خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/943"> د. عمر عبد الكافي . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/943?sub=34776"> سلسلة الدار الآخرة
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
سلسلة الدار الآخرة الحساب [2]
الحلقة مفرغة
نحمد الله رب العالمين، حمد عباده الشاكرين الذاكرين، حمداً يوافي نعم الله علينا، ويكافئ مزيده، وصلاة وسلاماً على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد، اللهم صل وسلم وبارك عليه صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذه بمشيئة الله عز وجل هي الحلقة الثانية عشرة في سلسلة حديثنا عن الدار الآخرة أو عن الموت وما بعده، وهي الحلقة الثانية في موضوع الحساب، اللهم ثبتنا عند الحساب يا رب العالمين، وهذه الحلقة تتصل بأهمية الحلقة السابقة، وقلت في مقدمة الحلقة الحادية عشرة: إن حلقة الحساب من أخطر حلقات الدار الآخرة أو من الحلقات الهامة في سلسلة حديثنا عن الدار الآخرة، وأكرر ما أقوله في كل سلسلة الدروس: إن حلقات الدار الآخرة ليست قصصاً تقص، وليست تسلية وتضييعاً للوقت، ولكنها عبارة عن تفتيح لقلوبنا عسى أن يتوب العاصي، وأن يهتدي الضال، وأن يرتدع كل من يأكل حراماً، وأن يعيد الظالمون إلى أصحاب المظالم مظالمهم؛ لأنه في ذلك اليوم لا يستطيع الإنسان أن يرد مظالم الناس إلا بالحسنات والسيئات، فهناك لا يوجد أحد نعطيه رشوة حتى يمشي الأمور، ولا صاحب ضرائب يمشي الموضوع وإنما هناك رب قهار جبار يقول يوم القيامة: لا ظُلْمَ الْيَوْمَ [غافر:17]، الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ [الفرقان:26] ويوم الدين: وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ [الانفطار:17-19].
فالأمر يوم القيامة لله عز وجل ليس لأحد، وما دام الأمر لله فإنه لابد أن يعيد الإنسان حساباته قبل أن يلقى رب العباد سبحانه وتعالى، إن المسلم السعيد هو الذي أعد قبره قبل أن يدخله أو قبل أن يسكنه، وأرضى خالقه قبل أن يلقاه، ثم ترك دنياه قبل أن تتركه.
لكن الكارثة فينا جميعاً أننا لا نترك الدنيا، ولكن هي التي تتركنا، لا يوجد أحد فينا يترك الدنيا حتى الذي يمسك في منصب من المناصب لا يريد أن يتخلى من منصبه، وإذا أحيل إلى التقاعد يأتيه اكتئاب، وبعد ما كان الناس يعظمونه ويحترمونه ويجلونه إذا بهم يتركونه ويهملونه ولا يوقرونه ولا يعظمونه، فيحصل له اكتئاب وحالة نفسية غريبة.
والمسلم من الواجب عليه أن يضع في ذهنه أن الدنيا كلها عارية مسترجعة، أمانة سوف تعود إلى خالقها سبحانه وتعالى، وما على المسلم إلا أن يعيد الحسابات في أن يترك الدنيا قبل أن تتركه، وليس معنى ذلك أنك تترك الدنيا، وتترك العمل، وتعتزل الناس، ولكن عش بين الناس بجسدك، وقلبك مع ربك سبحانه وتعالى تعيش مع الدنيا في الأعمال والأرزاق، وفي السعي والكد، وفي تحصيل العلم، ولكن قلبك متصل بالله عز وجل، تدعوه ليل نهار عسى أن تكون من التائبين، وعسى أن يكون قد غفر الله لك أو نظر إليك نظرة رضا تكون فيها سعادة الدهر كلها، اللهم اجعلنا من السعداء المقبولين يا رب العالمين!
العدة للقبر سبب للسعادة
إذاً: ضمة القبر لن ينجو منها أحد، ولو نجا منها أحد لنجا سعد بن معاذ رضي الله عنه الذي اهتز العرش يوم موته، وهذا فيه دليل على مكانته عند الله، ورغم ذلك لم ينج من ضمة القبر.
