خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/1538"> صفحة د. مساعد الطيار . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/1538?sub=5012"> عرض كتاب الإتقان
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
عرض كتاب الإتقان (57) - النوع التاسع والخمسون في فواصل الآي [2]
الحلقة مفرغة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين.
أما بعد:
فنبدأ درسنا فيما يتعلق بفواصل الآي، وهو موضوع قد أطال فيه السيوطي رحمه الله تعالى، وفيه قضايا تتعلق بالتفسير، وقضايا تتعلق بالبلاغة، لعلنا إن شاء الله نعرج على شيء منها.
ذكر تأليف الشيخ شمس الدين بن الصائغ الحنفي في كتابه الذي سماه: إحكام الرأي في أحكام الآي.
يقول شمس الدين رحمه الله تعالى: اعلم أن المناسبة أمر مطلوب في اللغة العربية، يرتكب لها أمور من مخالفة الأصول. كأنه يشير إلى قضية مهمة قد تخالف أصول النظم، مثلاً: في تقديم المعمول على عامله متى يتقدم، فإذا تقدم فيكون تقديمه مخالف للترتيب، أي: مخالف للأصل، فهو يشير إلى هذا، وفي الفاصلة أيضاً يرتكب مثل هذا. أي: أن ما جاء في القرآن من رعاية الفاصلة هو على قانون العرب في مراعاة مثل هذا الأمر، وما دام هذا من أساليب العرب فإنا لا يمكن أن نحكم به على القرآن ما دام وارداً فيه، وسبق أن نبهنا إلى قاعدة: ليس كل ما في العربية من الأساليب موجوداً في القرآن، لكن كل ما في القرآن فهو عربي.
ثم قال بعد ذلك: وقد تتبعت الأحكام التي وقعت في آخر الآي مراعاة للمناسبة، فعثرت على نيف عن الأربعين حكماً.
أي: أكثر من أربعين حكماً من حكم الفواصل، سنذكر بعضها.
أنواع التقديم والتأخير لأجل الفواصل
أولاً: تقديم المعمول إما على العامل مثل: أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ [سبأ:40]، ومثل قوله سبحانه وتعالى: وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]. فإذا تأملنا الآن هذا القول وهو: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5] ففيه تقديم، أصلها: نعبدك. فلما قدم قال: إِيَّاكَ نَعْبُدُ [الفاتحة:5].
وهذه الفقرة تدخل في باب البلاغة، وإلا فالمعنى العام لـ(نعبدك) و إِيَّاكَ نَعْبُدُ [الفاتحة:5]، واحد وهو توجيه العبادة لله. لكن أيهم أدل على توجيه العبادة لله؟ بلا شك أن قوله: إياك نعبد، بتقديم المعمول أدل على خلوص العبادة لله سبحانه وتعالى، لأنه عندما يقول: نعبدك لا ينفي عبادة غيره، لكن لما يقول: إِيَّاكَ نَعْبُدُ [الفاتحة:5] فكأن فيها حصر العبادة على الله وقصرها عليه، ونفي عبادة غيره سبحانه وتعالى.
ثانياً: قال: تقديم ما هو متأخر في الزمان مثل: فَلِلَّهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى [النجم:25]، وهذه لمناسبة مراعاة فواصل سورة النجم؛ لأن النجم قامت فاصلتها على الألف المقصورة وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى [النجم:1-2].. إلى آخره.
فتقديم الآخرة هنا لهذه المناسبة، يعني: أن رعاية الفاصلة معتبر، ولكن نقول: إنه لا بد في تقديم الآخرة على الأولى من فائدة أخرى غير فائدة الفاصلة، صحيح أننا قلنا: إن القانون العام أن الفاصلة تعتبر، لكن لو تأملنا فسنجد أن تقديم الآخرة قد يكون له سر آخر يعزز تقديم أو تأخير الأولى لتكون موافقة للفاصلة، وإلا لا يأتي فقط لأجل رعاية الفاصلة، وإن كان المعنى لا يختل فإنه يمكن تقديم كلمة على كلمة من أجل رعاية الفاصلة.
ثالثاً: تقديم الفاضل على الأفضل في مثل: بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى [طه:70]، فهارون أكبر سناً وموسى عليه السلام أفضل قدراً. ففي هذا الموطن قدم هارون على موسى، مع أنه في المواطن الأخرى يقدم موسى على هارون كما في سورة الأعراف وفي سورة الشعراء.
