خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/943"> د. عمر عبد الكافي . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/943?sub=34776"> سلسلة الدار الآخرة
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
سلسلة الدار الآخرة المنجيات من عذاب القبر
الحلقة مفرغة
أحمد الله رب العالمين حمد عباده الشاكرين الذاكرين، حمداً يوافي نعم الله علينا ويكافئ مزيده، وصلاة وسلاماً على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد، اللهم صل وسلم وبارك عليه صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين.
أما بعد:
هذه بمشيئة الله عز وجل هي الحلقة الخامسة في سلسة حديثنا في موضوع: الدار الآخرة.
اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً، اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً، اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً، وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، ولا تجعل يا ربنا! بيننا شقياً ولا محروماً، اللهم لا تدع لنا في هذا اليوم العظيم ولا في هذه الليلة العظيمة ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا عسيراً إلا يسرته، ولا كرباً إلا أذهبته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا ضالاً إلا هديته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا ظالماً إلا هديته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا مسافراً إلا غانماً سالماً لأهله رددته.
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك، نعوذ من الفقر إلا إليك، ومن الذل إلا لك، ومن الخوف إلا منك، ونعوذ بك رب أن نقول زوراً، أو نغشى فجوراً، أو نكون بك من المغرورين، نعوذ بك من عضال الداء، وشماتة الأعداء، وخيبة الرجاء، وزوال النعمة، وفجأة النقمة، ارحمنا فإنك بنا راحم، ولا تعذبنا فأنت علينا قادر، اللهم تب على كل عاص، واشف كل مريض، واقض دين المدينين، وفرج كرب المكروبين، واشرح كل صدر ضيق، اللهم اشرح صدورنا، ويسر أمورنا، ووفقنا إلى ما تحبه وترضاه، وإن أردت عبادك فتنة فاقبضنا إليك معافين غير فاتنين ولا مفتونين، وغير خزايا ولا نادمين ولا مبدلين، وإن أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك مسلمين موحدين يا رب العالمين!
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً.
توقفنا في الحلقة الرابعة عند الحديث عن موجبات عذاب القبر، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل قبورنا وقبور المسلمين والمسلمات روضة من رياض الجنة، وإن لم نكن أهلاً يا رب! لرحمتك فرحمتك أهل أن تصل إلينا، فارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين!
هناك من الذنوب ذنوب توجب عذاب القبر، وهناك من الذنوب ذنوب والعياذ بالله يعذب الإنسان عليها إذا لم يتب منها. اللهم تب علينا يا رب! والمسألة كلها مسألة توبة، والإمام الشافعي يقول:
من واجب الناس أن يتوبوا، لكن ترك الذنوب أوجب
فلا أحد يعتمد على عفو الله باقترافه للذنب، ولا يقل: أغلط ورحمة ربنا واسعة، فقد لا تناله رحمة الله، فربنا يرحم من يشاء، وهذه مسألة في علم الغيب، والإنسان تماماً مثل الولد الذي ينام طول السنة ويمني نفسه الأماني الكاذبة أن يكون الأول على الجمهورية، فهو مجنون، فإن أراد أن يكون الأول على الجمهورية فإنه يذاكر ليل نهار، ويجلس الليل والنهار في المذاكرة وفي العمل وفي الجد وفي الاجتهاد، وبعد ذلك يحسن الظن بالنتيجة وبالامتحان.
وأما الذي ينام طول السنة ويأتي قبل الامتحان يمني نفسه الأماني الكاذبة بأن الموجهين والمدرسين كلهم سوف يأتون بامتحان سهل، وسينجحوننا كلنا، ويجعلونا كلنا أوائل فهذا غير عاقل، وهو مثل المذنب أو اللص أو السارق أو المرتشي أو المرابي أو مرتكب الفواحش أو المغتاب أو النمام، فكل هؤلاء يعملون الذنب، وأثناء ذهابهم إليه يدعون الله بالستر، وهذا سوء أدب مع الله، ثم يرجع بعد الذنب يستغفر وينوي أن يرجع مرى أخرى، وقد روي في الأثر: المستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه.
