خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/943"> د. عمر عبد الكافي . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/943?sub=34776"> سلسلة الدار الآخرة
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
سلسلة الدار الآخرة ماذا يحدث عند الحوض؟
الحلقة مفرغة
أحمد الله رب العالمين، حمد عباده الشاكرين الذاكرين، حمداً يوافي نعم الله علينا، ويكافئ مزيده، وصلاةً وسلاماً على المبعوث رحمةً للعالمين، سيدنا محمد، اللهم صل وسلم وبارك عليه صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذه بمشيئة الله عز وجل هي الحلقة السادسة عشرة في سلسلة حديثنا عن الدار الآخرة، أو عن الموت وما بعده، ندعو الله في بداية هذه الحلقة أن يجعلها خالصةً لوجهه الكريم، اللهم ثقل بها موازيننا يوم القيامة، اللهم اجعل هذا العلم حجة لنا لا حجة علينا يوم يقوم الأشهاد، اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، اللهم اجعل هذه الجلسة فيك خالصة يا رب العالمين!
اللهم اجعلنا فيك من المتجالسين المتحابين المتزاورين، يحبونا بحبك من أحببت، ويعادونا بعداوتك من عاديت.
اللهم إنا نسألك حبك، وحب من أحبك، وحب كل عمل يقربنا إلى حبك، ارزقنا يا مولانا قبل الموت توبة وهداية، ولحظة الموت روحاً وراحة، وبعد الموت إكراماً ومغفرة ونعيماً، اجعل قبورنا روضة من رياض الجنة، ثبت أقدامنا على الصراط يوم تزل الأقدام، وثقل موازيننا يوم القيامة يا رب العالمين! اعطنا كتابنا بأيماننا، ولا تعطه إيانا بشمائلنا أو من وراء ظهورنا.
اللهم أوردنا حوض نبينا صلى الله عليه وسلم، اللهم شفع فينا نبينا، اللهم شفعه فينا، اللهم شفعه فينا، اللهم شفعه فينا، اللهم أوردنا حوضه، واحشرنا تحت لوائه، واجعلنا من جيرانه في الفردوس الأعلى يا رب العالمين!
اللهم لا تحرمنا من النظر إلى وجهك الكريم.. اللهم لا تحرمنا من النظر إلى وجهك الكريم، كما نسألك يا مولانا وأنت العلي القدير السميع المجيب أن تستجيب دعاءنا، وأن تفك كربنا، وأن تحسن خلاصنا، وأن تفك أسرنا، وأن تبلغنا مما يرضيك آمالنا.
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، اجعل يا رب ثأرنا على من ظلمنا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا.. اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا، يا من يحول بين المرء وقلبه حل بيننا وبين معاصيك.
اللهم تب على كل عاص.. اللهم تب على كل عاص.. اللهم تب على كل عاص، واهد كل ضال، اللهم اهد كل ضال.. اللهم اهد كل ضال، واشف كل مريض، اللهم اشف كل مريض.. اللهم اشف كل مريض، فرج يا رب! كرب المكروبين، وسد اللهم دين المدينين، واشرح صدورنا وصدور المسلمين، واقض حوائجنا وحوائج المحتاجين، ولا تدع لنا في هذه الليلة العظيمة ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا عسيراً إلا يسرته، ولا كرباً إلا أذهبته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا ظالماً إلا هديته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا طالباً إلا نجحته.. ولا شيطاناً إلا طردته، ولا مسافراً إلا أرجعته غانماً سالماً لأهله.
اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً، وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، ولا تجعل يا ربنا بفضلك بيننا شقياً ولا محروماً، اللهم لا تجعل بيننا شقياً ولا محروماً.
اللهم انظر إلينا نظرة رضاء.. اللهم انظر إلينا نظرة رضاء.. اللهم انظر إلينا نظرة رضاء، أصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وآخرتنا التي إليها معادنا.
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم أن نلقاك، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
توقفنا في الحلقة الخامسة عشرة عند الحديث عن الصراط، فاللهم ثبت أقدامنا على الصراط يوم تزل الأقدام، ثم نتواصل مع حلقات الدار الآخرة، وهذه المواقف العصيبة، التي لا عاصم فيها من أمر الله إلا من رحم.
