شرح الأربعين النووية - الحديث الثلاثون [2]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ولي الصالحين، والصلاة والسلام على نبي رب العالمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فمما فرض الله على المسلمين وضيعوه الحج.

من عبادات

والحج خاتمة أركان الإسلام، وبعضهم يتورع عن هذه الكلمة ويقول: خامس أركان الإسلام، ومهما يكن من شيء فالحج يجمع جميع أركان الإسلام فروعاً وأصولاً.

ففي العقيدة فيه توحيد الله سبحانه بادئ ذي بدء: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)، فقد جمعت هذه التلبية التوحيد بأقسامه الثلاثة: توحيد الربوبية: (النعمة لك والملك). توحيد الألوهية: (لا شريك لك). توحيد الأسماء والصفات: فيما يوصف الله من صفات الجلال والكمال.

ثم تأتي بعد ذلك بقية الأركان:

ففيه الصلاة: تصلي ركعتي الطواف.

وفيه الصوم: فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ [البقرة:196].

وفيه إنفاق المال: (ما الاستطاعة يا رسول الله؟! قال: الزاد والراحلة).

ولما كان أعظم الأركان، ويشمل الكثير من العبادات، وفيه مشقة الرحلة والسفر؛ جعله الله سبحانه وتعالى على المستطيع.

سبل المحافظة على الحج حسياً

كيف يؤدَّى هذا الركن العظيم، وكيف يحافَظ عليه ولا يضيَّع؟

يلفت النظرَ إلى ذلك قولُ عمر رضي الله تعالى عنه: ( الوفد كثير، والحج قليل )، فيحتاج الحج إلى حفاظ عليه، وقيام بواجباته، حتى يكون حجاً حقيقياً.

أول خطوة في الحج ليست التجرد ولبس الإزار والرداء وقولك: (لبيك) في الميقات، لا، فالحج يبدأ عند جمع المال للحج، يبدأ الحج مع كل إنسان من موطن كسبه لرزقه؛ فيبدأ مع العامل في عمله، والزارع في مزرعته، والصانع في مصنعه والموظف في مكتبه. لماذا؟

لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وضع لنا القاعدة الأساسية العامة فقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً)، وقال: (من حج بمال حلال وزاد حلال وراحلته حلال، فوضع رجله في الغرز فقال: لبيك اللهم لبيك، قيل له: لبيك وسعديك، حجك مبرور، وذنبك مغفور. وإن حج بمال حرام، وزاد حرام، وراحلته حرام، فقال: لبيك، قيل له: لا لبيك ولا سعديك، ارجع مأزوراً لا مأجوراً).

ولو جئنا إلى البديهة العقلية والنظام الاجتماعي: فأنت وافد على الله في بيته، أتفد عليه بما حرم عليك؟ أتسرق وتقول: يا رب! أنا جئتك؟! لا يا أخي! رد المال لصاحبه، وابق في محلك وقل: لبيك، ولا تأت بمال حرام!

وهذا يشبه لو أنك سرقت ثوب جارك، ثم دعاك لوليمة العرس عنده، فهل تلبس الثوب الذي سرقته منه لتحضر وليمته؟! وبم تفسر هذا الفعل يا أخي؟!

نعم الله على الإنسان كثيرة، ويدعوك إلى بيته: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً [الحج:27] ، فبأي صفة تأتي؟

يجب أن تأتي بما يناسب مجيئك، ومن جئت إليه.

ولهذا تأتي محظورات الإحرام لتهذب الإنسان، وتحوره في شخصيته، وتجعله خلاف الشخصية الأولى، قال صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)، قالوا: وبر الحج بأن يرجع صاحبه وقد صار خيراً مما كان، أنت ذهبت والاستقامة عندك (50 %) أو (60 %) أفترجع وأنت (90 %)؛ لكن إذا ذهبت وأنت (70 %) ثم ترجع وأنت (50 %)، فستكون هذه انتكاسة، كإنسان دخل المستشفى وهو مريض (50 %)، والمفروض ما دام أنه في مستشفى طيب، وعنده تجاوُب للعلاج، وعناية فإنه سيخرج متعافٍ بالكلية، أو حتى في النقاهة (90 %)، وكذلك الحج يعتبر مصحة نفسية بل وبدنية؛ فعلى الإنسان أن يراعي هذا العمل.