فالذنوب منها ما يوجب عذاب القبر فقط، ومنها ما يوجب العذاب في القبر وفي الدار الآخرة، ومن فضل الله عز وجل أن جل أو معظم عذاب الأمة المحمدية في قبورها؛ إكراماً من الله عز وجل وكرامة منه لخاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فجل العذاب سيكون إن شاء الله في القبر، لكن لا تفكر أن عذاب القبر هذا شيء سهل، أو ميسور، أو يستطيع الإنسان أن يحتمله، وإنما هو شيء فوق طاقة البشر، والثعبان في القبر إذا لدغ الإنسان فإنه يجري السم في عروقه سبعين عاماً، فالمسألة صعبة، وليست سهلة، والإنسان لا يمني نفسه الأماني الكاذبة، فإن قوماً غرتهم الأماني فقالوا: نحسن بالله الظن، ووالله لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل.
اللهم اجعلنا من المحسنين لأعمالهم يا رب! ومن المخلصين في أعمالهم يا رب إنك يا مولانا على ما تشاء قدير.
فالعبد المسلم يحسن العمل ويحسنه، وسنضرب مثالاً بسيطاً؛ لنرى كيف أننا نقصر في أعمالنا التي نعلم أن الله يطلع عليها، ويريد أن يجدنا فيها في أحسن حال، فأنت إذا صليت في المسجد وخشعت في صلاتك، فإن هذا لأحد اعتبارات ثلاثة:
الاعتبار الأول: احتمال أن طبيعة صلاتك أنك خاشع فيها. اللهم اجعلنا من الخاشعين في صلاتهم يا رب!
الاعتبار الثاني: أن الناس جالسين في المسجد ينظرون إليك، فلو نقرت الصلاة لنظروا إليك نظرة استخفاف.
الاعتبار الثالث: أن فيك كبراً، نسأل الله السلامة؛ لأنك لا تحب أحداً يعدل عليك ويقول لك: صلاتك ليست صلاة يا أستاذ!
فهذه اعتبارات ثلاثة تجعلك تخشع في الصلاة، ولكن الاعتبار الأساسي أنك تصلي لله، وما دامت الصلاة لله فاجعل في ذهنك أن الله عز وجل ناظر إليك منذ أن تكبر وإلى أن تسلم، وينادي مناد من قبل العلي الأعلى من تحت العرش: (لو يدري المصلي من يناجي لما انصرف من صلاته)، وكم من أناس سفهاء العقول بمجرد أن يحظو بلقاء مع وزير أو رئيس وزراء أو رئيس أو ملك أو مسئول أو رجل مشهور يقولون له: لو سمحت صورة، ويضعها في الألبوم، فهو يفخر أن يأخذ صورة مع أحد هؤلاء؛ حتى يظهر نفسه أنه فوق، فما بالك وأنت تخاطب العلي القدير سبحانه؟ فما دمت تعلم أن الله عز وجل ناظر إليك ومطلع عليك في كل عمل، وما دمت مقتنعاً أن الله عز وجل يراك في كل شيء فحسن عملك. اللهم حسن أعمالنا يا ربنا!
الكذب
وكان الحسن البصري عندما يقرأ قول الله عز وجل: لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ [الأحزاب:8] يقول: يأتي ربنا بالصادق يوم القيامة ويسأله عن صدقه، فيقول: يا رب! سوف تسأل الصادقين عن صدقهم فما بالنا نحن أهل الكذب؟ والحسن هو رضيع أم سلمة، وتلميذ علي بن أبي طالب وابن مسعود رضي الله عنهما.