المسألة ليست مسألة علم وتضييع للأوقات، كلا، إنما المسألة أكبر من ذلك، فمثلنا كمن يمسك بمصباح أو نحوه، ليضيء الطريق لمن يتعثر بالطريق؛ لأن الناس كما اتفقنا من قبل معافى ومبتلى، فاحمدوا الله على العافية، وارحموا أهل البلاء، يعني: أي إنسان قد يعرض عن دروس العلم ويزهد فيها فهذا مبتلى، فادعوا الله له بالشفاء، وأن يحببه إلى درس العلم، فهذه نعمة يجب أن تشكر الله عليها: وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ [الأعراف:43] يعني: الهداية ليست من عندك ولا عندي، ولا عند أحد، هكذا قال الله لحبيبه صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [القصص:56] اللهم اهدنا فيمن هديت يا رب العالمين!
قلنا: المسلم في الدنيا لا يخرج عن أربع حالات: إما أن يكون في نعمة، أو بلية، أو طاعة، أو معصية، لا يمكن لأحد أن يخرج عن هذه الحالات الأربع؛ لأن دروس العلم يجب أن يخرج منها المرء وقد جدد إيمانه، وكما قلت: الساعة السابعة والنصف بالنسبة لي يجب أن تختلف عن الساعة التاسعة والنصف، فإذا أخذت الشحنة يجب أن تتغير حالك إلى أحسن حال، اللهم بدل حالنا إلى أحسن حال يا رب العالمين!
هذه الحالات الأربع لا يمكن أن ينفك منها عبد: طاعة، ومعصية، ونعمة، وبلية، أنت في درس العلم بفضل الله في طاعة، ومن أعظم القربات إلى الله مجالس العلم، حتى إنه ينادي منادٍ يوم القيامة: (ليقم أهل الله) يعني: أهل التقوى، والمغفرة، أهل الشهيد، أهل الابتلاءات، أهل المصائب، أهل الطاعات، أهل قيام الليل، أهل صيام النهار، القاضون لحوائج الناس، فهؤلاء لهم بشارة، وعلامة، لهم علم يرفعونه، أهل العلم هم أهل الله!
ولعل الحالات الأربع تجتمع في وقت واحد كأن ذهبت تريد أن تطيع الله عز وجل وصلت رحمك -عمتك أو خالتك أو ابن عمك أو ابن خالك- ... إلخ -وقعدت فإذا بك تغتاب فلاناً وفلاناً، فهذه معصية في عمل طاعة، فبدل ما كانت الملائكة تصلي عليك، وتستغفر لك، وتدعو لك بالخير، إذا بالأمر ينقلب فتسجل لك السيئات بالغيبة والنميمة، والخوض في أعراض الناس مع عمك وخالك.
وفي نفس الوقت هذه الطاعة في نفسها نعمة، وهذه الحالة الثالثة.
فأنت عندما تجد باب طاعة اسلك فيه، وداوم على الطاعة واصبر عليها.
قال الفضيل بن عياض: تعلمت الصبر من صبي صغير، يقول: ذهبت مرة إلى المسجد فوجدت امرأة تنظر من داخل دار، وهي تضرب ابنها، وهو يصرخ، ففتح الباب وهرب، فأغلقت عليه الباب، قال: فلما رجعت نظرت فلقيت الولد بعدما بكى قليلاً نام على عتبة الباب يستعطف أمه؛ فرق قلب الأم ففتحت الباب، فبكى الفضيل حتى ابتلت لحيته بالدموع وقال: سبحان الله! لو صبر العبد على باب الله عز وجل لفتح الله له.
يعني: الإنسان عندما يرتكب معصية لا يطرد من رحمة الله، وإنما يطرد من الطائفة الصالحة، فالذي لا يصلي حرم من الثواب وحرم الخير كله، اللهم لا تحرمنا من الخير، فمثلاً أنت في الصلاة تسلم على مائة مليون مسلم، والمصلون أكثر، لكن أنت جدلاً تأخذ في كل صلاة مائة مليون حسنة، في كل فرض، وانظر كم يكون لك من الحسنات، فهذا كرم من الله.
ومن رحمة الله أن الحسنات والسيئات بيد الله، يقول الله تعالى: الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ [الفرقان:26] لم يقل: للقهار؟ يظل الله يرحم ويرحم ويرحم يوم القيامة حتى يتطلع إبليس لرحمة الله، فيوم القيامة يقول الله عز وجل: يا عبادي! اعبروا الصراط بفضلي، وادخلوا الجنة برحمتي، لا بأعمالكم، والدرجات في الجنة هي عملك، اللهم أحسن أعمالنا يا رب!
