عاصفة الحزم وفيتامين B12 - إياد قنيبي
مدة
قراءة المادة :
5 دقائق
.
هذه نقاط سريعة أكتبها بعدما رأيت خلطًا ليس لدى عامة الناس فحسب بل وبعض الفضلاء. فأسهم فيها بما أراه صواباً:
1.
لنا أن نفرح بنكسة الحوثيين.
2.
ولنا أن نرى في نكسة الروافض تخفيفاً عن المسلمين في سائر الساحات كالشام والعراق.
3.
ولنا، بل علينا، أن نستغل هذا الحدث لصالح الإسلام.
لكن ما لا يحق لنا، ولا يصح أن نخلطه بما سبق أمور عدة:
1.
فلا يصح أبدًا اتخاذ هذه الحملة وسيلة لتلميع أصحابها وتلبيس أمرهم على الناس وإضفاء الشرعية الدينية عليهم من جديد بعدما بانت حقائقهم لكل ذي عين.
2.
لا يصح أبدًا استخدامها لإماتة القَدْر الواجب من مجاهدتهم في كل حال: «ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن» ( صحيح مسلم [50]).
3.
ولا يصح ادعاء أن دافعها حماية الإسلام الذي اغتالوه في سائر المواطن! فَلْيقولوا بصدق: ندافع عن عروشنا ومصالحنا.
فنقول حينئذ: هذا قد يكون أنفع للمسلمين -قَدَرًا- من الشلل التام الذي لازمتموه قبل ذلك تجاه الروافض الذين كانوا سيفسدون علينا ديننا ودنيانا أكثر مما أفسدتم!
4.
ولا يصح اعتبار أننا ملزمون بالــ"اصطفاف" مع أحد المعسكرين.
فكم من قائل يقول: يا أخي تستكثرون علينا الفرح؟ ألم يفرح المسلمون بنصر الروم على الفرس؟ فنقول: لو عاملتموها على أنها فرس وروم لما أنكرنا عليكم! فالمسلمون لم يصطفوا مع الروم يومها!
5.
ولا يصح اعتبارها معركة الإسلام الكبرى والتغني بأبيات (هو الحق يحشد أبناءه ويعتد للموقف الفاصل)!! فمعركة الإسلام الفاصلة لا تكون تحت لواء أمريكا التي تلعب بالجميع وتستعبد الجميع! بل معركة الإسلام الفاصلة هي مع النظام الدولي ذاته.
6.
ولا يصح استحضار نموذج صلاح الدين الذي نظف الصف الداخلي قبل أن يستكمل معركة التحرير!! فصلاح الدين كان في ذلك كله مفاصلاً للصليبيين محارباً لهم، وباع جموعاً منهم يوم حطين بنعلٍ رمزاً للتحقير...رآهم مساويين لما يُلبس بالأقدام ولم يضعهم على رأسه ولا قاتل الروافض تحت رايتهم!
7.
ولا يصح أن يقال عنها: "خطوة في الاتجاه الصحيح"! لا توصف الخطوات بأنها "في الاتجاه الصحيح"، و"مباركة"، و"براية صحيحة" إلا إذا كانت في اتجاه تحرير الأمة من هيمنة الكافر وإقامة دين الله فيها، وإذا كانت متمايزة عن الكافر المحارب.
أما إن كانت تحمي عروشاً وتستبدل وجوها بوجوه في ظل العبودية للنظام الدولي فهو شر دون شر فحسب.
لو تم الإفراج عن آلاف العلماء والدعاة في السجون (كالشيخ خالد الراشد المسجون لغضبه للنبي يوم وقاحة الدانمرك!!) ثم قال الحكام للعلماء: "كلمتكم مسموعة فأصلحوا ولكم علينا السمع والطاعة" لقلنا هي خطوة في الاتجاه الصحيح.
لو طُهرت البلاد من مظاهر التغريب وتم إعادة بناء القوانين على أساس سيادة الشريعة لقلنا خطوة في الاتجاه الصحيح.
لو بُدء في إنشاء مصانع سلاح وتم إيقاف دعم الدولار الأمريكي الذي يقتات على نفط الخليج ليضرب الإسلام في كل مكان!! لقلنا هي خطوة في الاتجاه الصحيح.
أية خطوة فيها خضوع للدين بصدق فهي في الاتجاه الصحيح...أما التي توظِّف الدين للدنيا فهي في الاتجاه القبيح.
8.
ولا يصح أن يُقال: كيف تكلفونهم بتحرير العراق والشام؟ "العدو القريب أولى من البعيد"، "خطوة خطوة"، السياسة الشرعية تقتضي.....إلخ.
يا قوم! ليست مشكلتنا مع هؤلاء أنهم لزموا السلبية تجاه سائر المستضعفين من المسلمين، ثم أفاقوا على واجبهم وبدأوا بأدائه في اليمن وعينهم على القدس !! لم يكونوا يومًا سلبيين، بل هم فاعلون نشطون، إنما في التنكيل بالمسلمين وإعانة اعدائهم عليهم!
إن كنا نسينا موقفهم من المسلمين في مصر ، ثم موقفهم من غزة، ثم لبنان ودعم جيشها بالمليارات!!
إن كنا نسينا طائرات الدرونز المنطلقة من أراضيهم لتضرب الفصائل السنية في اليمن إلى أن أضعفتها أمام الحوثيين!!
إن كنا نسينا الماضي القريب فلا زالت طائراتهم تحلق الآن فوق الشام والعراق، جنبا إلى جنب مع طائرات أمريكا، وليس لنصرة المسلمين!
إن كنا ننصح بفيتامين B12 لمن ينسى الماضي القريب فلا أدري بماذا ننصح من ينسى الحاضر القائم!
والله المستعان.