قيام الليل ضياء للقبر
فالمسلم يجب أن يضيء قبره بقيام الليل.
صلاة الضحى فيها صدق الإخلاص
ويوجد أناس كثيرون ينسون ركعتي الضحى، أنت بعدما تصلي صلاة الصبح يستحسن أن تظل في مجلسك الذي صليت فيه إلى أن تطلع الشمس، فمن صلى صلاة الصبح وانتظر حتى تطلع الشمس وصلى ركعتي الضحى فكأنما حج واعتمر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن لكل عبد ثلاثمائة وستين مفصلاً، على كل مفصل صدقة كل يوم أنت مطالب بثلاثمائة وستين صدقة شكراً لله على نعمه، فالذي لا يملك شيئاً يجزئ عن هذا أن يصلي ركعتي الضحى، فمن صلى ركعتي الضحى فكأنما حج واعتمر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقام سنة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، ثم بعد ذلك حصل على ثلاثمائة وستين صدقة.
إذاً: السعيد من ترك الدنيا قبل أن تتركه، وبنى قبره قبل أن يسكنه، فيجهز نفسه، وينظر ما الذي ينفعه في القبر؟ هل فلوس الدنيا تنفع؟ لا، هل النصب والاحتيال ينفع في القبر؟ لا، هل المال الحرام ينفع؟ لا، هل .. هل، تسأل نفسك هذه الأسئلة.
ثم بعد إن المسلم الحقيقي الذي يؤمن بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم يعد العدة للقبر قبل أن يسكنه، قيل: (يا رسول الله! هل ينجو من ضمة القبر أحد؟ قال: لا، قيل: ولا
إذاً: ضمة القبر لن ينجو منها أحد، ولو نجا منها أحد لنجا سعد بن معاذ رضي الله عنه الذي اهتز العرش يوم موته، وهذا فيه دليل على مكانته عند الله، ورغم ذلك لم ينج من ضمة القبر.
قال شقيق البلخي رحمه الله: بحثنا عن ضياء لقبورنا فوجدناه بقيام الليل. مكث يبحث عن الذي يضيء قبره من الأعمال الصالحة، وللأسف أنك عندما تضع ميتك تسميه بالميت وانتهى الأمر، والحق أنه ميت في عرفك أنت، ميت بالنسبة لك، لكن بالنسبة له فإنه قد انتقل من حياة إلى حياة من نوع آخر، أي أن الموت عبارة عن نقلة من دار إلى دار، ومن طريقة حياة إلى طريقة حياة أخرى، هنا يعمل ولا يعلم، وبعدما دخل القبر أصبح يعلم ولا يعمل، هنا في الدنيا يأكل ويشرب، في القبر لا يأكل ولا يشرب، وإنما تأكله الدود وتبدأ أهوال القبر، هنا في الدنيا يتكلم معنا فنسمعه، وهناك في القبر ربما يتكلم ولكن لا نسمعه، كل ما نستطيع هو أن نراه في رؤيا يحكي لنا حكاية أو يقول لنا قصة، أو يسألنا سؤالاً يطمئننا على نوع معين أو شيء معين.
فالمسلم يجب أن يضيء قبره بقيام الليل.
قال شقيق البلخي : بحثنا عن ضياء القبور فوجدناه في قيام الليل، قال: وبحثنا عن صدق الإخلاص مع الله فوجدناه في ركعتي الضحى.
ويوجد أناس كثيرون ينسون ركعتي الضحى، أنت بعدما تصلي صلاة الصبح يستحسن أن تظل في مجلسك الذي صليت فيه إلى أن تطلع الشمس، فمن صلى صلاة الصبح وانتظر حتى تطلع الشمس وصلى ركعتي الضحى فكأنما حج واعتمر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن لكل عبد ثلاثمائة وستين مفصلاً، على كل مفصل صدقة كل يوم أنت مطالب بثلاثمائة وستين صدقة شكراً لله على نعمه، فالذي لا يملك شيئاً يجزئ عن هذا أن يصلي ركعتي الضحى، فمن صلى ركعتي الضحى فكأنما حج واعتمر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقام سنة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، ثم بعد ذلك حصل على ثلاثمائة وستين صدقة.
