فتاوى منوعة [12]


الحلقة مفرغة

السؤال: امرأة عليها قضاء شهر رمضان كاملاً، وذلك أنها لم تصم شهر رمضان قبل حوالى ثماني عشرة سنة، وذكرها شخص بقضاء هذه الأيام، فما الواجب عليها في هذه الحالة؟

الجواب: الواجب عليها القضاء، فإن كانت ناسية أو جاهلة ولم تعلم فعليها أن تقضي فقط، وإن كانت عالمة ومتساهلة تقضي وتطعم عن كل يوم مسكيناً بسبب التأخير.

السؤال: شخص لديه عمل في مدينة جدة لمدة محدودة، يقول: إذا انتهيت من عملي مبكراً سوف أعتمر، وإلا فإني أريد اللحاق بموعد الطائرة، السؤال: هل يجوز إذا بقي عنده متسع من الوقت أن يحرم من جدة؟

الجواب: إذا كان جازماً أن يأخذ العمرة، فإنه لا يجوز له أن يحرم من جدة، بل يذهب إلى الطائف ويحرم من الميقات، فإن أحرم من جدة فعليه دم، شاة يذبحها في مكة ويوزعها؛ لأنه تجاوز الميقات، أما إذا لم يكن عنده نية جازمة، وقال: إن تيسر وإن بقي وقت أعتمر وإن لم يبق سأرجع، ثم بقي وقت فإنه يحرم من جدة، حكمه حكم أهل جدة.

السؤال: ما هي الفضائل المترتبة على القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الفرد والجماعة؟

الجواب: لا شك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية، حتى جعله بعض العلماء الركن السادس من أركان الإسلام، والله تعالى يقول: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [آل عمران:104] والمعنى: أن على الأمة أن تقوم بهذا الواجب، وإذا قام بهذا الواجب طائفة سقط الإثم عن الباقين، وإلا أثمت الأمة، فلا بد من تغيير المنكر، ولمن يقوم به فضل عظيم؛ لأنه أسقط الإثم عن الأمة كلها، وأسقط الواجب عن الأمة كلها.

السؤال: أحسن الله إليك، هل من كلمة عن عدم مشاركة النصارى في عيدهم عام ألفين لأنه مناسب أو موافق لرمضان؟

الجواب: نعم، الواجب على المسلم أن يعتز بإسلامه، وألا يشارك اليهود والنصارى الكفرة في أعيادهم، ولا في احتفالاتهم ولا يوافقهم بالتاريخ، ولا يقرهم على دخول القرن، لا نقول: دخل القرن العشرون، أو القرن الواحد والعشرون، هذا كله موافق للكفرة، نحن الآن نعتز بإسلامنا وتاريخنا، نحن نعترف بالهجري، نحن في القرن الخامس عشر، فليس لنا أن نوافق الكفرة في التاريخ، وليس لنا أن نوافقهم في احتفالاتهم، ولا في أعيادهم، ولا نصدقهم فيما يدعونه من الأكاذيب.

وقولهم: إنه في العيد يحصل كذا، ودخول الألفية الثالثة كذا وكذا، وأنه ينزل عيسى بن مريم أو يحصل كذا ويحصل هزات.. كل هذا كذب، ودعوى للغيب، كله دعوى للغيب ما أنزل الله بها من سلطان، فالواجب على المسلم أن يتقي الله عز وجل وألا يوافق الكفرة ولا يصدقهم في أكاذيبهم، ولا يهدي إليهم هدية في أوقات ولا يوافقهم، والواجب على التجار كذلك أن يتقوا الله، ولا يجعلوا التخفيضات بمناسبة مرور قرن الكفرة، بل عليهم أن يتقوا الله وأن يعتزوا بإسلامهم، ولا يوافقوا الكفرة في احتفالاتهم ولا في أعيادهم، ولا يهنئونهم ولا يصدقون أكاذيبهم، والله تعالى يقول: قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ [النمل:65]، فقول بعضهم: إنه وقت قيام الساعة؛ أو إنه نزول عيسى أو إنه يحصل هزات أو كذا كل هذا من دعوى علم الغيب، والله تعالى يقول: قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ [النمل:65]، نزول عيسى بن مريم ينزل في آخر الزمان، لكن ينزل بعد أشراط الساعة، وبعد خروج المهدي، والمهدي يملك الأرض، ويملؤها عدلاً كما ملئت جوراً، ثم يخرج المسيح الدجال في زمانه، ثم ينزل عيسى بن مريم فيقتل الدجال، ثم يخرج يأجوج ومأجوج، فقول هؤلاء الكفرة: إنه ينزل عيسى هذا كذب، لا أساس له من الصحة؛ لأن عيسى لا ينزل إلا بعد خروج الدجال، وبعد خروج المهدي، وكل هذا من دعوى علم الغيب، وعلم الساعة لا يعلم وقتها إلا الله.

فالمقصود: أنه يجب على المسلم أن يعتز بإسلامه ودينه، ولا يصدق الكفرة في دعوى علم الغيب، ولا يوافقهم في احتفالاتهم، وعلى التجار كذلك أن لا يوافقوهم لا في احتفالاتهم ولا يهنئونهم ولا يخفضون الأسعار، بل عليهم أن يعتزوا بإسلامهم وينكروا على الكفرة هذا، ويبينون لهم أن ما هم فيه باطل، وأن الحق هو دين الإسلام، وأنه يجب عليهم أن يؤمنوا بالله ورسوله، وأن يدخلوا في الإسلام، وأن يتركوا ما هم عليه من الكفر والضلال، وأنهم كفرة، وأنهم أصحاب النار إن استمروا على ذلك، فكيف نصدقهم؟ وكيف يتبع المسلم أصحاب النار؟ كيف يتبع أصحاب الجحيم؟ كيف يتبع الكفرة؟! كيف يتخلى عن الإسلام؟!

