. تسمى سورة ق، وتسمى أيضاً سورة الباسقات، وهذه السورة مكية بالإجماع، وآيها خمس وأربعون آية. وسورة ق هي أول الحزب المفصل على الصحيح. وهناك قول آخر: أن الحزب المفصل يبدأ بسورة الحجرات. أما ما يذهب إليه بعض العوام من أن أول حزب المفصل يبدأ من سورة عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ [النبأ:1] فلا أصل له، ولم يقل أحد من العلماء المعتبرين بهذا القول فيما نعلم، كما قال القاسمي رحمه الله تعالى. أما الدليل على كون سورة ق أول الحزب المفصل فهو ما رواه أوس بن حذيفة ، قال: (سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف يحزبون القرآن؟ فقالوا: ثلاث وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلاث عشرة، وحزب المفصل وحده). ويبدأ العد من سورة البقرة، لا من الفاتحة.

إن معنى تحزيب القرآن هو تقسيم القرآن إلى أجزاء، وقد كان الصحابة يحزبون القرآن ويقسمونه على سبعة أحزاب، يختمون في كل يوم حزباً من هذه الأحزاب. هذا هو تحزيب الصحابة والسلف للقرآن. وقد وجدت بعد ذلك أنواع أخرى من التحزيب أشهرها ما هو موجود الآن من تقسيم القرآن إلى ثلاثين جزءاً، ثم الجزء إلى حزبين، والحزب إلى أربعة أرباع، وهذا التحزيب حدث بعد القرون الأولى، وفيه شيء من النظر؛ لأن هذا التحزيب يتوقف أحياناً عند جزء من السورة لم يكن المعنى قد تم عنده. فمثلاً: الربع الذي يبدأ بقوله تعالى: هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ [المؤمنون:36] قد بدأ بما هو مرتبط بالسياق قبله من حيث المعنى، فلا يحسن الوقوف قبله، ولا ابتداء القراءة به، فهذا التحديد لا يبتني على أساس تحزيب الصحابة، فتحزيب الصحابة كما نلاحظ يبدأ دائماً برأس سورة.

إن من خصائص حزب المفصل أن قراءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الصلوات الخمس كانت من حزب المفصل. وكان إذا قرأ من خارج المفصل يقرأ السورة كاملة. فمثلاً: قرأ مرة في المغرب بسورة الأعراف كلها، فالأصل فيمن قرأ بسورة أن يتمها، إما على ركعتين، وإما كل سورة في ركعة كاملة. ولكن رغبة في التخفيف على المصلين كان يغلب على النبي عليه الصلاة والسلام القراءة بسور المفصل، وهي ما بين قصار وأوساط وطوال. فكان يقرأ في الفجر مثلاً بطوال المفصل. إذاً: ينبغي أن يغلب في قراءة الإمام في الصلاة من حزب المفصل، وإذا قرأ من خارجه فالمستحب والأفضل أن يقرأ السورة بتمامها كما جاء في بعض الأحاديث: (كان يأمرنا بالتخفيف، ويؤمنا بالصافات). إلا إذا عرض عارض كما اختصر قراءته عليه الصلاة والسلام لما طرأت عليه سعلة أثناء الصلاة، أو لما دخل في الصلاة ويريد أن يطولها فسمع بكاء الصبي الصغير فاختصر وأوجز، لكن ينبغي أن يكون الغالب قراءة سورة بكاملها، والغالب كما قلنا هو من حزب المفصل.

يمكن لكل إنسان أن يكون له حزب خاص به يحافظ على تلاوته هو حسب ظروفه؛ لأن الارتباط بالقرآن الكريم هذه سمة أساسية لكل مسلم، فينبغي لكل مسلم أن يكون له ورد خاص من القرآن الكريم؛ لكن يحذر المسلم أن يهجر كتاب الله، فيدخل ضمن من سيشتكيهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه يوم القيامة: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا [الفرقان:30]. فهذه درجة من درجات الهجر، وهو هجر تلاوة القرآن الكريم، ومنها هجر تدبره، وهجر حفظه، وهجر الحكم والعمل به، ولذلك (لما أتى وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأبطأ عن الخروج إليهم، ثم خرج إليهم وقال: إنه كان قد بقي علي شيء من حزبي، فكرهت أن أخرج حتى أتمه). ومن فاته ورده أو حزبه من الليل فله أن يعوضه في النهار كما قال الله تبارك وتعالى: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا [الفرقان:62]. قوله: (خلفة) يعني: يخلف أحدهما الآخر، فكما أن لكل مسلم رقم بطاقة وله اسمه ووظيفته وعنوانه؛ فله ورده من القرآن الكريم.