والصدق للأسف يظن الناس أنه ليس فيه نجاة، وأن الكذب فيه نجاة، فتكذب المرأة على زوجها إذا أمرها بعدم الخروج من البيت من غير إذن، وتقول لك: أصلاً يا أستاذ! لو صدقت فسوف يطلقني ويخرب البيت، فأنا أكذب، فيقول لها الزوج: احلفي، فتضع يدها على المصحف وتقول: أقسم بالله العظيم وحق هذا المصحف أنني لم أخرج، وهي قد خرجت، فهذا يمين غموس يغمس صاحبه في النار يوم القيامة، وليس له كفارة إلا التوبة؛ لأنها تحلف وهي مقتنعة أنها كاذبة، والعياذ بالله رب العالمين.
والكذب لا ينجي، والصدق هو الذي ينجي، فإن ظننت أن الصدق فيه الهلكة فإيمانك ضعيف، والمؤمن صادق لا يعرف الكذب.
أكل الربا
كشف المرأة لبعض جسمها أمام الأجانب
وقد رأينا من تؤذي جيرانها وزوجها بلسانها، ومن تحمل زوجها فوق طاقته النفسية بعد الغلاء والعيال والجيران، فنقول للمرأة: لا تحملي زوجك فوق الطاقة، وإن ظلمك فظلمه عليه، ولا تردي الظلم بظلم وإلا كنتما معاً ظالمين يوم القيامة، فالخيرية أن أعفو عمن ظلمني، وأصل من قطعني، وأعطي من حرمني، فنحن نريد أن تعود إلى البيوت السكينة مرة ثانية، وأن يرجع الرجل إلى البيت فيجد المرأة ووجهها باسم، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (خير ما أنعم الله به على عبده بعد أن يرزقه الإيمان به سبحانه وتعالى، أن يرزقه زوجة إذا نظر إليها سرته). وهذه هي التي قال عنها ربنا: وَمِنْ آيَاتِهِ [الروم:21]، أي: من نعم الله علينا، أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا [الروم:21]، وهذا هو السكن النفسي، أن تسكن إلى زوجتك، وأن تكون امرأتك حبيبتك وصديقتك وصاحبتك وأختك وأمك وبنتك وأقرب الناس لك، لا تخفي عنها شيئاً؛ لأنها مريحة، وراعية لمالك وعيالك، وأنت كذلك تعاملها معاملة طيبة، فتجد منها أسلوباً سلساً وكلاماً طيباً وأدباً في الحديث وخفضاً لصوتها أمام الناس، ولا تنشر أسرارك خارج البيت، ولا تؤذيك حتى تضج منها، وتقول: ليتني ما تزوجت، والله يجازي من كان السبب، ويظل يشتكي منها. وأنا واثق إن شاء الله أن هذه الدروس من العلم سوف تؤتي الثمرة إن شاء الله عند رجالنا ونسائنا، وكما أوصي نساءنا برجالنا، فأوصي أيضاً رجالنا بنسائنا. فاللهم حسن معاملتنا أزوجاً وزوجات يا رب العالمين!
أكل مال اليتيم
قطع الطريق
اللهم حول حالنا إلى أحسن حال يا رب العالمين!
إثارة الفتن
نسأل الله أن يحسن معاملة المسلمين بعضهم مع بعض.
الهمز واللمز والغمز
فمن أكبر الكبائر عند الله من كمه أعمى، أي: من يخدع أعمى حتى يوقعه حفرة مثلاً، والعياذ بالله رب العالمين.
تعذيب الحيوان
الغلول
أيضاً هناك نقطة مهمة: إذا كنت بيتكم الساعة العاشرة صباحاً فلا تسرج النور بالكهرباء، فإذا كنت قاعداً في المصلحة أو في المكتب فلا تسرج النور، واتق الله؛ لأن الفلوس ليست من جيبك، بل أنت راعٍ فيما خولك الله.
وأما أن تقول: هذا على قدر فلوسهم فلا، بل استقيل، وانظر عملاً يعجبك ما دام أنك لم يعجبك الخمسين والستين جنيه أو مائة جنيه أو مائة وخمسين، واذهب وانظر الذي يعطيك ألفين أو ثلاثة آلاف جنيه ما دام أنك خبير وخطير.
