مقدمة في أصول التفسير [1]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد:

فهذه الدورة العلمية التي تقام ستكون متعلقة بأصول التفسير، وسيكون الحديث في هذا الموضوع على أقسام ثلاثة:

القسم الأول: يتعلق بمقدمات علمية متعلقة بجملة من التعريفات: كتعريف التفسير، والتأويل، والاستنباط، وأصول التفسير، والفرق بين أصول التفسير وعلوم القرآن، وغيرها من المباحث الداخلة في هذا المجال.

القسم الثاني: يتعلق بمصادر التفسير، وهي: التفسير بالقرآن، والتفسير بالسنة، والتفسير بأقوال السلف، والتفسير باللغة، والتفسير بالرأي.

القسم الثالث: يتعلق بالاختلاف في التفسير، أنواعه، وأسبابه، وكيفية التعامل مع هذا الاختلاف، مع جملة من القضايا أو المعلومات التي لم تذكر. كلها سترد إن شاء الله في هذه الدورة.

وقد رأى الأخ الشيخ سامي جاد الله أن نبتدئ بمقدمة عن تاريخ التفسير، فجمعت بعض الأفكار المتعلقة بهذا، وأرجو من الله سبحانه وتعالى أن ييسر لي ما شرعت فيه، وأن يجعله علماً نافعاً لي ولكم، وأن يجعله في ميزان حسناتنا.

فأبتدئ بتاريخ التفسير:

لما نزل القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم بلغة العرب، ونزل عليه صلى الله عليه وسلم مفرقاً، وذهب النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، واكتمل القرآن، في هذا المحيط وهو محيط العشرين سنة أو ثلاث وعشرين سنة على الخلاف الوارد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.

بعد بعثته كانت هناك جملة من تفسيرات النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن، ويمكن أن ننظر إلى هذه التفسيرات ونقسمها إلى قسمين:

القسم الأول: التفسير النبوي المباشر للقرآن.

والقسم الثاني: سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي سنة قولية أو فعلية أو تقريرية.

فهذان القسمان هما ما يتعلق بالتفسير في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وسيأتي إشارة إلى قسم برز في عهده أيضاً.

القسم الأول: التفسير النبوي للقرآن المباشر

التفسير المباشر: هو أن يقصد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى التفسير مباشرة فيذكر آية ويفسرها، وكان هذا على قسمين أيضاً:

النوع الأول في التفسير النبوي المباشر

قسم يعتبر من سؤالات الصحابة عن التفسير، أي: أن يسأله الصحابة عن آية من الآيات ما معناها؟ فيفسر لهم النبي صلى الله عليه وسلم ما يسألون عنه، وسؤالات الصحابة رضوان الله عليهم مبحث لطيف يمكن أن يخرج في مقالة أو في كتيب لمن أراد أن يبحث فيه، يمكن أن يجمع هذه السؤالات ويحلل ويعرف ما هي الأشياء التي كان يسأل عنها الصحابة مما يتعلق بالقرآن، والمقصود هنا السؤالات التي فسرها النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن هناك نوعاً من السؤالات سألها الصحابة رضي الله عنهم فأجاب عنها الله سبحانه وتعالى في كتابه، مثل قوله سبحانه وتعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ [البقرة:222]، فهذا نوع من السؤالات.

لكن المقصود هنا: أن يسألوه عن شيء في الآية، فيبين الرسول صلى الله عليه وسلم المعنى الذي خفي على الصحابة.

ومن الأسئلة قوله سبحانه وتعالى في الذين آمنوا: لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [يونس:64]، فقد سأله عبادة بن الصامت وكذلك أبو الدرداء عن البشرى ما هي؟ فقال: ( هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له )، فنعرف من هذا التفسير النبوي أن البشرى في هذه الآية هي الرؤيا الصالحة التي يراها المؤمن أو ترى له.

ومثل سؤالهم عن حياة الشهداء كما أخبر بذلك عبد الله بن مسعود : أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حياة الشهداء؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال عنهم: بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ [آل عمران:169].

فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم ( أن الشهداء أرواحهم في جوف طير خضر معلقة بالعرش تسرح في الجنة كيفما تشاء ).

فهذا فيه بيان عن القرآن بسؤالات الصحابة.

ومثله سؤال عائشة رضي الله عنها عن الحساب اليسير.

ومثله أيضاً سؤال الصحابة عن آية الظلم، الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ [الأنعام:82]، فإذاً هناك جمع من أسئلة الصحابة رضي الله عنهم عن معاني الآيات.

هذا نوع من أنواع التفسير النبوي المباشر.

النوع الثاني من التفسير النبوي المباشر

النوع الثاني: أن يبتدئ النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة رضوان الله عليهم بالتفسير، فيذكر الرسول صلى الله عليه وسلم مقطعاً من آية ويفسر لهم المراد بها، ومن أشهر الأمثلة على ذلك تفسيره صلى الله عليه وسلم لقوله سبحانه وتعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ [الأنفال:60]، قال: ( ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي )، فيفهم من ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم فسر القوة بالرمي، وهو صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الحال ذكر الآية ثم فسرها ابتداءً منه من دون أن يكون هناك سؤال أو استشكال من الصحابة رضي الله عنهم.

