كتاب الصلاة [8]


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

اللهم اغفر لنا ولشيخنا، وعلمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا يا أرحم الراحمين.

أما بعد:

فبأسانيدكم إلى أبي داود رحمنا الله تعالى وإياه، قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب تخفيف الصلاة للأمر يحدث

حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا عمر بن عبد الواحد وبشر بن بكر عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إني لأقوم إلى الصلاة وأنا أريد أن أطول فيها، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز، كراهية أن أشق على أمه ).

حدثنا قتيبة بن سعيد عن بكر -يعني: ابن مضر- عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن عمر بن الحكم عن عبد الله بن عنمة المزني عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته، تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب تخفيف الصلاة

حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا سفيان عن عمرو وسمعه من جابر: ( كان معاذ يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يرجع فيؤمنا -قال مرة: ثم يرجع فيصلي بقومه- فأخر النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الصلاة -وقال مرة: العشاء- فصلى معاذ مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم جاء يؤم قومه، فقرأ البقرة فاعتزل رجل من القوم فصلى، فقيل: نافقت يا فلان! فقال: ما نافقت، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن معاذاً يصلي معك، ثم يرجع فيؤمنا يا رسول الله! وإنما نحن أصحاب نواضح ونعمل بأيدينا، وإنه جاء يؤمنا فقرأ بسورة البقرة، فقال: يا معاذ! أفتان أنت، أفتان أنت؟ اقرأ بكذا، اقرأ بكذا -قال أبو الزبير: بسبح اسم ربك الأعلى، والليل إذا يغشى- فذكرنا لـعمرو، فقال: أراه قد ذكره ).

حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا طالب بن حبيب قال: سمعت عبد الرحمن بن جابر يحدث عن حزم بن أبي بن كعب ( أنه أتى معاذ بن جبل وهو يصلي بقوم صلاة المغرب في هذا الخبر، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معاذ! لا تكن فتاناً، فإنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة والمسافر )].

بسم الله الرحمن الرحيم.

والفتنة هي كل ما صد الإنسان عن الحق، أو جعله مضطرباً بينه وبين الباطل، فإذا فتن الإنسان وصرف عن الحق، أو انتكس عنه، أو صرف غيره، أو أضعف يقينه به، فقد فتن الناس، والفتنة تكون بالقول والفعل، وكذلك بالقلب الذي يقع في قلب الإنسان.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن سليمان عن أبي صالح عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل: ( كيف تقول في الصلاة؟ قال: أتشهد وأقول: اللهم إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار، أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: حولها ندندن ).

حدثنا يحيى بن حبيب قال: حدثنا خالد بن الحارث قال: حدثنا محمد بن عجلان عن عبيد الله بن مقسم عن جابر -ذكر قصة معاذ- قال: وقال يعني النبي صلى الله عليه وسلم للفتى: ( كيف تصنع يا ابن أخي إذا صليت؟ قال: أقرأ بفاتحة الكتاب وأسأل الله الجنة وأعوذ به من النار، وإني لا أدري ما دندنتك ولا دندنة معاذ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني ومعاذ حول هاتين، أو نحو هذا ).

حدثنا القعنبي عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا صلى أحدكم للناس فليخفف، فإن فيهم الضعيف والسقيم والكبير، وإذا صلى لنفسه فليطول ما شاء ).

حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب و أبي سلمة عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا صلى أحدكم للناس فليخفف، فإن فيهم السقيم والشيخ الكبير وذا الحاجة )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب القراءة في الظهر

حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد عن قيس بن سعد وعمارة بن ميمون وحبيب عن عطاء بن أبي رباح أن أبا هريرة قال: ( في كل صلاة يقرأ فما أسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمعناكم، وما أخفى علينا أخفينا عليكم ) ].

والضعيف هو أمير الجماعة، ومعنى أمير الجماعة هو الذي يكون الحكم في هذا من جهة الطول والقصر، فيحكم به، فإذا كان في الجماعة ضعيف ومحتاج فهو أمير، يعني: به يأتمرون، فلا تطال الصلاة حتى لا يشق عليه، ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( فليخفف، فإن فيهم السقيم والشيخ والكبير وذا الحاجة ).