وهذا التقديم له اعتبار، ولو تأملنا فإن رعاية الفاصلة مقصد، لكنه لم يتأثر المعنى برعاية الفاصلة، ولكنه أيضاً قد أفادنا فائدة وهي أن السحرة الذين جاء بهم فرعون ليعارضوا آيات موسى عليه السلام وهم كثر، ويعلمون أن النبوة جاءت من موسى ومن هارون كلاهما مع بعض، فهل يتصور أن كل هؤلاء عندما يتكلمون بقولهم: آمنا برب هارون وموسى، أو برب موسى وهارون يتفقون؟ الجواب: قد يقول بعضهم: آمنا برب العالمين، وبعضهم قد يقول: آمنا برب هارون وموسى، وبعضهم قد يقول: آمنا برب موسى وهارون، فذكر في كل موطن ما قاله بعضهم، وفي النهاية المعنى واحد لم يتغير. بمعنى أن ما حكاه هؤلاء المجموعة ذكر في مواطن متعددة، ففي كلٍ ذكر ما يناسب؛ مراعاة لفاصلته. فهذا أحد أسباب تقديم هارون على موسى.
وقد يكون هناك أسباب أخرى يمكن أن تستشف من خلال النص القرآني.
ومن الأمثلة التي نشير إليها قوله: سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنسَى [الأعلى:6]، أورد هنا على من قال بأن: (فلا تنسى) نهي، وأن الألف المقصورة مزيدة. وهذا القول فيه ضعف، لكن لكي نستفيد نفهم أسلوب العلماء: هل المقام فيما عمله شمس الدين بن الصائغ مقام تحرير، أو مقام جمع؟ بلا شك أنه مقام جمع، فعندما كان في مقام الجمع فإيراد هذا القول الذي فيه ضعف للتنبيه على الأصل الذي يذكره لا إشكال فيه؛ لأنه كما يقال: ليس من عادة الفحل الاعتراض على المثل.
أي: أن هذا المثال يصح للتنبيه على القاعدة أو على الفائدة التي ذكرها، لكننا لو جئنا للتفسير لقلنا: القول فيه ضعف، فيجب أن نفرق بين هذا الجانب وهذا الجانب.
وهذه من المنهجيات التي يحسن بطالب العلم أن ينتبه لها، أي: هل مقام العالم وهو يكتب هذا الكتاب مقام تحرير أو مقام جمع؟ الظاهر والله أعلم أنه مقام جمع، ولهذا أورد مثل هذا وقال: على القول بأنه نهي.
أما على القول بأنها نافية، فلا يستقيم هذا؛ لأنها في موقعها الطبيعي فَلا تَنسَى [الأعلى:6]، أما إذا كانت في نهي مفترض (فلا تنس)، فزيادة الألف هذه قال: لرعاية الفاصلة.
رابعاً: ومما ذكره من اللطائف المرتبطة بهذا أيضاً: إيثار تذكير اسم الجنس كقوله: أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ [القمر:20]، وفي الآية المقابلة ذكرها في الثاني عشر: إيثار تأنيثه في: أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ [الحاقة:7].
فلو تأملت ونقلت: أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ [الحاقة:7] إلى مكان أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ [القمر:20]، وأبدلت أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ [القمر:20] بـ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ [الحاقة:7] فإن النص لا يستقيم بل يكون فيه نبوء، مع أن المعنى العام لهذا ولهذا هو واحد.
فاختيار مثل هذه الألفاظ من دقائق البلاغة، فعندما جاء عند الفاصلة التي تنتهي بالراء جاء بلفظة منقعر، وعندما كانت الفاصلة تنتهي بالتاء المربوطة جاء بـ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ [الحاقة:7].
فمثل هذا يقف عنده البليغ ويتأمل: الفاصلة أحد أسباب إيراده في هذا المكان، ولكن قد يوجد أشياء فوق ذلك ينتبه لها البليغ وينبه عليها: أن اختيار (منقعر) في هذا أنسب للسياق.
وهذه القاعدة العامة: أن السياق هو الذي يحكم هذه الفوائد البلاغية.