فإذا رضيت بما قسم الله لك بارك الله لك في القليل. اللهم بارك لنا في القليل وحببنا فيه وفي الحلال يا رب العالمين!
الخوف من المخلوق دون الخالق
تقديم كلام المخلوق على كلام الخالق
و هارون الرشيد قال لزوجته مرة: أنت طالق إن لم أكن من أهل الجنة، ثم سأل الفقهاء فقالوا: يا أمير المؤمنين! حاجة في علم الغيب، امرأتك طالق، فسأل أبا حنيفة قال: يا أمير المؤمنين! أسألك سؤالاً، قال له: نعم، قال له: هل تخاف من الله؟ قال: نعم، قال له: فإن شاء الله أنت من أهل الجنة؛ لأن الله يقول: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ [الرحمن:46].
ولما قال لها: أنت طالق إن بت في ملكي الليلة، أفتى الفقهاء بطلاقها، وقال أبو حنيفة : تبيت زوجة أمير المؤمنين في المسجد؛ لأنه ملك الله وليس ملك أمير المؤمنين.
ونعوذ بالله من عدم التأثر بالقرآن، والتأثر بمزامير الشيطان وآيات النفاق التي هي الأغاني وصوت الشيطان. نسأل الله أن يتوب على المغنيين والمغنيات الأحياء ويغفر للأموات، ويتوب علينا جميعاً من الاستماع إلى هذه الفوضى التي تنبت النفاق في القلب. اللهم وضع مكانها إيماناً وحكمة يا رب العالمين!
وأيضاً من لا يصدق الحلف بالله عز وجل، والخائن للأمانة، والفاحش، وبذيء اللسان الذي يتكلم بالكلمات السيئة، وأصحاب البدع وهم كلاب أهل النار والعياذ بالله رب العالمين، والذي يأكل بالدين ما لم يأذن الله به، والقول على الله بدون علم في الفتاوى.
واليوم إذا قلنا: إن عندنا ثمانية وأربعين مليون مسلم فعندنا ثمانية وأربعون مليون مفت في الدين! وأبو بكر رضي الله عنه لما سئل في الكلالة مرة: ما الكلالة يا أبا بكر ؟ قال: أقول فيها برأيي فإن كان صواباً فمن الله، وإن كان سيئاً فمن نفسي، وهذا هو الأدب من أبي بكر.
و عمر بن الخطاب خطب على المنبر فسأله أعرابي بعد أن هم بالنزول من فوق المنبر: يا أمير المؤمنين! يقول ربنا: وَفَاكِهَةً وَأَبّاً [عبس:31] ما الأب؟ فنكس عمر رأسه، قال: الله أعلم، الله أعلم، أنا لا أدري، هل في المسجد من يجيب الرجل، فقال أحد الصحابة: نعم يا أمير المؤمنين! الأب: ما تأكله الأنعام من الحشائش التي تنب في الأرض، ألم تقرأ بعدها يا أمير المؤمنين: وَفَاكِهَةً وَأَبّاً * مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ [عبس:31-32]. فالفاكهة لنا والأب لأنعامنا، فـعمر نكس رأسه وقال: كل الناس أفقه منك يا عمر !
وأيضاً الرشوة والمسكرات والمخدرات، والخمر، والبيرة، والهروين، والحشيش، والأفيون، والبيرند، وكل هذه حرام؛ لأنه (ما أسكر كثيره فقليله حرام). وأثبتت الأبحاث ضرر البيرة، وأن فيها شيئاً من الكحول.
وأيضاً نبشر المدخنين بأن السيجارة فيها مادة تسمى الروم، ولو وضعت نقطة من مادة الروم هذه في كأس ماء وشربه شارب لسكر. والسجائر والتدخين والشيشة حرام؛ لأن المدخن إن كان غنياً فهو مسرف: إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ [الإسراء:27]، وإن كان المدخن فقيراً فهو سفيه، والله يقول: وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً [النساء:5]. فالمدخن إن كان فقيراً فهو سفيه، وإن كان غنياً فهو مسرف، وكلاهما شر. والله عز وجل بعث لنا وإلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحل لنا الطيبات ويحرم علينا الخبائث، وقد ثبت أن السجائر وهذه الأشياء كلها ليست من الطيبات، وإنما هي من الخبائث. اللهم تب على كل مدخن يا رب العالمين!
