فتاوى منوعة [25]


الحلقة مفرغة

السؤال: ما حكم الاستماع للأناشيد المصحوبة بالآهات؟

الجواب: لا ينبغي هذا، وأصل الأناشيد من الصوفية، والأناشيد الجماعية لا يستفاد منها، لاسيما إذا كان فيها آهات كثيرة، وبعض الأناشيد التي ينشدها بعض الشباب يلحنونها تلحين الغناء، وإذا كان فيها آهات تكون أشد.

ولو لم يكن فيها تلحين الغناء فإنه لا يحصل بها فائدة؛ لأن المستمع إنما يستمع للنغمات فقط، لكن القصيدة إذا كانت مفيدة، وكان أحدهم ينشد والباقون يستمعون فهذا لا بأس به، أما أن ينشدها جماعة فهذه طريقة الصوفية.

ولقد استحوذ الشيطان على بعض الشباب، وعجزوا عن الإتيان بالغناء، فصاروا يأتون بالأناشيد التي هي نفس الغناء ونفس الصوت ونفس التلحين، ونفس التأوهات، فنسأل الله العافية.

حتى إن بعضهم -والعياذ بالله- يغني بالقرآن، فقد سمع بعضهم يغني بقوله تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، فنسال الله العافية، ونعوذ بالله من ذلك.

السؤال: هل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم المكث في الوادي والسكن فيه؟

الجواب: لا، فهذا منهي عنه؛ لأنه يخشى أن يأتي السيل من بعيد، فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أن ينام الإنسان في الوادي، أو في البرية.

السؤال: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لعن الله زائرات القبور) وقد مر على امرأة عند قبر ابنها تبكي فقال لها : (اصبري واحتسبي)، فما الجمع بين الحديثين؟

الجواب: هذا كان قبل النهي؛ لأنه نهى أولاً عن زيارة القبور للرجال والنساء، ثم رخص للرجال والنساء، ثم نهي النساء، وهذا عند المحققين، والجمهور يرون أن الرخصة عامة للرجال والنساء.

لكن الصواب هو ما عليه المحققون، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية واختيار أئمة الدعوة.

السؤال: قال لي أحد الإخوة الذين يكثرون السفر: في أحد أسفاري أجنبت وكان الجو بارداً، فلم أغتسل، فتيممت وتوضأت وصليت بعد ذلك يومين، ثم أجنبت مرة أخرى، وكان الماء قليلاً، فتيممت وتوضأت وصليت، وهذه الحالة تحصل لي مراراً وأنا مسافر، فأحياناً يقل الماء وأحياناً يكون الجو بارداً، فأخشى على نفسي الضرر، فما الحكم في هذه الحالة؟

الجواب: إذا كان الحال كما ذكر، وكان السائل ليس عنده ما يكون ساتراً له عن البرد، وليس عنده ما يسخن به الماء؛ فلا بأس بأن يتيمم، كما فعل عمرو بن العاص حين تيمم.

أما إذا كان يستطيع أن يسخن الماء، أو كان قريب من محطة ويستطيع أن يجد ماءً معتدلاً، فلا يجوز له أن يتيمم.

وكذلك إذا كان الماء قليلاً، فعليه أن يتوضأ ويغسل أطرافه ثم يتيمم، أما إذا كان عنده ماء كثير فإنه يجب عليه أن يغتسل، وإذا وجد الماء بعد التيمم فعليه أن يغتسل، كما جاء في الحديث: (فليمسه بشرته).

السؤال: امرأة حامل تحاملت على نفسها في أحد الأيام عندما كانت تعمل في المطبخ، حيث انثنت بشدة، فأحست بحركة غير طبيعية للجنين، وعند الولادة خرج الجنين ميتاً، فلا تدري هل موت الجنين بسبب هذا التحامل أم لا، فهل عليها شيء في ذلك؟

الجواب: إذا كان يغلب على ظنها أنها تعمدت وأنه مات بسبب هذا الانثناء؛ فعليها الكفارة وعليها الدية، والكفارة: إعتاق رقبة، فإن لم تجد فصيام شهرين متتابعين، وعليها الدية لأبيه -وهي غرة عبد أو أمة- إن كان أبوه حياً، أو لإخوانه، وهي لا ترث منه شيئاً؛ لأنها قاتلة.

السؤال: كيف نوفق بين قول الله تعالى: أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ [الأنبياء:105]، وبين أنه لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله؟

الجواب: لا منافاة بينهما، فالعاقبة للمتقين، كما قال الله تعالى: وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [الأعراف:128]، وقال: أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ [الأنبياء:105]، وبعد أن ينتهي عباد الله الصالحون بالموت بالريح التي تقبضهم، تقوم الساعة على شرار الخلق.

والمقصود بالآية أن عباد الله الصالحين هم الذين يرثون الأرض قبل آخر الزمان وقبل أشراط الساعة الكبرى.