سبل المحافظة على الحج معنوياً

الحج له مقدمات وآداب ونتائج، فإذا تهيأت لك النفقة والزاد الحلال وجئت إلى الميقات، يقال لك: قف! إنك ستدخل منقطة جديدة فيها تُحَوَّر الشخصية، ستدخل في بوتقة، وتخرج من باب آخر بغير الشخصية الأولى، فتتجرد من ثيابك، وهل نزع الثياب ولبس الإزار والرداء مجرد شكليات أم أن وراءه شيء؟

لا والله! بل وراءه أشياء.

دخلنا إلى الميقات، وفيه مصري وشامي ومغربي وهندي وعربي وأعجمي، وغني وفقير، و.. و.. إلى آخره، وخرجنا من الباب الثاني سواسيةً، إزار ورداء، المصري ترك ثوبه أو جبته، وهذا ترك برنسه، وهذا ترك عباءته، والكل خرج بشكل واحد، الغني الذي كان يلبس ثياباً فاخرة رجع للإزار والرداء، والفقير الذي كان ثوبه مهلهلاً خرج بإزار ورداء، لا فرق لغني على فقير، ولا لكبير على صغير، ولا لمأمور على أمير، الكل سواسية.

إذاً: حصل تحوير أم لا؟

حصل مبدئياً.

وحينما تنزع ثيابك العادية تغتسل، وهل ثَمَّة نجاسة أو وسخ تريد أن تزيله؟

لا، لكن حينما تغتسل للإحرام تشعر بأنك تزيد في النقاء والتطهر، ويجب أن تنظر إلى الداخل، وتطهر صدرك، فلعله كان هناك تطاول على خلق الله، أو كان هناك غمز ولمز، أو كانت هناك سخريات، أو تفاخر، فيجب أن يغسَّل هذا كله: (الطهور شطر الإيمان)، وألزم ما يكون من الطهارة أن تطهر داخليتك، فهل تنظف الظاهر والداخل تتركه على ما هو عليه؟!

فتخرج من الميقات وأنت فعلاً تقول: لبيك اللهم لبيك، أقبلت عليك -يا رب- بكليتي قلباً وقالباً.

ومن تلك اللحظة تسير على مثال ملاك في شخصية إنسان، وتعلن التلبية، سِلْم لكل خلق الله، شعرك لا تنتف منه أي شعرة، وظفرك لا تأخذ منه أي وصلة، والصيد لا تمد يدك إليه، لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ [المائدة:94] لماذا؟ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ [المائدة:94] سبحان الله! محرم يقول: لبيك يا رب! والصيد أحل الحلال ويقول له: لا تأكله! والجمَّال أو السائق أو التاجر معك في سيارة واحدة يقتل الصيد ويأكل!

مَن أولى بأكل الصيد؟

المحرم؛ ولكن لا.

زوجتك التي معك أحلها الله لك بكلمة الله، وقبل أن تقول: لبيك، أنت معها في الفراش، وحينما قلت: لبيك، قال: قف! لا تمسها.

ما السبب؟

أنت لما دخلت منطقة الميقات، دخلت من أجل تحوير شخصية، حتى تتعود العفة، وكف اليد عن الإيذاء والتعدي، وضبط النفس عن محارم الله؛ لأن الشخص الذي يكف يده عن الصيد لا يمدها إلى المال الحرام، والشخص الذي يتعفف عن زوجته لا يعتدي على محارم الآخرين، وهكذا تمشي وأنت سِلْم للطير في الهواء، وللوحش في الفلاة، وللزوجة التي معك حتى تقضي نسكك، فأنت في هذه الفترة في محل التمرين والتدريب والترويض، فإذا نجحت في هذه المرحلة نجحت في غيرها، فإذا وقع منك اعتداء أخذت جزاءه، فإن قتلت صيداً فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ [المائدة:95]؛ وإن قربت زوجتك فعليك أن تمضي في هذا الحج على فساده، وعليك حج من عام قادم.

آداب الحج

قال الله في ذكر الآداب: الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ [البقرة:197]، حتى المجادلة والمناقشة لا تجوز في الحج ولو كانت في حق، اللهم إلا مناقشة في مسألة علمية، بما يصحح إحرامك وحجك وصلاتك في سفرك، وفيما يتعلق بأمر دينك دونما جدال، بل على سبيل المفاهمة، وليس على سبيل المجادلة.

ما الفرق بين المفاهمة والمجادلة؟

المفاهمة: طلب الفهم، وكل واحد من المتفاهمَين يحاول أن يفهم من غيره ويفهِّمه.