اللواط
السرقة
محلل المطلقة لزوجها الأول والمحلل له
والتحليل يكون في الطبقات، فيأتي الرجل بالسكرتير أو السواق أو الشغال الذي عنده ويعطيه مائتين جنيه، وهو يشتغل عنده منذ ثلاثين سنة ولم ير مائتين قرش زيادة، ثم يفتح الباب وفي الداخل الشيخ المأذون وشاهدان، فيزوجوه، ثم يدخلوه على المرأة ربع ساعة يجلس معها، ثم يطلق، فيتزوجها الأول قبل أن تنقضي العدة.
واليوم يدرسون في الثانوية العامة أن خالد بن الوليد قتل مالك بن نويرة أحد قادة العرب في حروب الردة وتزوج امرأته في أثناء المعركة، يعني أن خالد بن الوليد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل الرجل وتزوج امرأته قبل أن تنقضي عدتها. فاتقوا الله في أولادنا، فهل يعقل أن خالد بن الوليد قتل الرجل في العصر ثم بعد المغرب تزوج امرأته، وهو سيف من سيوف الله؟!
فإذا طلق رجل زوجته ثلاث تطليقات فلا بد أولاً من عدة، فإن كانت حاملاً فالعدة بالوضع، وإن لم تكن حاملاً فثلاث حيضات متتالية، ثم يتقدم لزواجها، ويحرم أن تختطب المرأة في العدة حتى بالتلميح، وأباح البعض التلميح، والمسلم لا يخطب المرأة في عدتها، فإذا انقضت العدة فليتزوجها زواجاً عادياً على التأبيد.
ومن شروط الزواج أن يكون على التأبيد، وإلا كان متعة، والشيعة ربنا يهديهم عندهم زواج المتعة فيتزوجون ثلاثة أشهر أو أقل أو أكثر.
و(لعن الله المحلل والمحلل له). فالذي يحلل من أجل ثلاثين أو أربعين جنيهاً فقد باع دينه بدنياه. فبع دنياك بآخرتك تربحهما جميعاً، ولا تبع آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعاً. اللهم اجعلنا من الرابحين في الدارين يا رب العالمين!
وقد انتشر موضوع جعل العصمة بيد المرأة واشتراطها له، وسيدنا عمر فوجئ برسالة غريبة من سيدنا عبد الله بن مسعود وهو أمير ووال على الكوفة لم يعرف لها جواباً، فقال له: يا أمير المؤمنين! جاءني رجل وامرأة، فقال الرجل: ابن مسعود ! تزوجت هذه المرأة فقالت: اجعل العصمة بيدي، فجعلت العصمة بيدها، فدخلت مرة فقالت: اسقني، قلت: أنا متعب، قالت: أنت طالق، فقرأها سيدنا عمر وتعجب، وسيدنا ابن مسعود لم يفت فيها، ووالله لو عرضت هذه القضية على أي أحد اليوم لأفتى فيها! فخطب عمر في الناس فقال: أيها الناس! أمر جعله الله في أيدي الرجال، فتنازل الرجل عن هذا الأمر لزوجته فطلقته، فوقع طلاقها، فصارت طالقاً.
نسأل الله أن يعيدنا إلى الإسلام.