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى عن هشام بن أبي عبد الله قال: وحدثنا ابن المثنى قال: حدثنا ابن أبي عدي عن الحجاج -وهذا لفظه- عن يحيى عن عبد الله بن أبي قتادة قال ابن المثنى و أبي سلمة: اتفقا عن أبي قتادة قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا، فيقرأ في الظهر والعصر في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورتين، ويسمعنا الآية أحياناً، وكان يطول الركعة الأولى من الظهر ويقصر الثانية وكذلك في الصبح )، لم يذكر مسدد فاتحة الكتاب وسورة.

حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا همام و أبان بن يزيد العطار عن يحيى عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه ببعض هذا، وزاد في الأخريين بفاتحة الكتاب، وزاد همام قال: وكان يطول في الركعة الأولى ما لا يطول في الثانية، وهكذا في صلاة العصر، وهكذا في صلاة الغداة.

حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن يحيى عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه، قال: فظننا أنه يريد بذلك أن يدرك الناس الركعة الأولى.

حدثنا مسدد قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر قال: قلنا لـخباب: ( هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم، قلنا بم كنتم تعرفون ذاك؟ قال: باضطراب لحيته صلى الله عليه وسلم ) ].

وفي هذا جواز أن ينظر المصلي إلى غير موضع سجوده، فإنهم ينظرون إلى النبي عليه الصلاة والسلام ويعرفون قراءته باضطراب لحيته، فإنهم ينظرون أمامهم، أو ربما لاحظوا عن يمين وشمال، فاللحظ الذي لا يذهب الخشوع لا بأس به.

مداخلة: فظننا أنه يريد بذلك أن يدرك الناس، هذا ما يمكن أن يستدل به على اعتبار الإمام والداخل على الركوع؟

الشيخ: يريد بذلك أن يدرك الناس الركعة الأولى، يعني: هذا ظن وليس بقطع، والنبي عليه الصلاة والسلام كان يطيل الركعة الأولى، والأصل في ذلك أن تطال، سواءً كان الإنسان منفرداً أو كان في جماعة، وهذا هو السنة، وهل للإمام أن ينتظر المأمومين بالصلاة فيطيل، أو إذا سمع أحداً وهو راكع أن ينتظر فلا يقوم حتى يدخل الناس في الصف، فهل هذا فيه أصل؟

لا أعلم في ذلك أصلاً عن النبي عليه الصلاة والسلام، بعض العلماء ينهي عنه كأهل الرأي فإنهم ينهون عنه، بل يشددون في ذلك، ويجعلون من انتظر في حكم من فعل عبادة لغير الله، وجماهير العلماء لا يقولون بهذا القول، إنما يخففون وييسرون فيه.

وفعل العبادة يختلف عن تيسيرها، ففعل العبادة كأن يطيل الإنسان لأجل أحد في الخارج ليأتي، هذا يختلف عن التخفيف لوجود شيء، ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام كما في حديث أنس ( كان يخفف إذا سمع صياح الصبي ) وذلك شفقة على أمه، فهذا تخفيف، والتخفيف والترك يختلف عن العمل، والعمل يشدد فيه ما لا يشدد في أبواب الترك.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا عفان قال: حدثنا همام قال: حدثنا محمد بن جحادة عن رجل عن عبد الله بن أبي أوفى: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم في الركعة الأولى من صلاة الظهر حتى لا يسمع وقع قدم )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب قدر القراءة في صلاة الظهر والعصر

حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر والعصر بالسماء والطارق والسماء ذات البروج ونحوهما من السور ).

حدثنا عبيد الله بن معاذ قال: حدثنا أبي قال: حدثنا شعبة عن سماك سمع جابر بن سمرة قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دحضت الشمس صلى الظهر وقرأ بنحو من والليل إذا يغشى والعصر كذلك والصلوات كذلك، إلا الصبح فإنه كان يطيلها ).

حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا معتمر بن سليمان و يزيد بن هارون و هشيم عن سليمان التيمي عن أمية عن أبي مجلز عن ابن عمر: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في صلاة الظهر، ثم قام فركع فرأينا أنه قرأ تنزيل السجدة ). قال ابن عيسى: لم يذكر أمية أحد إلا معتمر.