إن مقدار ما يقرأ المرء من القرآن في اليوم أمر لا نستطيع أن نضع له حداً ثابتاً يلتزم به كل الناس؛ لاختلاف الأحوال والله سبحانه وتعالى قد أشار إلى هذا المعنى في القرآن كما قال تبارك وتعالى: فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ [المزمل:20] أي: يبحثون عن الرزق، ثم قال: وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [المزمل:20]. فالناس يختلفون فمنهم من يستطيع أن يفعل كما كان الصحابة يفعلون، بأن يحزب القرآن على سبعة أحزاب، ومنهم من يختمه في عشرة أيام، ومنهم من يختمه في ثلاثة، ومنهم من يختم في شهر، وهكذا، المهم ألا يكون هناك هجر للقرآن الكريم، بل كل واحد لا بد أن يكون له حزب خاص به من القرآن الكريم، بحيث يختم فيه القرآن حسب ظروفه؛ لأن هناك طالب العلم، وهناك التاجر، وهناك المجاهد، وهناك المتفرغ، وهناك العابد، فالناس أنواع شتى ولا نستطيع أن نلزم الجميع بقدر ثابت، ولكن كلما حافظ الإنسان على شيء حتى ولو كان قليلاً كان أفضل وأنفع. فالذي يؤثر في إصلاح القلب هو ما داوم عليه الإنسان، لذلك (كان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا عمل عملاً أثبته)، و(كان عمله ديمة) يعني: كان يحافظ عليه ولا يقطعه. وقال عليه الصلاة والسلام: (خير الأعمال أدومها وإن قل)، فالمداومة والمثابرة والثبات على العمل الصالح أفضل بكثير من أن تأتي الإنسان الشرة والحدة والحمية في أول الأمر ثم بعد ذلك يهدأ تماماً، كما قال عليه الصلاة والسلام: (إن لكل عمل شرة). أي: قوة وشجاعة وهمة عالية تكون في أول العمل، ثم بعد ذلك يئول إلى الفترة والتراخي والكسل. فينبغي أن ينظر الإنسان إلى هذا، وأن يراعي الوسطية والتوازن بين الحقوق والواجبات، كما قال عليه الصلاة والسلام: (فأعط كل ذي حق حقه)، فللزوجة حق وللبدن حق وللضيوف حق، ولطلب العلم حق، وللعبادة حق، فأعط كل ذي حق حقه. كذلك على الإنسان ألا يبالغ في الآمال والأحلام، ويقول: أختم القرآن في ثلاثة أيام مثلاً، ثم في الواقع لا يستطيع أن يختم في ثلاثة أيام، فكن واقعياً حتى تستمر، وألزم نفسك بما تستطيع المواظبة عليه، فتحدد لك حداً أدنى كجزء أو جزأين في اليوم على حسب ما تستطيع، ثم واظب على هذا الحد الأدنى الذي تستطيع أن تحافظ عليه فإن زدت فهو خير، وينبغي أن يكون اختيارك للحد الأدنى مبنياً على أن ذلك بالنسبة لظروفك أمر مستطاع. فلابد أن يكون كل يوم حزب من القرآن تقرؤه، ولا بد أن توثق صلتك بقراءة القرآن الكريم، وهذه الوظيفة مختلفة عن وظيفة الحفظ ووظيفة المراجعة، فختم القرآن في حد ذاته وظيفة أساسية كما تأكل وتشرب وتنام، فهي وظيفة يومية. وبعض العلماء لما أرادوا أن يحددوا الحزب قالوا: نبدأ بسورة الفاتحة، لكن لو بدأنا من سورة الفاتحة فسوف يبدأ الحزب المفصل من سورة الحجرات، والدليل واحد، وهو ما ذكرنا عن أوس بن حذيفة لكنهم اختلفوا في تفسيره، والراجح أنهم كانوا يبدءون التحزيب من البقرة وأما من بدأ العد من الفاتحة فسوف يبدأ حزب المفصل بسورة الحجرات. ومن بدأ العد من البقرة، فسيبدأ حزب المفصل بسورة (ق). أما بيان ذلك فهو كما قلنا: ثلاث، خمس، سبع، تسع، إحدى عشرة، ثلاث عشرة، وحزب المفصل وحده فيكون القرآن كله سبعة أحزاب. فإذا عددت ثمانية وأربعين سورة من البقرة فتكون السورة التي بعدهن هي سورة ق. أما ترتيب سورة ق في المصحف فهي السورة الخمسون. إذاً: سنبدأ العد في هذه الحالة من سورة البقرة. فالثلاث الأولى: البقرة، آل عمران، النساء. ثم الخمس: المائدة، الأنعام، الأعراف، الأنفال، براءة. ثم السبع: من يونس إلى النحل. ثم التسع: من سورة سبحان الإسراء إلى سورة الفرقان. ثم الإحدى عشرة: من الشعراء إلى يس. ثم الثلاث عشرة: من الصافات إلى الحجرات، ثم بعد ذلك الحزب المفصل. وسمي بالمفصل؛ لأنه يكثر الفصل بين سوره لقصرها بالنسبة لما تقدم من سور القرآن الكريم. فإذاً: يتعين أن أول حزب المفصل هي سورة ق.