الاحتيال على الشرع
وفي المسلمين من يصنع قريباً من هذا، فتجد الشخص عنده من المال ما يستطيع أن يحج به بيت الله الحرام، ويقول: أنا عندي أولاد يتعلمون الابتدائية والإعدادية، فأحسن من أن أحج بيت الله الحرام أعلم الأولاد، وقد روي في الحديث: (من استطاع أن يحج ولم يحج فليمت إن شاء يهودياً أو نصرانياً)، وعمر بن الخطاب قال: لو أتي إلي بواحد كان يقدر أن يحج ولم يحج فلن أصلي عليه صلاة الجنازة. فهو يحتال على إسقاط الفريضة، مثل: شخص كتب لزوجته مؤخر الصداق وحتى يتخلص منه بدأ يضربها ويؤذيها ويشتمها ويطردها ويقل أدبه معها ويضيق عليها المعيشة؛ حتى تقول له: حقي برقبتي، واكتب الذي يعجبك. فأين ذهب برب العباد سبحانه؟ فإذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك، فهو لا يريد أن يؤدي مؤخر الصداق، ويتحايل على إسقاطه بهذه الطريقة. وإذا تنازلت له عن مؤخر صداقها فإن كل معاشرته لها تكتب عند الله كأنما كان يزني بها، يقول سيدنا الحبيب صلى الله عليه وسلم: (من تزوج على صداق وهو لا ينوي أدائه فهو زان، ومن استدان ديناً وهو لا ينوي سداده فهو سارق)، أي: هذا المال. فهو يتحايل على إسقاط هذا الفرض ويقول: سأحسبه من مال الزكاة، والنية مسبقة، وأنت تضحك علي وعلى نفسك، ولكنك لا تضحك على الله، بل أنت محتال على إسقاط الفرائض.
ومثل التي تترك الحجاب خوفاً من زوجها، فلا بد أن تتحجب بما يرضي الله، فإنه (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق). فلتحتجب رغماً عنه، ولا ترضيه في جميع الأمور إلا فيما أمر الله.
عدم نصرة المظلوم
تتبع عورات المسلمين
وإن المؤمن لا يخرج أسرار بيته خارج البيت، وأحدهم لما أراد أن يطلق زوجته سئل: لماذا؟ فقال: أنا لا أذكر عيوب امرأتي، فلما طلقها وانقضت عدتها تزوجت غيره. وأما نحن فنرى أسوأ منظر ونسمع أقبح الكلام، وغرفة النوم تظهر بعد الطلاق، نسأل الله الهداية والتوبة، وأن يعصمنا من كل سوء وزلل، وأن يعيد الأمن والأمان إلى بيوتنا، وإلى الأزواج والزوجات، وأن يطرد عن بيوتنا شياطين الإنس والجن.
وأحد التابعين ذهب يدفن أخته، وأثناء دفنها سقط منه كيس النقود فلحدوها وغطوا القبر، فلما رجع تذكر، ورجع يبحث عن كيس النقود فرأى في التراب حرارة تشتد، فأخذ الكيس وقد التهبت يداه، فرجع إلى أمه مذعوراً يسألها: يا أماه! ماذا كان تصنع أختي؟ قالت: كانت صوامة قوامة تصوم النهار وتقوم الليل، مطيعة لزوجها، متصدقة، غير أنها كانت تضع أذنها على حيطان جيرانها؛ لتتسمع أخبارهم، وهذه موجودة عندنا وعند نسائنا. نسأل الله أن يتوب علينا جميعاً.
الحكم بغير ما أنزل الله
وأيضاً قد صار عرفاً في شمال مصر وجنوبها أن المستأجر للأرض الزراعية يأخذ نصف الأرض، وفي بعض البلاد يقولون للمستأجر: نريد ثلثين الأرض، وهذا إنما يقتطع لنفسه جزءاً في جهنم، ولن تنفعه الأرض. اللهم إني أعوذ بك من مال أحاسب أنا عليه في قبري ويتمتع به ورثتي من بعدي. فقد كان سيدنا عمر يدعو كذا.
وأيضاً: أحدهم إذا كبرت ابنته وأرادت امرأته تحجيبها قال لها: لا تحجبيها.
فمن حكم بغير ما أنزل الله فإنه من الظالمين الفاسقين الكافرين المشركين. نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الذين يحكمون بما أنزل الله عز وجل.