إذاً: السعيد من ترك الدنيا قبل أن تتركه، وبنى قبره قبل أن يسكنه، فيجهز نفسه، وينظر ما الذي ينفعه في القبر؟ هل فلوس الدنيا تنفع؟ لا، هل النصب والاحتيال ينفع في القبر؟ لا، هل المال الحرام ينفع؟ لا، هل .. هل، تسأل نفسك هذه الأسئلة.
نحمد الله رب العالمين، حمد عباده الشاكرين الذاكرين، حمداً يوافي نعم الله علينا، ويكافئ مزيده، وصلاة وسلاماً على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد، اللهم صل وسلم وبارك عليه صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذه بمشيئة الله عز وجل هي الحلقة الثانية عشرة في سلسلة حديثنا عن الدار الآخرة أو عن الموت وما بعده، وهي الحلقة الثانية في موضوع الحساب، اللهم ثبتنا عند الحساب يا رب العالمين، وهذه الحلقة تتصل بأهمية الحلقة السابقة، وقلت في مقدمة الحلقة الحادية عشرة: إن حلقة الحساب من أخطر حلقات الدار الآخرة أو من الحلقات الهامة في سلسلة حديثنا عن الدار الآخرة، وأكرر ما أقوله في كل سلسلة الدروس: إن حلقات الدار الآخرة ليست قصصاً تقص، وليست تسلية وتضييعاً للوقت، ولكنها عبارة عن تفتيح لقلوبنا عسى أن يتوب العاصي، وأن يهتدي الضال، وأن يرتدع كل من يأكل حراماً، وأن يعيد الظالمون إلى أصحاب المظالم مظالمهم؛ لأنه في ذلك اليوم لا يستطيع الإنسان أن يرد مظالم الناس إلا بالحسنات والسيئات، فهناك لا يوجد أحد نعطيه رشوة حتى يمشي الأمور، ولا صاحب ضرائب يمشي الموضوع وإنما هناك رب قهار جبار يقول يوم القيامة: لا ظُلْمَ الْيَوْمَ [غافر:17]، الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ [الفرقان:26] ويوم الدين: وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ [الانفطار:17-19].
فالأمر يوم القيامة لله عز وجل ليس لأحد، وما دام الأمر لله فإنه لابد أن يعيد الإنسان حساباته قبل أن يلقى رب العباد سبحانه وتعالى، إن المسلم السعيد هو الذي أعد قبره قبل أن يدخله أو قبل أن يسكنه، وأرضى خالقه قبل أن يلقاه، ثم ترك دنياه قبل أن تتركه.
لكن الكارثة فينا جميعاً أننا لا نترك الدنيا، ولكن هي التي تتركنا، لا يوجد أحد فينا يترك الدنيا حتى الذي يمسك في منصب من المناصب لا يريد أن يتخلى من منصبه، وإذا أحيل إلى التقاعد يأتيه اكتئاب، وبعد ما كان الناس يعظمونه ويحترمونه ويجلونه إذا بهم يتركونه ويهملونه ولا يوقرونه ولا يعظمونه، فيحصل له اكتئاب وحالة نفسية غريبة.
والمسلم من الواجب عليه أن يضع في ذهنه أن الدنيا كلها عارية مسترجعة، أمانة سوف تعود إلى خالقها سبحانه وتعالى، وما على المسلم إلا أن يعيد الحسابات في أن يترك الدنيا قبل أن تتركه، وليس معنى ذلك أنك تترك الدنيا، وتترك العمل، وتعتزل الناس، ولكن عش بين الناس بجسدك، وقلبك مع ربك سبحانه وتعالى تعيش مع الدنيا في الأعمال والأرزاق، وفي السعي والكد، وفي تحصيل العلم، ولكن قلبك متصل بالله عز وجل، تدعوه ليل نهار عسى أن تكون من التائبين، وعسى أن يكون قد غفر الله لك أو نظر إليك نظرة رضا تكون فيها سعادة الدهر كلها، اللهم اجعلنا من السعداء المقبولين يا رب العالمين!