يقول الله في الحديث القدسي: (أطعتنا فقربناك، وأحببتنا فأحببناك، وتركتنا فأمهلناك، ولو عدت إلينا على ما كان منك قبلناك) وهو رحيم سبحانه وتعالى، فالذي يهرب من صلاة الجماعة حرم الخير كله، والذي يهرب من دروس العلم حرم الخير كله، فتحمد الله أنه حبب لك العلم وأهل العلم، اللهم اجعلنا من المحبين للعلم وأهله يا رب العالمين!
إذا كنت في طاعة فواظب عليها، وإياك أن تبطلها وتتكاسل عنها! وخير الأعمال أدومها وإن قلت، إما طاعة تستوجب المواظبة، وإما معصية تستوجب الاستغفار، يعني: الذنب الذي تعمله عجل فيه بالاستغفار قال تعالى: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ [هود:114]، أنت في نعمة تستوجب الشكر، والذي يزيل النعم منك كثرة المعاصي، وقد قلنا: إن من ثمرات الطاعة نور في الوجه، ويقين في القلب، وانشراح في الصدر، ومحبة عند الخالق والمخلوق، فمن اتقى الله أحبه الناس ولو كرهوه ظاهراً.
ولذلك من نعم الله على سيدنا موسى أن الله قال له: وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي [طه:39] لا ينظر أحد إلى سيدنا موسى إلا ويحبه، حتى فرعون أحبه غصباً عنه؛ لأن الله ألقى عليه محبة من عنده، اللهم ألق علينا محبةً من عندك يا رب العالمين!
ومن ثمرات المعصية ظلمة وغبرة في الوجه، انظر إلى وجه مدمن للمخدرات تجده مظلماً والعياذ بالله! وانظر إل عينيه تجدهما متغيرتان، وانظر إلى مدمن التدخين وإلى أصابعه كيف هي صفراء، فكيف يدخل ذلك في جسمه، يقول صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار) فالتدخين حرام، ومن قال لك: إن التدخين مكروه فهو جاهل، وهذا إجماع من مائة عالم أثق في علمهم، مائة عالم أجمعوا في إحدى المؤتمرات، ووقعوا هذه الوثيقة أن التدخين من ضمن المحرمات، فلنترك الفلسفة الموجودة عند بعض المسلمين.
والمدخن الغني مسرف، قال تعالى: إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ [الإسراء:27] والمدخن الفقير سفيه، يقول الله: وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ [النساء:5] وكلاهما شر، والناس يبعثون على ما ماتوا عليه، تخيل إنساناً في الدنيا يستحي من أبيه، ويستحي من عمه، ومن خاله، حتى لو كان هذا المدخن كبير السن فإنه يستحي أن يدخن أمام خاله، أو أمام عمه، أو أمام كبير العائلة، تخيل أن هذا المدخن مات وهو يدخن فسوف يبعث يوم القيامة وهو يدخن، فكيف سيقف بين يدي الله عز وجل؟! المعصية تحدث غبرة في الوجه، تجد الموظف المرتشي فتنظر إلى وجهه تجده كأنه وجه خنزير؛ لأنه مرتش، وممكن بكل سهولة أن تتطاول عليه بالكلام فيصبر عليك، وتتفق معه اتفاقاً في الحرام تقول له: سوف أعطيك خمسمائة يقول لك: لا، سبعمائة، وتشد معه في الكلام، لكن لو كان موظفاً شريفاً فجرحته بكلمة واحدة يقلب عليك المكتب، ويحولك على الإدارة ويشتكي بك، وتعاقب بسجن ستة شهور؛ لأنك تعديت على موظف أثناء تأدية عمله، استغن عمن شئت تكن نظيره، وأنفق على من شئت تكن أميره، واحتج إلى من شئت تكن أسيره!
فمرتكب المعصية في وجهه غبرة، وفي صدره ضيق ونفسه مكتئبة، مشتغل بأمور الدنيا والعياذ بالله!
اشتغالك بما هو مضمون لك، وتقصيرك عما هو مطلوب منك دليل على انطماس البصيرة فيك، اشتغالك بأمر الرزق ليل نهار، وتقصيرك عن أمر العبادة وهي مطلوبة منك دليل على أنك بعيد عن الله عز وجل: (ومن شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين) اللهم! اجعلنا من الذاكرين لك والذاكرات آناء الليل وأطراف النهار يا رب العالمين! فالعاصي في وجهه غبرة، وفي صدره ضيق، وفي قلبه ظلمة، ولسانه بذيء، وأخلاقه سيئة، الناس يكرهونه فهو مبغوض عند الخالق والمخلوق.