الإلحاد في الحرم
واليوم يجلس الحجاج في الغيبة والنميمة وخلافات فيما بينهم، ويمسكون المشرف على الرحلة ويقولون له: أنت الذي أكلت مالنا، وهذا ليس حجاً.
نسأل الله أن يجعلنا إذا حججنا نحج كما أمر الله وكما يرضي الله عز وجل.
النائحة
والبكاء العادي لا يحاسب الله عليه، وإذا نصحت إحداهن وقلت لها: عيب، كوني صبورة، قالت: ماذا يا أستاذ! الرسول صلى الله عليه وسلم بكى على إبراهيم، فالرسول صلى الله عليه وسلم بكى مرة أو مرتين وليس عشرين سنة؛ لأننا من سلالة تحب الآثار، وعندنا أشياء غريبة، فنحن نمجد فرعون ورمسيس ، وسبحان الله، واحد هايف أو واحدة هايفة في جريدة أو في مجلة تقول: إن فرعون الذي هو رمسيس الثاني كان رجلاً دمث الأخلاق، ومؤدباً ولم يكن فظاً ولا غليظ القلب، ولا عالياً في الأرض، وربنا يقول: إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا [القصص:4]، وهذا يقول: لم يكن عال في الأرض، فمن نصدق الله أم هذا؟!
وإذا رأيت مكاناً يعصى الله فيه وأنت غير قادر على تغيير المعصية فلا تقعد فيه، فإذا أتت إليك امرأة وقالت لك: فرح ابنتي غداً، هي ابنة أخيك، وأنت الوكيل لها وعمها الكبير، فأتيت وجئت بالمأذون وعقد القران، ثم رأيت الفرقة والراقصة وراءها، فإذا كنت متقياً الله فاترك الفرح واخرج، ولا تجامل أخاك على حساب الدين؛ لأن أسوأ العباد عند الله من باع آخرته بدنيا غيره.
تأخير الصلاة عن وقتها
العرافة والكهانة والسحر
ومن العرافين والكهنة والسحرة من يستهزئ بكتاب الله، فيفتح المصحف ثم يقلب سبع صفحات، ويترك سبعة أسطر، ويقرأ إلى السطر السابع، أو يضع المفتاح في المصحف ويربط المصحف بخيط ويترك المصحف يلف لغاية ما يسكن على شيء معين. إلى غير ذلك، وهذا استهزاء بكتاب الله عز وجل، ومن استهزأ بكتاب الله فكأنما استهزأ بالمولى عز وجل سبحانه.
من موجبات عذاب القبر الكذب، والكذب عند الله لون واحد، وهو ألوان عند المصريين المسلمين، فقد صيروا للكذب ألواناً، والمجتمع كله قائم على الكذب للأسف، وفي الحديث: (أيكون المؤمن كذاباً يا رسول الله؟! قال: كلا)، فالمؤمن قد يكون جباناً وبخيلاً، ولكنه لا يكذب، والكذب أم الكبائر مع الخمر، والكذاب لا يزال يكذب ويكذب حتى يكذب على نفسه، ثم يكذب على الله عز وجل. اللهم اجعلنا من الصادقين يا رب!
وكان الحسن البصري عندما يقرأ قول الله عز وجل: لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ [الأحزاب:8] يقول: يأتي ربنا بالصادق يوم القيامة ويسأله عن صدقه، فيقول: يا رب! سوف تسأل الصادقين عن صدقهم فما بالنا نحن أهل الكذب؟ والحسن هو رضيع أم سلمة، وتلميذ علي بن أبي طالب وابن مسعود رضي الله عنهما.