ولكن الجدل: هو أن تفتل الحبل بقوة حتى يصير صلداً، والجديلة : هي القوية؛ من برم الحبال وظفرها بعضها مع بعض.

فالجدال فيه نقاش بشدة وحدة، أما المفاهمة فعلى سبيل المعروف والأخذ والعطاء، والقصد الوصول إلى الحق.

كل من الجدال والفسق والرفث ممنوع في كل وقت؛ لكنه في الحج ألزم. لماذا؟

إذا كان كل اثنين سيتجادلان، ويأتي عربي وأعجمي، ويأتي واسع الصدر وضيق الصدر أحمق، فإذا حصلت مجادلة مع كل اثنين تخاصما فسيصير الحج فوضى.

لكن لا، فالذين يأتون من كل فج عميق هم في حاجة إلى التآلف والتعارف.

ومن هنا وجب أن يكون عمل المسلم في الموسم كله لأداء مناسكه، أما أن نشغل وقت الموسم لغير ذلك فهذا هو العبث، وخروج بالحج عن مجاله، فضلاً عن إفساده أو تضييعه.

فالحج ملتقى للمسلمين من مشارق الأرض ومغاربها، والحرم مأمن لكل من يفد إليه، حتى الطير والوحش، وكانوا في الجاهلية يحترمون ذلك، فقد كان الرجل يرى قاتل أبيه أو أخيه فلا يرفع إليه نظره، ويتركه. لماذا؟

حرمةً للبيت، وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً [آل عمران:97].

فإذا خرج من الحرم قلنا: شأنك به.

إذاً: آداب الحج تبدأ منذ أن تحرم، وتلتزم بتلك الآداب:

والرفث هو: حديث النساء بحضرة النساء، أنتم جئتم لتحجوا أم جئتم لتتغزلوا؟! هذا لا ينبغي.

والفسوق هو: الخروج عن الطاعة، ومنه: قولهم: فسقت النواة من الرطبة، وفسقت الحبة من الرحى: خرجت عن طحنها، وخرجت النواة من رطبتها، والفسق: الخروج عن طاعة الله، والفويسقة: الفأرة تخرج ليلاً للإفساد.

فلا فسوق في اللسان: بسباب أو جدال أو قذف.

ولا فسوق في اليد: بالاعتداء وإيذاء الآمنين.

ولا فسوق في العين: بالنظر والتتطلع إلى ما لا يجوز لها.

ولا فسوق في الأذن: بالاستماع إلى ما لا يحل لها.

ولا فسوق للقدم والرجل: بالسعي إلى ما لا يجوز لها.

((وَلا فُسُوقَ)): عامة في كل ما هو خروج عن جادة الإسلام، فمن أدى مناسك الحج على تلك الآداب كيف تكون عاقبته؟!

هيئة قدوم الحاج إلى مكة ودخوله إليها

كل ما يتقدم عرفة تهيئةً لذلك اليوم العظيم.

فتمشي على تلك الحالة ملتزماً آداب الحج، ملبياً لله سبحانه، مؤمِّناً كل مخلوق من شرِّك، اللهم إلا المعتدي، كما يقال: سلم لمن سالمنا، وحرب لمن عادانا، ولا نقول مثلما يقول النصارى: إذا ضربك أحد على خدك الأيسر فأدر له خدك الأيمن، لا والله! فإن اعتدوا علينا اعتدينا عليهم؛ ولذا قال صلى الله عليه وسلم: (خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم: الحية والعقرب والحدأة والغراب والكلب العقور)، إذا جاءت الحدأة وخطفت منا الأكل أنتركها؟ أو جاءت الفأرة أو العقرب، أو الحية أنستسلم لها؟ لا؛ لأن هذه مفسدات.

إذاً: المحرم سِلْم لمن سالمه، وحرب لمن عاداه، فإذا سار في طريقه حتى وصل مكة شرفها الله، يدخلها متذكراً دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح، فإنه دخل متواضعاً خافضاً رأسه حتى يكاد جبينه الشريف أن يمس رحل الراحلة تواضعاً لله أن فتح عليه مكة، وأنت شكراً لله أن منَّ عليك بهذا المجيء، وتأكد أنه ليس لوفرة مالك؛ فكم تركتَ أغنى منك في بلدك! ولا بقوة بدنك؛ فكم تركت من هو أقوى منك.