مسئولية العلماء عن النصح وقول الحق
ووجب علينا إذا رأينا أحداً على معصية ألا نسكت؛ لأنه يوم القيامة سوف يتعلق بك، وإن رأيتني على الشر ولم تنهني فسوف تسأل عني، مثل العلماء المنافقين الذين ينافقون الحكومات في كل البلاد، سوف يسألهم الله عز وجل عن علمهم ماذا صنعوا مع حكامهم به، يا ترى نهوهم أو لم ينهوهم، ويا ترى تقاعسوا وخافوا على أنفسهم أم أنهم بلغوا كلام الله عز وجل، يا ترى هل أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر؟! يا ترى هل صنعوا ما كان يصنعه الصحابة مع الخلفاء والمسلمين ومع أمراء المؤمنين سواء في الدولة الأموية أو العباسية أم أنهم يطبلون مع من يطبل، ويزمرون مع من يزمر؟! ولو كان الناس ينافقون كلهم لوجب على العالم ألا ينافق وألا يخاف في الله لومة لائم؛ لأن الله سيسأله عن هذا العلم: هل بلغت؟! يقول: نعم يا رب بلغت، أنت بلغت المساكين الذين لا يقولون لك لا، لكن هل ذهبت إلى الرجل المفسد وبلغته وقلت له كلمة الحلق؟!
إذاً: سوف يسألنا جميعاً رب العباد عن تبليغنا أوامر الله عز وجل، وتبليغنا النواهي التي نهانا رب العباد سبحانه عنها؛ لأن هؤلاء سيتعلقون في رقبتنا ويقولون: أنتم كنتم معنا ولم تكلمونا، ذهبنا نزوركم ولم تسمعونا، لا، نحن إذاً نبلغ في كل وقت وفي كل حين، وهذه مسئوليتنا جميعاً أن نبلغ كلام الله عز وجل، ويقول صلى الله عليه وسلم: (بلغوا عني ولو آية)، حتى يقول: والله أنا سمعت الشيخ يقول كذا.
يقول صلى الله عليه وسلم: (فرب مبلغ أوعى من سامع، ورب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه).
الصحابة قدوة في قول الحق عند الخلفاء
فينادي عمر عبد الله ابنه ويقول: يا عبد الله بن عمر أجب عمك، قال له: أعطيت ثوبي لأبي فأكمل ثوبه، قال: الآن نجلس ونستمع، نعم، هذا هو الدين، هذا هو التبليغ، وقد قال عمر رضي الله عنه: أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم. فما دمتم تروني أمشي فيما يرضي الله، إذاً فعليكم بطاعتي ولا تعصوني، وعندما تروني منحرفاً -أقول لكم كلاما وأعمل خلافه- فليس لكم طاعة علي.
قال حذيفة بن اليمان رضوان الله عليه: يا أمير المؤمنين! والذي بعث محمداً بالحق نبياً لو وجدنا فيك اعوجاجاً لقومناه بسيوفنا، فتبسم عمر وقال: لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها، رضي الله عن صحابة رسول الله.
اللهم احشرنا في زمرتهم، واجعلنا من جيرانهم في الجنة، واجعلنا من الذين يكونون تحت لواء رسولك صلى الله عليه وسلم، إنك يا مولانا على ما تشاء قدير.
إذاً: أخطر المواقف في الحساب مظالم العباد، حتى إن كثيراً من الآباء والأمهات لهم حقوق عند أولادهم، فالحقوق هذه يأخذون بها حسنات، ويتمنى الأب والأم أن يكون لهما من الحقوق عند ابنهما أكثر من هذا، إذاً أين العاطفة؟ أين الحنان؟ لأن الكل يقول: نفسي نفسي.. نفسي نفسي، لا يوجد أم ولا أب ولا غيرهما، سبحان الله فأنت لا تعرف أباك ولا أمك، ولا هما يعرفانك هناك، ويعرفك امرأتك ولا ابنك ولا عمك ولا مديرك أبداً!