والصدق للأسف يظن الناس أنه ليس فيه نجاة، وأن الكذب فيه نجاة، فتكذب المرأة على زوجها إذا أمرها بعدم الخروج من البيت من غير إذن، وتقول لك: أصلاً يا أستاذ! لو صدقت فسوف يطلقني ويخرب البيت، فأنا أكذب، فيقول لها الزوج: احلفي، فتضع يدها على المصحف وتقول: أقسم بالله العظيم وحق هذا المصحف أنني لم أخرج، وهي قد خرجت، فهذا يمين غموس يغمس صاحبه في النار يوم القيامة، وليس له كفارة إلا التوبة؛ لأنها تحلف وهي مقتنعة أنها كاذبة، والعياذ بالله رب العالمين.
والكذب لا ينجي، والصدق هو الذي ينجي، فإن ظننت أن الصدق فيه الهلكة فإيمانك ضعيف، والمؤمن صادق لا يعرف الكذب.
ومن الذين يعذبون في القبر ويوم القيامة في النار: آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه، نسأل الله أن يبعدنا وإياكم عن الربا.
وأيضاً من أظهرت شعرها للأجنبي أو رجلها أو ذراعها أو رقبتها أو جلست عند الكوافير. نسأل الله أن يقنع نسائنا بالحجاب، ولو ظهر أبو بكر مرة أخرى لحارب رجالاً يرفضون الحجاب لنسائهم، ولحارب وقاتل النساء اللاتي يرفضن الحجاب، وقلنا ولا زلنا نؤكد: إن التي ترفض الحجاب وتقول: لا يوجد شيء اسمه حجاب، هذه كافرة مرتدة عن دين الله؛ لأنها ردت أمر الله على الله، وكأنها تقول: أنا أرد عليك كلامك يا رب! ولا يوجد شيء اسمه حجاب، وهذه مثل التي تقول: لا أصلي، وأما إذا لم تحتجب المرأة أو تنتقب وقالت: أنا والله مقصرة وغلطانة وربنا يهديني فأتوب إلى الله عز وجل، فهذه مؤمنة عاصية، وإن شاء الله يتوب الله علينا وعليها وعلى المسلمين والمسلمات. وهناك فرق بين من يرفض الأمر وبين من هو مقتنع بالأمر ولكنه متكاسل في تنفيذه.
وقد رأينا من تؤذي جيرانها وزوجها بلسانها، ومن تحمل زوجها فوق طاقته النفسية بعد الغلاء والعيال والجيران، فنقول للمرأة: لا تحملي زوجك فوق الطاقة، وإن ظلمك فظلمه عليه، ولا تردي الظلم بظلم وإلا كنتما معاً ظالمين يوم القيامة، فالخيرية أن أعفو عمن ظلمني، وأصل من قطعني، وأعطي من حرمني، فنحن نريد أن تعود إلى البيوت السكينة مرة ثانية، وأن يرجع الرجل إلى البيت فيجد المرأة ووجهها باسم، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (خير ما أنعم الله به على عبده بعد أن يرزقه الإيمان به سبحانه وتعالى، أن يرزقه زوجة إذا نظر إليها سرته). وهذه هي التي قال عنها ربنا: وَمِنْ آيَاتِهِ [الروم:21]، أي: من نعم الله علينا، أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا [الروم:21]، وهذا هو السكن النفسي، أن تسكن إلى زوجتك، وأن تكون امرأتك حبيبتك وصديقتك وصاحبتك وأختك وأمك وبنتك وأقرب الناس لك، لا تخفي عنها شيئاً؛ لأنها مريحة، وراعية لمالك وعيالك، وأنت كذلك تعاملها معاملة طيبة، فتجد منها أسلوباً سلساً وكلاماً طيباً وأدباً في الحديث وخفضاً لصوتها أمام الناس، ولا تنشر أسرارك خارج البيت، ولا تؤذيك حتى تضج منها، وتقول: ليتني ما تزوجت، والله يجازي من كان السبب، ويظل يشتكي منها. وأنا واثق إن شاء الله أن هذه الدروس من العلم سوف تؤتي الثمرة إن شاء الله عند رجالنا ونسائنا، وكما أوصي نساءنا برجالنا، فأوصي أيضاً رجالنا بنسائنا. فاللهم حسن معاملتنا أزوجاً وزوجات يا رب العالمين!