جئت بدعوة من الله، ولذا تقول: لبيك، وفي اللغة: حينما يناديك إنسان تلبي أي: تجيب الداعي، وأي نداء تلبيه أنت؟

يقول العلماء باتفاق: إن الله سبحانه لما كلف خليله إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام برفع القواعد من البيت قال: يا إبراهيم! نادِ في الناس: إن الله ابتنى لكم بيتاً فحجوه، وهو قوله سبحانه: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ [الحج:27]. رِجَالاً يعني: على أرجلهم، وليس المعنى رجالاً دون النساء، وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ : ذكر هذا في مقابل الرجال، والآن يأتون بسيارات، أو طائرة أو باخرة أو غواصة، مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ .

لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ [الحج:28]: هل يمكن أن تتحقق المنافع مع الجدال والخصومة واتخاذ المناسك شعارات خاصة؟

لا والله! لا تتم المنافع للناس إلا بالتآلف والتآخي واعتبار ذلك نعمة من الله؛ لأنه أعظم مؤتمر إسلامي ينظر فيه المسلمون مصالحهم.

فإذا وصلت إلى البيت، حمدت الله سبحانه، واستشعرت نعمته عليك، وأول ما تبدأ: الطواف بالبيت، كشخص ملهوف، وشخص له وجدان، وله إحساس ينتظر تلك اللحظة من زمن بعيد، فيأتي كالعاشق الولهان يطوف حول البيت تعبيراً عن اشتياقه لله، وأداءً للنسك الذي أوجبه الله عليه.

لما بنى إبراهيم البيت قال الله له: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ : نادِ في الناس: إن الله ابتنى لكم بيتاً فحجوه.

قال: وأين يبلغ ندائي؟

قال: عليك النداء وعلينا البلاغ.

فصعد إبراهيم عليه السلام على جبل أبي قبيس ونادى: أيها الناس! -وأين الناس الذين عنده؟ هو بوادٍ غير ذي زرع؛ ولكنه أمر الله- إن الله ابتنى لكم بيتاً فحجوه.

فلبى كل من أراد الله له الحج، حتى الذراري في الأصلاب، من لبى مرة حج مرة، ومن لبى أكثر حج أكثر.

أنت الآن تجلس بمذياع صغير قَدر الكف تضعه في جيبك وتحرك إبرةً صغيرةً، فيدور بك العالم من شرق إلى غرب ويأتيك بالأصوات، إذاعات على حسب موجات الأثير، تعطس في المذياع فيسمعك من كان في آخر الدنيا، إذا كان هذا صنعُ البشر، فكيف بالخالق سبحانه وتعالى؟! فهو قادر أن يُبلغ الأصوات للخلق جميعاً حتى الذراري في أصلاب آبائهم.

وكما جاء في حديث خطبة الوداع في منى، يقول راوي الحديث: (ففتح الله أسماع الحجيج حتى سمعوا خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم في خيامهم)، الرسول عليه الصلاة والسلام يخطب في منى في مسجد الخيف، والله يفتح الأسماع ويبلغ الأصوات، فسمع كل من كان في منى، أكانت هناك مكبرات صوت؟!

لا، لكن الله سبحانه وتعالى هو القادر على كل شيء؛ فكل من كان في منى سمع خطبة رسول الله، (بلغوا عني ولو آية)، (رب مبلغ أوعى من سامع)، وخطبهم وبين لهم أحكام الإسلام بمجملها في ذلك اليوم في تلك الخطبة.

إذاً: حينما تقول: لبيك، فهو إجابة لذلك النداء: إن الله بنى لكم بيتاً فحجوه، وقلت: لبيك، وأنت في صلب أبيك.

الحفاظ على أعمال الحج

نقول أيضاً: كيف تحافظ على طوافك، وهو أول أركان العمل؟

قد يكون طواف قدوم ، أو طواف حج، أو طواف عمرة! فإذا طاف الطائف حول البيت والحِجر تم طوافه، أما إذا فعل مثل أولئك الذين يختصرون الطواف من داخل الحجر، فيدخل ويخرج من الباب الثاني، ويترك الحجر عن يمينه، فما طاف بالبيت، وضيع حجه.

إذا جاء وحافظ على طوافه، ثم جاء إلى السعي بين الصفا والمروة، إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ [البقرة:158] إلى آخر السياق، فيؤدي هذا النسك كما أمر الله سبحانه وتعالى.