روى الإمام أحمد ومسلم وأهل السنن: (أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل أبا واقد الليثي رضي الله عنه: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيد، قال: بـ(ق) واقتربت الساعة). فالسنة في صلاة العيد أن يقرأ إما بسبح اسم ربك الأعلى وسورة الغاشية، وإما بسورتي (ق) واقتربت الساعة. وروى مسلم وغيره، عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان رضي الله عنها قالت: (ما حفظت (ق) إلا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يقرأ بها كل جمعة -وفي رواية-: كان يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس)، ومن كثرة قراءته إياها حفظت أم هشام هذه السورة. فيلاحظ أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقرأ بهذه السورة في المجامع الكبار، كصلاة العيد كما ذكرنا، وفي خطبة الجمعة؛ لأنها تشتمل على ابتداء الخلق، والبعث والنشور، والمعاد والحساب، والجنة والنار، والثواب والعقاب، والترغيب والترهيب.

يقول الله تبارك وتعالى: ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ [ق:1]. ((ق)) من حروف التهجي التي تفتح بها أوائل بعض السور مثل: (ص) و(ن) و(الم) و(حم) ونحوها. وأشرنا مراراً إلى الاختلاف في المراد بهذه الحروف المقطعة في أوائل السور، فقلنا: إن الأرجح أن يقال: الله أعلم بمراده من ذلك. القول الثاني: أنها إشارة إلى تأَلف القرآن الكريم من نفس حروف اللغة العربية، وكيف أن العرب يعجزون مع بلاغتهم وفصاحتهم عن أن يأتوا بمثل هذا القرآن الذي هو مؤلف من نفس حروفهم، فهي إشارة إلى إعجاز القرآن الكريم. ويعتقد القاسمي أن الصحيح من الأقوال: أن هذا الحرف علم على السورة، وهو في هذه السورة أمر معروف؛ لأننا نسميها سورة (ق). يقول الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: روي عن بعض السلف أنهم قالوا: (ق) جبل محيط بجميع الأرض. ويشيع مثل هذه الأقوال التي لا أصل لها في بعض كتب التفسير للأسف الشديد، بل هي أقوال خرافية، مثل اعتقاد بعض الناس أن الأرض محمولة على مخلوق ضخم الجثة جداً، وأن له قرنين، وأن الأرض محفوظة ما بين القرنين، وإذا تحرك تحصل الزلازل، هذه كلها أساطير وخرافات ما أنزل الله بها من سلطان. كذلك قولهم إن (ق) جبل هو والله تعالى أعلم من خرافات بني إسرائيل التي أخذها عنهم بعض الناس؛ لأنهم رأوا جواز الرواية عن بني إسرائيل في القسم الذي لا يصدق ولا يكذب، لحديث: (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج).