طول حوض النبي صلى الله عليه وسلم
هل هو حوض واحد؟ قيل: لا، (لكل نبي حوض، وسوف يرى الناس أيهم أشد ازدحاماً، وإني أدعو الله أن يكون حوضي أكثر الناس ازدحاماً عليه)هكذا يقول صلى الله عليه وسلم، فحوضه صلى الله عليه وسلم هو أعلى وأكبر حوض، وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم التواضع، فقال: (أتمنى أن يكون حوضي أكثر وارداً قالوا: أتعرفنا على الحوض؟ قال: نعم أعرفكم. قيل: من أين؟ قال: تردون عليّ غراً محجلين من آثار الوضوء).
كل نبي له حوض إلا صالحاً فحوضه ضرع ناقته، كل نبي له معجزة وقتية إلا معجزة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو القرآن، فهو معجزة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فقوم سيدنا صالح يعرفون الجبل وما فيه، فقال لهم: إذا أخرجت لكم من الجبل ناقة فهل ستؤمنون بي؟ قالوا: نعم.
فانشق الصخر فخرجت الناقة، قال تعالى: نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا [الشمس:13] نسبها الله عز وجل إليه؛ لأنها معجزة إلهية، من باب التحذير، وكأنه يقول: إياكم وقتل ناقة الله، إياكم أن تمسوها بسوء!
فمكثت الناقة تشرب الماء يوماً، وهم يشربون منها الحليب، ثم يشربون من الماء في اليوم الثاني، فلما أرادوا قتلها قام شخص من علية القوم، قال فيه صلى الله عليه وسلم: (فقام رجل منهم عارم) أي: خبيث وشرير من أنسبهم، وكان كلما قرب من الناقة خاف، فذهب وشرب خمراً، قال تعالى: فَتَعَاطَى فَعَقَرَ [القمر:29] أي: شرب الخمر حتى يذهب عقله، فيقدم على قتلها، ولذلك سيدنا عثمان سماها أم الخبائث، فأول ما شرب الخمر ذهب فعقر الناقة، فقال لهم صالح: تمتعوا في داركم ثلاثة أيام، وهذا وعد من عند الله عز وجل غير مكذوب، ثم جاءهم عذاب الله عز وجل والعياذ بالله رب العالمين!
يقول بعض أهل العلم: إن الدابة التي يحدثنا القرآن عنها من علامات الساعة الكبرى: أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ [النمل:82] هي ولد ناقة صالح، وأنهم عندما عقروا أمه دخل الفصيل في الجبل، وهذا ليس فيه حديث صحيح، ولكن من باب الأمانة العلمية ننقل هذا الكلام.
قال صلى الله عليه وسلم: (أتدري من أشقى الأولين يا
إذاً الحوض عرضه ما بين المدينة وصنعاء، أو ما بين المدينة وبصرى، أو ما بين المدينة وعمَّان أو عمان على خلاف في التشكيل.
وصف ماء الحوض وعدد كيزانه
الحوض له أربعة أركان
جاء صلاح الدين الأيوبي يدخل معركة حطين فأخذ الجيش المصري، وقطز عندما انتصر على التتار كان معه الجيش المصري في المقدمة، هكذا وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيهم سر غريب، ولو اتقى الشعب المصري ربه فحكامه هم الذين ينافقون هذه طبيعة الشعب المصري، وإن رأيته ينام سنوات، فإنه إذا استيقظ لا يقف أمامه واقف، اللهم اشحن الإيمان في قلوب المسلمين في مصر، وفي خارج مصر يا رب العالمين! وليس هذا تعصباً ولكن أنا أحبهم، وليس لأنني منهم؛ ولكن لحب رسول الله لهم، فهوانا في هوى رسول الله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا فتحتم مصر فاتخذوا من شبابها جنوداً أو أجناداً؛ فإنهم خير جنود أو أجنادٍ على وجه الأرض، وهم في رباطٍ إلى يوم القيامة، وإن لنا فيهم ذمة ورحماً) لأن السيدة مارية القبطية مصرية، وأسلمت السيدة مارية القبطية قبل أن تطأ أقدامها أرض المدينة المنورة، فالذمة والرحم اللذان تحدث عنهما سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مصرهما: السيدة مارية القبطية ، هذه هي الذمة، والرحم: هي السيدة هاجر أم سيدنا إسماعيل، فهي مصرية أهداها فرعون مصر إلى السيدة سارة أيام أن وطئت أقدامهما الشريفة أرض مصر الطيبة.