وهكذا وتجردك وتهذيب نفسك وكفها عما أحل الله فضلاً عما حرم، وطوافك بالبيت، والتزامك الملتزَم، وتقبيلك الحجر، وصلاة ركعتي الطواف خلف المقام. وتذكر: أيُّ مقام هذا؟ ولمن؟

كان إبراهيم عليه السلام يقوم ببناء البيت ومعه إسماعيل، وهذا الحجر كان يرتفع به إبراهيم عند البناء وينزل به، ما كان هناك (مصعد)، ولا كانت هناك آلات رافعة، وتتذكر مع كل ذلك نعم الله وقدرته.

فإذا جئت إلى الصفا والمروة تذكرت الآية الكبرى، وأخذت الدرس الأكبر في حياتك من قصة أمنا هاجر، وفي الأثر: (اسعوا كما سعت أمكم هاجر).

وأنت تطوف وتهرول ثلاثة أشواط، لماذا تهرول؟

تذكر حينما كانوا في صلح الحديبية، وكتبوا الصحيفة وأبرموا الاتفاقية على أن يرجعوا ويأتوا من عامهم القادم معتمرون ثلاثة أيام ويرجعون، فجاءوا لقضاء العمرة.

فلما جاءوا إلى البيت وأرادوا أن يطوفوا لعمرتهم في السنة التي تلي عمرة الحديبية، وهم على مقتضى الشرط عزل، إلا السيوف في قرابها، فلما أصبحوا في بطن مكة بين يدي العدو، وأهل مكة قد أخلوا لهم الطرقات، وخرجوا على رءوس الجبال لينظروا ماذا يفعل محمد ومن جاء معه?

فيأتيهم أستاذهم الأكبر إبليس، ويقول لهم: أين أنتم؟ هؤلاء قد جاءوا من يثرب، وقد أنهكتهم حمى يثرب، وأنهكهم السفر، لو ملتم عليهم ميلة رجل واحد لقضيتم عليهم واسترحتم، انظروا إلى هذه المكيدة!

فبيننا وبينهم عهد، وهذا العهد كما يقال: حبر على ورق، ليس له قيمة، ومن سيحاسبهم بعد هذا؟!

يحرضهم على أن ينقضوا العهد وأن يقتلوا المسلمين داخل المطاف!

أسألكم بالله لو نفذوا هذه الفكرة ماذا يفعل المسلمون؟ هل عندهم مدد يأتيهم من المدينة؟ ومتى يجيئهم؟ هل عندهم مدد من القبائل المجاورة؟ ولا يستطيعون أن يعاونوا هؤلاء على قريش؛ ولكن كما يقول علماء التربية: لا يفل الحديد إلا الحديد.

فيأتي جبريل عليه السلام ويخبر رسول الله بما أتى به إبليس.

إذاً: تلك فكرة متوجهة للمسلمين، ويجب أن نبطلها بفكرة مناقضة، لا تكن كالشخص المريض البردان الذي لا يقدر أن يحرك نفسه، لا، بل شَمِّر وهروِل، فنزلوا الطواف مهرولين مشمرين، والمشركون ينظرون إلى هؤلاء يقفزون مثل الغزلان، فقال بعضهم لبعض: يقولون: أنهكتهم حمى يثرب وأضعفهم السفر، والله! إنهم ليطوفون وكأنهم الغزلان، ما لنا طاقة بمثل هؤلاء، وأبطلت الخدعة أو الفكرة في محلها.

تأتي أنت اليوم يقول لك المطوف: اضطبع وهرول، فنقول: أولئك لما طافوا كانوا خائفين، ونحن اليوم آمنون ولسنا خائفين! فلماذا نهرول؟

فنقول لك: من حكم العقل في الشرع أبطل السنة.

جاء رجل إلى عمر رضي الله تعالى عنه فقال: يا أمير المؤمنين! لقد هرولنا مع رسول الله حينما كنا خائفين، والآن نحن آمنون فعلام نهرول؟ قال: يا ابن أخي! لقد هرولنا ونحن خائفون، وهرول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ونحن آمنون وهرولنا معه، فتلك سنة رسول الله.

أنت الآن آمن والحمد لله، أدامها الله علينا وعلى المسلمين جميعاً، وحينما تهرول وتسأل عن الحكمة، يقال لك: أصحاب رسول الله وقع عليهم كذا وكذا، فتتذكر فضل الله عليك، وتعرف مدى حقهم علينا؛ لأننا نعيش في ظل كفاحهم وجهادهم، وننظر كم ضحوا من أجل الإسلام والمسلمين من بعدهم.