الإسرائيليات بين القبول والرد وأقسامها

قال العلماء: إن أخبار الإسرائيليات ثلاثة أقسام: الأول: ما نعلم كذبه قطعاً ومخالفته للشرع، فهذا ينبغي رده قولاً وحداً. الثاني: ما نعرف صدقه قطعاً، فهذا نقبله. الثالث: الذي لا نعرف هل هو صادق أم كاذب، فالاحتياط الإمساك عنه؛ لأنه إذا كان من الوحي الذي أوحاه الله إلى أنبيائهم، فينبغي ألا نكذب به، ويحتمل أنه ليس من الوحي، فإذا صدقنا به نكون قد صدقنا بشيء ليس من الوحي. فعلى أي حال تأول بعض العلماء هذا الحديث: (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) على أن هذا في القسم الذي هو مما لا يصدق ولا يكذب، فيجوز حكايته عنهم وروايته. يقول ابن كثير : وعندي أن هذا وأمثاله وأشباهه من اختلاق بعض زنادقتهم، يلبسون به على الناس أمر دينهم، كما افتري في هذه الأمة مع جلالة قدر علمائها وحفاظها وأئمتها، أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وما بالعهد من قدم. يعني: نحن أحدث ديناً، أو أحدث رسالة، ومع ذلك افتري على النبي عليه الصلاة والسلام أحاديث، وهذا مع وجود العلماء والحفاظ وحراس السنة. ثم يقول: فكيف بأمة بني إسرائيل مع طول المدى وقلة الحفاظ النقاد فيهم، وشربهم الخمور، وتحريف علمائهم الكلم عن مواضعه، وتبديل كتب الله وآياته! وإنما أباح الشارع الرواية عنهم في قوله: (وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) فيما قد يجوزه العقل، فأما فيما تحيله العقول ويحكم عليه بالبطلان، ويغلب على الظنون كذبه؛ فليس من هذا القبيل، والله أعلم. وقد أكثر كثير من السلف من المفسرين وكذا طائفة كثيرة من الخلف من الحكايات عن كتب أهل الكتاب في تفسير القرآن المجيد، وليس بهم احتياج إلى أخبارهم، ولله الحمد والمنة. للأسف أن من آفات كتب التفاسير وجود الإسرائيليات الكثيرة في أثنائها، مع أن الله سبحانه وتعالى قد أغنانا عن أن نقتبس من هذه الإسرائيليات.

الإسرائيليات المعاصرة ودروها في الحرب النفسية على المسلمين

إن من المناسب أن نعرج تعريجاً سريعاً على الإسرائيليات المعاصرة، فالعلماء دائماً يتكلمون في الإسرائيليات التي تناقلوها عن كتب أهل الكتاب السابقة كالتوراة والإنجيل وغيرهما، وقد أشرنا من قبل إلى أن الإسرائيليات لا تقتصر على الإسرائيليات التي اختلقها بنو إسرائيل من قبل، بل هناك إسرائيليات معاصرة، وهي أكاذيب يفتريها اليهود ومن شايعهم في هذا الزمان، ثم يروجونها في الناس كنوع من الحرب النفسية، فكم قد تكلموا من قبل كمحررين على أساس حساب الأرقام أن الحرب بين المسلمين واليهود ستكون سنة (1997م) وردد الناس ذلك كالبغبغاوات، ثم مرت سنة (1997م) وما حصل شيء. مرة أخرى أشاعوا عن الألفية هذه أنه سوف يحصل فيها انقلاب كامل في نظام الكون. والألفية من كذباتهم فنحن الآن ما دخلنا الألفية، بل ما زلنا في آخر سنة من الألف الثانية الميلادية، أما الألفية الحقيقية فسوف تبدأ إن شاء الله في العام القادم. إذاً: هذه من الإسرائيليات الكاذبة، لغرض أن يظل الناس مشغولين طوال هذه السنة بالنفخ في قضية الألفية، حتى إن المسلمين ابتلعوا هذه الإسرائيليات المعاصرة، وصار عندهم اهتمام غير عادي بهذه الألفية. ما علاقتنا نحن بهذه الألفية؟ نحن لا نعترف أصلاً بالتقويم الميلادي؛ لأنه خاص بالكفار، أما نحن فكان الأولى أن نحتفل إن كان يجوز بدخول الإسلام إلى مصر منذ أربعة عشر قرناً، فهذا هو الذي نسعد ونفرح به. على أي حال فموضوع الألفية قد اكتنفها تضخيم وتهويل ومؤامرات، فنقول: إن هذه العلامات الزمنية سواء ألفية أو غير ألفية هي عبارة عن خطوط وهمية، مثل الخطوط الوهمية في أعلى الخريطة التي تقسم الكرة الأرضية إلى خطوط طول وخطوط عرض، وهذه الأشياء كلها خطوط وهمية، فالأوقات يشبه بعضها بعضاً، والسنوات يشبه بعضها بعضاً، والأيام يشبه بعضها بعضاً، وأنت محاسب عن كل لحظة من الزمان، أما أن نتصور أن تنقلب الأمور رأساً على عقب عند حد معين، فلا. إن اليهود زرعوا في قلوب الناس أن كل شيء سيتغير في الدنيا عند حلول الساعة الثانية عشرة في آخر ليلة من (ديسمبر)، ومرت الأيام ولم يحدث شيء، أو أن اليهود سوف تقود الحرب سنة (2000م) وسيعود المسيح الدجال الذي ينتظرونه إلى آخره. هو قطعاً سيعود، ولكن متى؟ الله أعلم. إذاً: علينا ألا نعتمد على كلام اليهود؛ لأن هذه من الإسرائيليات المعاصرة، وهي كثيرة يبثونها في عقولنا ونحن نبتلعها، أو أن إسرائيل دولة لا تقهر، ويثبون أن الحرب ستقوم في وقت كذا، هذه أيضاً من الإسرائيليات، فينبغي أن نلتفت إلى رفض هذه الإسرائيليات المعاصرة وردها.