نسأل الله للجميع الهداية والتثبيت، ونسأل الله أن يوفق المسلمين للعمل بكتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم.

السؤال: ما هي سنن الأذان بالنسبة للسامع؟

الجواب: السامع يجيب المؤذن، يقول كما يقول المؤذن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول)، إذا كبر يكبر، يأتي بالتكبير والشهادتين، وفي الحيعلة يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد، من قال ذلك فله مثل أجره.

وجاء في الحديث (أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: إن المؤذنين يفضلوننا فقال: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول فلكم مثل أجره).

السؤال: ما موقف الفتح الإسلامي في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه من التماثيل الفرعونية الموجودة في مصر، علماً أن الحضارة الفرعونية لها أكثر من خمسة آلاف سنة؟

الجواب: الله أعلم، والقول بأنها موجودة في زمن عمر يحتاج إلى دليل، والقول بأن لها أكثر من خمسة آلاف سنة يحتاج إلى دليل، ولو قدر أن هذا صحيح يحتمل أنهم ما وصلوا إليه ولا عرفوا مكانه، ولو عرفوا مكانه واستطاعوا إزالتها لأزالوها، ولعلها كانت مطمورة ثم أخرجت بعد ذلك، فإما أنها لم توجد إلا بعد ذلك، أو أنها كانت مطمورة ثم أخرجت بعد ذلك، أو أنهم كانوا لا يستطيعون إزالتها إذا كانت من صخر وما أشبه ذلك.

السؤال: هل يظن في ابن عباس رضي الله عنه أن يقول في مكان أصحاب الكهف بلا علم ولا قرائن إذا انتفى الدليل من نصوص الوحي؟

الجواب: ابن عباس كان ممن يأخذ عن بني إسرائيل، ويعمل بحديث: (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، فإنهم قوم قد سرت فيهم الأعاجيب)، وأخبار بني إسرائيل كما هو معلوم تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

ما جاء شرعنا بموافقته فهو حق، وما جاء الشرع بمخالفته فهو باطل، وما سكت عنه شرعنا فهذا هو الذي يحدث عنه، قال: (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج).

السؤال: إذا أجنب الإنسان المسلم لا تدخل الملائكة مكان جلوسه في البيت وخاصة أن معه غيره أم لا تدخل في البيت كله؟

الجواب: لا، الملائكة الكتبة والحفظة لا يفارقونه أبداً، لكن ملائكة الرحمة هم الذين قد يفارقون مثلاً المكان الذي فيه تمثال أو صورة، أما الملائكة الكتبة والحفظة لا يفارقون الإنسان فهم يكتبون الحسنات والسيئات، وكذلك الحفظة، لكن ملائكة الرحمة قد يفارقونه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن معكم من لا يفارقكم إلا عند الجماع وعند الخلاء فاستحيوهم).

السؤال: البيت إذا كان فيه صورة أو تمثال لا تدخله الملائكة، ولو كان صاحب البيت لا يعلم كأن يخفيه أحد الأولاد أو ما أشبه ذلك؟

الجواب: الظاهر أنه عام، ولذلك ينبغي للإنسان أن يتحرى، فالرسول عليه الصلاة والسلام لم يعلم عن وجود الجرو، ومع ذلك لم يدخل جبريل، وأعلمه جبريل بوجود الكلب، وأن الذي أدخله الحسن ابن فاطمة الصغير، لم يعلم النبي ومع ذلك تأخر جبريل، ولهذا ينبغي للإنسان أن يعتني ويلاحظ البيت، ولا يكون معذوراً، يلاحظ البيت ويلاحظ أولاده.

السؤال: هل فتح الزرار الأعلى من الثوب في الصلاة من السنة؟

الجواب: لا سنة ولا بدعة، الأولى للإنسان أن يقف بين يدي الله على أحسن حالة، وجاء في الحديث أن الإنسان يسجد بثيابه، ويسجد أيضاً بشعره، وفي الحديث: (نهيت أن أكف شعراً أو ثوباً)، فالسنة ألا تكف شعراً ولا ثوباً، فلا تشمر بثيابك وبأكمامك، وإذا كان لك شعر لا تكفه بل ترسله، وكذلك الأزرار لا تُفَك، وفك الزرار الأعلى من أجل الحر لا بأس، وليس سنة ولا بدعة.


استمع المزيد من الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي - عنوان الحلقة اسٌتمع
فتاوى منوعة [23] 2304 استماع
فتاوى منوعة [10] 2252 استماع
فتاوى منوعة [17] 2235 استماع
فتاوى منوعة [3] 1899 استماع
فتاوى منوعة [4] 1890 استماع
فتاوى منوعة [26] 1760 استماع
فتاوى منوعة [16] 1711 استماع
فتاوى منوعة [11] 1677 استماع
فتاوى منوعة [8] 1628 استماع
فتاوى منوعة [6] 1513 استماع