درجات الذين يشربون من حوض النبي صلى الله عليه وسلم
المرتبة الثانية: مؤمنون من الناس أعلى إيماناً تسقيهم الملائكة، فالملك هو الذي يسقي المؤمن، حتى إن الملائكة تتسارع أيهم يسقيك.
المرتبة الثالثة: وهي أعلى من المرتبتين الأوليين: وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم يسقيهم بنفسه، الرسول هو السقاء، تخيل أنت عندما تشرب الكأس فتضمن بالشربة الأولى أنك من أهل الجنة الشيء الثاني: أنه يشع في وجهك نضرة النعيم، يعني: أن وجهك يتلألأ نوراً، ثالثاً: ينزع من قلبك الحقد والغل والحسد قال تعالى: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا [الحجر:47] وهذه الأخوة الصادقة التي ليس فيها ضغينة ولا حقد، لأن هذا الحقد نار، ولا يوجد في الجنة، والحسد من الشيطان ولا يوجد شيطان في الجنة، والحقد والحسد ألم، ولا يوجد ألم في الجنة، إنما فيه رضا من رب الرضا، اللهم ارض عنا يا رب!
المرتبة الرابعة: أصحاب درجات عالية تقوم الملائكة تريد أن تسقيهم، ويقوم الحبيب يريد أن يسقيهم، فيقول الله: يا محمد! يا ملائكتي! دعوني وعبدي هذا، فقد وعدتهم أن أسقيهم أنا بنفسي قال تعالى: وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا [الإنسان:21] يا أخي! الإنسان يصبر في الدنيا ويتحمل المشاق، ويجاهد في سبيل الله، ويقول الحق لا يخاف في الله لومة لائم لأجل هذا المآل وهذه الثمرة، وهذه النتيجة، فهؤلاء هم الذين يفرحون في الدنيا قبل الآخرة.
الأصناف الذين يمنعون من الشرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم
الصنف الأول: المرتد عن دين الله، وهذا مثاله كأن تأتي امرأة متبرجة فتقول لها: يا أمة الله! تحجبي الحجاب واجب، فتقول: ومن قال لك إنه واجب؟! فتقول: الله أمرنا بذلك في آيات من سورة الأحزاب والنور، فتقول: حتى ولو أمرنا الله فأنا أنكر هذا الحجاب، فهذه مرتدة عن دين الله، وإن نطقت بالشهادتين، وإن صلت وصامت، وإن زكت وحجت، فهي مرتدة.
كذلك إنسان لا يأتي ليصلي الجمعة فتقول له: يا أخي! اتق الله لماذا لا تصلي الجمعة؟ الله أمرنا بها ورسوله، فإن قال: والله يا أخي أنا أحياناً أسأل الله أن يهديني فادع لي بالهداية، فهذا مسلم عاص، وكذلك المرأة التي لا تتحجب وتقول: أسال الله أن يهديني للحجاب، فهذه مسلمة عاصية، لكن عندما يرفض ويرد الأمر على الآمر فهذا مرتد، وأقيس على هذا الأمر كل من يرد أمراً معلوماً من الدين بالضرورة، فإذا رده الإنسان على الله عز وجل فهو مرتد عن دين الله عز وجل والعياذ بالله!
كذلك الذي يقول: لماذا نرجم الزاني ونقطع يد السارق، ونقتل القاتل، ونجلد شارب الخمر ثمانين جلدة؟ هناك بديل لهذه الحدود وهو السجن كل حسب جرمه أربعين سنة أو خمسين سنة ويكفي، فهذا كذلك مرتد!
الصنف الثاني: المحدث في دين الله ما لم يأذن الله به، الذي يبتدع في الدين بدعة جديدة ليست موجودة، والمراد بهم أهل البدع.
ومن هذه البدع الموجودة؛ زخرفة المساجد، وتحلية المصاحف بالذهب والذكرى السنوية بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك قراءة آية الكرسي جهراً بعد كل صلاة، والعتاقة للميت، يقول لك: هذا يقرأ له المصحف عشرة آلاف مرة حتى يعتق من النار، من أراد أن يعتق من النار فليخف دائماً من العزيز الجبار، ولا ينسى صولة القهار، وليعد نفسه قبل أن يقف أمام الرحيم الغفار، هذا هو الفعل الذي يعتقها، أما العتاق فهو محدث في دين الله لم يأذن الله به.