توجيه معنى قوله تعالى: (ق)

رد الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى على قول بعض المفسرين حيث قالوا: إن المقصود بقوله تعالى: (ق) يعني: قضي الأمر والله. على أساس أنه حذف كل هذه العبارة، واقتصر على كلمة (ق) كما يقول الشاعر: (قلت لها قفي فقالت ق) يعني: أنا واقفة. رد ابن كثير هذا القول وقال: وفي هذا التفسير نظر؛ لأن الحذف في الكلام إنما يكون إذا دل دليل عليه، ومن أين يفهم هذا من ذكر هذا الحرف؟ يعني: مجرد ذكر هذا الحرف لا يكفي؛ لأن هذا الشاهد الذي يستدل به وهو قول الشاعر: (قلت لها قفي فقالت ق)، نقول: إذا صح هذا الشطر من البيت كشاهد، وقبل هذا على أنه شاهد شعري مقبول، ينطبق عليه شروط الشواهد، فنقول: إن السياق الشعري هنا يدل على هذا الحذف. أما في الآية: ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ [ق:1] فأين ما يدل على الحذف، وأن (ق) معناها: قضي الأمر والله. فقوله: (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) هذا قسم فأين المقسم عليه؟ يفهم أيضاً من السياق، (( وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ )) يعني: أقسم أن النبي صادق وأن رسالته حق وهكذا. قوله: ((المجيد)) أي: ذي المجد والشرف على غيره من الكتب.

قال العلماء: إن أخبار الإسرائيليات ثلاثة أقسام: الأول: ما نعلم كذبه قطعاً ومخالفته للشرع، فهذا ينبغي رده قولاً وحداً. الثاني: ما نعرف صدقه قطعاً، فهذا نقبله. الثالث: الذي لا نعرف هل هو صادق أم كاذب، فالاحتياط الإمساك عنه؛ لأنه إذا كان من الوحي الذي أوحاه الله إلى أنبيائهم، فينبغي ألا نكذب به، ويحتمل أنه ليس من الوحي، فإذا صدقنا به نكون قد صدقنا بشيء ليس من الوحي. فعلى أي حال تأول بعض العلماء هذا الحديث: (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) على أن هذا في القسم الذي هو مما لا يصدق ولا يكذب، فيجوز حكايته عنهم وروايته. يقول ابن كثير : وعندي أن هذا وأمثاله وأشباهه من اختلاق بعض زنادقتهم، يلبسون به على الناس أمر دينهم، كما افتري في هذه الأمة مع جلالة قدر علمائها وحفاظها وأئمتها، أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وما بالعهد من قدم. يعني: نحن أحدث ديناً، أو أحدث رسالة، ومع ذلك افتري على النبي عليه الصلاة والسلام أحاديث، وهذا مع وجود العلماء والحفاظ وحراس السنة. ثم يقول: فكيف بأمة بني إسرائيل مع طول المدى وقلة الحفاظ النقاد فيهم، وشربهم الخمور، وتحريف علمائهم الكلم عن مواضعه، وتبديل كتب الله وآياته! وإنما أباح الشارع الرواية عنهم في قوله: (وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) فيما قد يجوزه العقل، فأما فيما تحيله العقول ويحكم عليه بالبطلان، ويغلب على الظنون كذبه؛ فليس من هذا القبيل، والله أعلم. وقد أكثر كثير من السلف من المفسرين وكذا طائفة كثيرة من الخلف من الحكايات عن كتب أهل الكتاب في تفسير القرآن المجيد، وليس بهم احتياج إلى أخبارهم، ولله الحمد والمنة. للأسف أن من آفات كتب التفاسير وجود الإسرائيليات الكثيرة في أثنائها، مع أن الله سبحانه وتعالى قد أغنانا عن أن نقتبس من هذه الإسرائيليات.