قال تعالى: لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ [عبس:37] فكل طير معلق بعرقوبه وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا [المعارج:10] لا يوجد أحد يسأل عن الثاني الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ [الزخرف:67] كلهم أعداء، الأصدقاء والصداقات كلها انقلبت إلى عداوات إِلَّا الْمُتَّقِينَ [الزخرف:67]، اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين!
إذاً: أنت عندما تصاحب الأتقياء فإنهم سيشفعون لك يوم القيامة، وأحياناً يكون هناك شخص ظلمك، ولكن هذا الظالم صنع خيراً كثيراً بينه وبين ربه، ومظلمتك صغيرة ماذا يعمل يوم القيامة؟ يأتي الله عز وجل أول ما يفصل في مظالم العباد فيقول: عبدي ما لك عنده؟ فيقول له: يا رب! باعني كذا وغشني في البيع مثلاً، باعني سيارة أو أرضاً وإذا بها مزورة وأخذ مالي ظلماً.
وكل شيء هناك بالميزان قال تعالى: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا [الأنبياء:47] حتى إن الله عز وجل ليأخذ للشاة الجلحاء من الشاة القرناء، إذاً: إذا أخذت من مال أخواتك في ميراث أو غيره حتى الدانق الذي يساوي اثنين مليم مصري يؤخذ منك مقابله يوم القيامة، فتأخذ بقية حسناتك مقابل الاثنين دانق، فيؤخذ منك ثواب سبعمائة صلاة مفروضة مقبولة، وكم صلاة تصلي في الشهر؟ مائة وخمسين صلاة.
أكلت (10000) جنيه كم سيؤخذ منك حسنات؟ ولذا يقول صلى الله عليه وسلم: (أتدرون من المفلس؟ قالوا: من لا درهم له ولا دينار).
فبعد ما يأخذ العبد مظلمته يقول له: عبدي! فيقول: نعم يا رب! فيقول: هل رضيت؟ يقول: لا زلت يا رب لم أرض بعد، فيقول الظالم: يا رب! لقد أخذ كل حسناتي، فيقول الله للعبد المظلوم: لقد أخذت كل حسناته فيقول المظلوم: يا رب! خذ من أوزاري وضعها عليه، فيأخذ الله من أوزاره، إذاً هو يأخذ أوزاره أساساً؟ وأوزار من ظلمهم.
لكن هذا الظالم كان يصنع الخير في الناس فيقول الله للمظلوم: انظر خلفك، فينظر المظلوم خلفه، ويقول الله: عبدي ماذا ترى؟! فيقول: يا رب! أرى قصوراً من ذهب لها حلل من فضة وزبرجد لأي نبي هذه؟ أم لأي شهيد؟ أم لأي صديق؟ فيقول له: لا لنبي ولا لشهيد ولا لصديق، إنما لمن يعطيني الثمن؟ قال: وما ثمنه؟ قال: أن تعفو عن أخيك، قال: عفوت عنه، قال: خذ بيد أخيك إلى الجنة.
قال الإمام الشافعي : من واجب الناس أن يتوبوا، لكن ترك الذنوب أوجب. يعني: الواجب أنني عندما أعمل خطأ أتوب منه، لكن من الأفضل أنني لا أعمل الخطأ.