الصنف الثالث: من خالف جماعة المسلمين، يدخل عندك يقول: هذا الشيخ يكفر الحاكم أم لا؟ فتقول: لا، فيقول: إذاً أنا لا أصلي وراءه، وهناك فرقة في مصر تعتقد أنه لا يصلى في مساجد الحكومة لأنها مساجد ضرار يجب أن تهدم، وهذا يعني أننا لا نصلي، ويقول قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من خالف الجماعة فاقتلوه) من خالف جماعة المسلمين من الفرق القديمة، ومن على شاكلتهم في الحديث، كالخوارج، والإسماعيلية، والإباضية، وكل هذا الكلام سفسطة.
الصنف الرابع ممن يطردون عن الحوض: الظالم المسرف في ظلمه وجوره، يوجد أناس ظلمة كبار في الدولة وفي غير الدولة.
الصنف الخامس: أناس قاتلوا أهل الحق، وقتلوا الدعاة، والعلماء، والذين يقتلون من يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، هؤلاء من الذين يمنعون ويطردون عن الحوض يوم القيامة.
الصنف السادس: المجاهرون بالكبائر، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا بليتم فاستتروا)فلا تجاهر بالمعصية، وعندما يسترك الله وتصبح الصبح تجاهر بالمعصية؛ فإذا فضحت نفسك فضحك الله على رءوس الأشهاد يوم القيامة، فالمجاهر بالكبيرة سيمنع من ورود الحوض يوم القيامة.
الصنف السابع: وكذلك المستخف بالمعاصي، كمن يأتي في العرس برقاصتين وثلاث مغنيات وفرقة إنشاد، ويقول لك: الأمر سهل، الصحابة رضي الله عنهم كان الواحد منهم إذا تخلف عن تكبيرة الإحرام خلف رسول الله عزاه الصحابة في يومه، وإذا فاتته صلاة الجماعة كلها مع الرسول عزاه الصحابة ثلاثة أيام كأنما مات له ميت.
يقول تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ [لقمان:6] قال ابن مسعود: والله الذي لا إله إلا هو إنه الغناء.
وبعضهم اشترطوا في الأغنية ألا تصاحبها آلات وترية، وألا يغني رجل أمام نساء، ولا امرأة أمام رجال، وأن تكون كلماتها تحث على الفضيلة، وحسن الخلق، والقرب من الله، والدفاع عن الأرض، والعرض، والوطن، والدين، فعندما تجد أغنية بهذا الشكل فأنا أول السامعين معك.
والإنسان الذي يستخف بالمعاصي والعياذ بالله رب العالمين يموت على ما شاب عليه، وذكرنا أنه في زمن الإمام الغزالي رضي الله عنه حدث أن رجلاً كان طوال حياته يلعب الشطرنج، وكلهم يقولون له: قل: لا إله إلا الله، عند سكرات الموت، وإذا به يقول: كش ملك، كش ملك!
وذكر الغزالي: أن رجلاً كان يعمل سمساراً طوال حياته في السمسرة فقيل له عند الموت: قل: لا إله إلا الله، وكان رجلاً فارسياً فقال: ده ده، يعني: عشرة.. خمسة.. عشرون.. إلخ.
الصنف الثامن: أهل البدع الذين يزيدون في الدين.
هؤلاء هم الثمانية الذين يمنعون من الحوض والعياذ بالله يوم القيامة، فاللهم أوردنا حوض نبيك يا رب العالمين.
ثم بعد موقف الحوض ذكر لنا النبي صلى الله عليه وسلم قصة رجلين أمرهما رب العباد سبحانه أن يقذفا بأنفسهما في النار، فصار أحدهما منفذاً لأمر الله، فلما قذف نفسه في النار إذا بها تكون برداً وسلاماً عليه؛ لأنه نفذ أمر الله، وجعل الآخر يلتفت قال له الله عز وجل: عبدي! لم التفت قال: رجاء رحمتك يا رب! قال: أدخلوه الجنة.
هكذا عشنا ست عشرة حلقة إلى أن بلغنا الحوض، فاللهم اجعل مآلنا إلى جنة رضوانك يا رب العالمين!
جزاكم الله عنا خيراً، وبارك الله فيكم، وشكر الله لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.