ومما يدل على ذلك أن عيسى ومن معه من المؤمنين ورثوا الأرض، ثم تأتي الريح الطيبة فتقبض أرواحهم، فلا يبقى في الأرض إلا شرار الخلق، وعليهم تقوم الساعة.

لكن ما دام أن في الأرض مؤمنين وكفاراً فالعاقبة للمتقين، وإذا قبضت أرواح المؤمنين بقي الكفرة فقامت عليهم القيامة، فلا منافاة.

السؤال: ما هي نواقض الإسلام؟

الجواب: نواقض الإسلام كثيرة، ويمكن للسائل أن يرجع إلى رسالة نواقض الإسلام للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، ويرجع إلى باب حكم المرتد من كتب الفقهاء المالكية والشافعية والحنابلة والأحناف، فكلهم يبوبون بباب حكم المرتد، وهو الذي يكفر بعد إسلامه.

ومن أكثر من ذكر هذا الأحناف، حتى ذكروا من نواقص الإسلام إذا قال الإنسان: مصيحف أو مسيجد على وجه التصغير، ومن نواقض الإسلام ما يكون بالاعتقاد، كأن يعتقد أن لله صاحبة أو ولداً، أو يعتقد أن هناك مدبراً مع الله للكون، أو يجحد أمراً معلوماً من الدين بالضرورة، كأن يجحد وجوب الصلاة، أو وجوب الزكاة، أو وجوب الحج، أو يجحد أمراً محرماً معلوماً من الدين بالضرورة، كأن يجحد تحريم الزنا أو تحريم الربا أو تحريم الخمر، أو يجحد ملكاً من الملائكة أو نبياً من الأنبياء، أو ينكر البعث، أو الجنة أو النار، أو نحو ذلك، فإنه يكفر.

السؤال: كيف يصنع من فاته شيء من تكبيرات الجنازة؟

الجواب: يقضيها بعد سلام الإمام، وما يدركه من التكبيرات هو أول صلاته، فإذا أدركه في التكبيرة الثالثة قرأ الفاتحة، ثم في التكبيرة الرابعة يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا سلم الإمام كبر ودعا ثم كبر للأخيرة، وإذا خشي أن ترفع الجنازة والى التكبيرات فقال: الله أكبر، الله أكبر، السلام عليكم ورحمة الله.

فما دام أنه لم يدرك إلا تكبيرتين فالتكبيرة الثانية يصلي فيها على النبي صلى الله عليه وسلم ولو كانت طويلة؛ لأنها بالنسبة له هي التكبيرة الثانية.

السؤال: عند زيارة المسجد النبوي هل تسن زيارة القبر والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صلوا علي؛ فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم) .. وما الدليل على سنيتها؟

الجواب: السنة لمن زار المسجد النبوي أن يصلي في المسجد ركعتين، ثم بعد ذلك يزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ويسلم على صاحبيه، وهو حينما يشد الرحال ويسافر تكون النية زيارة المسجد، فإذا جاء المسجد وصلى فيه ركعتين، وبعد ذلك يزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه في هذه الحالة لم يسافر ولم يشد الرحل من أجل القبر.

السؤال: في الحديث الذي أخرجه الطبراني رحمه الله: (يعمل أحدكم العمل فيكتب له سبعون ضعفاً، فما زال به الشيطان إلى أن يخبر به، فيكتب أجره علانية، فما زال به الشيطان إلى أن يخبر به، فيكتب رياءً) فما صحة هذا الحديث؟ وهل يأثم المسلم إذا تحدث عن أعماله الصالحة؟

الجواب: لا أعلم درجة الحديث، وسيراجع الحديث ويراجع سنده إن شاء الله تعالى.

وقوله: (سبعون ضعفاً) من علامات عدم صحة الحديث، حيث جعل الثواب الكثير في مقابل العمل القليل، وقد يقال: إن الإنسان إذا تحدث عن عمله فقد يكون هذا من باب الرياء، إلا إذا كان هناك أسباب، كالدفاع عن نفسه، كما حصل لـعثمان رضي الله عنه لما حاصروه وأرادوا قتله؛ فإنه قال: هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من يشتري بئر رومة فيكون دلوه فيها كدلاء المسلمين وله الجنة)؟ فقالوا: نعم، فجعل يعدد مناقبه؛ لأنه -رضي الله عنه- مظلوم، ويدافع عن نفسه.

وأما بدون سبب فلا ينبغي للإنسان أن يتحدث عن عمله.


استمع المزيد من الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي - عنوان الحلقة اسٌتمع
فتاوى منوعة [23] 2308 استماع
فتاوى منوعة [10] 2254 استماع
فتاوى منوعة [17] 2237 استماع
فتاوى منوعة [3] 1901 استماع
فتاوى منوعة [4] 1893 استماع
فتاوى منوعة [26] 1762 استماع
فتاوى منوعة [16] 1713 استماع
فتاوى منوعة [11] 1679 استماع
فتاوى منوعة [8] 1630 استماع
فتاوى منوعة [12] 1595 استماع