أول ما يقضى بين الناس في المظالم في الدماء، فأول شيء يحاسبون عليه الدماء، القتل المادي والقتل المعنوي، القتل المادي: كأن يكون شخص أخذ سكيناً أو عصا فقتل أحداً أو صدمه بسيارة متعمداً حتى يريح الدولة منه، المهم بأي طريقة قتل فإن أول ما يقضى يوم القيامة بين الناس في الدماء، فيؤتى بالقتيل يحمل رأسه على كفه، تمتلئ أوداجه دماً يقول: يا رب! سل هذا فيم قتلني؟
حتى إن سبعة من أهل اليمن اجتمعوا على قتل رجل، فقتل عمر السبعة كلهم، فقيل له: أتقتل سبعة في واحد؟ فقال: لو اجتمع على قتله أهل اليمن لقتلتهم جميعاً، لكن في القانون الوضعي يقول لك: الذي حرض على القتل هذا لا دخل له.
الدال على الخير كفاعله، والدال على الشر كفاعله.
يعني: أنت لو قلت لشخص: هناك درس علمي في المكان الفلاني، فذهب هذا الشخص فإنه يكون له مثل أجره. ولو أن أحداً قال لآخر: هناك مقطع فلم في السينما جميل، ولم يذهب هذا الذي دل عليه، لكنه حصل على ذنب الذي دله فذهب؛ فالدال على الشر كفاعله!
يقول المقتول: يا رب! سل هذا فيم قتلني؟ فيقول الله: لم قتلته؟ فيقول: يا رب! قتلته لتكون كلمتك هي العليا، قال: صدق عبدي، أدخلوا القاتل الجنة؛ لأنه قاتل في سبيل الله، واحد قاتل في سبيل الله ومنع شراً عن المسلمين هذا في الجنة إن شاء الله، أما الثاني فيقال: لم قتلته؟ فيقول: قتلته لتكون لي الكلمة العليا أو تكون العزة لي، فيسحب إلى النار والعياذ بالله!
الدليل الثالث على أنك من السعداء المقبولين اللهم اجعلنا وإياك منهم والمسلمين والمسلمات يا رب العالمين الحاضرين والغائبين إن شاء الله، من أرضى خالقه قبل أن يلقاه، أنت سوف تلقى الله في إخوة أصبحوا من أهل الآخرة، وتركنا العباد في الحلقة السابقة وقد نودي على أئمة الخير، ونودي على أئمة الشر، إمام الخير: الرجل الذي يقود الناس إلى ما يرضي الله ربنا سبحانه وتعالى، ويأخذه على رءوس الأشهاد، وبعد أن يحاسبه ويكرمه بكرامته ومغفرته ورحمته يقول له: يا عبدي! بلغ من خلفك بمثل ما بشرناك به؛ لأنهم كانوا أناساً طائعين، والأئمة في الشر والعياذ بالله الذين يأخذون الناس إلى كل شر فتجدهم كثيرين في هذا الزمن.
ووجب علينا إذا رأينا أحداً على معصية ألا نسكت؛ لأنه يوم القيامة سوف يتعلق بك، وإن رأيتني على الشر ولم تنهني فسوف تسأل عني، مثل العلماء المنافقين الذين ينافقون الحكومات في كل البلاد، سوف يسألهم الله عز وجل عن علمهم ماذا صنعوا مع حكامهم به، يا ترى نهوهم أو لم ينهوهم، ويا ترى تقاعسوا وخافوا على أنفسهم أم أنهم بلغوا كلام الله عز وجل، يا ترى هل أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر؟! يا ترى هل صنعوا ما كان يصنعه الصحابة مع الخلفاء والمسلمين ومع أمراء المؤمنين سواء في الدولة الأموية أو العباسية أم أنهم يطبلون مع من يطبل، ويزمرون مع من يزمر؟! ولو كان الناس ينافقون كلهم لوجب على العالم ألا ينافق وألا يخاف في الله لومة لائم؛ لأن الله سيسأله عن هذا العلم: هل بلغت؟! يقول: نعم يا رب بلغت، أنت بلغت المساكين الذين لا يقولون لك لا، لكن هل ذهبت إلى الرجل المفسد وبلغته وقلت له كلمة الحلق؟!