حدثنا مسدد قال: حدثنا عبد الوارث عن موسى بن سالم قال: حدثنا عبد الله بن عبيد الله قال: ( دخلت على ابن عباس في شباب من بني هاشم فقلنا لشاب منا: سل ابن عباس أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر؟ فقال: لا، لا، فقيل له: لعله كان يقرأ في نفسه، فقال: خمشاً هذه شر من الأولى، كان عبداً مأموراً بلغ ما أرسل به وما اختصنا دون الناس بشيء إلا بثلاث خصال، أمرنا أن نسبغ الوضوء، وأن لا نأكل الصدقة، وأن لا ننزي الحمار على الفرس ).

حدثنا زياد بن أيوب قال: أخبرنا هشيم قال: حدثنا حصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: ( لا أدري أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر أم لا ) ].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب قدر القراءة في المغرب

حدثنا القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس: ( أن أم الفضل بنت الحارث سمعته وهو يقرأ: وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا [المرسلات:1]، فقالت: يا بني! لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة، إنها لآخر ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب ).

حدثنا القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه، أنه قال: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بـالطور في المغرب ).

حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا عبد الرزاق عن ابن جريج حدثني ابن أبي مليكة عن عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم قال: قال لي زيد بن ثابت: ( ما لك تقرأ في المغرب بقصار المفصل وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بطولى الطوليين؟ قال: قلت: ما طولى الطوليين؟ قال: الأعراف والأخرى الأنعام ). قال: وسألت أنا ابن أبي مليكة، فقال لي من قبل نفسه: المائدة والأعراف ].

اختلف العلماء عليهم رحمة الله فيما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قرأ فيه في الصلوات، هل المقصود السورة في ذاتها أم المقصود في ذلك طولها وقصرها وأحزابها؟ على قولين: منهم من قال: إن المقصود السورة بذاتها، ومنهم من قال: إن المقصود ما كان من جنسها، وذهب إلى هذا جماعة من العلماء كـابن عبد البر عليه رحمة الله، وهذا هو الأظهر، إلا إذا كان ثمة قرينة تؤكد أن السورة مقصودة بعينها، وهو أن النبي عليه الصلاة والسلام يكررها، إذا ثبت أنه كررها في غير ما خبر فهو قصدها بذاتها، وإذا جاء في خبر واحد أنه قرأ في سورة من الطوال، فهو أراد الطوال وما أراد هذه السورة، وإذا جاء أنه صلى في صلاة فقرأ في سورة من الأواسط أو القصار فإنه أراد القصار والأواسط، وما أراد هذه السورة إلا إذا جاء الدليل عنه في غير ما موضع ومن غير وجه أنه قرأ بسورة بعينها فهو أرادها بعينها، وأراد أيضاً ما كان مثلها من أحزاب القرآن.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب من رأى التخفيف فيها

حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد قال: أخبرنا هشام بن عروة: ( أن أباه كان يقرأ في صلاة المغرب بنحو ما تقرءون والعاديات ونحوها من السور ). قال أبو داود: هذا يدل على أن ذاك منسوخ.

حدثنا أحمد بن سعيد السرخسي قال: حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا أبي، قال: سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، أنه قال: ( ما من المفصل سورة صغيرة ولا كبيرة إلا وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم الناس بها في الصلاة المكتوبة ).

حدثنا عبيد الله بن معاذ قال: حدثنا أبي قال: حدثنا قرة عن النزال بن عمار عن أبي عثمان النهدي: ( أنه صلى خلف ابن مسعود المغرب، فقرأ قل هو الله أحد )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب الرجل يعيد سورة واحدة في الركعتين

حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو عن ابن أبي هلال عن معاذ بن عبد الله الجهني أن رجلاً من جهينة أخبره: ( أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح: إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا [الزلزلة:1] في الركعتين كلتيهما، فلا أدري أنسي رسول الله صلى الله عليه وسلم أم قرأ ذلك عمداً )].

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب من ترك القراءة في صلاته

حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا همام عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: ( أمرنا أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر ).

حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي قال: أخبرنا عيسى عن جعفر بن ميمون البصري قال: حدثنا أبو عثمان النهدي قال: حدثني أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اخرج فناد في المدينة أنه لا صلاة إلا بقرآن ولو بفاتحة الكتاب فما زاد ) ].

وذكر لفظة: (ما تيسر) في حديث أبي سعيد غير محفوظة، وكذلك في حديث أبي هريرة، وما زاد غير محفوظة، وجاء في رواية أيضاً (فصاعداً).