عبرة وعظة من السعي بين الصفا والمروة

تأتي إلى الصفا والمروة، فيقال:

اجرِ بين العلَمين، أيضاً ستسأل: لماذا أجري؟

ومن العجب! أني سمعت شخصاً يقول له صبيٌّ صغيرٌ: اجرِ هنا، قال: لماذا؟

قال: لأن سيدتنا هاجر كانت تجري هنا لما كانت تطلب الماء لولدها.

فكان جوابه: هي تطلب الماء لولدها، وأنا ما علاقتي؟!

هذا من قلة الفهم! الرسول صلى الله عليه وسلم كم بينه وبين هاجر ؟ ومع هذا كان يجري ويسرع بين العلَمين؛ لأنك عندما تمشي تلك الخطوات تأخذ هذا الدرس في هذا المكان، وثق أن كل خطوة وكل شبر تخطوه في مناسك الحج هو درس وعبرة!

نعلم جميعاً أن أرض الشام تسمى أرض النبوات؛ لأن جميع أنبياء بني إسرائيل كانوا في الشام، فلما صار بنو إسرائيل غير صالحين لحمل الرسالة للبشر نقلها الله إلى البيت الحرام، وإلى ذرية إسماعيل، ونقلها إلى تلك البقعة في شخصية إسماعيل عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.

قال الله : وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ [البقرة:124]، ومن الابتلاء أنه حرم الولد، وما رزقه إلا بعدما بلغ الثمانين من عمره، ومن الابتلاء ما وقع له في بادئ أمره مع أبيه، ومع النمرود ومع قومه حتى تحداهم في الأصنام وكسَّرها، فأوقدوا له النار، وصبر عليها، فجعلها الله عليه برداً وسلاماً، ثم هاجرَ، وكل ذلك ابتلاء من الله، وإبراهيم يتم ويوفي: وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى [النجم:37].

فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً [البقرة:124]، ومن الابتلاء: أنه لما رُزِق الولد، لم يقر عنده، وتطيب نفسه به لله، ثم بأمر من الله: رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ [إبراهيم:37]، كأن قوله: عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ يريد به: عوضاً عن الزرع والمياه ونحوها.

ثم تأتي الدعوة: فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً [إبراهيم:37] ما قال: أرجلاً أو عيوناً أو أشخاصاً، لا. بل أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ [إبراهيم:37]، تكون في أقصى الشرق أو أقصى الغرب وقلبك يهوي إلى بيت الله الحرام، وربما ترسل الهدايا إلى البيت، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يرسل هديه من المدينة إلى مكة وهو جالس في بيته.

فترك إبراهيم هاجر وطفلها الرضع، وتأتي هنا المعجزة والدرس لكل من يسعى بين الصفا والمروة، امرأة مع طفل رضيع، ومعها سقاءٌ من ماء بواد غير ذي زرع، يضعها إبراهيم ويعود راجعاً.

فتسأله: إلى أين أنت ذاهب؟

- راجع إلى الشام.

- لمن تدَعْنا هاهنا؟

- لله.

- آلله أمرك بهذا؟ لأنه شيء غير معقول!

- نعم.

- اذهب فلن يضيعنا الله.

لاحظوا إيمان امرأة معها طفل تخاف عليه، ما دام أن هذا أمر الله فاذهب فلن يضيعنا.

أي إنسان عنده هذا اليقين بالله؟.. بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ ، ولا ماء ولا أنيس ولا جليس ولا شيء، وهي وحدها ومعها طفلها، فقالت: ما دام أن هذا من أمر الله فاذهب؛ فنحن في رعاية الله ولن يضيعنا.

أيوجد اتكال على الله أكثر من هذا؟!

ثم الماء الذي في السقاء انتهى، فأخذت تبحث عن الماء، وتريد أن تستطلع الوادي؛ لأن مكانها عند البيت منخفض، وإلى الآن تجدون محل الكعبة منخفضاً، حتى إن السيول كانت تدخل الحرم.

فنظرت إلى أقرب مرتفع إليها لتصعده وتستطلع ما وراءه لعلها تجد غادياً أو رائحاً يسعفها بماء، فكان الصفا، فصعدت عليه ولم تجد شيئاً.