إذاً: سوف يسألنا جميعاً رب العباد عن تبليغنا أوامر الله عز وجل، وتبليغنا النواهي التي نهانا رب العباد سبحانه عنها؛ لأن هؤلاء سيتعلقون في رقبتنا ويقولون: أنتم كنتم معنا ولم تكلمونا، ذهبنا نزوركم ولم تسمعونا، لا، نحن إذاً نبلغ في كل وقت وفي كل حين، وهذه مسئوليتنا جميعاً أن نبلغ كلام الله عز وجل، ويقول صلى الله عليه وسلم: (بلغوا عني ولو آية)، حتى يقول: والله أنا سمعت الشيخ يقول كذا.
يقول صلى الله عليه وسلم: (فرب مبلغ أوعى من سامع، ورب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه).
ولعلنا رأينا سيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عندما استوقف عمر بن الخطاب وهو يخطب على المنبر قائلاً: أيها الناس! اجلسوا واستمعوا، فقال سعد: يا أمير المؤمنين! لا جلوس ولا استماع، لماذا لن تجلس ولن تسمع؟ قال: وزعت من بيت المال على كل واحد منا ثوباً، وأنت رجل طويل فمن أين جئت ببقية ثوبك؟
فينادي عمر عبد الله ابنه ويقول: يا عبد الله بن عمر أجب عمك، قال له: أعطيت ثوبي لأبي فأكمل ثوبه، قال: الآن نجلس ونستمع، نعم، هذا هو الدين، هذا هو التبليغ، وقد قال عمر رضي الله عنه: أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم. فما دمتم تروني أمشي فيما يرضي الله، إذاً فعليكم بطاعتي ولا تعصوني، وعندما تروني منحرفاً -أقول لكم كلاما وأعمل خلافه- فليس لكم طاعة علي.
قال حذيفة بن اليمان رضوان الله عليه: يا أمير المؤمنين! والذي بعث محمداً بالحق نبياً لو وجدنا فيك اعوجاجاً لقومناه بسيوفنا، فتبسم عمر وقال: لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها، رضي الله عن صحابة رسول الله.
اللهم احشرنا في زمرتهم، واجعلنا من جيرانهم في الجنة، واجعلنا من الذين يكونون تحت لواء رسولك صلى الله عليه وسلم، إنك يا مولانا على ما تشاء قدير.
إذاً: أخطر المواقف في الحساب مظالم العباد، حتى إن كثيراً من الآباء والأمهات لهم حقوق عند أولادهم، فالحقوق هذه يأخذون بها حسنات، ويتمنى الأب والأم أن يكون لهما من الحقوق عند ابنهما أكثر من هذا، إذاً أين العاطفة؟ أين الحنان؟ لأن الكل يقول: نفسي نفسي.. نفسي نفسي، لا يوجد أم ولا أب ولا غيرهما، سبحان الله فأنت لا تعرف أباك ولا أمك، ولا هما يعرفانك هناك، ويعرفك امرأتك ولا ابنك ولا عمك ولا مديرك أبداً!
قال تعالى: لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ [عبس:37] فكل طير معلق بعرقوبه وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا [المعارج:10] لا يوجد أحد يسأل عن الثاني الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ [الزخرف:67] كلهم أعداء، الأصدقاء والصداقات كلها انقلبت إلى عداوات إِلَّا الْمُتَّقِينَ [الزخرف:67]، اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين!
إذاً: أنت عندما تصاحب الأتقياء فإنهم سيشفعون لك يوم القيامة، وأحياناً يكون هناك شخص ظلمك، ولكن هذا الظالم صنع خيراً كثيراً بينه وبين ربه، ومظلمتك صغيرة ماذا يعمل يوم القيامة؟ يأتي الله عز وجل أول ما يفصل في مظالم العباد فيقول: عبدي ما لك عنده؟ فيقول له: يا رب! باعني كذا وغشني في البيع مثلاً، باعني سيارة أو أرضاً وإذا بها مزورة وأخذ مالي ظلماً.