إن من المناسب أن نعرج تعريجاً سريعاً على الإسرائيليات المعاصرة، فالعلماء دائماً يتكلمون في الإسرائيليات التي تناقلوها عن كتب أهل الكتاب السابقة كالتوراة والإنجيل وغيرهما، وقد أشرنا من قبل إلى أن الإسرائيليات لا تقتصر على الإسرائيليات التي اختلقها بنو إسرائيل من قبل، بل هناك إسرائيليات معاصرة، وهي أكاذيب يفتريها اليهود ومن شايعهم في هذا الزمان، ثم يروجونها في الناس كنوع من الحرب النفسية، فكم قد تكلموا من قبل كمحررين على أساس حساب الأرقام أن الحرب بين المسلمين واليهود ستكون سنة (1997م) وردد الناس ذلك كالبغبغاوات، ثم مرت سنة (1997م) وما حصل شيء. مرة أخرى أشاعوا عن الألفية هذه أنه سوف يحصل فيها انقلاب كامل في نظام الكون. والألفية من كذباتهم فنحن الآن ما دخلنا الألفية، بل ما زلنا في آخر سنة من الألف الثانية الميلادية، أما الألفية الحقيقية فسوف تبدأ إن شاء الله في العام القادم. إذاً: هذه من الإسرائيليات الكاذبة، لغرض أن يظل الناس مشغولين طوال هذه السنة بالنفخ في قضية الألفية، حتى إن المسلمين ابتلعوا هذه الإسرائيليات المعاصرة، وصار عندهم اهتمام غير عادي بهذه الألفية. ما علاقتنا نحن بهذه الألفية؟ نحن لا نعترف أصلاً بالتقويم الميلادي؛ لأنه خاص بالكفار، أما نحن فكان الأولى أن نحتفل إن كان يجوز بدخول الإسلام إلى مصر منذ أربعة عشر قرناً، فهذا هو الذي نسعد ونفرح به. على أي حال فموضوع الألفية قد اكتنفها تضخيم وتهويل ومؤامرات، فنقول: إن هذه العلامات الزمنية سواء ألفية أو غير ألفية هي عبارة عن خطوط وهمية، مثل الخطوط الوهمية في أعلى الخريطة التي تقسم الكرة الأرضية إلى خطوط طول وخطوط عرض، وهذه الأشياء كلها خطوط وهمية، فالأوقات يشبه بعضها بعضاً، والسنوات يشبه بعضها بعضاً، والأيام يشبه بعضها بعضاً، وأنت محاسب عن كل لحظة من الزمان، أما أن نتصور أن تنقلب الأمور رأساً على عقب عند حد معين، فلا. إن اليهود زرعوا في قلوب الناس أن كل شيء سيتغير في الدنيا عند حلول الساعة الثانية عشرة في آخر ليلة من (ديسمبر)، ومرت الأيام ولم يحدث شيء، أو أن اليهود سوف تقود الحرب سنة (2000م) وسيعود المسيح الدجال الذي ينتظرونه إلى آخره. هو قطعاً سيعود، ولكن متى؟ الله أعلم. إذاً: علينا ألا نعتمد على كلام اليهود؛ لأن هذه من الإسرائيليات المعاصرة، وهي كثيرة يبثونها في عقولنا ونحن نبتلعها، أو أن إسرائيل دولة لا تقهر، ويثبون أن الحرب ستقوم في وقت كذا، هذه أيضاً من الإسرائيليات، فينبغي أن نلتفت إلى رفض هذه الإسرائيليات المعاصرة وردها.




استمع المزيد من الشيخ الدكتور محمد إسماعيل المقدم - عنوان الحلقة اسٌتمع
تفسير سورة التوبة [107-110] 2816 استماع
تفسير سورة المدثر [31-56] 2615 استماع
تفسير سورة البقرة [243-252] 2579 استماع
تفسير سورة البلد 2564 استماع
تفسير سورة التوبة [7-28] 2557 استماع
تفسير سورة الطور [34-49] 2541 استماع
تفسير سورة الفتح [3-6] 2501 استماع
تفسير سورة المائدة [109-118] 2436 استماع
تفسير سورة الجمعة [6-11] 2408 استماع
تفسير سورة آل عمران [42-51] 2399 استماع