فنظرت إلى أقرب مرتفع آخر تستطلع ما وراءه فإذا به المروة، وحينما تنزل من الصفا إلى بطن الوادي ينخفض مستوى النظر ويغيب عنها طفلها، فتسرع حتى تأتي إلى الجانب الثاني لترى ولدها، فتمشي مشياً عادياً، وهكذا بقيت ذاهبة آتية سبع مرات، فإذا بالمولى الكريم سبحانه وتعالى يغيثها بجبريل، فيأتي ويشق زمزم. ولِم لَم يكن هذا من أول مرة؟

الجواب: لما كانت آمالها مرتبطة بأسباب الأرض والخلق تُركت حتى تخلصت من تلك العلائق البشرية، ولم يكن أمامها مطمع في مخلوق، واتجهت إلى الخالق بكل إخلاص، فكان الفرج من عند الله.

وهكذا المولى سبحانه يريد أن تخلص اتجاهك إليه، وإذا رفعت أكفك وقلت: يا ألله. لا يكون في القلب سواه، فإذا توجهت حقيقة بقولك: يا ألله، كان لله، وليس لأحد سواه، فثق عندها بالإجابة.

وبعضهم يقول: هو الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب.

لكن أقول: لا، عند الاضطرار والتوجه بصدق، فإن أي اسم من أسماء الله يجري على لسانك يجيبك به؛ لأن المولى يريد أن تخلص له بالدعاء، كما جاء في حديث نصرة المظلوم: (إني لأنصر المظلوم ولو كان كافراً)، لماذا؟

لأنه علم أن له رباً فدعاه، فالكافر المشرك الذي يعبد الصنم أو يقول: الله ثالث ثلاثة، أو يقول: عزير ابن الله، هذا يفعله في حالة الرخاء والسعة، وعند الشدة يترك كل شيء، ويتجه إلى الله الواحد الأحد؛ لينصره من مظلمته، وهنالك يستجيب الله له؛ لأنه رفض كل الآلهة، واتجه إليه وحده.

حصين لما جاء وسأله رسول الله: (كم لك من إله؟ قال: سبعة. ستة في الأرض، وواحد في السماء. قال: من الذي لرغبتك ورهبتك؟ قال: الذي في السماء). يعني: عند الرغبة أطلب منه، وعند الرهبة أخاف منه، والبقية لست خائفاً منهم، ولا أطلبهم، فإذا كان الذي لرغبتك ورهبتك هو الذي في السماء، وهو الله سبحانه، فإذاً أنت مؤمن بالله في حالة الطلب.

وهكذا أمنا هاجر حينما سعت وترددت كان ترددها بمثابة صقل لهذا القلب، ونزع لكل خيوط الأمل من الأرض والبشر، حين تتوجه التوجه الخالص إلى الله، فجاء جبريل يشق الصخرة، وتنبع عين زمزم على وجه الأرض، حتى ترى الماء عند ولدها، وتأتي وتقول: زمِّي زمِّي، ويقول صلى الله عليه وسلم: (رحم الله هاجر! لولا أنها زمَّتها لكانت زمزم نهراً يجري).

إذاً: كيف تحافظ على السعي؟ وكيف تستفيد منه؟

الشخص الذي هذب نفسه، وجدد يقينه بالله، وتوكل عليه حق اتكاله؛ ينقلب إلى بلده وهو لا يرجو ولا يخشى ولا يعبأ بأحد إلا بالله.

دروس من منى وعرفات

ثم تأتي إلى عرفات، وقد هيئت تهيئةً كاملةً في العفة وفي الأمانة وفي التوكل، فتأتي إلى عرصة عرفات وأنت عبد رباني حقاً، وهناك يتجلى المولى سبحانه لأهل الموقف، كما جاء في الحديث: (إذا كان عشية يوم عرفة ينزل ربنا إلى سماء الدنيا يباهي بأهل الموقف ملائكةَ السماء)، أهل الموقف يخطئون ويصيبون، وملائكة السماء لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6]، لكن يباهي الله بأهل الموقف الملائكةَ ويقول: انظروا (انظروا إلى عبادي! جاءوا شعثاً غبراً ماذا يريدون؟ فيقولون: يا رب! يرجون رحمتك، ويخشون عذابك. فيقول سبحانه: أُشهدكم -يا ملائكتي- أني قد غفرت لهم، أفيضوا مغفوراً لكم، ولمن شفعتم فيه).