وكل شيء هناك بالميزان قال تعالى: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا [الأنبياء:47] حتى إن الله عز وجل ليأخذ للشاة الجلحاء من الشاة القرناء، إذاً: إذا أخذت من مال أخواتك في ميراث أو غيره حتى الدانق الذي يساوي اثنين مليم مصري يؤخذ منك مقابله يوم القيامة، فتأخذ بقية حسناتك مقابل الاثنين دانق، فيؤخذ منك ثواب سبعمائة صلاة مفروضة مقبولة، وكم صلاة تصلي في الشهر؟ مائة وخمسين صلاة.
أكلت (10000) جنيه كم سيؤخذ منك حسنات؟ ولذا يقول صلى الله عليه وسلم: (أتدرون من المفلس؟ قالوا: من لا درهم له ولا دينار).
فبعد ما يأخذ العبد مظلمته يقول له: عبدي! فيقول: نعم يا رب! فيقول: هل رضيت؟ يقول: لا زلت يا رب لم أرض بعد، فيقول الظالم: يا رب! لقد أخذ كل حسناتي، فيقول الله للعبد المظلوم: لقد أخذت كل حسناته فيقول المظلوم: يا رب! خذ من أوزاري وضعها عليه، فيأخذ الله من أوزاره، إذاً هو يأخذ أوزاره أساساً؟ وأوزار من ظلمهم.
لكن هذا الظالم كان يصنع الخير في الناس فيقول الله للمظلوم: انظر خلفك، فينظر المظلوم خلفه، ويقول الله: عبدي ماذا ترى؟! فيقول: يا رب! أرى قصوراً من ذهب لها حلل من فضة وزبرجد لأي نبي هذه؟ أم لأي شهيد؟ أم لأي صديق؟ فيقول له: لا لنبي ولا لشهيد ولا لصديق، إنما لمن يعطيني الثمن؟ قال: وما ثمنه؟ قال: أن تعفو عن أخيك، قال: عفوت عنه، قال: خذ بيد أخيك إلى الجنة.
قال الإمام الشافعي : من واجب الناس أن يتوبوا، لكن ترك الذنوب أوجب. يعني: الواجب أنني عندما أعمل خطأ أتوب منه، لكن من الأفضل أنني لا أعمل الخطأ.
أول ما يقضى بين الناس في المظالم في الدماء، فأول شيء يحاسبون عليه الدماء، القتل المادي والقتل المعنوي، القتل المادي: كأن يكون شخص أخذ سكيناً أو عصا فقتل أحداً أو صدمه بسيارة متعمداً حتى يريح الدولة منه، المهم بأي طريقة قتل فإن أول ما يقضى يوم القيامة بين الناس في الدماء، فيؤتى بالقتيل يحمل رأسه على كفه، تمتلئ أوداجه دماً يقول: يا رب! سل هذا فيم قتلني؟
حتى إن سبعة من أهل اليمن اجتمعوا على قتل رجل، فقتل عمر السبعة كلهم، فقيل له: أتقتل سبعة في واحد؟ فقال: لو اجتمع على قتله أهل اليمن لقتلتهم جميعاً، لكن في القانون الوضعي يقول لك: الذي حرض على القتل هذا لا دخل له.
الدال على الخير كفاعله، والدال على الشر كفاعله.
يعني: أنت لو قلت لشخص: هناك درس علمي في المكان الفلاني، فذهب هذا الشخص فإنه يكون له مثل أجره. ولو أن أحداً قال لآخر: هناك مقطع فلم في السينما جميل، ولم يذهب هذا الذي دل عليه، لكنه حصل على ذنب الذي دله فذهب؛ فالدال على الشر كفاعله!
يقول المقتول: يا رب! سل هذا فيم قتلني؟ فيقول الله: لم قتلته؟ فيقول: يا رب! قتلته لتكون كلمتك هي العليا، قال: صدق عبدي، أدخلوا القاتل الجنة؛ لأنه قاتل في سبيل الله، واحد قاتل في سبيل الله ومنع شراً عن المسلمين هذا في الجنة إن شاء الله، أما الثاني فيقال: لم قتلته؟ فيقول: قتلته لتكون لي الكلمة العليا أو تكون العزة لي، فيسحب إلى النار والعياذ بالله!