القسم الثاني: السنة بعمومها

القسم الثاني: السنة بعمومها؛ لأن السنة بعمومها شرح للقرآن، وسيأتي تفصيل لهذا عند الحديث عن مصادر التفسير عند المصدر الثاني وهو التفسير بالسنة، فأرجئ الحديث المفصل إلى هناك، لكن هنا يشار أن الرسول صلى الله عليه وسلم بحياته العملية وكذلك بأقواله الحديثية كان يفسر أو يترجم القرآن كما أخبرت بذلك عائشة رضي الله عنها (لما سئلت عن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم فإنها قالت: كان خلقه القرآن).

التفسير المباشر: هو أن يقصد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى التفسير مباشرة فيذكر آية ويفسرها، وكان هذا على قسمين أيضاً:

قسم يعتبر من سؤالات الصحابة عن التفسير، أي: أن يسأله الصحابة عن آية من الآيات ما معناها؟ فيفسر لهم النبي صلى الله عليه وسلم ما يسألون عنه، وسؤالات الصحابة رضوان الله عليهم مبحث لطيف يمكن أن يخرج في مقالة أو في كتيب لمن أراد أن يبحث فيه، يمكن أن يجمع هذه السؤالات ويحلل ويعرف ما هي الأشياء التي كان يسأل عنها الصحابة مما يتعلق بالقرآن، والمقصود هنا السؤالات التي فسرها النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن هناك نوعاً من السؤالات سألها الصحابة رضي الله عنهم فأجاب عنها الله سبحانه وتعالى في كتابه، مثل قوله سبحانه وتعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ [البقرة:222]، فهذا نوع من السؤالات.

لكن المقصود هنا: أن يسألوه عن شيء في الآية، فيبين الرسول صلى الله عليه وسلم المعنى الذي خفي على الصحابة.

ومن الأسئلة قوله سبحانه وتعالى في الذين آمنوا: لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [يونس:64]، فقد سأله عبادة بن الصامت وكذلك أبو الدرداء عن البشرى ما هي؟ فقال: ( هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له )، فنعرف من هذا التفسير النبوي أن البشرى في هذه الآية هي الرؤيا الصالحة التي يراها المؤمن أو ترى له.

ومثل سؤالهم عن حياة الشهداء كما أخبر بذلك عبد الله بن مسعود : أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حياة الشهداء؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال عنهم: بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ [آل عمران:169].

فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم ( أن الشهداء أرواحهم في جوف طير خضر معلقة بالعرش تسرح في الجنة كيفما تشاء ).

فهذا فيه بيان عن القرآن بسؤالات الصحابة.

ومثله سؤال عائشة رضي الله عنها عن الحساب اليسير.

ومثله أيضاً سؤال الصحابة عن آية الظلم، الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ [الأنعام:82]، فإذاً هناك جمع من أسئلة الصحابة رضي الله عنهم عن معاني الآيات.

هذا نوع من أنواع التفسير النبوي المباشر.

النوع الثاني: أن يبتدئ النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة رضوان الله عليهم بالتفسير، فيذكر الرسول صلى الله عليه وسلم مقطعاً من آية ويفسر لهم المراد بها، ومن أشهر الأمثلة على ذلك تفسيره صلى الله عليه وسلم لقوله سبحانه وتعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ [الأنفال:60]، قال: ( ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي )، فيفهم من ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم فسر القوة بالرمي، وهو صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الحال ذكر الآية ثم فسرها ابتداءً منه من دون أن يكون هناك سؤال أو استشكال من الصحابة رضي الله عنهم.

القسم الثاني: السنة بعمومها؛ لأن السنة بعمومها شرح للقرآن، وسيأتي تفصيل لهذا عند الحديث عن مصادر التفسير عند المصدر الثاني وهو التفسير بالسنة، فأرجئ الحديث المفصل إلى هناك، لكن هنا يشار أن الرسول صلى الله عليه وسلم بحياته العملية وكذلك بأقواله الحديثية كان يفسر أو يترجم القرآن كما أخبرت بذلك عائشة رضي الله عنها (لما سئلت عن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم فإنها قالت: كان خلقه القرآن).


استمع المزيد من صفحة د. مساعد الطيار - عنوان الحلقة اسٌتمع
مقدمة في أصول التفسير [6] 2942 استماع
مقدمة في أصول التفسير [10] 2463 استماع
مقدمة في أصول التفسير [3] 2419 استماع
مقدمة في أصول التفسير [4] 2373 استماع
مقدمة في أصول التفسير [9] 2294 استماع
مقدمة في أصول التفسير [5] 2269 استماع
مقدمة في أصول التفسير [8] 2024 استماع
مقدمة في أصول التفسير [7] 1778 استماع
مقدمة في أصول التفسير [2] 1646 استماع
مقدمة في أصول التفسير [11] 1300 استماع