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا ابن بشار قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا جعفر عن أبي عثمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنادي: أنه لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب، فما زاد ).

حدثنا القعنبي عن مالك عن العلاء بن عبد الرحمن أنه سمع أبا السائب مولى هشام بن زهرة يقول: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج فهي خداج فهي خداج غير تمام. قال: فقلت: يا أبا هريرة ! إني أكون أحياناً وراء الإمام، قال: فغمز ذراعي، وقال: اقرأ بها يا فارسي في نفسك، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: فنصفها لي، ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرءوا يقول العبد: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2] يقول الله عز وجل: حمدني عبدي، يقول: بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ [الفاتحة:1] يقول الله عز وجل: أثنى علي عبدي، يقول العبد: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة:4] يقول الله عز وجل: مجدني عبدي، وهذه الآية بيني وبين عبدي، يقول العبد: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5] فهذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، يقول العبد: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:7] يقول الله: فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل ).

حدثنا قتيبة بن سعيد و ابن السرح قالا: حدثنا سفيان عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب فصاعداً ) ].

هذه الزيادة (فصاعداً) غير محفوظة، وما يجب على الإنسان أن يقرأ هو فاتحة الكتاب، وما عدا ذلك سنة، وهي سنة متأكدة في الركعتين الأوليين، ولا تقرأ إلا الفاتحة فيما زاد عن ذلك، إذا صلى الإنسان الصلاة بتسليم واحد، سواءً كان ذلك نافلة أو فريضة.

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ قال سفيان: لمن يصلي وحده.

حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي قال: حدثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن مكحول عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: ( كنا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر، فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فثقلت عليه القراءة، فلما فرغ قال: لعلكم تقرءون خلف إمامكم. قلنا: نعم هذاً يا رسول الله! قال: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها ).

حدثنا الربيع بن سليمان الأزدي قال: حدثنا عبد الله بن يوسف قال: حدثنا الهيثم بن حميد قال: أخبرني زيد بن واقد عن مكحول عن نافع بن محمود بن الربيع الأنصاري قال نافع: ( أبطأ عبادة بن الصامت عن صلاة الصبح، فأقام أبو نعيم المؤذن الصلاة فصلى أبو نعيم بالناس، وأقبل عبادة وأنا معه، حتى صففنا خلف أبي نعيم و أبو نعيم يجهر بالقراءة فجعل عبادة يقرأ أم القرآن، فلما انصرف قلت لـعبادة: سمعتك تقرأ بأم القرآن و أبو نعيم يجهر، قال: أجل صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الصلوات التي يجهر فيها بالقراءة قال: فالتبست عليه القراءة فلما انصرف أقبل علينا بوجهه، وقال: هل تقرءون إذا جهرت بالقراءة؟ فقال بعضنا: إنا نصنع ذلك، قال: فلا، وأنا أقول: ما لي ينازعني القرآن، فلا تقرءوا بشيء من القرآن إذا جهرت إلا بأم القرآن ).

حدثنا علي بن سهل الرملي قال: حدثنا الوليد عن ابن جابر و سعيد بن عبد العزيز و عبد الله بن العلاء عن مكحول عن عبادة نحو حديث الربيع بن سليمان قالوا: فكان مكحول يقرأ في المغرب والعشاء والصبح بفاتحة الكتاب في كل ركعة سراً، قال مكحول: اقرأ بها فيما جهر به الإمام إذا قرأ بفاتحة الكتاب، وسكت سراً، فإن لم يسكت اقرأ بها قبله ومعه وبعده لا تتركها على كل حال].




استمع المزيد من الشيخ عبد العزيز الطَريفي - عنوان الحلقة اسٌتمع
كتاب الطهارة [5] 2708 استماع
كتاب الطهارة [8] 2686 استماع
كتاب الترجل - كتاب الخاتم 2315 استماع
كتاب الصلاة [21] 2311 استماع
كتاب الأيمان والنذور [2] 2300 استماع
كتاب الطهارة [9] 2294 استماع
كتاب الطهارة [2] 2221 استماع
كتاب الطهارة [4] 2164 استماع
كتاب الصلاة [20] 2127 استماع
كتاب الصلاة [6] 2117 استماع