عنوان الفتوى : هل يأثم من امتنع من إطعام القطط بعد إطلاقها؟
السؤال
في حارتنا هناك قطة لديها أربع هرر. وبعد شهر قام الجيران بجلب ثلاث هرر ماتت أمهن. قامت هذه القطة بإرضاعهن، ولما وجدنا أنها ترضع هذا العدد الكبير أصبحنا نقوم بإطعامها، ولكن أصبحت لا تتركنا وتريد المكوث هي وصغارها في منزلنا، وتنام وتجلس على عتبة بابنا، فلا نستطيع فتح باب المنزل إلا دخلت هي والعديد من صغارها، وقامت بالركض، ونكون نريد الذهاب وفي عجلة.
السؤال الأول: هل يجوز عدم إطعامها بعد أن قمنا بإطعامها شهرا في حال كبر أبنائها؟
اثنان من الهرر الصغيرة التي ماتت أمها ضعاف البنية، ولا تتاح لهما الفرصة ليرضعا، بسبب أن أبناءها كبار وهم صغار، فيزاحموهما على الرضاعة. فقمنا بأخذ الصغيرين وإطعامهما لمدة أسبوعين، ولكن تحسنهما بطيء، ولم يكبرا كثيرا. وكنا ندخل أمهما البديلة لإرضاعهما، ولكن أصبح حليبها قليلا. وفي الوقت الحالي أصبحت هذه القطط مصابة بالبراغيث، وأخشى أن تنتقل للفراش والملابس؛ فقمنا بإرجاعها إلى حارتها ونقوم بإطعامها.
والسؤال: هل ما قمنا به عمل صائب أم نأثم بسببه، علما أن القطط الكبيرة عمرها شهران ونصف، والصغيرة عمرها شهر ونصف. وأيضا لم نسكنها في منزلنا، وكنا ندخلها فتأكل وتلعب قليلا، ونخرجهما ونعيدها إلى حارتها؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فشكر الله لكم ما سلف من إطعام تلك الهرر، فإطعام الحيوانات بقصد الإحسان إلى مخلوقات الله تعالى، من أبواب الخير والثواب.
جاء في الحديث عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئرا، فنزل فيها فشرب، ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماء، ثم أمسكه بفيه حتى رقي، فسقى الكلب؛ فشكر الله له، فغفر له. قالوا: يا رسول الله؛ وإن لنا في هذه البهائم لأجرا؟ فقال: في كل كبد رطبة أجر. أخرجه البخاري ومسلم.
ولكن لا يجب ذلك خاصة في مثل الحالة التي ذكرت.
وعليه؛ فلا إثم عليكم في ترك إطعام تلك الهرر، ما دمتم أرسلتموها ولم تحبسوها في بيتكم، وإنما الإثم في حبس الحيوانات مع ترك إطعامها، كما في الحديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض. أخرجه البخاري ومسلم.
والله أعلم.