بعد هذا تنزل إلى منى، وتبدأ برمي جمرة العقبة، والقضية ليست حصيات ترميها أو تتمرن على هدف؛ فقد كنت قبل الحج مثقلاً بذنوب، ومكبلاً بقيود أوثقك بها عدوك إبليس، وحمَّلك إياها، وأنت قد جئت إلى بيت الله، وها أنت تفيض من عرفات لا قيد عندك ولا وزر عليك، فهل تكون نشيطاً أم كسلاناً، قوياً أم ضعيفاً؟ لا شك أنك قوي، فتأتي إلى عدوك وتأتي إلى الجمرات وهي رمزٌ للشيطان، كان يبدؤك بالعداوة وبالنكال وبالحرب وينتصر عليك، وأنت الآن في موقف القوي المنتصر، فتعلن عليه الحرب: باسم الله، الله أكبر، رجماً للشيطان، وإرضاءً للرحمن.

والذي يبدأ بالحرب على عدوه، ويعلنها عليه، أينام له ويسكت؟

لا، بل يكون في يقظة دائمة.

وقفة مع نحر الهدي ورمي الجمرات

ثم تذهب وتنحر الهدي وتتذكر فداء إسماعيل، وتتذكر بر الوالدين، وتذكر قول إبراهيم لإسماعيل عليهما السلام: يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى [الصافات:102]، لو جاء أبوك الآن وقال: أريد أن أذبحك، أريد أن أقطع إصبعك، ماذا ستقول؟

ستقول: يا أبي! ماذا بك؟! ما الذي صار في عقلك؟!

بل لو قال: أريد نصف مالك لامتنعت.

وهذا إبراهيم يقول لولده: يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ [الصافات:102] ولاحظ قوله: (إن شاء الله)، فهي أكبر عون للعبد مِنَ الصَّابِرِينَ [الصافات:102]، ويتم الأمر: فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا [الصافات:103-105] هنا انتهت المهمة.

ومن هذا تأخذ درسك: إن كنت ولداً فإلى أي حد تبر أبويك؟!

وإن كنت والداً فإلى أي مدى تطيع الله فيما أمرك؟!

وكذلك الأم.

جاء الشيطان إلى إسماعيل وقال له: أين تذهب مع أبيك؟

قال: لينفذ أمر الله.

قال: مره فلينتظر حتى يأتي الوحي عياناً؛ فيأخذ الحصاة ويرميه.

فيذهب للشيخ: أين تذهب بولدك؟

قال: لأنفذ أمر الله.

قال: انتظر حتى يأتيك الوحي عياناً؛ فيأخذ الحصاة ويرميه.

فيذهب للأم هناك: تركتِ ولدك مع هذا الشيخ! أتدرين ماذا يفعل به؟

فتقول: إلى أمر الله، إنه أبوه.

قال: سيذهب الآن ليذبحه.

قالت: إنه أمر الله، وتأخذ الحصاة وترميه.

ويقولون: هذا سبب رمي الجمرات الثلاث، والله تعالى أعلم.

قال إبراهيم: وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا [البقرة:128]، والله أراه المناسك، ولا زالت من زمن إبراهيم حتى اليوم مناسك المسلمين.

وهكذا يجب عليك أن تكون محافِظاً على حجك دونما ضياع ولا إهمال، حتى تقضي حجك.

روي أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر فضل الحج من مجيئك وخطو راحلتك، وطوافك وسعيك ووقوفك بعرفة إلى طوافك بالبيت وفيه: (تطوف بالبيت ويأتي ملك يربد بكفه بين كتفيك ويقول: استقبل عملاً جديداً، فصحيفتك بيضاء نقية).

وهكذا نكون قد حافظنا على الحج بما أوجب الله سبحانه وتعالى.

والله أسأل أن يوفقنا وإياكم جميعاً لما يحبه ويرضاه.


استمع المزيد من الشيخ عطية محمد سالم - عنوان الحلقة اسٌتمع
الأربعين النووية - الحديث الثاني عشر 3523 استماع
الأربعين النووية - الحديث الحادي عشر [2] 3212 استماع
شرح الأربعين النووية - الحديث الرابع والعشرون [3] 3185 استماع
شرح الأربعين النووية - الحديث الأربعون 3134 استماع
شرح الأربعين النووية - الحديث الرابع [1] 3115 استماع
شرح الأربعين النووية - الحديث الثامن عشر 3067 استماع
شرح الأربعين النووية - الحديث العاشر [1] 3044 استماع
شرح الأربعين النووية - الحديث الثامن [1] 2994 استماع
شرح الأربعين النووية - الحديث التاسع عشر [2] 2890 استماع
شرح الأربعين النووية - الحديث الثالث والعشرون [1] 2876 استماع