خامساً: مما ذكره أيضاً وفيه لطائف متعلقة بالبلاغة: إيثار أغرب اللفظتين نحو: تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى [النجم:22] بدل (جائرة)؛ لأن معنى (ضيزى): جائرة، و(ضيزى) لم ترد في القرآن إلا في هذا الموطن، في سورة النجم وسورة النجم مبناها على الألف المقصورة، فاختيار (ضيزى) ليس فقط لرعاية الفاصلة، بل أيضاً لأن الضيزى هي الجائرة التي بلغت في الجور مبلغاً عظيماً، وما فعله الكفار في حق الله سبحانه وتعالى هو يدخل في هذا الباب.
فاختيار (ضيزى) له فائدة أخرى غير كونها موافقة للفاصلة، فموافقة الفاصلة شيء وكونها تدل على تلك الحال التي كان بها الكفار في التعامل مع الله سبحانه وتعالى شيء آخر.
ومما ذكره أيضاً في اختصاص كل من المشركين بموضع مثلاً، مثل: وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ [إبراهيم:52]، إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِأُولِي النُّهَى [طه:54]، كالذي تكلمنا عنه في هارون وموسى، أي: اختيار ما يناسب الفاصلة ويؤدي نفس المعنى.
مدى صحة الاستغناء بالتثنية عن الإفراد
ومن الإشكالات التي تقع ما ذكره عن الفراء رحمه الله، وهي الفائدة الثانية والعشرون قال: الاستغناء بالتثنية عن الإفراد نحو: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ [الرحمن:46]، قال الفراء : أراد (جنة) كقوله: فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات:41]، فثنى لأجل الفاصلة، قال: والقوافي تحتمل من الزيادة والنقصان ما لا يحتمله سائر الكلام.
وذكر نظير لقول الفراء : إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا [الشمس:12]، وذكر أنهما رجلان قدار وآخر معه، ولم يقل (أشقياها) للفاصلة.
هذا الكلام فيه نظر شديد، ولهذا ابن قتيبة وكذلك النحاس بعده، فقد شددوا النفير على الفراء في تفسيره هذا؛ لأنه يتأثر التفسير، فالله سبحانه وتعالى يقول: جَنَّتَانِ [الرحمن:46] و الفراء يقول: هي جنة واحدة، فهذا مخالفاً لنص القرآن.
ولا شك أنه من جهة اللغة جائز؛ لأن الفراء لا يتكلم إلا وعنده منطلق لغوي، لكن ليس كل ما ثبت لغة يلزم ثبوته في القرآن، والأصل بقاء اللفظ على ظاهره، فلماذا يرتكب الفراء رحمه الله تعالى مثل هذه المخالفة لنص القرآن؟ فهذه مشكلة، ولهذا مما قاله ابن قتيبة : إنما يجوز في رءوس الآي زيادة هاء السكت، أو الألف، أو حذف همز، أو صرف، فأما أن يكون الله وعد بجنتين فيجعلهما جنة واحدة لأجل رءوس الآي معاذ الله! وكيف هذا وهو يصفهما بصفات الاثنين: ذَوَاتَا أَفْنَانٍ [الرحمن:48]، فِيهِمَا [الرحمن:50]، فِيهِمَا [الرحمن:52].. إلى آخره.
فنلاحظ أنه يجب أن ينتبه إلى أن التعامل مع الفاصلة بما تعامل به الفراء في مثل هذا الموطن، لا شك أنه غير دقيق وغير صحيح. إذاً: فالتفسير تأثر في مثل هذا الموطن.
مثله: إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا [الشمس:12] هو واحد، وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك، أنه انبعث رجل واحد وليس كما قال رجلين.
أيضاً من الأمثلة التي ذكرها: وَطُورِ سِينِينَ [التين:2] قال: تغيير بنية الكلمة، مع أن المشهور سينا، فهي يطلق عليها سينين ويطلق عيها سينا، ولكن الأشهر سينا، فاختار الكلمة الأغرب أيضاً في سينين مثل في: ضِيزَى [النجم:22]، مع أن سينين وسينا هي نفس المكان المعروف في شبه الجزيرة المعروفة. فهذا لا يؤثر في قضية فهم المعنى أو غير ذلك، وإنما هو اختيار ليتناسب مع فاصلة السورة.
نكتفي بهذا القدر.
سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.